المحرر موضوع: وجبة كباب على حساب الرئيس " ميدان " بغداد وشيء عن مطابعها وطوب " أبو خزامه "  (زيارة 2043 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 394
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

وجبة كباب على حساب الرئيس
" ميدان " بغداد وشيء عن مطابعها وطوب "  أبو خزامه "


كتابة :

 نمرود قاشا



- عتبة إلى الميدان
المَيْدَانُ : : ساحة ، أرضٌ متّسعة معدّة للسِّباق والرِّياضة ونحوهما أو تكون ملتقى شوارع متعدِّدة , هكذا تقوله قواميس اللغة , وتختلف تسمياتها من دولة إلى أخرى , ففي مصر تسمى (  الميدان ) وفي اليمن ( الجولة ) وفي السعودية , الأردن وقطر ( الدوار ) وفي بقية الدول تسمى ( ساحة ) .
الساحات أو الميادين تؤدي وظائف عامة تؤثر على سكان المدينة بشكل إيجابي, تتوسطها  وقد تتألف من المنتزهات أو الساحات العامة وتحيط بها الأسواق الصغيرة مثل المخابز ومحلات بيع اللحوم ومتاجر الأغذية ومحلات بيع الملابس.
تكون الميادين غالباً مساحات مفتوحة يمكن إقامة الاحتفالات الموسيقية أو الأسواق المفتوحة فيها، كما يمكن القيام بالاجتماعات والنشاطات السياسية وإحياء المناسبات بها. تحتوي عادة على نافورة أو تمثال أو نصب تذكاري كبير في منتصفها.
تسمية المحلة والساحة المشهورة التي تتوسطها باسم (الميدان) يعود إلى الفترة  العباسية حيث أسست الساحة على مقربة من قصور خلفاء وأمراء العباسيين لتسليتهم من خلال ممارسة لعبة الكرة والصولجان، التي تؤكد تلك المصادر ان أول معرفة العراقيين بها كانت في زمن العباسيين. بينما ينسب البعض تسميتها إلى تحولها لساحة لتدريب واستعراض الجيش العثماني أيام حكم العثمانيين في مطلع القرن التاسع، وهو ما يعرف في الأعراف والمصطلحات العسكرية بالميدان.
- ساحة الميدان في بغداد
ساحة الميدان في بغداد , عالم كبير تقع  يقع بداية شارع الرشيد ومركز وصل مع شارع الجمهورية ، بالقرب من مبنى وزارة الدفاع القديم، وتشكل مربعا تتكون أضلاعه الأربعة من محلتي الصابونجية والحيدر خانة وشارعي الرشيد والجمهورية، وتجاورها بناية وزارة الدفاع والسراي والقشلة. وتعد مركز الرصافة ونهاية حدود باب بغداد الشمالي الذي يعرف حاليا بباب المعظم.
- مقاهي ... وباصات ملونة
هذا العالم الجميل تعرفت على تفاصيله من صيف 1967 حيث اقضي أشهر العطلة الصيفية في بغداد , متنقلا بشكل يومي تقريبا من منطقة سكني ( علاوي الحلة - الدوريين ) في جانب الكرخ إلى ساحة الميدان  عبر جسر الشهداء حيث يعمل شقيقي ( بهنام ) في مطبعة الزمان  قرب  إسالة الماء ووزارة الدفاع , إضافة إلى انتقالي بشكل دائم إلى بغداد عام 1975 طالبا في مدرسة الإخاء المسائية  مقابل جامع الحيدرخانه , وخلال هذه الفترة تعرفت  على ( الميدان ) بشكل تفصيلي ، جميلة تزهو بمقاهيها ومقتربات شوراعها الصغيرة المزدحمة بباصات نقل الركاب الحمراء ذي الطابق و الطابقين حيث باص رقم ( 4 ) القادم من الباب الشرقي عبر شارع الرشيد , وباصات نصر المصرية وباصات ايكاروس المجر ( الهنكارية ) الطويلة وكـــان يسمونه بلأكورديون لانها تشبه الات اللاكورديون  .
