المحرر موضوع: وجهاً لوجه ... الجرأة والصراحة بين الإعلامي ولسن يونان والمطربوليت مار ميلس زيا  (زيارة 4402 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وجهاً لوجه ... الجرأة والصراحة
 بين الإعلامي ولسن يونان والمطربوليت مار ميلس زيا
==============================================

=============================================
أبرم شبيرا
الجرأة والصراحة صنوان متلازمان لمنهج وأسلوب لمناقشة علمية وموضوعية هادفة للإجابة على تساؤلات مطروحة بعضها مبهمة وغامضة لدى عامة الناس يهمها جداً أزالة غموضها وتوضيحها، خاصة عندما تأتي من شخصيات تعتلي مسؤواليات في المجتمع، لتكون سبيلا لتوضيح الأمور وإستقرار الأفكار والمشاعر والتوجهات عن مسائل مهمة تهم بشكل عام جميع أبناء المجتمع. وأي إخلال بين طرفي هذه المعادلة، الجرأة والصراحة، ستقود المناقشة إلى تعقيدات أكثر وتشويش مبهم فلا تعدو إلا لغو فارغ. جانب من هذه المعادلة المتمثلة في الجرأة نجدها دائماً في الأسئلة التي يطرحها الإعلامي المعروف ولسن يونان على ضيوفه في برنامجه التلفزيوني الشيق "وجهاً لوجه" عبر قناةSBS  الإسترالية. ففي المقابلات التي أجراها مع شخصيات تمتلك نوع من الصراحة في إجابتهم على الأسئلة الجريئة التي يطرحها نرى بأنها تجذب الكثير من المشاهدين والمستمعين وتحتل أهمية خاصة لدى الكثير من أبناء مجتمعنا. وعلى العكس من هذا عندما يفتقر ضيف البرنامج إلى مثل هذه الصراحة نرى بأن المعادلة تختل ويشوبها الغموض وبالتالي تظهر نتيجة المناقشة باهتة لا تثير إهتماماً كبيراً لدى أبناء شعبنا. هذه الميزة في الجرأة التي يتصف بها ولسن يونان هي التي جعلته من أشهر إعلامي أمتنا في هذا العصر وجعلته أن يكون دقيقاً في إختيار ضيوف برنامجه.

لايخفى على أحد بأن معظم المقابلات التي أجراها ولسن مع مار ميليس زيا مطربوليت أستراليا ونيوزلندا ولبنان لكنيسة المشرق الآشورية عبر برنامجه التلفزيوني "وجه لوجه" لقناة SBS الإسترالية نالت إستحسان المشاهدين وبشكل منقطع النظير وذلك، ليس لأن إجابات غبطته تتصف بالصراحة لأسئلة ولسن والتي تكون بعضها محرجة، بل لأن هذه الصراحة تأتي من شخصية تعتلي مسؤوليات جمة، فبالإضافة إلى سعة مساحة مسؤولياته الكنسية، فله أيضا مسؤوليات قومية ثقافية وتربوية تتمثل في إشراف وإدارة أبرشيته لعدد من المؤسسات التربوية من كلية ومدارس على مختلف المستويات في إستراليا التي تتصف في عصرنا هذا بأنها قفزة نوعية في مسيرة الحفاظ على كياننا الثقافي واللغوي في بلدان المهجر. هذا ناهيك عن تأسيسه وأشراف وإدارة أبرشيته على جمعية "أسيرو" الخيرية التي تصل خيراتها إلى أبناء امتنا في أرض الوطن.

فخلال الأسابيع الماضية وضمن هذا السياق أجرى ولسن يونان مقابلة تلفزيونية مع مار ميلس زيا ضمن برنامجه المعروف وجهاً لوجه، وهي المقابلة التي تأتي ضمن سلسلة مترابطة من مقابلات تلفزيونية أجريت مع غبطته والتي أمتلكت جانبي المعادلة أي الجرأة والصراحة. ويستطيع القارئ النبيل أن يشاهد هذه المقابلة الأخيرة على الموقع أدناه.
http://www.ankawa.org/vshare/view/10225/mar-meelis-zaia

