أي تجاوزات تكشفها كتلة الرافدين؟
تيري بطرس
في بيان تلقته السومرية نيوز امس، كشفت كتلة الرافدين عن تجاوزات تحصل في بعض المناطق المحررةق ومنها رفع اعلام اقليم كوردستان. وقال القيادي في الكتلة ومقرر مجلس النواب عماد يوخنا ان (( على السفارة الاميركية في بغداد ان تراقب وتتابع الاتفاق الامني المبرم بين بغداد واربيل ولاسيما الخاص بتحرير نينوى، مبينا ان هناك تجاوزات تحصل بين الحين والاخر، مما يزرع القلق والخوف داخل نفوس الاهالي هناك من تقسيم سهل نينوى الى قسمين)) واضاف يوخنا ان ذلك نرفضه، مطالبا بتطبيق الاتفاقية دون المساواة وبعيدا عن الخلافات بين بغداد واربيل، وتابع يوخنا ان هناك مضايقات بحق قوة وحدات سهل نينوى الذين شاركوا بالتحرير ومسك الملف الامني هم وعوائلهم حيث يتم مضايقتهم واهانتهم من قبل سيطرات الاسايش في اقليم كوردستان، داعيا السلطات في اقليم كوردستان الى مراقبة ومعالجة مثل هكذا تجاوزات كونها لا تخدم العمليات العسكرية والاتفاقيات ولا تخدم التاخي والتعايش بين مكونات الشعب العراقي وجدد يوخنا رفضه لسياسة الامر الواقع، لافتا الى ان تعدد القرار الامني وقوات امنية لم تكن من ابناء المنطقة كان احد الاسباب الرئيسية لتسليم مناطقنا لداعش، واليوم لا نريد ان ينعاد ذات السيناريو، وطالب يوهنا المجتمع الدولي بدعم مطالبه اذا كانت هناك نوايا لابقاءهم متمسكين باراضيهم داخل العراق
اعلاه هو ما نشرته عنكاوا كوم عن السومرية نيوز منقولا من بيان لكتلة الرافدين وما صرح به السيد عماد يوخنا. ونحن هنا نود نقول اننا من جانبنا ايضا نستنكر ما تقوم به الاسايش بحق منتسبي وحدات حماية سهل نيوى وعوائلهم حسب ما ذكر السيد يوخنا، الا اننا نود ان نذكر ان مسألة تقسيم سهل نينوى ليست حديثة بل تم نشر احتمال حدوثة ابان المناقشات بشأن المطالبة بالحكم الذاتي، وذكرنا مرارا ان عدم المطالبة باقامة منطقة للحكم الذاتي او لنقل محافظة مرتبطة باقليم كوردستان، ولان المنطقة تعتبر من مناطق المختلف عليها، فان الاقليم، ان لم ينجح في ضمها اليه، فانه سيقوم بالمطالبة بضم المناطق ذات الغالبية الكوردية الازيدية وبعض مناطق شعبنا ممن تميل الى الاقليم اليه، وان الاحتمال الاكبر لتحقيق ذلك، ان يطالب الاقليم باستفتاء المناطق على اساس الوحدات الاصغر وهي النواحي، وبالتالي ضمان انتزاع مناطق بعشيقة وبحزاني وكل قضاء الشيخان او عين سفني وناحية القوش من قضاء تلكيف على الاقل. وهذه العملية ستكون في اطار الحلول الدستورية التي لا يمكن الاعتراض عليها، الا من خلال كسب اهالي المناطق اعلاه لصالح حلول اخرى، وهو امر شبه مستحيل في ظل ظروف توزيع القوى الحالية. هذه الامور معروفة لاي عارف بامور السياسية ومساراتها، وكما قلنا انها نوقشت من قبلنا في مقالات عدة وليس مقالة واحدة، لا بل ذهبنا بعيدا وطالبنا علنا بضم المناطق الى الاقليم لضمان وحدة ابناء شعبنا في ظل سلطة قانونية واحدة، لعدم خلق مؤثرات جديدة تبعدهم بعضهم عن البعض، مثلامن خلال مؤثرات قانونية وثقافية. هذا عن ان وزننا الديموغرافي سيكون اقوى في الاقليم ومن خلال الاقليم سنتمكن من ان نحصل على حصة اكبر من المناصب سواء على مستوى الاقليم او الحكم الاتحادي. والمناصب هنا هي نوع من الحصول على الحق او جزء من الحق من الميزانية وجزء من الحق في المشاركة في خلق وبناء القرار السياسي للدولة الاتحادية والاقليم.
