بين وجع ٍ نكتب عنه و نشوة نتنفس بها , زلة ٌ وشهقه !!
شوكت توسا غالبا ما يلجأ الانسان الى الذاكرة بحثا عن لحظة إنتشاء وهي في حقيقتها هروب من حالة ملل او يأس ,وعندما تقوده ذاكرته الى نكئ جروح الآخرين يعود نادما متألما ً, فقدقادني حنين الذكريات اثناء وجودي في القوش الى بيت المرحوم هرمز صفار, أحد جيراني المحبين في ثمانينات القرن الماضي, فأستقبلتنا إبنته, الآنسه باسمه التي عرفناها بشجاعتها و بطيبتها وبإبداعاتها الفنيه اليدويه ومسرحياتها الألقوشيه العديده,جلسنا معا ورحت استذكر معها حلاوة ايام الجيرة الخوالي وعلاقاتنا العائليه الحميمه , واذا بمعالم وجهها تتبدل وكأن شيئا في كلامي قد اغضبها فإختصرتها وقالتها بإنفعال, لقد تغيرت اشياء كثيره مع مرور الزمن ولم تعد كما كانت في السابق,وعندما وصل الحديث بنا الى اعمالها ونتاجاتها الفنيه,راحت تتحدث عن شدة رغبتها وطموحها لتقديم المزيد وتطوير اعمالها , لكنها لم تستطع أن تخفي حزنها وضجرها وهي تتكلم عن محدودية امكانيتها الماديه التي تقف عائقا في طريقها وما من جهة داعمه لها كي تواصل عطاءها, وبعد ان شربنا فنجان قهوة معها غادرنا متمنين لها الموفقيه .
صورة مع الاخت باسمه والاستاذين نافع قوجا وحميد حيدوأما في جمعية القوش الثقافيه , التي سبق لي في احدى مقالاتي أن وصفت توقيت وطريقة بنائها وشبهتها بالصرح الشرقي المكّمل لثلاثية بانوراما التحدي في القوش مع صرحي متنزه المرحوم توما توماس وصرح ميدان السلام , زرتها في سفرتي الأخيره 2016 وأمضيت امسيه بصحبة اصدقاء ليس بوسعي ان اقول سوى محظوظ من يجالسهم ويتسامر معهم لما في احاديثهم من غنى معلوماتي نكاد نجهله فننهله من مصدره.
في عصراليوم التالي كنت على موعد مسبق لتلبية دعوة زيارة مقر الحركه الديمقراطيه الاشوريه في دهوك. فقصدتها بصحبة الاخ ساهر كلله مسؤول محلية زوعا في القوش وألتقيت بمجموعة زوعاويه لم يسبق لي معرفة غالبيتهم ,فتشرفت بلقائهم وبالتعرف عليهم في أمسيه حواريه هادئه قضيناها في المركز الثقافي الاشوري على مائده بذي طعمين, طعم حديث ملؤه التطلع والطموح,وطعم مُدام المحبه الذي شاركتهم نشعته ,هكذا إكتملت حلاوة الجلسه التي تمنى الجميع تكرارها,لكن ذلك لم يتحقق بسبب ظروفي الصحيه التي منعتني حتى من زيارة بغديدي وبرطله وكرمليش ونهله التي كنت مصمما على زيارتها , علما ًان الاستاذ البرلماني جوني يعقوب كان قد وعدني في لقائي معه بعينكاوه باصطحابي الى منطقة بغديدي, وهكذا الاستاذ فريد يعقوب تكرم اثناء لقائنا في دهوك ووعدني مشكورا بتسهيل امرسفرتي الى نهله, لكن ذلك لم يتحقق ,لذا اقدم اعتذاري.
أدناه صوره مع الأصدقاء في مقر زوعا بدهوك في الحقيقه, رغم الذي يقال عن بعض سلبيات الانترنيت,إلا أن تطور تقنياته ساهم بشكل كبير في مد الجسور وبناء العلاقات التي جعلت من عالمنا المترامي اشبه بقريه صغيره.
ففي عينكاوه التي عدتُ اليها من بغداد, تذكّرتُ وعد َ لقاءٍ كنت قد قطعته مع الاستاذ الكاتب بطرس نباتي في 2015, وتلقيت في حينها عتابا مكتوبا منه بسبب عدم التزامي لاسبابي الخاصه , لذا اتصلت به هذه المره واعطيته عنواني, فجاءني مشكورا ليبث في نفسي نشوة اللقاء بأحد كتّابنا المتميزين,وبينماكان يتحدث حول مكان نشرب فيه قهوتنا سالته إن كان بالإمكان دعوة الاستاذ الكاتب لطيف سياوش أيضا, في الحال اتصل به واعلمه باننا سنكون بانتظاره في كافيتيريا معروفه بقهوتها المنعشه. لبى الاستاذ الكريم لطيف دعوتنا فاستقبلناه ثم جلسنا وكاننا نعرف بعضنا لسنين طويله.فقد طابني وأسعدني كثيرا وجودي بين إثنين من الكتّاب الذين احترمهم واحترم اسلوبهم في الكتابة.قضينا سوية وقتا ممتعا تحدثنا فيه قرابة ساعه حول شتى المواضيع, خاصة ما يتعلق بموضوع الكتابه,وقبل ان يغادرنا الاستاذ لطيف بسبب التزاماته العائليه,دعانا للغداء في بيته ,شكرناه على دعوته وعلى تلبية طلبنا ثم ودّعنا ,اما الاستاذ بطرس,لم يدعني كرمه ان اذهب الى حيث اقيم دون تناول وجبة غداء , فذهبنا وتناولنا الغداء سوية في احدى مطاعم عينكاوه ثم اوصلني مشكورا.لذا شكري الجزيل للصديقين المحترمين.
