المحرر موضوع: قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ و ألأخطاء ألشائعة عن ألسريان  (زيارة 5937 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ و ألأخطاء  ألشائعة عن  ألسريان 

  لقد  أعاد  ألأخ  كورية  لحدو  نشر  بحث  حول  كتاب  للمستشرق
ألألماني كريستوف لوكسنبرغ  ( إسم  مستعار )  حول  تفسير  جديد
للقرأن عنوان  ألكتاب :

Die syro-aramäische Lesart des Koran.
Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache
(Das Arabische Buch, Berlin 2000)
" قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ مساهمة في تفسير لغة القرآن "
(دار الكتاب العربي، برلين 2000 )
    لقد  إطلعت  على  عدة  أبحاث  حول  هذا  ألكتاب  ألذي  يثير  جدلا
كبيرا  وقد  يكون  محقا  في  إعتماده  على  أللغة  ألسريانية  لتفسير
ألفاظ  عديدة  في  ألقرأن  ألكريم . سوف  أعلق  في  ما  ورد  في
ألمقدمة  ألتي  تتكلم  عن  ألسريان  لأنها  إحتوت  ألكثير  من  ألأخطاء
ألتاريخية  حول  ألسريان .
  ألمقال  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.metransparent.com/texts/ralph_ghadban_on_luxenburg.htm
و قد  يكون د. رالف غضبان  هو  صاحب  هذه  ألمقدمة  حيث  ذكر :
" لمّا تعذَّر على أهل اللسان إيضاح ما غمُض في لغة القرآن مع قوله بالنزول بلسان عربي مُبين، ذهب المفسّرون إلى أنّ هذا الغموض يعود إلى لغة قريش مُعللين اعتقادَهم بقوله تعالى (وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومِه ليُبيّن لهم) (سورة ابرهيم، الآية 4).
إنطلاقا من هذا الإشكال يتمَحْوَر البحث الجديد حول واقع اللغة، وبالأخص لغة الكتابة التي كانت منتشرة في مِنطقة الشرق العربي في الفترة التي دُوّن فيها القرآن الكريم. هذه اللغة هي الآرامية، وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية. وتنتمي أقدم نقوش آرامية اُكتُشِفت حتى الآن إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني. والطبرى لا يَذكر في تفسيره الآرامية بل السريانية. وما رفع من شأن اللغة السريانية ترجمة الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) منذ القرن الثاني الميلادي وربما قبله إلى سريانية الرُّهَى، وهي اللغة الآرامية المَحكِيّة في مِنطقة الرُّهَى (وهي أورفا الحالية) الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين. ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي وانتشار النصرانية على يد السُريان انطِلاقا من سوريا وبلاد الرافدين، أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية. وقد ورد في حديث نَبَوي شريف أن النبي (صلعم ) طلب من زيد بن ثابت الذهاب إلى بلاد الشام لتعلّم السريانية، مما يبيّن لنا أهمية اللغة السريانية (المسيحية) في العصر الذي نشأ فيه القرآن الكريم وما بعده ... "

أولا - أللغة  ألأرامية
ذكر  ألكاتب " وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية " .
*  لقد  أطلق  ألإغريق  ألتسمية  ألسريانية  على  أللغة  ألأرامية  نسبة
إلى  بلاد  سوريا  SYRIA  ألتي  صارت  بفضل  ألترجمة  ألسبعينية
مرادفة إلى  بلاد  أرام  ، أرجو  ألعودة  إلى  بحث :
 J .W WEVERS , ARAM AND ARAMAEAN IN THE SEPTUAGINT . in The World of the Aramaeans . pp 237 - 251 .

*  أللغة  ألأرامية  لم  تسم  سريانية  نسبة  إلى  مملكة  أشور ، لأن
ألأشوريين  ظلوا  محافظين  على  أللغة  ألأكادية  كلغة  رسمية ، ولكن
أللغة  ألأرامية  إنتشرت  في  بلاد  أشور  بفضل  ألعدد  ألكبير  من
ألكلدان و ألأراميين  ألمسبيين  إلى  بلاد  أشور .