- صندوق الذكريات
مازلت أعيش تلك اللحظات  وأتذكر جمال بغداد ، أدركت انه لاشيء باق سوى الذكريات، قارنت بين اليوم والأمس، بالأمس كانت هذه الساحة منارا للوافدين إلى بغداد من المحافظات والبلدان، واليوم أراها تعيش حالة من الإهمال متحولة من معلم إلى مرتع للنفايات والأوساخ ومأوى للمتشردين، متعبة وجوههم ألبستهم رثة فاقدين عقولهم من حبوب الكبسلة أو احتساء الخمر، نظرت إلى أبنيتها المتهرئة  فقد زرتها في آب  2014 واستذكرت أن في هذه الأبنية غنت بها كوكب الشرق ام كلثوم وكبار فناني العرب ,  إذا كيف كان الرقي والحضارة بتلك المنطقة في ذلك الوقت، 
- طوب أبو خزامه
أمام المبنى القديم لوزارة الدفاع ينتصب مدفع نحاسي أصبح فيما بعد جزءا من التراث الشعبي البغدادي  وارتبط بالكثير من العادات والمعتقدات الشعبية  وكان ألعامه يطلقون على هذه المحلات أسم (محلات العصملي) أي محلات العثمانيين وسميت محلة الطوب نسبة إلى المدافع التي كان الجنود يضعونها على أعلى سور القلعة.
وسمي ب (أبو خزامه) لوجود عروتين على جانبيه مع خرم في فوهته وشبه كل عروة منهما ب (الخزامه) وهي الحلقة التي تلبسها المرأة في الريف في انفها بعد أن تخرم جانب الأنف .
كان الطوب يقف على قاعدة ارتفاعها متران بواسطة عجلتين كبيرتين ويبلغ طوله 457 سم ومحيط جسمه عند المؤخرة 210سم وعند الوسط 185سم وعند الفوهة 152اسم وقطر الفوهة 51سم وقطر المرمى 21سم وعليه زخارف كثيرة ومتنوعة قوامها أشكال أربع سمكات صغيرة وأربع نجوم سداسية الشكل ومثلثة. وهناك عروتان مقوستان محيط كل منها  50 سم وكتب على ظهر المدفع (الطوب) عمل برسم السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان وفي الجانب الأيسر مما يلي العروة نرى شقاً أو انخفاضاً محيطه 38سم وعمقه 3سم ووراء العروتين يتكرر مشهد الأسماك الأربع مع خمسة نجوم بدلاً من أربعة.
وعلى ظهر الطوب كتبت عبارة (عمل برسم السلطان مراد خان ابن السلطان أحمد خان) وعلى مؤخرته نقرأ عبارة تقول بالتركية ما معناه بالعربية (هذا عمل علي رئيس الجنود في باب السلطان سنة 1047)
والسلطان مراد خان هو السلطان العثماني مراد الرابع (1612-  1640 م) كان أخر السلاطين الأقوياء من آل عثمان أسترجع بغداد من شاه عباس ألصفوي عام 1638م وأعاد العراق لسيطرة الدولة العثمانية .
 عتاد المدفع  كرة حديدية , وكانت مجموعة  من الكرات عند قاعدته .
- اختفاء ابو خزامة
شاعت بين أهل بغداد هذه العقيدة بأن هذا الطوب له مكانته الخاصة عند الله تعالى ويستمع رب العالمين لكلامه وطلباته. قالوا إنه عندما نفدت ذخيرته أخذ يلتهم التراب من الأرض ويضرب به الفرس. وحيثما وجدت حفرة في طرقات باب المعظم، وما أكثرها، قالوا هذه حفرة أخذ منها طوب أبو خزامة قنابله.
وعندما رجع الجيش العثماني من بغداد، التمس أهلها الاحتفاظ به للبركة والثواب وحماية بغداد. كنت أراه أمام وزارة الدفاع محاطا بسلسلة أنيقة وكانت النسوة يشدون بها خرقا (شرائط من القماش) للدعاء وتلبية مطالبهن؛ العزباء التي تريد زوجا، العاقر التي تريد طفلا، الزوجة التي تريد استعادة زوجها من زوجته الثانية، الزوجة الثانية التي تريد من الطوب أن تموت ضرتها، الأم التي تريد الشفاء لابنها المسلول او الطفل الذي يبكي كثيرا  فقد شاهدت نسوة يقمن بالدوران حول المدفع لسبع مرات ثم يقمن بإدخال رأس الطفل في فوهة الطوب .
