لماذا لا تتبنى الكنيسة الكلدانية ملف تطويب مثلث الرحمة المطران الشهيد مار بولص فرج رحو ؟
---------
إذا استثنينا السيد المسيح له المجد والسيدة مريم العذراء ومكانتهما المقدسة لدى معظم اتباع المذاهب المسيحية في العالم يحتل القديسون المكانة المرموقة بين الأولياء والصالحين الذين يبجلهم معظم المسيحيون المؤمنون فالسيد المسيح هو رأس هرم القداسة في الديانة المسيحية أما السيدة العذراء مريم فتحتل المرتبة الثانية حيث في القرون الاولى لانتشار المسيحية في العالم ارتبط اعلان القداسة عفويا بشهداء الايمان المسيحي حتى القرن الميلادي الرابع فباتت كل كنيسة تحتفل بقديسيها وفقا لطقوسها وضوابطها وليشمل من لهم فضائل وعجائب واعمال مميزة قبل موته وبعده من غير الشهداء
وفي القرن الخامس عشر تم تشكيل مجلس لطقوس اعلان القداسة في الفاتيكان لمتابعة الملفات التي تعرض على الفاتيكان للتطويب وبعدها تم اجراء بعض التعديلات والاضافات على هذه الطقوس والشروط واصبحت اكثر تشددا واخرها اجراءات صدرت عام 1983 في عهد البابا الراحل الطوباوي قداسة مار يوحنا بولس الثاني حيث تم حصر اعلان القداسة ببابا الفاتيكان بالنسبة لكافة الكنائس الكاثوليكية في العالم
وخلال متابعتنا لاحتفالات الكنيسة الكاثوليكية في العالم نجد هناك الكثير من حالات التطويب والقداسة للاساقفة والكهنة والرهبان والشهداء وبعض المؤمنين من العلمانيين وطبعا هذا التطويب يمر بمجموعة من المراحل تسبق الإعلان الرسمي عن القداسة تبدأ منذ فتح ملف التطويب والتقديس لتنتهي عند اعلان القداسة من قبل بابا الفاتيكان حصرا وهي اجراءات طبيعية وقانونية تأخذ سنيناً وقد تأخذ في بعض الأحيان قرونا !!! وموضوع بحث مقالنا لماذا لا تبادر الكنيسة الكلدانية بتبني ملف مثلث الرحمة المطران الشهيد مار بولص فرج رحو بهدف تطويبه وتقديسه ؟ وماذا تنتظر ؟ هل هناك شك في سيرة حياته الروحية الوضاءة ؟ او في زهده او في مواقفه الشجاع وتضحياته الكبيرة من اجل ايمانه وشعبه ووطنه والتي ادت الى استشهاده بعد ما ذاق من التعذيب القاسي على يد مختطفيه من الارهاب الاسود والتطرف هو ورفاقه
دعوتي هذه اضعها امام انظار غبطة مار ساكو جزيل الاحترام وكافة الاخوة الاساقفة الاجلاء في الكنيسة الكلدانية لتبني الموضوع لان دماء شهداء شعبنا وامتنا دين دائم برقبة وضمير كل مؤمن بكنيسته وبوجوده ومستقبله القومي وانتمائه الوطني والديني والإنساني وفي مقدمتهم مثلث الرحمة الشهيد مار بولص فرج رحو لقد استشهد وسفكت دمائه الزكية من اجل ايمانه المسيحي ومن اجل وجودنا وبقائنا في ارض الاباء والاجداد ومن أجل حقوقنا وآمالنا واستشهد ليكون رمزا حيا لديمومتنا بتحدي وقهر قوى الارهاب والظلم والاستعباد
نتذكر هذا الرمز الخالد مثلث الرحمة الشهيد مار بولص فرج رحو ومعه كل شهداء شعبنا وامتنا اينما سقطوا في هكاري واورميا وامد وطور عابدين وماردين وسعرت وارها وآزخ والبشيرية وغرزان وسميل وصورية وفي كنيسة سيدة النجاة وفي بغداد والموصل والبصرة وفي كل شبر من ارض الوطن يحكي حكاية اسمها الشهداء الخالدين الذين اراقوا دمائهم الطاهرة على ثرى الحق والكرامة دفاعا عن الوجود القومي والديني هؤلاء الرموز والمصابيح المضيئة التي انارت بدمائها الزكية ظلمة الاعداء والحاقدين والعنصريين فما اعظم تلك الدماء وما اروع ما سطره اصحابها من ملاحم ستظل ذاكرة الانسانية تتذكرها الى يوم انقضاء الدهر لان ارادة الشهداء تنتصر دائما على عنجهية الظالم وعنصريته واستهتاره فما انبلكم وما اكرمكم حين رخصتم ارواحكم فداء تربة ابائكم واجدادكم طوبى لكم
مثلث الرحمة الشهيد المطران مار بولص فرج رحو شيخ شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي امسى مع الخالدين والقديسين والملائكة وخالدا عند جميع شرفاء العالم باختلاف أممهم وعقائدهم وخاصة لدى أهلنا في العراق من كل الاطياف والملل والنحل لانه قدم حياته قربانا من اجل عظمة مبادئه السامية وشعبه المسالم الاعزل وشعبنا العراقي بكل اطيافه يا شيخ الشهداء يتشرف بك وبطيفك نجم عاليا وساطعا في سماء الوطن خالدا أبدا الدهر تذكرنا بك سيرتك واعمالك وافعالك الخيرة وترانيمك العذبة المعطرة في كنائس واديرة مدينة الموصل العريقة
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com