على العموم  وكسباٌ للوقت والجهد وتطبيقا لأسس المعادلة في الجرأة والصراحة بين الأثنين، يمكن تقسيم جوهر حديث هذه المقابلة الأخيرة  إلى محورين:
الأول: كنسي – ديني:
--------------
1-   حوار كنيسة المشرق الآشورية مع الكنيسة الكاثوليكية في حاضرة الفاتيكان سِفرُ طويل ولعدة عقود وجاءت أجوبة غبطته على تساؤل ولسن عن المحطة التي وصلت إليه هذا الحوار. فكان تأكيد  غبطته على إستمرار هذا الحوار وتواصله لتحقيق هدف إزالة الإختلافات في الأسرار السبعة للكنيستين. ولكن مع هذا يبقى التساؤل قائماُ وهو ... ثم ماذا؟ أي بعبارة أخرى، هل يعني بأنه إذا تم إزالة الإختلافات وتطابقت الأسرار السبعة هو إندماج وذوبان كنيسة المشرق الآشورية في الكنيسة الكاثوليكية التي يتجاوز مؤمنيها أكثر من مليار وربع المليار في الوقت الذي لا يتعدى مؤمني كنيسة المشرق الآشورية بضعة ألاف منتشرين في زوايا الأربعة للعالم وبالتالي فقدان إستقلاليتها كما فقدت بعض الكنائس إستقلاليتها وذابت في الكنيسة الكاثوليكية العالمية وخضعت لسلطة وإدارة الحبر الأعظم في الفاتيكان. ولم يخفي غبطته بأن يصرح  عن وجود مخاوف لدى بعض من أحبار كنيسة المشرق الآشورية من هذا الحوار وبالتالي لم تكن مواقفهم مشجعة في سياق التفاهم والتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية. ولكن بالمقابل أكد غبطته بثقة وثبات بأن مثل هذا الحوار الكنسي المسيحاني لا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكنيسة إستقلاليتها فأمر فقدان أو الحفاظ على إستقلالية الكنيسة يعتمد على مدى إيمان أحبار ومؤمني الكنيسة في الحفاظ على لوتروجيتها وتراثها وتقاليدها. ولكن هناك حقيقة يجب أن تكشف وهي أن الفاتيكان قد تقبل الشركة في الإيمان المسيحي والأسرار السبعة ولكن لا تقبل إستقلالية السلطة والإدارة، فالمركزية هي للفاتيكان وحدها، وهي المحطة أو العقبة الأخيرة التي سيصل حوار كنيسة المشرق الآشورية مع الفاتيكان.
2-    من المواضيع أو الأسئلة الأكثر حساسية وإثارة والتي أثارت دهشة غبطته وإستغرابه من سؤال ولسن هو عن عزوبية أو بتولية الأساقفة في الكنيسة والسماح لهم بالزواج في هذا العصر معتمداً على المجمع السنهادوسي الذي عقد في عهد مار برصوما عام 448 الذي سمح للأساقفة بالزواح وكان هو أيضا متزوجاً من راهبة.. فلماذا لا يسمح للإساقفة بالزواج... مؤكداً ولسن هذا السؤال الذي يطرح لأول مرة على مطرابوليت في الكنيسة وعلنية وفي وسائل الأعلام. فمن المعلوم بأن هذا القرار في زواج الأساقفة كان قد أبطلته الكنيسة في السنوات اللاحقة كما أكد غبطته مضافاً بأنه حاليا الكنيسة تعاني من بعض الأشكاليات من الكهنة المتزوجين حيث يصبح أمر نقلهم من أبرشية إلى أخرى أمرا صعباً للغاية أو مستحيلاً بسبب إرتباطاته العائلية والإجتماعية في منطقة أبرشيته خاصة موضوع نقل أبناءه من مدرسة إلى أخرى وتتعقد المسألة أكثر بكثير عندما يتم النقل من مدينة إلى أخرى أو من دولة إلى أخرى. فكيف والحال مع زواج الأساقفة وهم يحملون مسؤوليات أكثر بكثير من مسؤوليات الكنهة... ثم يضيف غبطته متسائلا: ما الذي سيضيف زواج الأساقفة على تقدم الكنيسة وتطورها... الجواب عند غبطته لا شيء.
ولكن بالمقابل يقول البعض بأن في هذا العالم المحيط بالمغريات والفواحش قد يكون زواج الأساقفة حصناً ومانعاً للإنجرار وراء مغريات الحياة المعاصرة بعكس العزوبية والبتولية التي قد تضغط عليه هذه الظروف للإنزلاق في متاهاة الخطيئة والزنا كما حدث لبعض أساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات القليلة الماضية وهذا ليس مستبعدا أن يشمل أيضا أساقفة كنيسة المشرق الآشورية فهم بشر من لحم ودم كغيرهم من البشر. ومهما يكن فبإعتقادنا الشخصي بأن مسألة بتولية الأساقفة أو زواجهم ليست من المسائل المهمة المطروحة في هذا العصر بل من الضروري أن ينظر إليها من جانبها الإيجابي كوسيلة لتطوير الكنيسة وتقدمها في هذا العصر الصعب جداً. فدائماً تأكد الكنائس التي تحرم زواج الأساقفة، ومنها كنيسة المشرق الآشورية بأن الأسقف يجب أن يكرس كل حياته التي نذرها أمام الله في خدمة الكنيسة ومؤمنيها، وهذا ما أكده غبطته أيضا. ولكن بالمقابل لم يعد كافياً على الأسقف أو الكاهن أن يكرس حياته لخدمة الكنيسة ومؤمنيها بالتذرع والصوم والوعظ فحسب، بل عليه وفي هذا العصر التي تتزاحم فيه الثقافات وتتنازع الأفكار وتتصارع المعتقدات أن يكرس جزء، قليل أو كثير، من حياته ووقته، وبتوليته أن صح التعبير، لخدمة كنيسته ومؤمنيها على مختلف الأصعدة الفكرية والثقافية بهدف تحصين كنيسته من المؤثرات السلبية وتطوير لوتريجيتها ومقوماتها الإيمانية والتراثية وعصرنتها مع الحفاظ على أسس ومقومات أصالتها التاريخية وإزالة سلبياتها المتراكمة من العصور المظلمة في تاريخ الكنيسة. وحسناً عملت كنيسة المشرق الآشورية عندما وضعت شرط حصول الكاهن على شهادة جامعية أو أعلى إلى جانب الشروط الإيمانية الأخرى لتكريسه كأسقف ليكون بذلك في موقع يستطيع خدمة كنيسته ومؤمنيها على مختلف الأصعدة الكنيسة الإيمانية والفكرية الثقافية وليكون وقته، أو بتوليته، فعلاً مخصصة لخدمة الكنيسة ومؤمنيها وتطوير لتروجيتها وتراثيها في هذا الزمن الظالم الذي يهدد كنيستنا وأمتنا بالزوال. أفهل فعلا أستطاع أساقفة كنيسة المشرق الآشورية الحاصلين على شهادات عليا متخصصة في مجالات علمية وثقافية وتاريخية ولاهوتية من الدخول إلى الساحة الفكرية عن طريق البحث العلمي الأكاديمي لخدمة الكنيسة وتطوير لوترجيتها وتنقية إيمانها من بعض سلبيات الماضي وتوفير الحصانة الإيمانية والفكرية والثقافية والتي هي السبل الأمثل والأقوى في الحفاظ على الكنيسة من الضياع أو إبتلاعها من قبل الكنائس الكبرى؟ سؤال من المؤكد جوابه موجود وبوضوح في الواقع الفعلي لمدى الإنتاج الفكري لأساقفة كنيسة المشرق الآشورية.       
3-   تناقلت الأنباء الشفوية عن إستقالة مار سركيس زيا أسقف بغداد لكنيسة المشرق الآشورية الذي ترك أبرشيته منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي وغادر إلى كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية وفعليا شغر كرسي الأسقفية في بغداد منذ تلك الفترة. كان غبطة مار ميلس صريحاً لسؤال ولسن عن هذا الموضوع مؤكداً بأنه منذ مغادرة مار سركيس أبرشيته في بغداد وبيان رغبته في عدم العودة إليها، طلب عدة مرات من بطريرك الكنيسة تخصيص له أبرشية في كاليفورنيا التي لها أصلاً أسقف للكنيسة غير أن طلبه رفضه وكان آخر رفض من قبل البطريرك الحالي قداسة مار كوركيس الثالث صليوا. القانون... هو القانون... هذا ما شدد في تأكيد غبطته عليه. فعندما نقبل مخالفة القانون فهذا يعني بأنه لا وجود للقانون. فقانون كنيسة المشرق لا يسمح بأن يترك الأسقف أبرشيته ويطالب بأبرشية أخرى من دون موافقة أصولية من المراجع العليا للكنيسة، أي بعبارة أخرى بأن مار سركيس قد خالف قانون الكنيسة وبالتالي نتيجة لرفض طلبه لم يكن أمامه إلى الإستقالة... أي بعبارة أخرى أ، شغور أبرشية بغداد من أسقف يعني حاجة هذه الأبرشية إلى أسقف جديد... ولكن "من يشتهي أسقفية بغداد" في هذا الوضع المأساوي المميت؟ إلا يستحق الأسقف الذي يقبل هذه الأسقفية أن نطلق عليه لقب "بطل" ومأثر من مآثر كنيسة المشرق الآشورية... بلى ... والله بلى... خاصة عندما نقارنه بغيره الذين ينعمون بحياة الرفاهية والسلام والطمأنينة في بلدان المهجر. 