ومما يثير الدهشة اختفاء الطوب بعد أحداث عام 2003 بشكل غامض، ولم تعرف الجهة التي رفعته من مكانه والى أين نقل؟!.                                 

- مطبعة الزمان  , وتوفيق السمعاني
توفيق بهنام يونان السمعاني ,  من مواليد ناحية بعشيقة بالموصل سنة 1900 ، تلقى علومه الأولى في مدرسة دينية تابعة لأحد الأديرة ثم ذهب إلى بغداد سنة 1922 ،ودرس في إحدى المدارس الأهلية، ثم دخل في كلية الحقوق وبقى فيها لمدة سنتين وتركها ليتجه نحو الصحافة والعمل السياسي حيث رشح عن الموصل وانتخب أكثر من مرة نائبا في البرلمان العراقي 1954  ,  1958 )، وقد عرف بالبراعة في العمل السياسي.
وفي الصحافة أجاد في كتابة الافتتاحيات التي تميزت بالرصانة والاعتدال ، وفي عام 1923م أسهم في إصدار مجلة (الزنبقة)، والتحق بجريدة (البلاد) لصاحبها روفائيل بطي ليعمل فيها محررا لسنوات عدة وحتى عام 1930م . أصبح في سنة 1931 مدير التحرير المسؤول في جريدة (صدى العهد) ،ولما احتجبت تولى إصدار جريدة (الطريق) 1933 ومن ثم جريدة (النداء)1936 ، وتنقل السمعاني بين صحف عديدة ولسنوات طويلة حتى أسس عام 1937 جريدة (الزمان) وكانت كما جاء في ترويستها جريدة يومية سياسية صاحبها توفيق السمعاني، ورئيس تحريرها محمود نديم إسماعيل ليستمر في إصدارها لأكثر من عقدين وقد توقفت عن الصدور في شباط 1963 وعدت هذه الجريدة من الصحف السياسية العراقية الكبيرة والطويلة العمر ، حتى أنها كانت –بحق -مصدرا للأخبار وللحوادث ولجلسات البرلمان العراقي وخاصة في الاربعينيات والخمسينات من القرن الماضي،مما جعلها تعد مصدرا من مصادر دراسة تاريخ العراق المعاصر
انتخب السمعاني نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين لدورتين متتاليتين ،وللسنوات من (1961م -1963م)،وفي سنة 1982 توفي في بغداد عن عمر ناهز ال82 عاما ودفن هناك .
- قناني مصلحة الألبان
وبقيت المطبعة التي اشتراها عام 1932 تحمل اسم الجريدة التي كانت تصدر عنها ( الزمان ) , في كل صيف منذ عام 1967 كنت ازور المطبعة بين فترة وأخرى كون شقيقي " بهنام " يعمل فيها بعنوان ( مداور ) أي مصحح , ليس مصحح لغوي وإنما العملية التي تأتي بعد التصحيح اللغوي , فقد كانت تسحب نسخة واحدة للتصحيح , تؤشر فيها الأخطاء بالحبر الأحمر لتسلم فيما بعد للمداور الذي يقوم بتبدل الحروف وتصحيحها , وهي  طريقة آلية سريعة لتنضيد الحروف في أسطر هي اللينوتيب، يقوم العامل فيها بانتقاء حروف كلمات السطر الواحد على لوحة مفاتيح الآلة، فيتوالى نزول الحروف النحاسية المقولبة فوق منصة حتى يكتمل السطر، فتنقله رافعة إلى جهاز السكب، ليُصَبَّ عليه الرصاص الذائب من البوتقة، ويخرج سطراً من رصاص، ويتوالى صبُّ الأسطر حتى تكتمل الصفحة، ومن سيئات هذه الطريقة أنه في حال حدوث خطأ في حرف واحد من حروف السطر تجب إعادة صفّ السطر كله مِن جديد
. فقد كانت الجريدة ترتب بقوالب من رصاص بعد أن يصهر في أفران خاصة  يتم ترتيبها داخل ( صواني ) معدنية بحجم الجريدة , أما العناوين الرئيسية والصور فكانت ترسل إلى الزنكراف ليتم حفرها على مادة الزنك فتتحول إلى كلايش ترتب على صفحة الجريدة  .
