المحرر موضوع: السلطات التي ابتلينا بها  (زيارة 1838 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السلطات التي ابتلينا بها
« في: 22:23 22/12/2016 »
السلطات التي ابتلينا بها


تيري بطرس
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبين الناس المسرة، بهذه العبارة يستقبل العيد، عيد ميلاد السيد المسيح، ولكن نحن حقا، كيف نستقبله، نستقبله بالخوف من الاتي، لانه مجهول لنا كليا، فنحن ارتضينا ان نكون لاعبا يلهو في ملعبه فقط، وعملنا كل مافي وسعنا لتقسيم ملعبنا اقساما واجزاء. والاغرب ان قياداتنا او المتسلطون فينا، هم ونتيجة تيههم وانشغالهم بصراعاتهم البينية، اضاعوا علينا الكثير الكثير،واليوم يعتبرون ان ضعفهم ليس نتيجة سياسات وممارسات حكومية اما مبرمجية او على الاقل مهمشة، بل نتيجة هذا الذي يلعب في ملعبهم ولكنه يلبس رقما اخر.
السطلة تختلف، باختلاف الشعوب ومكانتها وزمنها، فالسلطة قد تكون الحكومة، او قائد الشعب كما يقال او زعيمها او الشخص الاقوى او الحزب الاقوى او بالنسبة لنا ايضا السلطة تتمظهر ايضا في الموقع في الترتيب الكنسي. السلطة غريبة، انها تتمثل بكرسي ما، يجعل الاخرين يعتقدون في الجالس عليه، انه الامر الناهي، او ان كلامه درر وجواهر او ان لهذا الكلام مفعول العمل وقوة التنفيذ. السلطة احيانا تجعل من يتسلط يعير الناس بما انجزه وحققه، فصدام لم يعير الشعب العراقي فقط، بل عير حتى رفاقه، في قاعة الخلد حينما ساقهم للاعدام، قائلا، ماذا كنت تملكون قبل الثورة، فسلطة صدام اتت مما قيل لنا انها ثورة بيضاء. ولكن في الخفاء كانت الدماء تسيل والكل ساكت، وهيهات لمن ينطق. والا كيف قتل مئات الالاف ممن قيل انها معارضة للحكم الوطني، هذه الصفة الوطني التي لم نعلم لحد الان ماذا تعنيّ!! وكيف هجر مئات الالاف ممن شكك في وطنيتهم، وتم سرقة ممتلكاتهم وحتى اوراقهم الثبوتية، وكيف تم تدمير الالاف من القرى والحروب والانفال والمقابر الجماعية، والثورة، منذ اليوم الاول اصطبغت بالدماء. ومن خلف صدام ليس بافضل منه، فكل من في السلطة، يريد من العراقيين ان يعبدوه قائدا مغوارا واماما معصوما والا فالا يتذكرون احوالهم في ايام صدام.  عجيب امر السلطة، وكان راكبها يمتلك كل ما في الوطن، حق له، يرثه ويورثه، وما على المواطن الا التسبيح بمكرمات القائد الفذ، حتى لو كان من خسر ثلث العراق بين ليلة وضحاها. انهم كلهم يتهمون الشعب بانه ناكر جميل، انجازاتهم في اشاعة الموت في وطن مصطنع، يحالو الكل التمسك به في الاعلام وسرقته في الخفاء.
ان حاولنا نقد السلطة والمتسلط، القائد او الرمز، يقال لنا الا تشكرون ربكم، الم ياتي وياتي ويحقق ويحقق، وهكذا تتوالد السلطات ومنجزاتها، فنوري سعيد وعبد الكريم وعبدالسلام وعبد الرحمن واحمد حسن البكر وصدام حسين واياد علاوي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي و حيدرالعبادي، كلهم انجزوا للعراق ما لم ينجز احد، ولا نعلم من كان هذا الاحد، والدليل ان العراق يتراجع ويتراجع، فبعد ان كانت سجونه تظم اللصوص صار اللصوص حكاما والمعارضين في السجون، ووصل الامر ان السلطات والمعارضة تتباري في قتل المواطن، انه القتل ان كان القتيل شيعيا او سنيا او كورديا او اشوريا او ازيديا اومندائيا، ويقال وحدة وطنية وانجازات ثورية وعدالة اسلامية.
