المحرر موضوع: 'جرائم من دون عقاب'.. إستمرار الإعتداءات على الصحافيين في العراق يافطات في بغداد تطالب بوقف قتل الصحافيين  (زيارة 915 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هادي جلو مرعي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
'جرائم من دون عقاب'.. إستمرار الإعتداءات على الصحافيين في العراق
يافطات في بغداد تطالب بوقف قتل الصحافيين
خاص بـ"موقع الحرة"
كان الصحافي والحقوقي عبدالقادر القيسي متوجها إلى العاصمة بغداد قادما من كردستان حين اختطفه مسلحون بين محافظة كركوك وبغداد في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبعد حوالي أسبوع من اختفائه أكد مصدر في شرطة محافظة كركوك لوسائل إعلام محلية أن القوات الأمنية عثرت في الـ4 من هذا الشهر على جثة القيسي شمالي بغداد.
وبهذا يعد القيسي أول الضحايا الصحافيين في العراق في عام 2017
وقبل القيسي، كانت الصحافية والناشطة أفراح شوقي ضحية عملية اختطاف من منزلها في العاصمة بغداد، على يد مسلحين عرفوا أنفسهم بأنهم من "الاستخبارات العراقية"، حسب شهادة شوقي التي أُفرج عنها بعد تسعة أيام، من دون معرفة الكثير عن هوية الجهة الخاطفة أو دوافعها.
ثاني أخطر دولة على الصحافيين
وتعرض عدد كبير من الحصافيين العراقيين إلى اعتداءات مختلفة خلال السنوات القليلة الماضية، تنوعت بين القتل والاختطاف والاعتداء بالضرب أو التهديد.
ويقول رئيس المرصد العراقي للحريات الصحافية ومقره في بغداد هادي جلو مرعي في اتصال مع "موقع الحرة" إن عدد الصحافيين الذين قتلوا في 2016 "بلغ 14 صحافيا يضاف لهم الزميل عبدالقادر القيسي الذي قتل مطلع الشهر الحالي ليرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا في العراق منذ 2003 وحتى اليوم إلى 430 صحافيا ومساعدا فنيا."
وصنفت لجنة حماية الصحافيين الدولية العراق في تقرير أصدرته في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ثاني أخطر دولة على الصحافيين، مشيرة إلى مقتل ستة صحافيين أثناء تغطيتهم العمليات القتالية، في حين قتل صحافيان آخران بعيدا عن ميادين القتال بـ"دوافع غير معروفة."
وللعام الرابع على التوالي يحتل العراق إحدى المرتبات الثلاث الأولى بين البلدان الأشد فتكا بالصحافيين، حسب المنظمة.
داعش.. صحافة مهنة الموت
ومع دخول تنظيم داعش إلى مدينة الموصل في حزيران/يونيو 2014، تحولت مهنة المتاعب إلى مهنة الموت في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وتصدر التنظيم قائمة منتهكي الحريات الصحافية في العراق عبر إصداره أوامر صارمة بمنع العمل الصحافي إلا في حدود أجهزته الإعلامية، وشن حملة اعتقالات ونفذ إعدامات جماعية كان صحافيون يعملون في وسائل إعلام عراقية ضحاياها.
ورغم صعوبة الوصول إلى أعداد دقيقة للصحافيين الذين قتلوا أو اعتقلوا على يد التنظيم، إلا أن مصادر عديدة تؤكد أن التنظيم أعدم عشرات منهم في الأشهر الأولى من استيلائه على الموصل، ومدن أخرى شمالي بغداد.
الإعلامي رعد العزواي كان يعمل مصورا في قناة سما صلاح الدين أعدمه داعش وشقيقه في محافظة صلاح الدين ويعتبر العزاوي واحدا من عشرات الاعلاميين الذين اعتقلهم وأعدمهم تنظيم داعش بعد استيلائه على مدن عراقية في أواسط 2014
لكن يبدو أن داعش لا يمثل المصدر الوحيد للخطر الذي يهدد حياة الصحافي وحريته المهنية في العراق.
