المحرر موضوع: مصيبه سوده  (زيارة 707 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مصيبه سوده
« في: 20:55 13/01/2017 »
قصه من تاريخ بغداد .......

هذه القصه كما يشاع انها واقعيه حدثت في ثلاثينات القرن الماضي في بغداد ورغم ورود بعض المفردات ( الغير لائقه ) في سياقها الا اني احببت ان انقلها كما هي فارجو من الجميع عذري و اعتذاري ...................

قصتنا تبدأ .. كان هناك رجل قروي فقير قصد بغداد للمرة الأولى بحياته باحثا عن عمل ....
كان طويلا مفتول العضلات وله شوارب تغطي شفتيه لتصل الى فكه الاسفل ...
وفي رحلته للبحث عن عمل جرته قدماه الى محلة الميدان وكان يسأل المارّة ..

" عمي ماكو شغل مناه مناه " ..

و جابه حظه على واحد من البغاده هتلي ملّعب راد يضحك عليه .....

فكّال له : روح لبيت ( ريمه أم العظام ) هي عدها خوش شغل ... ودلّاه على بيتها ....!

و كانت حشاكم الله ريمه معروفه بذلك الوكّت لديها بيت دعاره في محلة الميدان ....

ذهب الرجل بحسن نيه و دكّ بابها .. فخرجت له وأستقبلته بالترحا .... فاخبرها بحاجته للعمل فوافقت على الفور أنْ يعمل عندها وخصصت له غرفة ...

وأخبرته أنها بحاجة لرجل قوي مخلص بعمله وإنّ وظيفته ( بسيطه ) وهي أنْ يقوم بفتح الباب وأستقبال الضيوف و توديعهم فقط !!

وأستلم صاحبنا الوظيفه ونجح نجاح باهر وتفانى بها لأقصى درجة .... مما جعل ( ريمه ) تغمره بالراتب الجيد والأكل اللذيذ والهدايا الفخمة ....

فظهرت عليه آثار النعمة وصار يتقن الملبس والحديث والمشي وهو يتبختر ....

في يوم من الايام صارت مشكله بين صاحبنا وبين احد الضيوف ....

فصاح به الضيف : أسكت .. گواد .... ! .

فهاج وجن جنونه وهجم على الرجل يريد قتله.... وهنا تدخلت الناس بينهما وابعدوه

فصاح صاحبنا وهو يزبد و يرعد : يول عليمن تكّول كَواد ؟ .. آني گواد ؟ .. إلا أذبحك ! ..

سمعوه الناس فضحكوا وكّالوا له : ليش زعلت من الحجايه ... ؟ هي هاي شغلتك يسموها كَواده ..

فأستغرب وكّال لهم : يعني هي هاي الكَوادة ؟ ! .....

عمي شو هاي شغلة سهلة ومابيها عيب ....!

عز الله من عين باجر أروح أجيب هلي وعمامي يشتغلون يمي گواويد ...

حسبالنا الگوادة فد شي طلعت شغله بسيطه ومابيها حرام ولا أستنكاف ولا تعب ..

وصارصاحبنا بعد ذلك شيخ .... وكان يظهر ببغداد وكأنه أحد كبار القوم ... يلبس ملابس شيوخ ( الباديه ) رغم مهنته الدونية ....

ذكره الشاعر الملا عبود الكرخي بقصائد وعاصر الشاعرمعروف عبدالغني الرصافي وتناوله الزهاوي الكبير قبل وفاته بفتره ....

و يقال أنه عاد من حيث أتى بعد أنْ صار وجها أجتماعيا يملك أموالا كثيرة وأطيان شتى ..

أما ريمه أم العظام فقد تابت الى الله بعد أنْ أحبت شخص من كبار القوم فتزوجها وسجل
بأسمها بساتين ( الشاكرية وكرادة مريم ) ....

والتي كانت يسميها الكثيرين في السبعينيات بساتين ( أم العظام ) ثم تحول أسمها الى ( حي التشريع ) في مطلع الثمانينات

وفي العام 2003 أطلق عليها الأمريكان أسم ( المنطقة الخضراء ) فهنيئاً لساكنيها ......

و سلامتكم ..........