المحرر موضوع: تمنيات سياوش بعد اندحار داعش لعام الفين وسبعتاعش !  (زيارة 482 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
تمنيات سياوش بعد اندحار داعش لعام الفين وسبعتاعش !

كحال كل عام، يبقى المرء متفائلا مع نهاية عام وبداية عام آخر، بالرغم من ان المثل العراقي يقول: اليوم احسن من باجر! ويعود هذا الى نظرة الانسان التفاؤلية الى المستقبل الذي لا نعلم كيف سيكون، ابيض ام اسود ام (احمر!).
وكأحد افراد الشعب العراقي عامة، والكلدوآشوري السرياني خاصة من حقي انا ايضا ان اتفاءل برغم احتراق عام آخر من عمري، حتى بات الجواهري وصرخته، بعودة الشباب، تذكرني بما سيفعل المشيب. ولا اعلم ماذا كنت سأفعل، ان رجعت شاباً، في ظل الديمقراطية التي هلت على العراق. هل اكون في صفوف الـ(عطّالين البطالين!) ام في صفوف الـ(فاسدين !) ام في صفوف الساسة الـ(منافقين!)، ام في حضن الارهابين، وعصابات المافيا للمساومة على دمي باعتباري مسيحي (فقير !) لا حول له ولا قوة محلية او (قطرية !) او عالمية تقف خلف ظهره وتحميه، كما تحمي وتمول داعش (قطرياً !) وحتى عالمي، وبعدة طرق، منها الملتوية ومنها المباشرة.
ففي الاعوام الماضية، ذهبت تمنياتنا ادراج (داعش !) وريحها الصفراء، ولحقت بشعبنا في العراق وسوريا كارثة كبيرة، اخلت بديموغرافية ارضنا، وتسببت في انتشارنا، وبكافة الاتجاهات الاربعة، ليس توسعا كما فعلت الإمبراطورية الآشورية، وانما خوفا من الوحشية المفرطة  (لحماة !) الدين، والـ(مدافعين !) عنه وعن الاله. واستغل من نشط جين الاجرام عنده، من الجار، ومن كان صديق الدار، لينتفض، (ويعلس !)، جاره المسيحي، عودةً الى البداوة... الى الاصل، تاركا خلفه كل مظاهر المدنية والحضارة، لتنهار القيم والاخلاق في لمحة بصر، مع انهيار الدكتاتورية، وبزوغ فجر الحرية والديمقراطية، هذه الحرية وهذه الديمقراطية التي اثبتت الاعوام الثلاثة عشر انها لا تناسب شعوبنا في الشرق، المتعودة منذ 1400 عاما على الدكتاتورية، فالقرار كان ومنذ ذاك الحين قرار قائد، والبقية تتبعه. وسوريا احسن مثال على ذلك، فما تسمى المعارضة السورية تحاول ازاحة دكتاتور، من مفهومها الخاص، لتحل هي محله، وتمارس قسوة ووحشية ما بعدها وحشية ضد الشعب السوري، وما الفظائع التي ارتكبت من قبل داعش وجبهة النصرة وغيرها من الفصائل المعارضة الا خير دليل على ذلك.   
ومع هذا، وكما يقال رب ضارة نافعة، فان ما جرى لشعبنا من مصائب، وخلال الثلاث عشر سنة الماضية، جعلته يفكر مليا بالأسباب التي تجعل الجار ينقلب ويتوحش في لمح البصر، وجعلته يفكر بالطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الفلسفة المتدنية، وغير الحضرية، وبالتالي دعته ان يفكر هو الاخر بتغير فلسفته، وبتغير اسلوبه في العيش ما بين هكذا جيران. فكانت الضرورة الى الاعتماد على النفس لدرء النفس من مخاطر الهجوم عليهم وتشريدهم... فصار القرار الى تشكيل ما يمكن تشكيله من قوات لحماية انفسهم وارضهم وعرضهم. وبمساعدة الخيرين من ابناء شعبنا وبجهود المخلصين من سياسي شعبنا ونظرتهم المستقبلية، جرى تشكيل قوات حماية سهل نينوى، التي شاركت في تحرير قراهم وبلداتهم من اشرس قوة ظلامية. هذا التحول في سياسة شعبنا، اي الاتجاه الى السلاح وحمله، دفاعاً وليس عدوانا على احد، هو بحد ذاته نقلة نوعية في فلسفة شعبنا، واعادة نظر من الجانب الآخر تجاهنا. 
ان حمل السلاح وتوظيفه لحماية شعبنا اولا، هي من اهم امنيات سياوش، التي تحققت في ظل الحركة الديمقراطية الآشورية، التي كانت السبّاقة في بناء قوة نظامية تابعة للجيش العراقي، وللعراق. 
اما الامنية الاكثر اهمية فهي: الارض التي سيتم حمايتها بهذه القوة... محافظة سهل نينوى، فقد اصبح الوقت مؤاتيا لتشكيل محافظة لأبناء شعبنا الكلدو آشوري السرياني، بعد هذه الهزات التي حاولت ان تقضي عليه. لقد كنا واثقين ان عملية التحرير ستتم عاجلا ام آجلا، لكن لم نكن نتصور ان العملية تأخذ كل هذا الوقت.     
 ومن اماني سياوش لعام 2017 اعادة بناء البلدات والقرى في سهل نينوى وبما يناسب متطلبات العصر ولتكون قبلة المهجرين والمهاجرين، في العودة، ليس فقط لسهل نينوى وانما لأرض الوطن ايضاً، وبالتالي لاستثمار ما يمكن استثماره لتطوير السهل واستغلاله لخدمة ابناء شعبنا، والشعب العراقي.
وفي شأننا القومي نتمنى ان نتفق جميعا على ضرورة الوحدة القومية من خلال فكر وفلسفة (تربطنا !) دائماً، وعدم التمسك بالقشور لتشتيت عملنا ولم شملنا القومي، ونأمل ان يلعب الوازع الديني والمذهبي دورا مهما في (الربط !) ولم الشمل بدلا من العمل على تشظيه، وان يعمل عمل القفاز في اليد الواحدة. وهكذا بالنسبة للحياة الاجتماعية والثقافية والرياضية والسياسية، فلا مجال بعد اليوم على لفظ احدنا الاخر، بعد ان تكالب الـ(اصدقاء !) والـ(جيران !) بعد الاعداء علينا. ان عملية التغيير التي نتوخاها للم شملنا تتطلب مجهودا كبيرا، ثقافيا من قبل مثقفينا، واجتماعيا من قبل المؤسسات الاجتماعية وسياسيا من قبل احزابنا السياسية، ودينيا من قبل الكنيسة ومؤسستها.
هذا فيما يخص شعبنا الكلدوآشوري السرياني بصورة خاصة... اما شعبنا العراقي فنتمنى وقبل كل شيء ان ترجع هيبة جمهورية العراق كما كانت، من خلال احترام القانون ونبذ الفساد الذي اثبت قدرته على دحر الوطنية والمواطنة والحب والاخلاق وادى الى تباعد الاواصر بين مكونات الفرد العراقي، وبالتالي تفتيت الشعور الاخوي الذي يربط المواطنين ببعضهم، ويجعل البلد حارة (كلمن ايده الو !)، فمظاهر الدولة داخل الدولة والسلطة داخل السلطة واضحة مع الانتقال من الشمال الى الجنوب العراقي. اما الدور الكارثي الذي لعبه الفساد في عراقنا الحبيب، ولا يزال، فقد قلب الموازين وقلب الافكار وحتى الكلمات الجميلة نفخ فيها رائحة نتنة، فالـ(حلاوة !) على سبيل المثال، وبعد ان كان السامع يخفق قلبه لسماعها صار يحتقرها، لارتباطها الشديد وفي هذا الزمن (الاغبر !) بالرشوة المتفشية في دوائر الدولة، فما من معاملة تتحرك شبرا واحدا الا والحلاوة (بالنص !)، فأما الحلاوة او (الطابوگة !) تنام على المعاملة.  كما نتمنى ان يتوحد الشعب العراقي بعيدا الدين والمذهب (في المشمش !) وان يكفوا عن اشعال النعرات الطائفية لأغراض سياسية، ومصالح حزبية ضيقة، فالعراق ليس ملكا لأي حزب ولا اي طائفة ولا لـ(ابو !) اي واحد حتى وان كان رئيس الجمهورية،  انه بلد جميع العراقيين.     
في الختام لا يسعنا الا التمني بما هو خير لشعبنا الكلدوآشوري السرياني خاصة، والعراقي عامة بكافة اديانه وطوائفه، بمناسبة حلول عيد السلام والمحبة، عيد الميلاد المجيد، ونتمنى ان يكون عام 2017 عاما سعيدا بانتصارات الجيش العراقي والقوات الـ(متجحفلة !) معه (غصبا !) عنه...! مع تحيات سياوش.
اوراها دنخا سياوش