ويتفق ناشطون معنيون بتوثيق الانتهاكات بحق الصحافيين، في كل من العاصمة بغداد وإقليم كردستان على أن العمل الصحافي تحفه "مخاطر جسيمة" سواء على جبهات القتال أثناء تغطية الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش، أو أثناء تناول ملفات الفساد أو القضايا السياسية التي تعصف بالعراق في كل من بغداد وأربيل.
المصور في قناة السومرية علي ريسان قتل أثناء تغطيته الحرب على داعش في تشرين الأول/اكتوبر 2015
وتزايدت حالات الانتهاك والاعتداء التي يتعرض لها الصحافيون من قبل الشرطة أو الجهات الحزبية. ويشير مرعي إلى تسجيل أكثر من 29 حالة انتهاك صارخ في 2016 بحق صحافيين، وترواحت الانتهاكات بين الاعتداء بالضرب وكسر الكاميرات والاحتجاز الذي امتد من ساعات إلى أكثر من يوم.
كردستان "بيئة مخيفة" للصحافيين
وتعرض صحافيون في إقليم كردستان إلى إعتداءات جسدية، وحجز ومنع من التغطية الصحفية ومحاكمات، ومواجهة دعاوي قضائية من مسؤولين محليين، بالإضافة إلى مقتل صحافيين كرديين اثنين في النصف الأخير من 2016 في مناطق محافظة دهوك، حسب رحمن غريب مدير مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين.
يصف غريب في اتصال مع "موقع الحرة" البيئة السياسية في الإقليم بأنها "مخيفة" للعمل الصحفي.
ويعزو غريب سبب ذلك إلى "كيفية تفكير من يتولى زمام السلطة في موضوع نشر المعلومات المهمة حول الفساد والاعتداء على الأملاك العامة وانتهاك حقوق الإنسان" في كردستان العراق.
ويرى ئاسو وهاب وهو صحافي مستقل ومدرب في الصحافة، أن العمل الصحافي خارج مؤسسات الصحافة الحزبية في كردستان قد يعرض حياة الصحافي إلى الخطر.
وقال وهاب لـ"موقع الحرة" إن "حرية الإعلام التي يتم إظهارها في كردستان مرتبطة أساسا بالأحزاب السياسية والوضع السياسي، وإذا ما حاول الصحافي تجاوز الإطار الحزبي فهذا يعتبر خطا أحمر قد يعرض حياته إلى الخطر."
ولهذا السبب يعتقد وهاب أن الصحافة الاستقصائية والتحقيقية التي يركز عليها الإعلام العالمي كثيرا "نراها ضعيفة في كردستان والعاملون في هذين المجالين عادة ما يواجهون التهديدات."
وأشار غريب من جهته إلى مقتل صحافيين كرديين اثنين أثناء تغطية الحرب ضد داعش بالإضافة إلى اغتيال اثنين آخرين في كردستان خلال العام المنصرم، مضيفا قوله: "قُتل الصحافي وداد حسين ولا يزال القتلة يتجولون بحرية، وقتل المصور التلفزيوني زين الدين شكري في أحد جبال العمادية في دهوك ويُعزى سبب القتل إلى خنزير بري."
وكان مراسل وكالة روج نيوز القريبة من حزب العمال الكردستاني وداد حسين قد تم اختطافه في 13 آب/أغسطس الماضي من منزله في دهوك وادعى خاطفوه المسلحون أنهم من قوات الأمن الكردية "الآسايش" وتم العثور على جثته بعد ساعات من اختطافه على الطريق الواصل بين دهوك وناحية سيميل.
وقال شقيقه طارق لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن الآسايش سبق وأن اعتقلوا شقيقه "وأمروه إما بترك الصحيفة أو تزويدهم بمعلومات عما يحدث داخلها، وإلا فإنهم سيعرفون كيف يسكتونه"، وقال طارق إن شقيقه تعرض للتعذيب أثناء التحقيق.