ولكون الرصاص مادة سامة والعمل فيه يحمل نوعا من الخطورة لذلك كان يلزم عمال المطبعة بشرب الحليب بشكل إلزامي ( قناني مصلحة الألبان ) .
-  عامل ومطبعة 
بعد وفاة السمعاني استلم إدارة المطبعة نجله ( موفق توفيق السمعاني ) وخلال تواجدي في المطبعة كنت أطالع كل الصحف الصادرة في بغداد واحتفظ بها , حيث كانت المطابع تتبادل فيما بينها المطبوعات الصادرة عنها , ومن هذه الصحف التي لا زالت في ذاكرتي : الفجر الجديد , الجمهورية , الأيام , البلد , الجماهير , الحرية , المنار , الراصد , التآخي , طريق الشعب , ومن المجلات ألف باء , الفكاهة والمتفرج .
تعرفت على الكثير من الشخصيات الإعلامية والسياسية بحكم زيارتها للمطبعة لأمور تتعلق بمطبوعاتها منهم  : مصطفى الفكيكي صاحب امتباز جريدة  " الراصد البغدادية " وهي جريدة اهلية  صدرت عام 1968, وزوجته عالية ممدوح  كاتبة وروائية عراقية بارزة لها روايات منشورة ,  الراصد كنت اعرفها واقرأها باهتمام وكانت جريدة شبابية منوعة ومقروءة صار لها قراء كثيرون وكان الكثير من شبابنا ومثقفينا يجدون ضالتهم فيها بعد أن ملوا من الصحف الرسمية. 
- معجم المعاني في مكتبتي

كما تعرفت على  الكاتب والمترجم ( جرجيس فتح الله ) وقد أهداني كتابيه (  مهد البشرية  ) و (  كرد , عرب , ترك ) المترجمين والتي طبعت في الزمان , الشخصية الرياضية المعروفة ( مؤيد البدري ) رئيس تحرير جريدة الرياضي في الفترة التي كانت أخبار المصارع عدنان القيسي هذه المتسيدة على كل الأخبار , مجيب حسون رئيس تحرير مجلة ( المتفرج ) الأسبوعية الفكاهية والتي كانت تطبع في الزمان , نجيب اسكندر الكاتب المعروف وقد أهداني نسخة من كتابه ( معجم المعاني ) , فيصل حسون , رئيس تحرير جريدة ( المعاني ) عبد القادر البراك  رئيس تحرير جريدة ( البلد )  , حميد المحل , رئيس تحرير مجله ( الفكاهة  ) الأسبوعية قد صدرت سنة 1963 وتوقفت في 13 شباط 1971 وقد ترأس تحريرها محمود بهجت ورشيد النجار .كان حميد المحل فضلا عن كونه صحفي ساخر رسام كاريكاتيري وناقد اجتماعي من الطراز الاول , وجلال الطالباني , (  الرئيس ) وكان رئيسا لتحرير جريدة ( النور ) وهي جريدة يومية سياسية صدرت عام 1969 وتطبع في الزمان , واستمرت في الصدور حتى صدور بيان 11 آذار 1970 حيث توقفت عن الصدور وغادر رئيس تحريرها العراق , قبل أن يشكل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني  عام 1975 .
- كباب على حساب الرئيس
في تموز عام 1969 كنت في مبنى المطبعة , والعمال يتسابقون مع الزمن لإصدار عدد خاص من جريدة النور , دخل شخص اخذ يستفسر عن المرحلة التي وصلت إليها الجريدة , أجابوه بان تنضيد العدد واللاينو قد انتهيا والجريدة ألان عند التصحيح وسيتم سحبها من قبل الوجبة المسائية , شكرهم وقال لهم ( عفرمن ... انتو تستأهلوا أغديكم كباب ) وصاح على حارس المطبعة : كاكا خنياب , جيب للشباب أربع نفرات كباب على حسابي يستأهلون , وكان حينها متواجدا في المطبعة كلا من : بهنام , سليم وأدور إضافة إلي كاتب التحقيق .
وبعد خروجه من المطبعة سالت عن هذه الشخصية , فقالوا لي انه المحامي جلال الطالباني رئيس تحرير الجريدة .
