المحرر موضوع: "سفر الخروج" مسرحية لفرقة مسرح قره قوش عُرضت في عنكاوا. تدعو الى إصلاح ما أفسده الطارئون على المشهد العراقي للخروج من المحنة  (زيارة 891 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهنام شابا شمني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 502
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"سفر الخروج" مسرحية لفرقة مسرح قره قوش عُرضت في عنكاوا.
تدعو الى إصلاح ما أفسده الطارئون على المشهد العراقي للخروج من المحنة


عنكاوا كوم / خاص
بهنام شابا شمني

مرة أخرى يعود ابناء سهل نينوى مُمثلين بفرقة مسرح قره قوش (بغديدا) الى جعل عجلة الحياة تدور ، رغم كل ما وقعت عليه أعينهم من مشاهد لجرائم أرتكبت بحقهم على أيدي من سمّوا أنفسهم من بني الانسان. كانت الاولى في التهجير القسري، والثانية الهدم والحرق والسلب والنهب لدورهم في بلداتهم في سهل نينوى . عاد ابناء سهل نينوى اليوم يدعون أخوتهم في الانسانية والوطنية من مختلف الالوان من الذين ينشدون الخير للعراق على وضع جهودهم وافكارهم من أجل انتشال هذا البلد من المحن التي تمر به ودفعه نحو السير في طريق السلام .
كان هذا موجز لفكرة العمل المسرحي الذي حمل عنوان (سفر الخروج) وقدمته فرقة مسرح قره قوش في قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا ، وعُرض ليومين متتالين 28،29تشرين الثاني 2016 . وهو من تأليف "جوزيف حنا شعبو" وإخراج "وسام نوح الجميل" وجاء كإهداء الى بلدات سهل نينوى المحررة ( بغديدا، كرمليس، برطلة، بعشيقة وبحزاني، تلكيف، باطنايا، باقوفة، تلسقف، مار بهنام، مارأوراها) .
يبدأ العرض بمجموعة من الشباب يحاولون دفع سيارة توقف محركها عن العمل، لكن باءت كل جهودهم بالفشل . ثم تتوالى المشاهد المسرحية، فتمر صورة العراق من شماله الى جنوبه وبكل أطيافه مثقلا بأحداثه الدامية التي أنهكت شعبه يسير جيئة وذهابا على المسرح . يحاول "حسين" الميكانيكي الشاطر الذي لم يأتيه محرك إلا ووجد علته، إلا محرك سيارة هذا "المسيحي" الذي يرافق "أم عثمان" في مسيرة البحث عن ولدها "عثمان" الذي استشهد في موقف بطولي كان يحاول إنقاذ أبناء وطنه. مسيرة البحث طويلة حوار وجدال بين الثلاثة، الهدف واحد، الروح واحدة، الاصرار نحو الوصول الى الهدف المنشود لكن ينتهي العرض الذي ساد أجوائه اللون الاسود والمحرك لم يعمل.



وسام نوح مخرج المسرحية في حديثه لموقع "عنكاوا كوم"  بعد العرض وفي معرض جوابه على سؤالنا . الخروج من ماذا؟
الخروج من المحن، من كل ما يعكر صفو حياة كل عراقي. وأضاف نحن العراقيين ومنذ 2003 والى الان نعيش محنة كبيرة، هذه المحنة التي ألمّت بكل العراقيين، بكل أطيافهم، رغم أن العراقي بطبعه بسيط جدا، يعيش فلسفة بسيطة جدا ألا وهي التعامل الجدي مع الاخرين. لكن الحيثيات الجانبية التي دخلت حياته ما بعد 2003 هي التي قلبت حياة العراقيين وأتت بالسيئين . وتابع نوح حديثه نحن هنا في هذه المسرحية نريد أن نقول على كل من لا يريد بناء العراق فهو ليس منّا. وهذا هو أساس ما نبحث عنه. وأضاف أيضا التعايش كان موجودا بين العراقيين، ليست لديهم أية مشكلة في موضوعة التعايش. لكن هذه قدمت الينا من خارج الدار، لذا نريد أن نتخلص من هذه الآفة. ونتمنى أن يصل العراقيين بعقليتهم المتنورة الى يتخلصوا من هذا الهم الكبير كي يمارسوا حياتهم بشكل صحيح ويستطيعوا أن يعيشوا بشكل متوازن مع بعضهم.
وعن محرك السيارة الذي اصابه العطب منذ سنوات متى يعتقد "وسام نوح" سيُصلّح ومن بيده العصا السحرية التي تجعله يدور ثانية؟
أجاب قائلا محرك السيارة هو هذا العراق العزيز، والعصا السحرية هي بيد كل مواطن شريف ينشد الى بناء العراق. وزاد في قوله إذن نحن وصلنا الى نتيجة مهمة وهي موضوعة الاصلاح وأنت لاحظت ذلك بشكل جيد. أدوات العمل التي كانت تتغنى بها مجموعة العمل هذه هي أدوات الاصلاح، نحن ما لم نضع في عقليتنا موضوعة الاعمار وموضوعة التعايش مع بعض، لن نستطيع أن نصل الى نتيجة مهمة.
وفي سؤالنا عن تقبل الجمهور لموضوع المسرحية التي ترتقي الى مستوى المسرح الجاد؟ أجاب المخرج "وسام نوح" مهمة المسرح تختلف من شخص الى آخر، نحن مهمتنا أن نثير التساؤل. ومتى ما استطعنا ان نجعل المتلقي يسأل ويحاول البحث عن الاجابة، في تلك الحالة تكون رسالة المسرح قد وصلت اليه، هذه هي مهمة المسرح. ليس علينا أن نعطي حلولا للمشاهد وليس لنا أن نضع كل شيء امام عينيه. مهمة المسرح منذ القرن العشرين تغيرت من العاطفة الى موضوعة العقل الذي هو أهم شيء بالنسبة لنا. أنا ما يهمني أن أرتقي بالمتلقي الى أن يفهم مستقبلا، لربما لم يفهم من هذه المسرحية أجزاء كثيرة، عندها سيتسائل، وهذا التساؤل سيقوده الى الجواب الصحيح. ولربما لن يصل الى الاجابة الصحيحة لكنها قادته الى التساؤل وهذا هو المهم.
بقي أن نقول أن من قام بالادوار الرئيسية هم كل من "إخلاص متي ، عماد صبيح ، وعد توماس" والمسرحية كانت بدعم من منظمة (salt) الهولندية، منظمة الرسل الصغار.