مراسل وكالة روج الإخبارية وداد حسين الذي عثر عليه مقتولا في ضواحي دهوك
وبينت التقارير الطبية أن الصحافي وداد تعرض للتعذيب الشديد بأدوات كهربائية وسكاكين قبل مقتله، وفق بيان أصدرته وكالة روج حول مقتل مراسلها.
وفي بداية الشهر الماضي، وبعد اختفاء دام أربعة أيام تم العثور على جثة زين الدين شكري مصور قناة KNN التابعة لحركة التغيير المعروفة بانتقاداتها الشديدة للسلطات الكردية في أربيل.
وأكد مدير الإعلام في شرطة محافظة دهوك الرائد هيمن أتروشي في تصريحات للصحافة أن جثة شكري كان عليها آثار طلقات رصاص، ولكن الشرطة عادت وغيرت روايتها فيما بعد، ونفت وجود آثار رصاص بل "جرح يعود إلى حيوان بري."
 
جرائم من دون عقاب
وقد تمر سنوات على ملفات اختطاف أو اغتيال الصحافيين دون وصول التحقيق إلى نتائج واضحة، ومن دون كشف الجناة، وبعد فترة يتم نسيان الملفات بشكل كامل من قبل السلطات المختصة، ويفلت الجناة من العقاب.
ويضيف غريب أن هذه الحالات تمر من دون عقاب، مشيرا إلى أن كردستان تمثل بيئة "الإفلات من العقاب من الجرائم التي ترتكب بحق الصحافيين والناشطين المدنيين."
وقال إن منظمته سجلت عشرات الحالات من الانتهاكات والخروقات و التهديدات ضد الصحافيين الأكراد، وأكد أن المركز يعتزم نشر بيان حول تلك الانتهاكات أواسط الشهر الجاري، "حين ينتهي المركز من إعداد المعلومات كافة."
وتحدد منظمة CJP الجناة الأساسيين في الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين في العراق، بتنظيم داعش والمسؤولين المتنفذين سواء الحزبيين منهم أو الحكوميين، مشيرة إلى مقتل 71 صحافيا في العراق خلال العقد الأخير، مع إفلات تام للجناة.
والجدير ذكره أن هناك قائمة تتعدى ستة أسماء من ضحايا الصحافيين الذين تم اغتيالهم في كردستان منذ 2008، لكن من دون الكشف عن الجناة أو من دون أن تتوصل اللجان التحقيقية إلى نتائج حاسمة بشأن قضاياهم.
فبعد مرور أكثر حوالي ثماني سنوات على اكتشاف جثة الصحافي الكردي سردشت عثمان في أطراف أربيل، بعد نشره مقالات انتقد فيها بشدة الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يترأسه مسعود بارزاني، لازال الغموض يحيط بقضية مقتله، وذلك بعد أن رفضت عائلته نتائج تحقيق إجري آنذاك وخلص إلى اتهام الصحافي سردشت بالإرهاب. وقالت أسرته لوسائل إعلام أجنبية إن عثمان اغتيل بسبب مقالاته الانتقادية.
متظاهرون يحملون صور لـسردشت عثمان أمام برلمان كردستان للمطالبة بتحقيق في مقتله
ومر أكثر من ثلاث سنوات على مقتل الصحافي كاوه كرمياني، ولم يتم توجيه الاتهام في مقتله إلى أحد حسب عائلته التي توجه أصابع الاتهام إلى أحد أعضاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعتبر الحزب المهيمن في مناطق كرميان في محافظة السليمانية.
صحافيون وانشطون أكراد يطالبون باعتقال الجاني في قضية مقتل الصحافي كاوه كرمياني الصورة من صفحة الصحافي والناشط رحمان غريب.
ويتفق كل من هادي جلو مرعي ورحمن غريب على أن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا الصحافيين من دون تحديد الجناة، يشير إلى مدى الخطورة التي تهدد ليس حرية الصحافيين في العراق بل وجودهم أيضا.
ويقول مرعي "في ظل عدم جدية الحكومات المتعاقبة في معالجة هذا الملف فإن الاوضاع لاتسير الى إيجابية بل الى المزيد من التعقيد والخطر."
نقلا عن موقع الحرة