في بيتنا الداخلي، بيتنا الكلداني السرياني الاشوري، ان لم نسبح بانجازات المتسلطين فاننا سنعتبر من المارقين، وان لم نذكر انجازاتهم وليت هناك انجازات، فاننا سنعتبر من الحاقدين. يقول الكاتب الياباني نوبواكي نوتوهارا عن العرب ونحن والكورد محسوبون عليهم في عالم الثقافة والسياسية والجغرافية مع الاسف ((عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة أو أحد أفراد السلطة. هذا غير موجود لدينا على الإطلاق. نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي. باختصار، نحن لا نفهم علاقة الكتاب العرب بحكوماتهم.))
وكل من يطلق صرخة او اقتراح او مشروع، يعتبر ما يطلقه اخر الانجازات، وكل ما عداه هراء، وكل من لم يؤيد مقرحه هو من التابعين والذين يقبضون من الاجنبي. وقادتنا السياسيين، والكثير من الدينيين يقبضون رواتبهم وليس راتبهم، من عدة جهات وفي الغالب من يتهمون الاخرين بالتبعية لهم. وكل صرخات قادتنا انقاذية. ولكن الشعب الذي لا يفهم ولا يعي المرحلة وما يمر به العالم. تكاد مقولة مؤلف كتاب مأساة الاشوريين ستافورد الذي قال ان الاشوريين لم يعو الانهاك الذي اصاب العالم بعد الحرب العالمية الاولى، مما صعب عليه ان يولي قضيتهم الاهتمام، تتكرر مرة تلوة المرة، ولكن هذه المرة بقول من قادتنا السياسين والدينين.
بالامس اطلق غبطة مار وليس ساكو ندائه، ولا اعلم لمن اطلق النداء، ولماذا يتم اطلاق مثل هذه النداءات في الهواء ولا تبحث في جلسات مصارحة وحوار.  والى متى تكون الحلول المقترحة، نداءات اعلامية، وليست دراسات ومقترحات واسباب وموجبات. انها رغبة السلطة والتسلط، ورغبة القول اني فعلت وقلت ولم تسمعوا، انها طريقة مخاطبة القطيع وليس الشعب والاراء والافكار وتنوعها.
 ان كان احد ما ممن يعتبر نفسه جزء من السلطة ويمتلك القوة، فاما عليه ان يبرهن على قوته مع الاخر وان يبرهن على سلطته بجمع الكل ويضعهم امام الامر الواقع، فاما القبول بمخارج موحدة لمشاكلنا، مع اقتراح هذه المخارج المبنية على الدراسات وليس على الاهواء، او كفى من هذا الهراء. ان قيادة شعبنا اكبر بكثير من كنيسة او بطريرك واحد، واكبر من حزب وقائد واحد، ان قيادة شعبنا وحلول واقعية لمشاكل تتطلب جهد الكل على ان يتبلور من خلال الية و اهداف مشتركة، وكل طرف ياخذ جزء، ولكن ما يحدث ورغم كل ما حدث نشعر ان التنافس والصراع بين الاحزاب وقادتها وبين الكنائس واباءها له الاولية، ونداء غبطته ياتي من هذا المنطلق ليس الا، انه صراع من الاقوى في شعبنا الضعيف، وليس صراع من اجل ان نكون كلنا اقوياء مع اخوتنا في الوطن، ان نكون بمساواة شركاءنا في الوطن.