الثاني: قومي  - ثقافي:
--------------
1.   شمل لقاء غبطة مار ميلس مع ولسن جوانب سياسية وقومية أكد في حديثه بانه فعلاً لايكفي أن يكون الأسقف أو المطران أو الكاهن ورعاً وخادما للكنيسة بمفهوما التقليدي فحسب، بل عليه أن يكون خادما لها ولمؤمنيها ومن جميع مناحي الحياة الزمنية والدنيوية. ونحن وصفنا مثل هذا الإمكانية في موضوع سابق بأن يكون (Managing Director) أو (CEO) وإلا ستضيع الكنيسة في متاهات العصر. فجاء لقاء غبطته مع عدد من ممثلي أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية في دهوك أثناء زيارته الأخير لشمال الوطن جزء من إهتمامه بالمسائل القومية التي هي الوجه الآخر لكنيسة المشرق. فتأكيد المستمر على الإحترام المتبادل بين جميع تسميات أمتنا "الكلدانية والسريانية والاشورية" رسالة رعوية وقومية لغبطته... ليعد بالتالي من أكثر أحبار كنيسة المشرق في إيمانه بضرورة وحدة أمتنا كسبيل لخلاصنا. وقد سبق وأن بحثنا في هذا الموضوع وبشكل مفصل وبعنوان  (نظرة علماني على مقابلة غبطة المطرابوليت ما ميلس زيا مع قناة SBS الإسترالية. يمكن قراءة الموضوع على موقع عنكاوة:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=759698.0

