المحرر موضوع: كنائسنا الشرقيه وعلم الادارة  (زيارة 2052 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الى كنائسنا الشرقيه: رؤيه من علم الادارة

ينسب أول تشريع أو سن قوانين لتسيير وإدارة أمور البشر لحمورابي في بابل ولكن ربما سبقه النبي موسى عندما اخذ النصيحه من حماء المصري في تقسيم الشعب إلى عشرات يكون لها رئيس يحل مشاكلها ويدير أمورها وفوق هؤلاء رؤساء آخرين يكونون مراجع لرؤساء العشرات وفوق هؤلاء الرؤساء كلهم يكون النبي موسى لحل الامور المستعصيه - وهكذا منذ البدء عرف الإنسان أهمية التشريع والبناء الإداري لكي تسير أمور الناس بصورة صحيحة: هذه ربما هي نواة نشأة علم الاداره
الإدارة وإدارة الموارد البشرية:
في الوقت الذي أصبح علم الإدارة مطلوبا في يومنا هذا في كل مفاصل الحياة اثبت فرع إدارة الموارد البشرية أهمية متميزة لتخصصه في تحديد وظيفة ومهام ومسؤوليات الأفراد والجماعات ضمن كافة الهياكل التكوينية للمجتمع سواء ضمن المؤسسات الحكومية أو الاقتصادية أو الدينية أو الاجتماعية أو غيرها. ففي القطاع الحكومي يتمثل دور إدارة الموارد البشرية برسم حدود كل فرد في جميع المراحل من أعلى الهرم في السلطة الحكومية الى اسفله لكي يعرف الكل مسؤولياته ومهامه وواجباته والتزاماته. وكذلك في المؤسسات الغير حكومية ايضا. اما ما يخص المؤسسه الكنسيه فمنذ البدء وضع البشير بولس الرسول المعالم الرئيسية لشكل شخصية رجل الدين في رسالته إلى طيموثاوس, والتي اذكاهاالوقود الإيماني وتأثيرات البشارة المستقاة من الكتاب المقدس و التفاسير الكهنوتية, كل ذلك املا ان يتمكنوا الرعاة من قيادة رعاياهم للحصول على نعمة الغفران والحياة الأبدية. أما بخصوص الامور الدنيويه بالنسبة لجسم المؤسسه الكنسيه فكان ومازال على الكنيسة اتباع القواعد المنطقيه في علم ادارة الموارد البشرية في رسم الحدود والوظائف والمهام لجميع الأفراد على اختلاف مواقعهم ضمن جسم المؤسسة. فعلى سبيل المثال الكنيسة الكاثوليكية بدأت منذ نشأتها بسن قوانين وضعية حددت لكل من رأس الكنيسة أي الكرسي الرسولي إلى أسفل الهرم صلاحياته ومهامه و متطلباته وحقوقه وواجباته. قداسة البابا ليس شخصا خارقا رغم انه معضدا بالروح القدس على قدر ايمانه إلا أنه يبقى إنسانا له حدود وطاقات بشرية وعليه النظر على الدوام إلى كنيسة الرب بشكل عام ليقول للرب نعم ربي بعونك سأحاول ما استطعت ان ابقيها سائرة في سبلك المستقيمة كما اردتها وحين يرى شائبة هنا او هناك او نقطه ضبابية في مكان ما من جسم الكنيسة لا يهملها لعلها الخروف الضال ولكنه ايضا لا يذهب ليصلحها بل يعرف او يستشير ليعرف من ينسب ليقوم بتصحيح الخطأ. نأتي بمثال عن الفساد الاداري قبل عدة سنوات في الفاتيكان, شائبة رآها قداسة البابا فرنسيس ولكن لم يجلس في القسم المالي ليصلح الفساد ولكن كلف من هم قادرين على تصحيح الخلل وعاد ليتابع دفة السفينة في ابحارها في عالم مليء بالمظالم. وهكذا تأتي جميع نشاطاته وزياراته إذ يخطط لها و يتدارس بها مع الكثيرين من اخوته وابنائه الأساقفة والمفكرين والعلمانيين قبل كل خطوة يخطوها: وحتى الخطب والتصريحات والنداءات فقد يحررها معاونين ذو اختصاص بعد تنقيحها من قبله أو من قبل آخرين مختصين (وبالطبع ما يتناسب مع توجهاته وتوجيهاته ورؤيته)

