مقاطع شعرية في رثاء العم كريم قيّا
د. صباح قيّا
أتذكّرُ وأنا بعمرِ اليافعينْ
أن العمَّ كريمْ
خلف القضبانِ سجينْ
يخرجُ يوماً للعراءِ ً
مع بهجةِ الأهلِ والأقرباءِ
وفرحةُ البناتِ والبنينْ
ليعودَ له بعد حينْ
دموعُ الأحبةِ تنهمرُ
ونفسُ المشهد يتكررُ
لسنينَ وسنينْ ...
لم تنثني رغم سوطِ سجانك اللعينْ
ورغم أوجاع جسمك والأنينْ
شعارك حب الوطنِ
والنضال من أجلِ الكادحينْ
ألا تباً للمستعمرين
والحريةُ في الغد للملايينْ
فالتعذيبُ شرفٌ
والشهادةُ وسامٌ على الجبينْ ...
بعد كل المعاناةِ
ظلت الشمسُ بالمغيبِ
يا لخيبةِ الأملِ
أسفاً على الزمنِ العصيبِ
أين تاه الرفاقُ
وماذا حلَّ بالتثقيفِ والتهذيبِ
كلُّ توارى إلى ركنٍ غريبِ
وحملَ نعشَ العقيدةِ بعلبةِ التعليبِ ....
هاجرت يا عمي مع الألمِ من الذكرياتِ
لم يتحققْ ما كنت تحلمُ به
ومن معك من الأباةِ
فحلمُ الوطنِ الجريحِ
حقيقةُ في بلدِ الشتاتِ
وذاك الطريقُ الطويلُ
وما فيه من العثراتِ
أصبح من الماضي السعيدِ
رغم سيلِ العبراتِ ...
زرتني في عيادتي ببغدادَ
قبل أن تسافرْ
أهديتني رباطاً
وقلت لي أنك مغادرْ
ولزوجتي عطراً
قبل أن تودعَ الوطنَ الغالي
ولأمريكا تهاجرْ
سألتك حينها عن الكويتْ
وسرِّ ما يحصلُ مع العراقِ من تناحرْ
أجبتني بعقلِ السياسي الماهرْ
وما قلته لي عن المخططِ العالمي
لا يزال بالفعلِ ماضٍ
والحدثِ سائرْ ...
ألرحمةُ لك يا عمي أبا ميسونَ وعادلَ وسلامْ
والصبرُ والسلوانُ للعزيزةِ كوكبْ
صديقةُ المرحومة والدتي
كانتا دوماً ً على وئامْ
وعزائي لميسونَ وعادلَ وكافةِ محبيكَ
منَ الأنامْ
ولترقدَ في رحابِ الربِّ بسلامْ
مع المرحوم إبنك سلامْ ......