المحرر موضوع: اللعبة الشاملة  (زيارة 1105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ابو يوسف الالقوشي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
اللعبة الشاملة
« في: 11:43 29/03/2007 »
اللعبة الشاملة
قد يتبادر إلى الأذهان أن القصد من عنوان المقال يخص لعبة كرة القدم. ولكن تريثوا قليلاً فالمعنى المقصود من العنوان يخص الرياضة لكن ليس الألعاب الرياضية.
الرياضة هي جانب أو أحد أوجه حياة الشعوب في مختلف بقاع الأرض، بالإضافة إلى أن جانب الرياضة من أهم اهتمامات شريحة واسعة و مهمة من شرائح أي مجتمع. وهي شريحة الشباب هذه الشريحة الأجتماعية التي يعتمد عليها في مستقبل أي شعب أو أمة من الأمم.
فنظريات وأيديولوجيات عديدة تركز على هذه الفئة. لكون أن تحقيق أي أستراتيجية وخاصة ًعندما تكون بعيدة المدى يعتمد بالدرجة الأولى في العمل على البرعم بتطبيق الفكرة وترسيخها في وسط هذه الشريحة الحيوية.
لنعد إلى القصد من المقال إلى القصد من المقال الا تعتقدون أن من يتأمر ليتسيد العالم ويكون صاحب القرار المنفرد والمتحكم الوحيد في مصائر الأمم والشعوب لن يترك جانب أو وجه إلا ويعمل ويخصص عاملين ليشتغلوا ويفكروا ويخططوا أسلوب أو سبيل التحكم في هذا الجانب أسوة ً بالجوانب الأخرى المتعددة في حياة الأمم والشعوب.
هذه المرة برزت نوايا من يعتبرون أنفسهم هم أسياد مستقبل العالم من خلال التوجيه والتحكم في مجال الرياضة والتخطيط لتدمير مجال الرياضة المستقبلية في عراقنا والذي جعلوه مختبرهم الجاهز لتطبيق تجاربهم القذرة في مختلف مجالات الحياة. ولكي أوضح لكم الصورة بشكل افضل. دعوني أذكر أساسيات معروفة ومنطقية وقد تكون بديهيات لدى الجميع. والتي عند تطبيقها تكون هي الأساس في النجاح والتقدم في مثل هذا المجال الحيوي.
اولا ً، لغرض التقدم إلى أمام في المسيرة الرياضية لأي نادي يكون المقياس العلمي هو الشرط الأساسي في إنتخابات الهيئات الإدارية ( أي الشهادة)  .
ثانيا ً، وكذلك التخصص من شأنه أن يؤدي إلى التقدم.
ولكن كانت التعليمات في انتخابات الأندية العراقية التي جرت مؤخراً قد عكست ما ورد في الفقرتين السابقتين فشرط الحصول على شهادة عالية لم يكن أساسياً في الترشيح لأحد المناصب في الهيئات الإدارية مما جعل الجهلة والأميين. والذين يمتلكون مؤهلات أخرى بعيدة كل البعد عن مصالح النادي ولكنها مؤهلات تخدم مصالحهم الذاتية فقط. أليس هذا مخطط له لتدمير الرياضة في البلد.
أما أن يلغى شرط كان حتى وقت قريب شرطاً أساسياً في الترشيح، وهو شرط أن لا يسمح للاعب أو مدرب أو حكم الترشيح ولا يحق للمذكورين الترشيح أساساً في انتخابات الهيئات الإدارية. إذا كما تقول الحكمة ( لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين في آن واحد ). إذاً كيف بإمكان لاعب أو مدرب أن يبدع في مجالين مختلفين. فإذا ركز جهوده في أحدهما. لابد أن يفقد الإبداع في الأخر وبالتالي يتشبه بالمثل العربي الذي نصه ( ضَيَّعْ المشيتين ) فلا خدم الإدارة. ولا أدى واجبه بشكل مرضي كلاعب أو مدرب. اليس هذا هو المقصود من المخططين لتدمير مجال الرياضة.
والطامة الكبرى والتي من شأنها أن تدعم مخططهم وتجعله ميسور التطبيق هو مانصت عليه التعليمات الأخيرة. والتي حصرت فيها الهيئة العامة والتي تكون هي صاحبة الحق في التصويت. باللاعبين والمدربين ومعهم للمجاملة الهيئة المؤسسة والتي قد لا تكون باقية على قيد الحياة، وحتى وإن وجدت فهم عدد ليس بإمكانه التحكم في مسيرة الأنتخابات المحسومة سلفاً لأشخاص سيكونون المعول الذي سيهدم به بنيان الرياضة وهو أحد المجالات الحيوية. والذي سيكون أحد أوجه التحكم. والسيطرة المطلقة على مقدرات البلد.
أما خبرائنا الرياضيون فهم لا علم لهم ولا دراية بهذا المخطط. وقادتنا السياسيون في شغل شاغل عن ما يحصل في البلد. فهم منهمكون في البحث عن أفضل الوسائل وأفضل القنوات التي تجعل جيوبهم منتفخة من ثروات وخيرات البلد التي نهبوها وينهبونها في كل يوم وكل ساعة ودقيقة. والله يكون في عون الرياضة وعون الشعب والوطن.
جمال جرجيس لاسو
القوش