مثال ومقارنه:
في احدى الكنائس, وصلت ثلاثة استفسارات الى كاهن الرعية خلال اسبوع واحد حول توقيتات التناول الاول لاطفال الرعيه. في الأحد التالي وأثناء الموعظة طلب الكاهن من ابناء الرعية إعادة تشكيل اللجنه المسؤوله عن التناول الاول حجته انها على ما يبدو لا توصل خدماتها الى ابناء الرعية ولذلك تأتي الاستفسارات إلى الكاهن فما علاقة الكاهن بالأمور التنظيمية للتناول الاول!.
كهنتنا في الكنائس الشرقية يمسكون زمام كل الأمور بيدهم وتستمر هذه الصفة معهم حتى مع كبر مسؤولياتهم ومناصبهم وارتقائهم سلم المسؤوليات الأكبر ولكونهم بشر عاديين ليسوا خارقين وقدراتهم الفكرية والتأهيلية ذات حدود فيصبح احيانا التقصير واضحا في بعض نشاطاتهم.
في هذه الخورنة كاهن واحد وشمامسة معدودين ولجان من ابناء الرعية حوالي ثلاثين شخص من الرجال والنساء. اما الابرشية فهي مؤسسه كبيره, فبالاضافة الى الاسقف هناك كهنة مساعدين ومستشارين وكهنة رؤساء لجان وكهنة احتياط وكهنة مندوبين يرسلهم الاسقف لتنفيذ مهام معينة وعلمانيين أكثر من مائة وخمسين شخص. للرعية موقع الكتروني و الأبرشية موقع اكبر وجميع المنشورات والمطبوعات تحصل على موافقة اللجنة المختصة بالنشر في الأبرشية. واردات الابرشية المالية أكثرها من نشاطات الكنائس وهي تكفي لتمويل كل احتياجات الكنائس التابعة للأبرشية وفائض للنشاطات الإنسانية داخل وخارج الأبرشية.
اما بخصوص كنائسنا في الشرق, وحيث انه قد تغيرت الأمور عن السابق, فقد أصبح الكل يعلم أهمية الجانب المالي لتسيير أمور الكنائس ففيما مضى كانت كلفة إدارة الكنائس بسيطه وحتى كلفة بناء الكنائس كانت قليلة فعلى سبيل المثال كنيسة الطاهرة الكبرى في بغديدا وهي كانت أكبر كنيسة في الشرق الأوسط تم بناؤها بدون دفع أجور عمل لأن كل الذين عملوا في بنائها عملوا ذلك مجانا. ولكن ليس الحال كذلك اليوم ولذلك أصبح الكل يعي واجبه والتزاماته المالية للكنيسة مقابل المشاركة في النشاطات الكنسية من عماذ وبراخ وتناول وغيرها.

ما ذكرناه يؤكد اهميه ان يكون في كنائسنا الشرقيه جهه مسؤوله عن تحديد كافة المناصب ورسم الخطوط العريضه لمهامهم وواجباتهم وصلاحياتهم. كما انه ان الاوان لتخليص رجال الكهنوت من المسؤوليات الغير دينيه وتسليمها بيد ابناء الرعيه بل وتسليمهم مسؤولياتها وتوسيع نشاطاتهم والاستفاده من امكانياتهم ومؤهلاتهم لتوسيع عمل الكنيسه من الناحيه الثقافيه والادبيه والفنيه والاجتماعيه وبذلك يكون قد اعطينا الفرصه لرجال الدين ليمارسوا عملهم الروحي المطلوب كما يراه القديس بولس الرسول من ناحيه  ونكون قد ازدنا الوعي الديني والكنسي لدى ابناء الرعيه من ناحيه اخرى.
اما على مستوى الابرشيات والبطركيات, فبغية مواكبه العصر وتسيير الامور بالاساليب الحضاريه والاستفاده من العلوم الحديثه ومنها علم الاداره بالشكل الامثل, علينا تأسيس اقسام اداريه اذا لم يكن هنالك جهه مسؤوله عن هذه الناحيه ومتفرغه لهذه المهمه وحسب حجم المؤسسه فلربما كنيسه صفيره تكتفي بثلاثه اشخاص ولكن كنيسه كبيره كالكنيسه الكلدانيه قد تحتاج الى عشره او اكثر على سبيل المثال: اذ يجب ان يكون هنالك اساقفه مساعدين ومختصين ولكل نشاط يجب ان يكون اساقفه مؤهلين تقع عليهم المسؤليه المباشره لمتابعه ذلك النشاط وتقديم الاستشارات الى الاساقفه الرئيسيين, اما الاساقفه الرئيسيين فعليهم النظر من الاعلى لرؤية التوجهات الرئيسيه لكنائسهم.

