المحرر موضوع: من ذكريات أعياد الميلاد  (زيارة 2345 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف ﭘولا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 283
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من ذكريات أعياد الميلاد
« في: 11:54 25/12/2016 »
من ذكريات أعياد الميلاد
                                                                 
لطيف پولا
من وحي ذكريات الطفولة المبكرة  لمراسيم اعياد الميلاد في القوش  , كتبت هذه القصيدة باللغة السريانية  ومن ثم ترجمتها الى اللغة العربية .. أجل من وحي ليالي اعياد الميلاد, ايام طفولتنا المبكرة, يوم كنا ننتظر( الكليجة) بفارغ الصبر بعد صوم طويل نسبيا !  ومن وحي زمهرير الشتاء في تلك الليالي القارصة البرد, يوم لم يكن عندنا ما يخفف عنا ذلك البرد الا ذلك الموقد الفحمي الذي يوقد صباحا ونظل دائرين حوله حتى وقت النوم وفي بيوت شرقية غرفها شبه مفتوحة للريح والسماء.. في تلك الليال الليلاء الباردة والتي لا يمزق حلكة ظلامها الا السراج النفطي كانت اُمهاتنا  المكافحات لا يفت في عضدهم كل تلك المصاعب بل يجابهن البرد والعوز  والظلام ليسهرن طوال الليل في نخل القمح وعجنه وخلطه بالتمر والجوز والمطيبات المتنوعة حتى نستفيق صباحا على رائحة الكليجة ! ليسيل لها لعابنا لانها كانت محرمة علينا حتى بعد منتصف الليل من ليلة العيد ساعة  يعلن انتهاء الصوم بولادة السيد المسيح له المجد بقرع ناقوس الميلاد . كتبت قصيدتي المتواضعة هذه  من ذكريات اعياد الميلاد, ايام الطفولة مقارنة مع مرارة العيد ومعاناة شعبنا في هذه الايام . قصيدتي المصورة في الفولدر ادناه مع فيديو تجسد تلك الايام البسيطة والسعيدة وفيها من المرارة والخراب والدمار والنزوح والهجرة والاغتراب الازلي الذي يتحمله شعبنا المغلوب على امره  .
اليكم القصيدة والفيديو :


  عـــلـى  صـيـاح  الـدـيك فــجـراً
                        لطيف پولا
          (مترجمة من السريانية )

