ماذا فعلت الحركة الديمقراطية ألاشورية (زوعا) وسكرتيرها العام (يونادم كنا) لشعبنا؟
الجزء الاول
كنت أودّ الكتابة في هذا الموضوع منذ فترة طويلة ولكن وبسبب الانشغال بالعمل لم يتسنى لي ذلك. والآن وبعد ترديد هذا السؤال في اكثر من مكان ومناسبة وتكراره المستمر قررت الكتابة عنه.
ان الإجابة عن هكذا سوال ليست بالبسيطة مثلما تسال طبيبا كم عملية انجزت او مهندسا كم مشروع انجزت
فقبل الإجابة عن هذا السؤال، يجب التعرف على خلفية الساءل وعن اغراضه من الإجابة. فالكثير يسال هذا السؤال للتسقيط فقط وهو أصلا ليس مهتما بالموضوع فمهما تكون ألأجابة،سيكون جوابه ( ويعني شنو؟) طبعا وفعلا يعني شنو، لأنه ليس مهتما بااجواب أصلا.
اذا كان المستفسر فعلا يبحث عن الإجابة الحقيقية، فيجب على المجيب ان يكرر السؤال بدقة اكثر وما اذا كان يسال عن إنجازات الحركة كحزب سلطوي حاكم او عن ممثل لشعب بسيط في برلمانات غير ديمقراطية.
أولى الاجابات حسب رأي هي ان تسال انت المستفسر ماذا قدمت لشعبك وأمتك، ولا تسال ماذا عمل هذا الشعب او هذا الحزب لك، لان إنجازات الأحزاب القومية تكون لصالح شعوبها وليست لأشخاص ودائما لا تظهر ثمار هذه الإنجازات الا بعد مدة طويلة ( قد تمتد لعدة اجيال، اي ما يزرعه الحزب اليوم، قد لا يقطف ثماره حتى احفاده) وخاصة اذا كان الحزب خارج نطاق السلطة. وقد يسال الساءل ولماذا القيام بكل ذالك وإضاعة كل هذه الجهود والطاقات والوقت إذن؟ والجواب هو" ان الشعوب تحتاج الى احزاب وحركات عندما تمر بهكذا ظروف حرجة لتناضل من اجل حقوق شعبها وتغير واقعها المرير الى واقع أفضل وتهيئة الظروف الذاتية للشعب كي يكون مستعدا لتحسين واقعه عند توفر الظروف الموضوعية الملاءمة. وبعكس ذلك، اي ان كان الشعب يمر بفترة شهر عسل مع السلطة، فطبعا لا داعي للأحزاب والحركات لانه سوف لن يكون شيء تناضل من اجله."
يجب على السائل ان يعي ان الحركة ليست حزب حاكم ذو أغلبية برلمانية يمكنها ان تشرع القوانين و إنما هي ممثل بسيط لشعب مغلوب على أمره يجب عليها القتال من اجل ابسط حقوقها في برلمان غير ديمقراطي وأنها ذات إمكانيات مادية محدودة جدا ( مقارنة بالحيتان الكبيرة التي تحكم العراق حاليا) وتعتمد بصورة كبيرة على تبرعات الخيريين من أبناء هذه الأمة واشتراكات أعضاءها والنشاطات الاخرى آلتي تقوم بها بين الحين والآخر. وهنا قد يسال الساءل لماذا الاستمرار بالمشاركة بالبرلمان والسلطة وعدم الانسحاب وتشكيل معارضة من نوع ما؟ والجواب هو ان البلدان التي ننتمي الى برلماناتها ونشكل جزءا بسيطا جدا من حكوماتها لا تزال حكومات فتية لم يمر على إنشاءها الوقت الطويل ومازالت تعاني من مخلفات الدكتاتورية والشوفينية ولا ينفع معها الصراع السلمي عن طريق المعارضات والمقاطعات كما هو الحال في البرلمانات الديمقراطية وبالتالي وسوف تهمل ولن تحصل حتى على الحقوق البسيطة التي تم استحصالها حتى الان ومنها على صعيد ألأقليم:
اولا: بلورة الفكر القومي الاشوري وتحديد أهدافه ومطاليبه القومية (سياسية/ ادارية/ ثقافية) والتي كانت غامضة قبل ذلك ليس لبقي اطياف الشعب العراقي فحسب بل وحتى لغالبية أبناء شعبنا وبذلك أستطاعت الحركة تعريف وتقديم قضيتنا للفصائل العراقية المعارضة والمحافل الدولية. وكذلك استطاعت الحركة تغيير وجهة نظر نسبة لا باس بها من اطياف الشعب العراقي ان شعبنا شعب اصيل ووطني ولا يقبل بتجزئة العراق وليس كما كان يضن اننا شعب دخيل وعميل للمحتل (بسبب مخلفات الاحتلال البريطاني للعراق) وتصعيد الشعور الوطني لابناء شعبنا بأننا جزء لا يتجزء من اللحمة العراقية.
ثانيا: إصدار صحيفة بهرا بالسريانية والعربية والتي أستطاعت الاستمرار لفترة طويلة رغم الضروف القاهرة وتأسيس إذاعات وتلفزيونات محلية باللغة الام وبذلك استطاعت بناء كوادر حزبية مثقفة مدركة لقضية شعبنا القومية والوطنية لتكون قادرة على تمثيل الحركة والشعب في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
ثالثا: انشاء عملية التعليم السرياني وتبنيها والنظال من اجل استمرارها وإيصالها لاعلى المراحل حتى افتتاح قسم اللغة السريانية في كلية الآداب بجامعة بغداد. وبذلك استطاعت تخريج العديد من الأجيال المتعاقبة والتي أنهت جميع مراحلها الدراسية بكل موادها العلمية والأدبية باللغة الام. واليوم هنالك العشرات من الأطباء والمهندسون والكفاءات بمختلف الاختصاصات والقادرون على شغل كافة المناصب الإدارية وإدارتها باللغة الام.
رابعا: تزامنا مع عملية التعليم السرياني تم تأسيس اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري واتحاد النساء الاشوري والاحتفال برأس السنة البابلية الآشورية بمسيرة راجلة واحتفالات مهيبة سنويا تخللها مشاركة آلالاف من أبناء شعبنا بكافة طوائفه ومن مختلف مناطق العراق والمهاجر وكذلك احياء السابع من أب يوم الشهيد الاشوري باحتفالات تأبينية مهيبة. كل ذلك ساهم وبشكل فعال برفع الروح القومية والوطنية والوعي القومي لشريحة واسعة من أبناء شعبنا وزيادة اللحمة والوحدة القومية وبناء الجسور القومية بين الوطن والمهاجر.
خامسا: يتبع في الجزء الثاني
أيشو نونا أيشو
5/12/2016