2.   أما موضوع المدارس والكلية في أستراليا التي ترعاهم أبرشية غبطته، فالحديث عنها يطول جداً لأنها فعلاً من مآثر الأمة والكنيسة معاً خاصة في بلدان المهجر ونكتفي بالإشارة إليها ومن يرغب المزيد يمكن الرجوع إلى موضوعنا المعنون (المدارس الآشورية في أستراليا ... فكرة وإجتماع... فجهود وإصرار... ثم إنجازات.) على موقع عنكاوة:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,811123.msg7471918.html#msg7471918

من خلال ما تقدم يظهر تواصل وإستمرار سلسلة لقاءات غبطة مار ميلس مع القناة المذكورة وعلى نفس المبادئ والسبيل وبنفس الأسس الرئيسية للمعادلة القائمة على الجرأءة والصراحة.
 


غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ ابرم شابيرا, تحياتي

اقتباس

-   تناقلت الأنباء الشفوية عن إستقالة مار سركيس زيا أسقف بغداد لكنيسة المشرق الآشورية الذي ترك أبرشيته منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي وغادر إلى كاليفورنيا -


مار سركيس الذي عرفته في بغداد لم يترك العراق في بداية الثمانينات حسب علمي لاني التقيته على الاقل مرتين خلال مراجعته لدائرتي لغرض حل بعض الاشكالات الذي حصلت نتيجة استيلاء الحكومة على كنيسة مار زيا القديمة لانشاء مجمع حكومي. والكنيسة الجديدة في الدورة اذا لا تخونني ذاكرتي لم تنجز الا في منتصف الثمانينات وانا كنت على الاطلاع بمراحل الانجاز. وقد التقيته اخر مرة في نهاية 1991 في كنيسة مار زيا في الدورة لاستحصال شهادة الزواج لأن زواجي كان في كنيسة المشرق الاشورية. يرجى تصحيح التاريخ اذا كنا نتكلم على نفس مار سركيس. شكرا

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الاخ ميخائيل ديشو... شكرا جزيلا على التصحيح... نيافة الاسقف مار سركيس غادر العراق في التسعينيات
وليس في الثمانينيات فانا شخصيا التقيت نيافته في بداية التسعينيات.... شكرا مرة اخرى...اخوك ابرم شبير