إستفقتُ فجرا على  صياح ِ  الديك ِ     
 والـثــلج ُ  يغــطي  فــناءَ الــدار ِ
بحثتُ في رمادِ الكانون عن جمراتٍ   
 لتزيلَ عني قشعريرة َ البرد  ِ
وتـلملمـــت ُ على  ضياءِ  مصباح  ٍ     
مُعلق ٍ على وتد ِ كساه ُ الدخان ُ
اخرجتُ  رأسي من الباب  اتفرسُ       
واللــيـلُ   مُـبـيـَضّـا ً بالـوفـر ِ
ليُشنفَ  آذانــي  صوت ُ أُمّي العذب  ِ     
تـُرتـلُ  في الغـرفة ِ الصغيرة ِ
ومــــعــها  بناتُ  محـلتـِنا  جميعـا       
وأُخــتي الكبيرة ُ والصغـيرة
واحدة  تـعـجن  وأخرى  تــقطـع       
 والباقيات يـنـقشن الــكعــك
يـصدحـنَ  مُــرتلات ٍ  بـإيـمـان ٍ       
 أناشيد َ الــمــيلاد ِ الــمبــارك   
والجــبلُ يرددُ  صدى الناقـوس  ِ
الذي يمزق ُ  سـدول َ  الدُجى     
  لـيـمـلأ   الـقــوش َ  رنـيـنـا 
ورائحة ُ ( الكلـيـﭼـة )  فــوّاحة ً         
فــي  كـل  بـــيـتٍ  وزقـــاق
انـــه ُعـــيــدُ  يـــســوع َ الــطـفل ِ         
الـذي رسم َ طريـقـا  جديدا
رغم   مرورِ  الـفـا عام  واكـثـر       
 والسيفُ  مُسلط ٌ على الرقاب ِ
لازالـت البــشــرية ُ تـُــمــجـــده ُ     
في كلِ ِ المعمورة ِ جبالا وسهولا
مـن تــلك الــمغــارة ِ الــصغــيرة  ِ   
 ومن ذلك المـِذود ِ الــمـتواضع ِ
من كوَّة ٍ متلهفة ٍ  لبصيص ِ نورِ
لقبس ٍ  من  شعاع  ِ الشمس ِ
في شتاء ٍ  قارس ِ البرودة ِ
يجلدُ  سوطَـَه أجسادَ  الفقراء ِ النحيلة ِ
سمع َ الرعاة ُ صرخة َ طفل ٍ وليد ٍ
فكانت هديراً  من شبل ِ السماء
أيقظت الشعوب من سباتها العميق ِ
ولتزرع َ الرعبَ  في قلوب ِ الطـُغاة
وتسقط َ العروش َ دون سيف ٍ وجيوش
كان هديلُ  حمامات ِ السلام ِ
ليغدو  نشيدا  أُمميـّا  تـُرددُه ُ
 حناجرُ ألأطفال ِ  والنساء ِ والشيوخ ِ
ليملأ  المعمورة َ الدامية َ
تراتيل َ  بُشرى , محبة َ  ووئام
وتسابقَ  أعداءُه  لترديدِه  زورا
لتغطية َ  آثامِهم ..... فصلبوه ُ !
ولا زالوا  يصلبونــه  كل  يوم !
وتعاليمُه تـُرَتـَّلُ  كلَّ مساءٍ وصباح
أمـــر ٌ  لا يـــدركــهُ  الــعــقـل ُ    ! 
 ألـيس  هذا  أُعـجوبة ً ومعجزة  ؟؟!!!
واليوم  مع  الميلاد  نبتغي   
فرجا  محبة  وانتصارا
اين سيولد المسيح  ومغارته مسلوبة ؟
فالذي تحلف عن  الهروب  قُطع راسه
ليمسي شعبنا كقطيع مشتت 
رعاته  سكارى بلا تدبير
والذئاب المفترسة تفتك بالجميع
فلا تفرق بين رجل وامراة
هذه هي احوالنا فمن نعيِّد ؟
حياتنا   خالية من الفرح والسرور
وشعبٌ ميت في الحياة
 كجثة تنتظر من يواريها
اي طعم لمثل هذا العيد
 والعالم غارق في أحزانه
 وقرانا وبلداتنا مهجورة
  يا هل ترى متى يعود أهلها ؟
ومن  عَـبَـرَ البحارَ  منهم 
لا امل في عودتهم ثانية
فلمَ اتيتنا ايها  العيد ؟؟
 ولمن يُقرع ناقوس الكنيسة ؟!
كيف ترتدي القوش ملابس العيد
 ونينوى العظيمة محترقة ؟!
من كسر قلبه  ويعيش في العذاب   
هيهات أن   يحلو  له العيد
 ولد المسيح  واضطـُهدَ وصُلبَ
من اجل المتعبين  وثقيلي الأحمال
  ها هي جروحُنا نازفة ليس لها من يُشفيها !
لمن  يا هل ترى نقول :  ايامك سعيدة  ؟!
  والناسُ  تعيشُ  في التعاسةِ ؟!
متى ينجلي هذا الليلُ  ليسعفنا نورُ الفجرِ ؟!
ضاعت مفاتيحُ الأملِ  في بحرِ بلا قعرِ
نريدُ ولادةً جديدةً  لوطنِنا وامتِنا العظيمةِ
لنكتبَ قصيدةً جديدةً  ونجعلَ مِن العيدِ اُغنيةً
على  صياحِ  الديكِ  فجراً
 نهضتُ  والوفرُ  قد كسى الدار
ودفءُ  شمسِ المحبة ِ وحده ُ
يذيب الثلجَ  المتراكمَ  على القِممِ