القيادة والكاريزما
إن صفة القيادة مطلوبة في الكثير من الناس وليس في ما يعتقد أنها محصورة في القادة السياسيين وقادة الثورات وقادة الجيوش و الفيالق العسكرية. ان رئيس الحكومة قائد مؤسسه حكومية سلطوية ورب الاسره قائد تنشئة والمعلم قائد تربوي والكاهن قائد ديني والطبيب والمهندس ورب العمل ورئيس العمال والكل قائد في مجال ما بحدود معينة. ولذلك فإن ما يقال عن ان شخص ما يمتلك صفة قيادية في ما مضى أصبح اليوم علما يسمى علم القيادة يدرس الاسس والاساليب العلمية التي تساعد الانسان لإذكاء أهليه القيادة لتحقيق امور ايجابية كزيادة إنتاج صناعي او فكري.
تعددت المناهج القيادية في يومنا هذا,  فهناك المنهج التشجيعي والتحفيزي والذي اثبت نجاحه في المجتمعات التي تبنت الفلسفات الغربية, وهناك المنهج الاستبدادي السلطوي نجح استعماله في المجتمعات النامية, والمنهج التواضعي أي تحمل الاخفاقات وعطف النجاحات للاخرين. ولكن على العموم فقد اعتمد الفرد/القائد على المنهج الذي ينسجم مع طبيعته الشخصية ونظرته للحياة وطريقة تفسيره للأمور. اضف الى ذلك فقد عرف عن بعض الاشخاص امتلاكهم الى ملكه اضافيه أعطت طابعا خاصا لذلك الشخص بحيث اصبح لحضوره تميزا خاصا سميت بالكاريزما: ما يتمتع به رجل الدين من هالة قدسية هي كاريزما من طراز خاص!
هناك امثله كثيره من القادة الذين امتلكوا هذه الكاريزما ولكن أكثر من عرفوا منهم هم  من القادة السياسيين من أمثال هتلر وصدام حسين وجون كنيدي ومارتن لوثر كينغ وكذلك رواد مثل ستيف جوب وروبرت فورد. فلا بد أن يتذكر الكثيرين ارتفاع نسبة الانتاج والكفاءة في مواقع العمل وفي كافة الميادين في حضور صدام حسين وكذلك تأثير ظهور ستيف جوب حاملا الهاتف النقال الايفون على الملايين من الشباب وغيرهم في الولايات المتحدة وباقي أقطار العالم واسم مارتن لوثر كينغ في تغيير شكل المجتمع الأمريكي من مجتمع تتلاعب به افكار العبودية إلى مجتمع يحاكي ويغازل أسمى صور الديمقراطية
لقد منح الروح القدس رعاة كنائسنا ومع تقادم عظم مسؤولياتهم مسحة من هذه الكاريزما بانت واضحة على سبيل المثال بشكل جلي لدى البطريرك الكلداني لويس ساكو: كاريزما صقلتها علمانيته وافكاره النيره ونشاطاته الباهرة. هذه الكاريزما منحته قوة شخصية لحمل نير وثقل هموم المسيحيين على مساحة انتشارهم من مختلف الكنائس في العراق. ولكن الاعتماد على هذه الموهبة وحدها مع حجم المسؤولية التي يتبناها الأساقفة دون الاستفاده من الاساليب القيادية العلمانية الاخرى ومن ضمنها الاستفاده من الاساقفه الاخرين وإمكاناتهم تترك فسحة لانتقاد اية اخفاقات (متوقعة او غير متوقعه) تصاحب مسيرة نشاطاتهم. اضف الى ذلك انه مع الانفتاح الحديث بين الاديان ظهر شعاع بدا يخترق الحجاب القدسي الذي يحيط برجال الدين, لذا أصبح من الضروري على اساقفتنا الاجلاء التخلي عن الاعتماد على كاريزمتهم وان يتحلوا بمؤهلات الإدارة وتوزيع المهام على الجهات المساعده من رجال إكليروس وعلمانيين وكل حسب كفاءتهم وامكانياتهم ويقتصر دورهم على الاشراف والمراقبة والتوجيه وتقديم النصح للاخرين وتمكينهم وتشجيعهم وتقويتهم لأداء المهام المكلفين بها بالشكل المطلوب.

