المحرر موضوع: جبل مقلوب وسهله الفسيح  (زيارة 4238 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منذر حبيب كله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جبل مقلوب وسهله الفسيح
« في: 21:02 05/12/2016 »
جبل مقلوب وسهله الفسيح
عدة اسباب دفعتني  للكتابة عن هذا الموضوع ومنها عملي المتعلق بتلك المنطقة و ان الكثير من سكان محافظة نينوى وحتى  المناطق  المحيطة بالجبلين ( مقلوب وبعشيقة ) قد لايعرفون  ماهو الفرق    بينهما من حيث الموقع والتوزيع الجغرافي وذلك لانهما يبدوان سلسلة واحدة  للناظر اليها من بعيد ، ولأهميتهما التاريخية والاثارية للأديرة والمواقع الآشورية عبر 2700 سنة مضت ،  واحتوائهما على العشرات من المواقع والتلال الاثرية  .
 كتبت  هذه المقالة (مع التركيز على جبل مقلوب وسهله ) والتي من الممكن تطويرها مستقبلا   كبحث  مفصل لواقع تلك السلسلتين الجبليتين   والتي لم  تصل فرق  التنقيب  الى الكثير من تلك المواقع ولم  يستوف   المؤرخون حقها  ماعدا الجزء اليسير من قيمتها التاريخية . وكذلك خصوبة سهل مقلوب وحاوي النهرين الكومل والخازر والاودية دلوجة وشيفالوك المعروفين محليا .
 يعزوا  المؤرخون  تسمية  جبل مقلوب الى تراكم الطبقات  الجيولوجية  والجغرافية معا وانقلابها واحدة على الاخرى بل تراكم الاحداث التاريخية ايضا  . ومن هنا تمت التسمية  وهو الراي المرجح . الا ان  الطبقات الصخرية في منحدراتها  مقلوبة و ترى هاوية متناسقة بشكل رائع  . وضرب  راي آخر ايضا في  تسميته ، حيث عرف  هذا الجبل في المصادر السريانية ( بجبل الالفاف )وتعني الالوف ، لان الوفا من الرهبان انتموا  او التحقوا الى دير مار متي ،او نسبة الى الاعداد الغفيرة من النساك الذين سكنوا قممه وسفوحه ، كما عرف بجبل متي لان دير الشيخ متي انشيء فوق قمته الجبلية العليا بشموخ  والتي يرى بوضوح عن بعد ويبلغ ارتفاع الجبل ( 1000متر عند قمة الدير ) وفي السفح الشمالي واد سحيق يقال له ( وادي جهنم ) .وباختصار فان دير مارمتي بني في النصف الثاني من القرن الرابع او مطلع القرن الخامس من قبل مؤسسه الشيخ متي بعد ان غادر منطقة الروم ( دياربكر )بسبب اضطهاد يوليانس الجاحد ثم فالنس (464—378 م) نازحا الى البلاد الفارسية ( منطقة الاحتلال الفارسي) ، ويذكر المؤرخون ان الف راهب قد انتموا الى هذا الدير والاديرة الاخرى الواقعة في السفح الشمالي من جبل مقلوب وهي اديرة مار ابراهام او ديرا دريشا ، ومار يوحنان او ايشوع سبران الذي يقع في قرية محمد رشان ( استمر هذا الدير حتى القرن الثاني عشر حيث استولى عليه انصار الشيخ عدي وأحالوه معبدا للازيدية لاحقا (ديارات العراق للمؤلف البير ابونا )، دير مارزكا ايضا يقع في قرية محمد رشان ،وايضا دير آخر باسم ماريوحنان أما يوحنان هذا عاش في مغارة دون نور تشبه قبرا وان المغاور والصهاريج التي حفرت فيه فقد قام بها رجل قدير اسمه ( برزي ) الذي اطلق اسمه على هذا الموضع قرب كلي زرور وهناك قريتين بهذا الاسم تسمى برازي كبير وبرازي صغير ويطلق عليها في الخرائط الخاصة عمر هواوي نسبة الى التل المعروف في سهل القرية  ،دير كوخي اوكوختا  ، ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ان دير متي شرقي الموصل على جبل شامخ يقال له  جبل متي ، ومن استشرفه نظر الى رستاق نينوى والمرج .
 اذن هناك جبلين في تلك المنطقة أو بالاحرى سلسلتين جبليتين ( وليس جبلا واحدا كما يشاع خطأ ) الاولى جبل مقلوب من جهة الشمال ويسمى ايضا جبل الالفاف بالسريانية (: ܛܘܪܐ ܕܐܠܦܐܦܐ)(  وجبل متي نسبة الى الشيخ متي  ، وجبل بعشيقة من ناحية الجنوب من جبل مقلوب ويسمى بجبل بعشيقة نظرا لوقوع بلدة بعشيقة وبحزاني القديمتين على سفحه الجنوبي باتجاه مدينة نينوى العاصمة الاشورية .
 الجبلان (مقلوب وبعشيقة ) يقعان  شمال شرق  محافظة نينوى وعلى مسافة 25كم تقريبا او  7 كم شرق مدينة  ( دورشروكين الآشورية ) او مايسمى حديثا خورسيباد  ، حيث يشكل سورا طبيعيا لسهل الشيخان في تلك المنطقة القديمة ،  ومن جهة قضاء الشيخان  يبعد جبل مقلوب  مسافة 20كم من مركز قضاء الشيخان باتجاه الجنوب الشرقي . وفي السنوات الاخيرة تم استحداث ناحية كوحدة ادارية قريبة لتلك القرى الممتدة على سفح جبل مقلوب وهي ناحية زيلكان وكانت تسمى قبل 2003 بناحية الفاروق ، حيث تم في حينها تبليط شارع عام من مجمع كيس قلعة الواقع على الشارع العام ( الشيخان --- الموصل )  الى ناحية زيلكان  لسهولة التنقل من الشيخان الى قرى جبل مقلوب  ، وكذلك تبليط الطريق الترابي الذي كان يربط مجمع مهد ( يقع على الشارع المؤدي من مفرق الشيخان الى قضاء عقرة ) بالقرى التابعة للمجمع وهي ( محمودان ، موسكان ، مقبل ، خاتون آوة ، ثم قرية زيلكان التي تحولت الى ناحية زيلكان ) ومنها الى قرية قيماوة الواقعة على غرب نهر الخازر وبالتحديد عند ملتقى نهري الكومل والخازر  والتي تعتبر القرية الاخيرة من قرى جبل مقلوب التابعة لناحية زيلكان شرقا .وفي الحقيقة   ساعدت تلك الطرق في سهولة تنقل سكان القرى الواقعة على سفح جبل مقلوب ومساعدتهم في تطوير اراضيهم من الناحية الزراعية في مجال الري  وزراعة الخضر  او سهولة نقل المحاصيل الصيفية من الحنطة والشعير الى سايلوا الشيخان
جبل مقلوب "
يعتبر هذا الجبل الحد الفاصل بين الحدود الادارية لناحية بعشيقة التابعة لقضاء الحمدانية ( بخديدة ) وناحية الزيلكان ( فاروق سابقا) التابعة لقضاء الشيخان ، ويمتد الجبل من الشرق الى الغرب  ، ويبدأ سفحه الغربي  ابتداءا من قرية   هنجيروك  وكاني ساردك وزيلكان وتليها ( لاحظ الخريطة ) قرية طاق حمة  ثم اراضي قرية برازي كبير وبرازي صغير ( عمرهواوي) وبعدها قرية باباو ونيجي وبيران مقلوب ثم   قرية قيماوة في اقدام  الجبل المشرف على نهر الكًومل  عند ملتقاه بنهر الخازر.
 ( كاني ماريا ) موقع اثري يقع في المنطقة   الواقعة فوق وادي جهنم على الطريق مابين دير مارمتي وقرية  كَليشين ويوجد دهليز في كلي زاردق منقور في قلب الصخور الصماء يسمى رواق الملاك لوجود لوحة منحوتة لملاك حاملا بيده اكليلا وصليبا ومقاعد حجرية لوضع المصباح الزيتي .وكذلك دير مار متي الذي لازال قائما والحياة فيه نشطة بالرغم من وقوع ناحية بعشيقة اسيرة بيد تنظيم داعش الارهابي ، وآثار دير مار (ابروهوم ) القريب من القمة في اعلى السفح الشمالي ، والمزار الازيدي في قرية محمد رشان ويعرف ايضا بانه دير (مار زكاي القديم ) .
