المحرر موضوع: عيد الميلاد المجيد : طقوسٌ ورموز  (زيارة 1182 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 409
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عيد الميلاد المجيد : طقوسٌ ورموز
كتابة : نمرود قاشا - اربيل
يحتفل مسيحيو العالم يوم 25 كانون الأول بعيد ميلاد المسيح ,  و يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 كانون الأول  ونهار 25 في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6كانون الثاني  ونهار 7  ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ "  مجمع نيقية عام  325 "  الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل .
على أن البابا قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسميًا؛ يذكر أيضًا، أنه قبل المسيحية كان يوم 25 كانون الأول  عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم".
وترافق عيد الميلاد مجموعة طقوس منها : شعلة الميلاد . قداس منتصف الليل , شجرة الميلاد ,  المغارة , بابا نؤئيل , هديا الميلاد والزينة .
1 . شعلة الميلاد " تهرا "
يحتفل ظهر يوم 24 كانون الأول بإيقاد شعلة الميلاد  "التهرا" وهي كلمة سريانية تعني العجب أو الانبهار . وتتكون  الشعلة من حشائش وأشواك يتم جمعها ووضعها في ساحة الكنيسة، حيث يحوم حولها المؤمنون والإكليروس بمراسيم خاصة. مجموعة من الشمامسة بزيهم الكنسي حاملين الشموع حول الشعلة وعلى إيقاع الصنوج والألحان السريانية الرائعة، يعقبهم بعد ذلك الكاهن المحتفل حاملاً الصليب ، بعد ذلك يقومون بإيقاد الشعلة, وحاليا تقوم بعض الكنائس بايقاد الشعلة داخل الكنيسة والتي تتكون من مجموعة حشائش يابسة او خشب خلال مراسيم القداس .
إن هذا التقليد يأتي للتعبير عن البهجة التي حملها الطفل يسوع للبشرية، وقد يكون لزيارة الرعاة للمغارة ليلة الميلاد "إذ جمعوا حطباً وأوقدوه لأن الطقس كان بارداً" أحد الأسباب التي تعود الى أصل هذا التقليد. وتكون نار الشعلة هذه ترمز إلى النار التي كان يصطلي عليها الرعاة خلال سهرهم.
ومهما يكن من أمر فإن هذه الرتبة موغلة في القدم وقد تكون عادة وثنية مارسها الفرس قديماً احتفالاً بعيد إلههم (الشمس) وإن الكنيسة تبنت هذا التقليد وذلك "لإبعاد المؤمنين المهتدين عن عاداتهم الوثنية واستقطابهم إلى المسيحية" إن النار تعني الغلبة والدفء والضياء وهو النور الذي يبدد الظلام " .
وهكذا تأتي مقولة المسيح بغلبة النور على الظلمة "أنا نور العالم ، من يتبعني فلا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة"
وبعد أن تخمد نار الشعلة، اعتاد البعض على تخطي هذه النار ذهاباً وإياباً للتبرك ونوال المراد "وهذا الطقس يمارسه الايزيديون أيضاً فيتخطون النار التي توقد في عيد بلندة
2 . قداس منتصف الليل
في منصف ليلة 24على 25 تشهد الكنائس قداس عيد الميلاد ويقام في منتصف الليل , وحسب ما جاء بالانجيل المقدس (لوقا 2: 8-10) "أن الملاك بشر الرعاة وهم ساهرون وقال رعاه يحرسون حراسات الليل على رعيتهم"، "وإذا ملاك الرب وقف بهم وبشرهم" هذه في لحظات الولادة، لذلك قرر ( مجمع نيقية ) الاحتفال بعيد الميلاد ليلًا وفيه تحقيق لما سبق القول عنه الرب أشرق وسط الظلمة.
وهذا التقليد يمارس في اغلب دول العالم , وبعد انتهاء القداس يبدأ عيد الميلاد , وفي العراق أيضا كان يقام القداس في منتصف الليل إلى بداية الثمانينات حيث الحرب العراقية الإيرانية وظروف التعتيم الإجبارية والوضع الأمني في البلد أصبح يقام في العاشرة مساء وحاليا يقام عصرا .
بعد انتهاء القداس يقدم  المحتفلون التهاني فيما بينهم حيث ساعات الميلاد الأولى
3 . المغارة
وهو تقليد اتبعته معظم الكنائس او داخل البيوت حيث يتم ترتيب مغارة مشابهة للمكان الذي ولد فيه يسوع ,  لم يذكر الإنجيل  المغارة بل المذود، لكنّ التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كإسطبل حيوانات، مكاناً لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم. وأيضاً بعض الآثار التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع، تظهر رسماً لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان . وتضم المغارة : ( الطفل يسوع ) وهو صاحب العيد , ( يوسف ومريم ) رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً “صورة الله ومثاله” , ( الرعاة ) وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. ( المجوس ) يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء , ( النجمة ): وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح،( الثور ) الثور: يرمزُ إلى الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، ( الحمار ) وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس , ( الخراف ) وسيلة للغذاء والتدفئة , ( الملائكة ) يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس .
هذه هي العناصر الأساسية والتي يمكن أن تضافَ إليها عناصر أخرى وفق الاستخدام المحلي , الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد.
4 . شجرة الميلاد
تقليد معتاد في الميلاد، تعبيراً عن فرحة وبهجة ألأعياد ، حيث تزين لتعبر عن رمز الحياة والنور، ويتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام
تعود الفكرة بأنها بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
وفي عام 727 م، أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقاموا بربط أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور)، فهاجمهم وأنقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك.
ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل وتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيرا لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة.
إن بريطانيا عرفت شجرة عيد الميلاد عام 1841 م ، وأمريكا عرفتها عام 1776 م، لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من الإنجيل  بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة , ومع تحديد عيد الميلاد يوم 25 كانون الأول  أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق، حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.
5 . بابا نؤئيل
بابا نويل أو "سانتا كلوز" هو شخصية ترتبط بعيد الميلاد ، معروفة غالباً بأنها رجل عجوز سعيد دائما يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي ، وهو يحمل الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر كانون الأول  كجزء من طقوس دينية، ولذلك فقد حذرت الكنيسة تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية، ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الارتباط بالقديس نقولا أو نيكولا، أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل، وهو تقليد مخصص للأطفال أصلا حيث يقوم الأهل يوضع الهدايا لهم تحت أسرتهم أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها، من العادات المنتشرة أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة.