هناك من يحاول اختلاق روايات ينسبها للرسول (صلى الله عليه وآله) أو أهل بيته (عليهم السلام) أو الصحابة رضي الله عنهم لأجل أغراض يصبو إلى تحقيقها حتى لو أدى ذلك إلى الإساءة إلى الله جل جلاله أو النبي (صلى الله عليه وآله) أو أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أو الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
ومن هذه المختلقات ما يروى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تصارع مع الشيطان وتعلم منه التعويذة بآية الكرسي، وعن طريق هذه القصة المختلقة التي لم ترد عن الخليفة عمر يؤسس التيمية لأخذ الأحكام الشرعية من الشيطان بدلاً من الله سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله).
وقد علق المرجع السيد الصرخي من خلال محاضرته الثانية عشرة من بحث (الدولة المارقة.. في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله) بقوله ((.. التبصرة لابن الجوزي: فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ( جَلَس ابن مسعود(رض)، وفي سكينة، ووقار، وحوله رهط من الصحابة والتابعين , يقص عليهم الطرائف , ويروي لهم النوادر فقال : {{لقى رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشيطان في زقاق من أزقة المدينة فدَعاهُ الجنّي إلى المصارعة، فصرعه الصحابي(رض)، فقال الجنّي: دعني، فتركه الصحابي، ثم قال الجنّي: هل لك في المعاوَدَة؟ فتصارعا، فصرع الصحابي الجنّي , وجلس على صدره ، ثم قال الصحابي: أراك شخصًا ضئيلا كَأَنَّ ذُرَيِّعَتَيْكَ(يَدَيْك) ذُرَيِّعَتَا كَلْبٍ أو جنّي، فقال الجني: والله إنّي منهم ، فقال الصحابي : ما أنا بالذي يدعُك حتى تخبرَني ما الذي يعيذُنا منكم؟ فقال الجنّي: أية الكرسي ، فقال رجل لابن مسعود(رض): مَن ذلك الرجل؟ فقال: ومن عسـى أن يكون إلا عمر}}الطبراني9:المعجم الكبير// الهيثمي:مجمع الزوائد9// ابن الجوزي في المناقب .
أقول : سؤال للمارقة وأئمتهم وشيوخهم مشايخ التكفير وسفك الدماء والإرهاب، لمّا يأتي ذاك الشيخ ، ذاك العالم ، ذاك الإمام ويقول لك: آية الكرسي فائدتها الاستعاذة من الجن، الآن وبناءً على أن الرواية صحيحة، فهذه المعلومة من أين أخذت؟ الشيخ الذي يأتي بهذه المعلومة من أين أخذها؟ من أين أخذ هذا الحكم؟ من أين أخذ هذه الفتوى؟ هل أخذ الفتوى من الخليفة الثاني؟ ما هو الجواب؟ أخذ الفتوى من الشيطان !! إذن هذا شيخكم إمام المارقة من أين أتاكم بهذا الحكم؟ من الشيطان، ليس من الخليفة الثاني لأن أولًا: الخليفة الثاني لم يروِ هذه الحادثة. وثانياً: لم نسمع أن الخليفة الثاني قال: إنّ آية الكرسي تستعمل للاستعاذة، وأنّ هذه المعلومة أخذت من الشيطان، وبعد هذا أيضًا سؤال، نقول: هل يعقل بأنّ الخليفة الثاني قد صدق الشيطان بهذا الادعاء؟ لو صحت الرواية، من قال: إنّ الشيطان قد صدق القول؟ هل تأكدوا من هذا الجواب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ النتيجة: من أين أخذوا المعلومة؟ من أين أخذوا استحباب قراءة أو الحكم بأنّ آية الكرسي لها صلاحية للاستعاذة وتستخدم للاستعاذة من الجن؟ أخذوا هذه المعلومة من الشيطان !! هذه أكثر من الأخذ من الإسرائيليات)).
فعلى علماء المسلمين التدقيق والتحقيق في مثل هذه الروايات، وعلى عامة المسلمين الحذر والتريث في النقل والعمل بهذه الروايات لكونها تجعل الإنسان يأخذ أحكامه من الشيطان بدلاً من رب العالمين.
https://www.youtube.com/watch?v=9bVMmNozosEبقلم ايمن الهلالي