ان سرعة تراجع غبطة مار لويس ساكو عن اهدافه المعلنة، دلالة على عدم رسوخها، بل كانت لغايات اقل ما يقال عنها، انها جزء من ادوات الصراع مع الاخر، من نفس المكون المسيحي، وبالاخص مع كنيسة المشرق التي دخلت حوارا مع روما، وليس مع بطريرك بابل على الكلدان، انه باعتقادي كان لب الصراع المخفي لدى غبطته، فهو اراد الاحتواء، لاظهار قوته ومن ثم قدرته على اعادة الكنيسة الكلدانية الى وضعها قبل خمسون عاما، حينما كانت الاقوى والاكثر قدرة، وصوتها اكثر دويا. ولم يدرك غبطته، ان مشكلة كنيسته وكل الكنائس الاخرى، وضعفها، ليس في مع من تتحاور كنيسة المشرق، بل من بقى من ابناء الكنائس ومن اعضاء الاحزاب ومن مؤازري الجمعيات لكي يرفدوا هذه المؤسسات بالدماء والقوة.
المكون المسيحي، ولكن اي مسيحي، المسيحي المشرقي، الكاثوليكي بمعنى التابع لروما، الارثوذكسي، المسيحي من اتباع الكنائس الانجيلية، المسيحي الكوردي، المسيحي الارمني، ما معنى المكون المسيحي، وماذا ستكون مطالبه؟ اليس منطقيا، اننا وان لم نتمكن من توحيد قوانا تحت تسمية قومية، ورغم كل التنازلات المقدمة، من الاكثرية الوحدوية، (التي تؤمن بانتماءها القوميا الواحد)  بتبني التسميات المركبة، لغرض تحيق الوحدة، هذه الوحدة التي اوليناها الاولية على كل شئ، اليس منطقيا ان نقول المكون المسيحي المشرقي، ليس مكونا مسيحيا تابعا لروما،وليس تابعا لانطاكيا، وهذه امثلة، وصراع المذاهب لم يخبو بعد، بعكس الصراع التسموي الذي الهيتموا الشعب به، لحد انه قرف من كل شئ، وكانه كان هدف البعض.
تباء لسلطة تعتقد انها تدير مجموعات من فاقدي الارادة، وخراف تسير حسب ارادة راكبي كرسي السلطة،تباء لسلطة تعتقد انها تمتلك البشر ولا تدبر امورهم وتحل مشاكلهم. تباء لسلطة لا تعتقد انها تخضع لقانون الخطاء والحساب.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ


غير متصل حسام الدين حازم سامي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السلطات التي ابتلينا بها
« رد #1 في: 23:25 22/12/2016 »
الأستاذ تيري بطرس المحترم .
تحية مسيحية خالصة .
كل عام وانتم وشعبنا المسيحي بخير وبركة الرب يسوع المسيح وسلامه مع الجميع .