الكنيسة والتدخل بالأمور الدنيوية
كنائسنا اليوم لم تعد كما كانت أيام الرسل فقط لتقاسم الخبز والاشتراك في الذبيحة الالهية. كنائسنا اليوم اصبحت جزء من حياتنا تشترك معنا ونشترك معها في الكثير من النشاطات وحتى اليوميه منها تشاركنا اهتماماتنا و نشاركها اهتماماتها.
كنائسنا ممثلة برجال الاكليروس, تتأثر بأسلوب معيشة الشعب وتتفاعل معه وتتدخل في تفاصيله  مثل نشاطاته الثقافية والتراثية والسياسية والتجارية وكل ما يتبع ذلك.
من اكثر الامور الدنيويه حساسية هي علاقه الكنيسه بالسياسه. ففي يومنا هذا, اصبح الحديث عن العلاقة بين الكنيسة والسياسة كلام دارج على لسان أبناء الشعب بمختلف ثقافاتهم وانتماءاتهم وغاياتهم ولم يعد يسمع صوت الحقيقة لأن ضجيج الكلام الذي لا يرتكز إلى المنطق قد ملأ الكون صراخا. أن كلمة السياسة هي مرادفة لكلمة الإدارة والمحاسبة فكلاهما يدخلان في كل النشاطات البشرية وجميع مفاصل الحياة. ولكن ما يقصده هؤلاء هو العمل الحزبي - اي أن تقوم الكنائس باستعمال سلطتها وتأثيراتها وامكانياتها لتأسيس أو تأييد أو مناصرة حزب او تنظيم او مؤسسة هدفها المشاركة في رسم شكل الحكومة التي تدير امور الدوله وليس التي هدفها المشاركة في رسم شكل الثقافة او الفن والتراث في تلك الدولة ذاتها. ففي الوقت الذي يعتبر تدخل رجال الاكليروس في النشاطات الحزبية منافي للصفات التي حددها القديس بولس الرسول لخادم الرب. فأن تأثر ومشاركة  رجال الاكليروس  أبناء رعيتهم في كل ما يمس أمور حياتهم شيء طبيعي وهذا ما معمول به في المجتمعات المتقدمة حيث لا يحق لرجال الدين الترشيح لمناصب سياسية ولكن لهم الحق بل ويجب عليهم انتخاب السياسيين وكذلك قد أوجب عليهم قبول الانتداب في المحاكم المدنية مثلا إذا طلب منهم ذلك.
لربما نكون اننا نكيل بمكيالين: عندما تقوم الكنيسة برعاية نشاطات لتقويه اللغه او الازياء او الثقافة او الفن او التعليم او مساعدة المحتاجين نتفق معها,  واذا كان المجتمع بحاجة الى هكذا نشاطات ولم تفعل الكنائس ذلك فالويل والثبور والانتقاد نصيبها وخاصة اذا كان هنالك فراغ في هذه النشاطات كأن لا يكون هناك إمكانية لدى الحكومة أن تساعد المحتاجين او لا يكون هنالك منظمات انسانية مدنية لمساعدة الفنانين او انقاذ التدني الثقافي في المجتمع. ولكن اذا حصل فراغ في العمل السياسي للأحزاب العاملة (مثل ما يحدث الآن في خضم الاختلافات والتسقيطات السياسية بين احزاب شعبنا) ووجدت الكنيسة  لزاما عليها النصح او قول كلام ما أو القيام على الاقل بمحاولة جمع الاحزاب تحت خيمة وئام فإن المتضررين والذين ليس في اهدافهم الحقيقية التوحد والالتئام سوف يقومون برفض هذا النشاط من جانب الكنيسة وسيكون بنظرهم تدخل من قبل الكنيسة في السياسة.
على كل حال, يبقى على اساقفتنا الاجلاء الحذر في التعامل مع موضوع السياسه والعمل الحزبي عمليا واعلاميا ويجب الاعتماد على العلمانيين التابعين للكنائس في تمرير الالتزامات التي تُحمّل الكنيسه نفسها فيما يخص الامور الدنيويه وخاصه ما قد يلمح له بأنه له علاقه بالسياسه للتخلص من الانتقادات وقذف التهم جهارا.



غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي نذار: هناك امور كثيرة يمكن ان تقال في هذه الورقة ولكن لا اعتقد لها جدوى لهذا سنختصر .
الكل يعلم بأن المنصب الكنسي لم يبقى كما كان وذلك في قدرة وجاذبية العلمانية لهم . اي انهم ينحدرون نحو إشراك العلم اكثر فأكثر في امورهم اليومية وذلك لإضطرارهم لذلك او ستصل الامور الى المقاطعة .. لهذا يدرك الكاهن بأن علية المشاركة الفعلية في اغلب النشاطات لمنع ذلك الإنفصال وهنا يتدخل العلماني ناقداً ذلك التدخل وهو لا يعي بأن الضرورة هي التي تتحكم بتصرف الكاهن .
النقطة الاخرى وهي إن الكثير من الكهنة يعتبرون انفسهم كقادة حقيقيين ولهذا لا يقيمون اي اهمية للرعية او الخَدمة او حتى لا يثقون بهم او في الاكثر لا يرغبون ان يعي العلماني بكل التفاصيل التي تجري خارج وداخل الجدار فيقود الكاهن العملية برمتها بنفسه لعدم كشف الغطاء .
واعتقد لخصت كلمتك الطويلة بالسطر الاخير والذي كان الاهم عندما تقول :على كل حال, يبقى على اساقفتنا الاجلاء الحذر في التعامل مع موضوع السياسه والعمل الحزبي عمليا واعلاميا ويجب الاعتماد على العلمانيين التابعين للكنائس في تمرير الالتزامات التي تُحمّل الكنيسه نفسها فيما يخص الامور الدنيويه وخاصه ما قد يلمح له بأنه له علاقه بالسياسه للتخلص من الانتقادات وقذف التهم جهارا.انتهى الاقتباس
نعم يجب ان يكون ذلك .. تحية طيبة


غير متصل thair60

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 949
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ نذار عناي المحترم
تحية
لو تسمح لي بان اخرج عن الموضوع قليلا لأضيف شيئا يتعلق بهذا البحث العلمي للفائدة.
في امريكا لكل طالب علم في الجامعات والكليات هناك دروس اجبارية تسمى Required Lessons وهي دروس لا يستطيع الطالب إنهاء اختصاصه العلمي مهما كان من دون ان ينهي وينجح بتلك الدروس ، وهي دروس تتفاعل مع جميع الاختصاصات العلمية والهندسية والمهنية الاخرى. على الطالب ان يتلقى  على الأقل درس من دروس الادارة  مثل إدارة الاعمال ، إدارة الموارد البشرية وووو، درس في الثقافة والفنون مثل الرسم والموسيقى او النحت ، درس في العلوم الانسانية مثل التاريخ والجغرافية وغيرها. حيث ان الطالب عندما ينهي الاختصاص بعلمه الذي درسه يكون قد أنهى درس من كل حقل من حقول دروس ال Required. من تلك الدروس يتعلم الطالب اساسيات القيادة بعد ان يمتهن مهنته وأساسيات تصميم المكتب عند انشاء مكتبه ، وأساسيات الجغرافية والتاريخ عند الحديث عنها مع زبائنه مثلا ، وهكذا غيرها في الأمور الاخرى....
الاستاذ نذار المحترم
لعل من يقراء بحثك او دراستك هذه ان يستطيع ان يفسرها ليصبح قائدا ناجحا يقود موقعه علميا وعمليا بالمجال الذي يعمل به ان كان سياسي او رجل دين، او حتى رجل اعمال في الاختصاصات جميعها.
ان تأكيدك باهمية ان تكون في كنائسنا الشرقية جهة مسؤولة عن تحديد المناصب ورسم الخطوط العريضة لمهامهم وواجباتهم وصلاحياتهم، كما ان الاوان لتخليص رجال الكهنوت من المسؤوليات الغير الدينية وتسليمها بيد أبناء الرعية..... هي نقطة جدا مهمة بعد ان تغيرت المستويات الثقافية لمجتمعنا الشرقي الذي يصارع نحو التجديد ونحو الاندماج مع العالم الآخر.
تحياتي وتقديري
ثائر حيدو

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ نذار عناي المحترم

فحوى مقالتك غني في المعنى ويدل على مستواك الثقافي الرائع، فكراً وتطبيقاً. لكن لي ملاحظتين عن  المقدمة (ليس لها تأثير على محتوى المقال) والخاتمة التي أتت غير متناغمة جزئياً مع فحوى المقال.