لا اعلم مدى اطلاع اعضاء كتلة الرافدين او السيد يوخنا على الاتفاق وبنوده بين الحكومة الاتحادية والاقليم، لكي يناقش بنوده ويطالب بالمساواة (لا اعلم مساواة من مع من). ولكن ما استنتجناه من مسار الاحداث ونوع الاصطفاف الذي اصطفت عليه قوات المشكلة من ابناء شعبنا، ندرك مع الاسف الشديد ان لا احد من احزابنا كان على اطلاع وافي على تفاصيل الاتفاق المبرم بين بغداد واربيل. وبالتالي ان المطالبة بتطبيقه امر مثير للاستغراب، هل ان المطالبة تتعلق برفع العلم فقط ام امور اخرى اهم مثل وضع اليد على منطقة ما وادارتها. كما ان ما ورد في البيان حول تجاوزات تحصل بين الحين والاخر والتي تزرع الرعب في الاهالي، غير مفهوم ويبقي مبهما وهل هناك عودة للاهالي ولكن التجاوزات التي تقوم بها الاسايش او البشمركة تعيق الامر؟ ليس واضحا لانه ليس لنا علم بعودة الاهالي لحد الان الا لزيارة مناطقهم. كما ان ما ذكره البيان ((لافتا الى ان تعدد القرار الامني وقوات امنية لم تكن من ابناء المنطقة كان احد الاسباب الرئيسية لتسليم مناطقنا لداعش)) لم يوضحه فكيف تريد ان تكون القوى الامنية في حين ان هناك اتفاق بين بغداد والاقليم لتقسيم المنطقة، ونحن اذا نؤيد ان تكون القوى التي تحفظ امن المنطقة من ابناءها، ولكن في ظل الحاقها بنينوى هل تضمن كتلة الرافدين ان يتحقق ذلك، ام انه سيتم حتى تجريدهم القدرة على العمل السياسي وسيعيدون التعامل مع الاهالي من خلال اصحاب الاردية السوداء والارجوانية.
مشكلة البعض هو الظهور الاعلامي، وخصوصا ان توفر الامان، والا كيف نريد ان نستفاد وان نستفيد، ان لم يكن من خلال تبادل االحوار وان كان على صفحات النت، حينما اكدنا مخاوفنا من ان بغداد واربيل قد تكون في طريق لتقسيم المنطقة تهجم علينا البعض، وكان ما تقوله الحركة الديمقراطية الاشورية منزل من سبحانه تعالي، واليوم تعود كتلة الرافدين التابعة للحركة الى ترديد ما قلناه، قبل فترة وقاله غيرنا ايضا.
ان اللجؤ الى مطالبة السفارة الامريكية لتكون القيم او الحكم بين الطرفين المتنازعين وهو باعتقادي دور تقوم به السفارة لانها رعت الاتفاق، امر غير مجدي وخصوصا في ظل عدم الاطلاع على الاتفاق وبنوده وفي ظل كون السفارة راعية له اصلا. كما ان دعوة المجتمع الدولي اي مجلس الامن والقوى الدولية الاخرى مثل الاتحاد الاوربي، امر مشكوك فيه ان يلقى اي استجابة في ظل الانقسام الواضح في توجهات القوى المتعددة لشعبنا. وبالتالي ان كان البيان للاعلام فهو لم ياخذ حقه او اي اهمية له، الا هذه المقالة اليتيمة.
ان الحلول يمكن ان تكون اكثر قوة لو تكلمنا بصوت واحد وخصوصا ان المسالة هنا هي محددة، وليست مسالة شعاراتية، يمكن المنافسة فيها، بل هل نريد سهل نينوى موحد، واي سهل نينوى في ظل تنافس بغداد واربيل عليه، وماهي النتائج التي سنحصل عليها لو كان جزء من بغداد او اربيل، علما ان بغدا واربيل بلد واحد، ولكن هناك صراع قوى وصراع امتيازات، وهو سيستمر في كل قانون اتحادي وكل ميزانية اتحادية. باعتقادي ان الصراع على سهل نينوى ومحاولة او الادعاء الحاقه ببغداد، ستكون نتيجته الالتحاق باقليم نينوى المنوي اقامته ولكن باجنحة مكسورة او مناطق مسلوخة والمذكورة اعلاه. لانه لايمكن عمليا ربط سهل نينوى بالمركز الا كاقليم او كمحافظة، ولكن محافظة قوية تمتلك قوة ضغط، ولكن مرة اخرى ما مصلحتنا في ذلك، ونخن نبعدها عن عنكاوا وارموتا وبرواري وصبنا وزاخو؟