- مطبعة شفيق , وأبو جوني
أبو جوني , فاضل جبو الطوني ياكو , مواليد 1932 , غادر بلدته قرة قوش ( بغديدا ) التابعة لمحافظة نينوى في الخمسينات وهو شاب لم يتجاوز العقدين , انتقل من قرية صغيرة منسية في شمال العراق الى مدينة كبيرة وعصرية تضج بالحياة والحركة وتمثل قلب العراق , وهي التي تحتضن أناس جاؤوها من كافة مناطق العراق بحثا عن لقمة عيش , كون العمل في القرى والمدن الصغيرة مقتصرا على أصحاب بعض المهن فقط , زراعة , عمل الفراوي من الجلود , الحياكة , عمل الكجا ( الجبن ) " بتشديد الجيم"  من الصوف المكبوس بطريقة يدوية تستعمل للمنام أو الجلوس بدلا من الدواشك , وبعض الصناعات اليدوية الأخرى ( الحليب ومشتقاته , الطحينية " الراشي " , ألطرشي , الشراب المعتق , والعرق المحلي ) .
وهنا عمل في مطبعة تجاور مطبعة الزمان , لصاحبها ( شفيق ) وقد حملت المطبعة اسمه , ولا زالت لحد اليوم , وعدما وجد رغبة صاحبها في بيعها تمكن من شرائها في ستينات القرن الماضي واستلم إدارتها حتى نهاية 2007 حيث توفي ليستلم إدارتها ابنه جوني .
هذه المطبعة كانت تطبع مجلة ( النواطير ) الشهرية والتي اتشرف برئاسة تحريرها للفترة من تشرين الأول 2005 وحتى تموز 2014 حيث توقف بعد دخول داعش واحتلاله لمدننا , وكذلك مجلة ( انانا ) الفصلية الذي يتراسها القاص هيثم بردى فبما كنت مدير تحريرها .
ومن العاملين في المطبعة ( زكر بولص الطوني ) مواليد 1950  ابن شقيق صاحب المطبعة , وقد كان يشاركنا السكن في نفس الدار , زكر ُفقد في الحرب العراقية الإيرانية في معارك الشوش وديزه فول عام 1982 , وكان يعمل في مطبعة شفيق صباحا وفي مطبعة التآخي التي كانت تصدر جريدة التاخي مساءا وكان رئيس تحريرها دارا توفيق  والتي غير اسمها فيما بعد إلى ( العراق ) وحاليا تصدر بنفس الاسم السابق التآخي , كان ينتهي دوامه المسائي بحدود الثانية فجرا , فقد كنت انتظره ليجلب لي التآخي قبل أن تصدر إلى السوق .
ومرة جاءني فجرا ليقول لي , هذا اليوم سأسلمك جريدة ربما تكون الوحيد الذي يقرئها , وقلت له ما السبب , قال تصفحها وتعرف , وعندما فتحت الجريدة وجدت مانشيت الجريدة بالخط العريض يقول ( محاولة فاشلة لاغتيال البارزاني ) ويوضح الخبر بان مجموعة من رجال الدين أوفدهم الرئيس ( النائب ) صدام حسين لمقابلة الملا مصطفى البارزاني في منطقة ( حاج عمران ) عند الحدود العراقية الايرانية  , وحين أقدم جهاز الامن على تدبير محاولة اغتيال فاشلة لزعيم الثورة الكردية الملا مصطفى البارزاني بواسطة وفد حكومي برئاسة الشيخ عبد الجبار الاعظمي  في 29 أيلول 1971 وفي الساعة الخامسة بعد الظهر حصل الإنفجار في غرفة الاجتماع. وبسبب علاقة الشيخ الأعظمي بالبرزاني وبسبب حالة التقارب مابين الحركة الكردية والحكومة العراقية ولهذه الأسباب فأن إجراآت التفتيش للوفد الحكومي العراقي لم يصحبها التدقيق والتفتيش الكثير  ، وقد قتل من جراء ذلك الانفجار ثلاثة أفراد من أعضاء الوفد الحكومي بالإضافة إلى الشخص الذي كان يقدم الشاي للضيوف وكان يدعى محمود شريف نزاري .
وفعلا لم أجدها في الصباح بجانب الصحف العراقية فقد صادرتها المخابرات العراقية حال نزولها الى الاسواق , وسالت زكر عن كيفية إخراج العدد فقال لي بأنه دخل الحمامات وأخفاها في ملابسه الداخلية .