عند الكتابة  عن جبل مقلوب لابد من الاشارة الى موقعه الجغرافي وعلاقته بالسهل الخصب الواقع شمال الجبل  بين نهر الكومل غربا وسد جروانه شمالا و حاوي وادي شيفالوك وكوراف ودلوجة غربا ، نظرا لخصوبة السهل  نجد بين ثناياه عشرات القرى القديمة والمواقع الاثارية التاريخية ومنها موقع ( سد جروانه ) الكبير المرتبط بآثار خنس الآشورية  وعشرات التلال الاثارية المنتشرة والتي تم تسمية القرى الواقعة في سهله أو المجمعات السكانية باسمها فقرية خاتناوا مثلا سميت نسبة  الى تل خاتناوة و جمه رش نسبة الى تلها الاثري وموسكان وطاق حمة وزيلكان  وتل جومل ومهد وكرمبارك وكندالة وبيت نار وكاني ساردك وطاق حرب وطاق ميكائيل وهنجيروك  وبرازي كبير وصغير وكلشين ونيجي وباباو  التي تحتوي على تل عال على سفح الجبل وتسمى محليا قلعة باباو وتل كردكال  واعداد اخرى كثيرة لايمكن ذكرها لضيق المجال    كلها تسميات لقرى يتوسطها تل اثري  ، لقد اهمل الكتاب والمؤرخون العلاقة بين تلك المواقع الاثرية  وجريان المياه عبر الوديان والساقية القادمة من خنس باتجاه سد جروانه   ،فان لسد جوانه علاقة جغرافية بنهر الكومل  حيث ان سد جروانة يستقبل مياه الامطار بواسطة الوادي الكبير الجامع للوديان الواقعة شمال السد بالاضافة الى الساقية التي نجهل موقعها بالتحديد وبعد ان ينتهي السد من خزن المياه فان الفائض  منها يصب في الوادي الذي اقيم عليه السد ليصل بنهر الكومل اخيرا  حيث من المرجح ان الملك الآشوري سنحاريب قد خطط لزيادة مياه الكومل من خلال عبارة جروانه ايضا .لاحظ الخريطة المرفقه والتي توضح مخطط السد والوديان  شيفالوك ودلوجة  والذي يكاد يكون بحد ذاته نهر موسمي يجمع مياه مرتفعات قضاء الشيخان وسهل مقلوب والقرى المجاورة ليصبها في نهر الكومل الذي يلتقي بنهر الخازر بالقرب من قرية قيماوة القريبة من جسر مندان  والذي اقيم قديما على نهر الخازر الذي يقع على مسافة 7كم تقريبا غرب دير مارمتي .لاحظ الخريطة . المصادر " مسح موقعي وزيارات ميدانية لتلك المناطق والقرى من قبل كاتب المقال
1-   البير ابونا " ديارات العراق               2--جان فييه " اشور المسيحية الجزء الثاني
3--كوركيس عواد "تحقيقات بلدانية 4--  ومعلومات عامة من سكان المنطقة
                                                    منذر حبيب كلّه

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 760
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: جبل مقلوب وسهله الفسيح
« رد #1 في: 03:53 07/12/2016 »
شكراً استاذ منذر حبيب گله على هذا الموضوع التاريخي العلمي الشيق.مع الأسف اننا أصبحنا غرباء عن الموطن الجميل و الزاخر بآثار اجدادنا العظام.
                                حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل منذر حبيب كله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: جبل مقلوب وسهله الفسيح
« رد #2 في: 23:38 08/12/2016 »
السيد حنا شمعون المحترم
شكرا على مداخلتك القيمة
ان مااكتبه ليس الا توثيق لآثارنا وتاريخنا العريق وهو واجب مقدس
واتمنى ان تسنح لكم الفرصة في المساهمة في دعم قضية شعبنا ولو كنتم بعيدين في دول المهجر
ولك خالص شكري وتقديري
كما اود ان اشكر موقع عنكاوة دوت كوم الاغر لنشره مقالتي والمداخلات والردود
مع باقة ورد