في المقدمة، تجعل موسى النبي أقدم تأريخبا من حمورابي، اذ تنسب لموسى بداية علم الادارة ، في حين ان حمورابي أقدم من موسى بين ٣٠٠-٦٠٠ سنة حسب المدلولات التاريخية. اضافة الى ان حمورابي وضع قوانين ادارية وقانونية غطّت معظم نواحي الحياة، مقارنة ما تقوله عن موسى النبي.

في الخاتمة أخي العزيز، لا يتناغم استنتاجك مع فحوى المقال، وهذا جلي واضح استنادا الى ما تقوله. لابدّ ان نميّز بوضوح الفرق بين السياسي وبين من يتكلم في السياسة. السياسة ببساطة هي فن الممكن، والسياسي يعمل جاهداً لمصلحة حزبه المنتمي اليه حسب أفكاره واجنداته. اما الذي يتكلم في السياسة ( أمثال قداسة البطريرك ساكو والبطريرك يونان والبطريرك كيوركيس والبطريرك افرام وأساقفتناالاجلاء وكهنتنا وغيرهم من رجال الدين)، للخير العام ولخير شعبهم  لدرء الظلم عنهم والاجحاف بحقهم، فهذا جل واجبهم تجاه شعبهم. والأمثلة  كثيرة ، لنقلْ بدءا  بموسى النبي ويسوع المسيح دفاعا عن المظلومين ضد الشرائع اليهودية، ومار شمعون برصباعي، ومار طيماثاوس الكبير أحد جلساء الخليفة العباسي، ووووووو...،  واخيرا بالبطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين والبطريرك عمانوئيل الثاني عضو مجلس الأعيان، وحاليا بطاركتنا الاجلاء ، وبوضوح اكثر قداسة مار ساكو في هذا الظرف العصيب الذي تمر به امتنا.

لكل زمن وظرف، ضرورة حياتية ينبغي معايشتها للخروج بأفضل السبل للارتقاء بشعب ، أمة ، جماعة، ....نحو الافضل. تقبّل تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز نيسان الهوزي المحترم
تحيه وسلام
شكرا لمداخلتك الكريمه واسمح لي ان اوضح الاتي بخصوصها:
1 - المنصب الكنسي حاله حال كل المناصب الاخرى لا بد وان تمسه يد الحداثه على ان لا يمس الجوهر كي لا يفقد الصفه الكنسيه. وكذلك رجال الاكليروس كما وضحت في المقال عليهم ان يتبنوا العلوم بصورها الحداثويه ومن ضمنها علم الاداره والقياده.
2 - كل مقال يجب ان يكون له خلاصه او نتيجه يصل اليها فهكذا كانت الجمله الاخيره في المقال التي اقتبستها في مداخلتك. ولكن اخي العزيز انا لست نابغه لأقول خلاصات وعلى الناس الاستماع اليها وقبولها, لذلك وجب علي ان اقدم اسباب وتحليلات وتعليلات وامثله  قد تطول او تقصر كي اصل في النهايه الى الخلاصه التي اتوقع ان يتقبلها القراء بمختلف ثقافاتهم وقناعاتهم الشخصيه.
مع الود
اخوك, نذار