صوره مع الأستاذين الكاتبين بطرس نباتي ولطيف سياوش إنه لأمر جميل ومؤنس عندما تسود اجواء الحديث نشوة صورٍ معبّره عن الروابط والعلاقات الباعثه للطمأنينة والتآلف في روح مريديها, لكن ذلك لا يعني خلوها مما ينغص الروح ويضعها في حرج في ظروف كهذه , أنا اقول من اجل ان لا تتعمق الشهقه ,واجبنا يقتضي تذكير المعنيين بضرورة رأب التصدعات, اذ يكفينا ما خلفته لنا داعش,لذاعلينا درء ما يسبب الخوف والقلق من مستقبل ما بعد داعش .لماذا أقول ذلك؟
كنتُ في مقال سابق قد تكلمت عن حجم ركام الخراب في تللسقف وباطنايا,وهل للمرءان يتوقع من الدواعش غيرذلك؟ بالتأكيد كلا. لكن الذي حز ّفي نفسي هوأن أرى وسط هذاالركام أشخاصا يسرقون اثاث كنيسه باطنايا المدمره,لقطة لم استطع تحمل سوداويتها ولم اصدق نفسي عندما إقتربت لأتفاجأ بان الفاعل شخصان محسوبان على قوات البيشمركه.نعم ليس من العدل ان نتهم مسؤوليهم بالسماح بذلك,ولكن رسالة عتاب ونقد لابد من توجيهها الى المسؤولين كي ينتبهوا الى ممارسات غيرمسؤوله كهذه فهي تشوه سمعة البيشمركه اولا ناهيك عما ستخلفه من نفور وعدم ثقه.
أدناه واحده من الصور التي التقطتها داخل كنيسة باطنايا المدمره: بعد التقاط الصور,توجهت الى احدهما ثم سألته: جنابك من وين ؟ اجابني:عربي نازانم. قلت له حسنا ,فأعدت السؤال بالكردي,اجابني هيركي من عقره.قبل ان اقول له اهلا بك, خطفتني ذاكرتي الى ستينات القرن الماضي يوم كان الفرسان (الجحوش والجتا)من الزيباريين والهيركين المتعاونين مع سلطات بغداد يمارسون القتل والنهب بحق قرانا التي كانت تدفع الثمن غاليا بسبب مساندتها للحركه الكرديه المسلحه,حقيقة لم أطق رؤيته بزي البيشمركه وهويسرق أثاث كنيسة مدمره ,فعاتبته بقصد حثه على مراجعة نفسه للكف عما يقوم به, فقلت له : كاكه نحن الذي عرفناه عن البيشمركه بالأمس كان شأنا مشرفا وقد دفعنا الثمن غاليا بسبب مساندة قضيتهم, وما نسمعه اليوم عن البيشمركه هو مشاركتهم في تحريرالبلدات وتادية واجباتهم في الحفاظ على بناها التحتيه وممتلكاتهابالتعاون مع قوات الجيش والشرطه والحشد الشعبي الذين بعد تحريركل بلده ينظفون جدران كنائسها من شعارات داعش ويعيدون الصلبان والتماثيل الى اماكنها لانها مقدسه,ثم يقرعون نواقيسها لبث الامن والاطمئنان في نفوس الناس,وهذا ما حصل وشاهدناه في بغديده وبرطله وكرمليش, لكنك مع الاسف لم تنظف تمثالا ولم تعيد صليبا الى مكانه ولا تزيل الاتربة عن الكتب المقدسه انما تسرق ممتلكات الكنيسه !!! ألست في عملك هذا تشوه سمعة البيشمركه؟ اجابني بالكرديه ضاحكا: سيدا اف تشتي باشا بو ماليمن جونكه مباركه!!!! اي هذه اشياء احتاجها في بيتي لانها مباركه!! .
ليس بإمكان احد انكارموقف حكومة اربيل في مساعدة النازحين, ولكن هل من المعقول السكوت لأي سبب كان على هكذا سلبيات دون توجيه او محاسبه ,من هذا المنبر أتوجه برسالتي الى السيد مسعود برزاني, رسالة جارالى جاره في وقت تتناقل فيه الاحاديث حول ممارسات كهذه وأخرى غيرها محرجه وغير مشجعه لأهالي هذه البلدات المحرره وابناءها الذين تطوعوا لحمايتها ومسك أراضيهم .
الاحصائيات تقول عندما احتل الدواعش بلدة تللسقف بقوا فيها ثلاثة اشهر الى ان تم تحريرها في نهاية 2014 , وقد تبين بان نسبة الأضرارالتي خلفها الدواعش في تللسقف تراوحت بين 5_الى 10% , لكن الأمر الملفت للانتباه هو بعد مرور قرابة عامين على تواجد البيشمركه فيها, تضاعفت نسبة الأضرار بشكل غير طبيعي , تكفي هذه الحاله دون الحاجة للدخول في تفاصيل ملفات أخرى لإجراء مراجعه شامله لمعالجة كافة انواع التجاوزات كي يتسنى التعويل والبناء على وعود وشعارت العيش المشترك,نرجو ان تؤخذ هذه الرساله على محمل من الجد والأمان بقدراهميتها وبقدرما تستدعيه حقوق الجيره .
الوطن والشعب من وراء القصد