لا أراك سيدي مبتعداً عنّا في طرحكم للموضوع وبالتالي فنحن نرى ان هناك بدايات للتغيير وهذا لا يتم إلاّ من خلال كشف الأقنعة ( موضوعي الأخير تحليل رسالة النداء لغبطته ) فيها ما يتطابق وما طرحته نتأمل ان يكون هناك كتّاب يستطيعون ان يروا الخط الفاصل بين السياسة والدين ليثروا الموقع بآرائهم ... الرب يبارك حياتكم
حسام سامي 

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السلطات التي ابتلينا بها
« رد #2 في: 19:23 23/12/2016 »
الاستاذ القدير رابي تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
ساحتنا الكنسية والسياسية مليئة بالتشويشات والضوضاء والشغب الفكري و العقلي، في ظل حالات الاحتقان المستشري في داخلها، وايضا من خلال زحمة الاراء والاجتهادات وكثرة التحليلات وتنوع الثقافات والكتابات، حتى نخبنا المثقفة وقعت في فخ الانقسامات. وفي هذه المرحلة الحساسة لنا كشعب، على الجميع الاتفاق على بناء جبهة ضد من يقف امام طموحات توحد شعبنا، بالاضافة الى رؤية في مسالة ازمة خطابنا،لاننا بالفعل بحاجة الى تجديد خطابنا السياسي واللغة السياسية والثقافة السياسية القومية. نحن نرغب اليوم بافعال ،وليس تصريحات فارغ من اي مضمون، نحن نرغب اتخاذ مواقف حازمة ومصيرية ضرورية ننتقل من صراعاتنا وتعصباتنا الداخلية، الى افاق الرحمة والاخوة الصادقة، وايضا الانتقال من مرحلة  الانا الى مرحلة نحن.لاننا جميعا بحاجة الى معرفة ما نريده واين تكمن مصلحة شعبنا،لذى نحن نحتاج لايقاع جديد لتناول الافكار بعيدا عن قصر الرؤية والضبابية، لان ساحتنا الكنسية والقومية متجزئة ومتشرذمة معقدة في الافكار والطروحات والاستنتاجات، وبالتالي علينا ان نعلم هناك نقطة مهمة وجوهرية، يجب اخذها في نظر الاعتبار وان ننتبه اليها جيدا وهي، كيف لنا ان نبدا التشبيك فيما بيننا في التوحد والتواصل كشعب، لقد حان الوقت لان نتجاوز مرحلة القادات والشخصيات، لان المساومات على مستقبل قضيتنا القومية كثيرة وهناك الكثير من الاخطار المحدقة التي تهدد وجودنا في ارض الوطن. اذن علينا ان نتجاوز المذهبية والحزبية من اجل ان نكون او لا نكون.لان واقعنا اليوم اكثر من مؤلم، يحتاج الى لملمة الوعي،بعد ان فشلنا كنسيا وقوميا، لاننا كنا دائما ولا زلنا ننظر في صراعاتنا وتناحراتنا الى الاعراض دون تقصي اسبابها، وبالتالي لم يبق لنا الا الكلام لمفاهيم وهمية، وتفاؤلنا للمستقبل اصبح مهمة صعبة جدا ولكن ليست بالمستحيلة، اذا تمكنا من تحطيم الحواجز. لاننا بكل صراحة كامة وشعب لا نرغب بان نعيش على الفضلات. وتقبل مروري وكل عام وانتم والعائلة الكريمة بخير
هنري سركيس

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السلطات التي ابتلينا بها
« رد #3 في: 21:23 24/12/2016 »
الأستاذ حسام سامي المحترم
تحية، واعياد مباركة واماني بمستقبل افضل للجميع
نعم استاذي العزيز، هناك تماثل في بعض طروحاتنا حول الموضوع وان اختلفت الآراء، وهذا لا يفسد للود، بالعكس ان تلاقح الآراء والأفكار في ظل الاحترام المتبادل، يغني قضايانا ويمنحها ذلك الدافع لتقوى وترتقي وتتوسع. شكرا لمروركم الكريم
 
الأستاذ هنري سركيس المحترم
يا ريتنا استاذي العزيز نتفق، ولكن كيف الاتفاق، وكل واحد جالس في برجه العاجي ويتحفنا بمقترحاته واراءه ، وهنا لا اقصد الكتاب، بل من يتصدي لقيادة مؤسسة ما في شعبنا. ان المطلوب إيجاد الية وهي موجودة بالفعل، لتبادل الآراء والخروج باراء متقاربة وخطوات مقبولة وتبادل أدوار متفق عليه، حينها لن تكون هنالك ضوضاء غير ضوضاء الانترنيت وهذه ان لم تفد لن تغيير. ولكن ركوب الأمواج وكل مرة موجة جديدة، فهذا لا يعني ان من يدعي امتلاك السلطة ليس مهتما بإيجاد مخرج ما، ولكن يعني في اقل تقدير انه خارج الزمان والمكان.
تحياتي ونقدير وعيدا سعيدا وسنة افضل

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