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز ثائر حيدو المحترم.
تحيه واحترام
اقدر عاليا مداخلتك الكريمة والتي اغنت الموضوع من جوانب متصلة بجوهر المقال, ويسعدني اتفاقكم مع ما جاء فيه
بالتأكيد انه من المهم أن يصاحب كل الاختصاصات شيء من العلوم الأخرى وذلك لأن اي علم او اختصاص لابد له ان يتصل مع العلوم والاختصاصات الأخرى من جهة ما. وتبقى الامور الماليه و الاداريه والقانونيه في يومنا هذا من الأمور التي لايمكن الاستغناء عنها في اي مجال. اضف الى ذلك استاذي العزيز ان هذا ليس في امريكا فقط, فابائنا واجدادنا كانوا يقولون عن المثقف (أو كما كانوا يقولون عنه – التعبان على نفسه) انه يعرف شيئا عن كل شيء.   كما انه شخصية الفرد وخصوصا عندما يتعلق الامر بالقيادة تتطلب ان يكون الانسان ذو معرفه بكل الامور الحياتية والعملية ليكون اسلوبه الخطابي متكامل وموضوعي ومؤثر في مستمعيه.
إن الحديث عن الامور الادارية وفصل الواجبات والصلاحيات وتحديد المهام ومثيلاتها من الأمور العلمانية في ما يخص الكنيسة اعتقد انه الجانب المناسب للعلمانيين للتحدث فيه بحرية مطلقة وليس الجوانب اللاهوتية التي من المفروض أن يكون رجال الدين أكثر تعمقا وتبحرا  فيها. ولذلك منحت لنفسي الحق للحديث فيها مع كامل احترامي لاراء وخصوصية آباءنا الروحيين في إدارة كنائسنا العظيمة بما يملي عليهم إيمانهم القويم.
لك التقدير والمحبه
اخوكم, نذار



غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز سامي ديشو المحترم
تحيه وسلام وشكرا على مرورك الكريم
في الحقيقه انا لست مهتما بالامور التأريخيه كثيرا عدا ما يترك بصمته على العلوم  الحديثه, وغايتي من ذكر  التاريخ كانت لتأكيد ان علم الاداره عرفت اهميته منذ القدم ليس الا. وايضا انا اتفق معك بانه من الافضل توخي الدقه حتى في الاشياء الثانويه كي لا يسحب المقال لمنحى مختلف, فشكرا على الملاحظه.
وأكون شاكرا اكثر لو وضحت لي كيف لم يتناغم استنتاجي مع فحوى المقال, فأن كنت تقصد الخلاصه فهذه ليست رأي الذاتي وانما تحصيل حاصل مبني على ما جاء في المقال.
كذلك, لم اجد في المقال ما يعارض تكلم الاساقفه في السياسه بل هنالك تأكيد على مشاركة الكنيسه في كل النشاطات التي تمس حياة الرعيه مع التعمق والانتباه.
اتمنى اعادة قراءة المقال وابداء النصح لأنني صراحة تهمني جميع الاراء.
مع التقدير
اخوك, نذار

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ نذار عناي المحترم

شكراً لردّك الذي أوضحتَ فيه عدم وجود ما يتعارض مع تكلّم الاساقفة أو رجال الدين عموما في السياسة وكما جاء في فحوى المقال ضمناً، أذ تقول في الرد: كذلك, لم اجد في المقال ما يعارض تكلم الاساقفه في السياسه بل هنالك تأكيد على مشاركة الكنيسه في كل النشاطات التي تمس حياة الرعيه مع التعمق والانتباه.

في الحقيقة كنتُ أنتظر في خلاصة المقال واستناداً الى فحواه، أن تُشير الى ان مايقوم به الاكليروس عموما في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا، وقداسة البطريرك مار ساكو تحديداً (لانه هو المعني مباشرة من بعض الكتّاب ويتّهمونه بانه يتدخّل في السياسة)، بان ما يقوم به ليس تدخلاً في السياسة.

كثير من القرّاء الكرام يقرأون مقدمة المقال ثم الخلاصة، ومنهما يستنتجون لبّ الموضوع. أو يرتكزون على الخلاصة لتقديم أفكارهم. ونفهم من خلاصة مقالك، وهي صحيحة لكنها برأيي المتواضع ليست شاملة، بان على رجل الدين أن يكون حذراً من التعامل في السياسة. اذ تقول فيها: على كل حال, يبقى على اساقفتنا الاجلاء الحذر في التعامل مع موضوع السياسه والعمل الحزبي عمليا واعلاميا ويجب الاعتماد على العلمانيين التابعين للكنائس في تمرير الالتزامات التي تُحمّل الكنيسه نفسها فيما يخص الامور الدنيويه وخاصه ما قد يلمح له بأنه له علاقه بالسياسه للتخلص من الانتقادات وقذف التهم جهارا.

عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة مباركة لكم والقرّاء الكرام، آملين ان تنتهي مأساة جميع المشرّدين ليبدأوا حياتهم من جديد.

سامي ديشو - استراليا