* مملكة  أشور  لم  تكن  ضمن  بلاد  ما  بين  ألنهرين  ! ألإسم  ألتاريخي
ألأكادي  لهذه  ألمنطقة  هو  MAT-BIRITIM   
 ألأرامي  هو  بيت نهرين
ألعبري  هو  أرام  نهرين
أليوناني  هو  MESOPOTAMIA
و أخيرا  ألعربي  هو  ألجزيرة  !
و كل  هذه  ألأسماء  لها  مدلول  تاريخي  و جغرافي  و  هو ألجزيرة
ألسورية  مع  ألقسم  ألشمالي   ألواقع  تحت  ألإحتلا ل  ألتركي .
 لقد  إصطلح  بعض  ألعلماء  في  بداية  ألقرن  ألعشرين  على  تعميم
تسمية  MESOPOTAMIA  على  كل  ألعراق ، بينما  ألمصادر
ألتاريخية  تثبت  لنا  أن بيت نهرين  هي  ألجزيرة  و ليس  ألعراق  !

ثانيا - ألأراميون  و ألنصرانية

  يردد  ألكاتب  ألنظرية  ألشائعة بين  ألمثقفين  ألسريان  إذ  كتب :
" وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني " . لقد  نقل
بعض  علماء  أللغة  ألسريانية  في  أواخر  ألقرن  19  نظرية  ألعالم
ألفرنسي  QUATREMERE  بدون  ألإطلاع  على  كتابه  أو ألتحقيق
من  ألبراهين  ألعلمية  ألتي  يقدمها . لمزيد  من  ألمعلومات  حول  هذا
ألموضوع  أرجو  ألعودة  إلى بحثي  " لما  لقب مار أفرام بالسرياني ؟ "
موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kaldaya.net/Articles/300/Article311_Dec9_HenryKipha.html
  لقد  ظل  أجدادنا  محافظين  على  تسميتهم  ألأرامية  ألمرادفة  للتسمية
ألسريانية ، و هذه  ألحقيقة  مبرهنة  من  نصوص  سريانية  من  مار
أفرام  ألسرياني  من  ألقرن  ألرابع  إلى  ألقرن  13  ألميلادي  !
  أما   ألتسمية  ألسريانية  فإنها  صارت  مرادفة  للتسمية  ألأرامية
في  ألقرن  ألثالث  قبل  ألميلاد  أي  مئات  ألسنين  قبل  إنتشار  ألديانة
ألمسيحية  بين  ألأراميين .

ثالثا - بعض  ألأخطاء  ألتاريخية .

* ذكر  ألكاتب "  ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي  " . لا  شك  أن  بعض  ألإخوة  قد  لاحظوا
هذا  ألخطئ  إذ  أن  أبجر  ألخامس  قد  عاصر  ألمسيح  و هو  من  ألقرن
ألميلادي  ألأول و قد  حكم  على  فترتين
ألأولى  من  4 ق.م  إلى 7 ب.م
ألثانية  من 13  إلى 50 ب.م
يذكر  لنا  برديصان ألأرامي  في  كتابه  ألشهير  " شرائع  ألبلدان "
أن  ملك  ألرها  أبجر ألثامن  ألكبير  قد  تنصر و قد  حكم  من  177 ب.م
إلى  212 ب.م .

* كما  أن  إسم  ألمدينة  ألمباركة  يكتب  في  أللغة  ألعربية  "  ألرها "
و ليس  " الرُّهَى " .

* ذكر  ألكاتب  " في أواخر القرن الثاني الميلادي ... أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية."

* لقد  إنتشرت  أللغة  ألأرامية  في  بلاد  فارس  في  أواخر  ألقرن
ألسادس  قبل  ألميلاد  و ليس  في  ألقرن ألثاني  ألميلادي ! لقد إستخدم
ألفرس  ألأرامية  كلغة  رسمية  في جميع  أرجاء  إمبراطوريتهم
ألواسعة .

* لقد  نشر  ألأنباط  ألأراميون  أللغة  و ألكتابة  ألأرامية  في  شبه
ألجزيرة  ألعربية  ألشمالية  منذ  أواخر  ألقرن  ألرابع  قبل  ألميلاد .


  أخيرا  أن  صاحب  هذه  ألمقدمة  يردد  بعض  ألأخطاء  ألتاريخية
ألتي - لا  تزال - منتشرة  بين  ألسريان .  يجب  أن  نصحح  تلك
ألأخطاء  كما  يجب  نشر  ألدراسات  ألعلمية  حتى  ينقل " ألأخرون "
معلومات  صحيحة  عن  تاريخ  ألأراميين - ألسريان .

هنري بدروس كيفا