المحرر موضوع: رسالة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بمناسبة اعياد نيسان  (زيارة 5617 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.


غير متصل الخوري عمانوئيل يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وجه قداسة مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، رسالة بطريركية لمناسبة عيد قيامة السيد المسيح (له المجد).
ونحن اذ ننشر صورة للرسالة الاصلية فاننا ننشر ادناه ترجمتها الى العربية تعميما للفائدة وتوسيعا لقاعدة قراءها.
نود التنويه ايضا ان قداسته كان قد تفرد من دون جميع كنائس شعبنا بتوجيهه رسالة تهنئة اخرى الى ابناء الشعب الاشوري لمناسبة عيد راس السنة الاشورية، وقد نشرت الرسالة على موقع عنكاوة على الرابط التالي:
http://ankawa.com/forum/index.php/topic,83068.0.html

ادناه الترجمة العربية لرسالة قداسته لمناسبة عيد القيامة المجيد، وفي نهاية الترجمة ننشر صورة للرسالة الاصلية
.


مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم


رسالة بطريركية لمناسبة عيد قيامة ربنا يسوع المسيح لسنة 2007 ميلادية

اخوتنا الاحبة في الرب: الاباء الاجلاء
ابناءنا بالروح الكهنة والشمامسة الافاضل
وجميع ابناء كنيستنا المقدسة وابناء امتنا الاشورية وجميع مسيحيي المعمورة

نهديكم بركاتنا وصلواتنا،
[/b]

في هذا العيد المقدس ملأت الفرحة العظيمة قلوب مسيحيي المعمورة بقيامة المسيح من بين الاموات وانارته الخليقة بنوره السماوي، حيث يقول: "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" يوخنا 46:12 ويقول ايضا: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" يوخنا 12:8
المخلوقات جميعا تجددت بالمسيح الذي هو راس وبداية الحياة الجديدة الذي بقيامة جسده المقدس تكسرت ابواب الجحيم. المسيح بقيامته منحنا حياة جديدة، وبشر الفرح والامل للانسانية. بقيامة المسيح من بين الاموات تحقق الخلاص الكبير لكل الامم.

المسيح هو سلام الاعالي وامان البشر وهو من يؤهلنا للاحتفاء بسلام قيامته.
يقول الرب لتلاميذه: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ." يوخنا 27:14
ابناء الكنيسة مبتهجون ومنتعشون بسلام قيامته. منح الرب يسوع المسيح لكنيسته السلام الذي لا ينتزع منها.
منحنا المسيح الملك سلاما الهيا، وعلمنا ان نحفظ في كل ان واوان السلام الذي وهبه لنا من لدن ابيه المقدس لنكون اغنياء بالاعمال الصالحة والمسالك الطاهرة التي تملا قلوبنا وانفسنا بالمحبة، ولنكون رحومين ومتواضعين لدى بعضنا البعض وليقدسنا بسلام قيامته.

في هذا العيد الجليل وفخر جميع الاعياد، قيامة المسيح هي الفرحة العظيمة التي منحت للكنيسة، لذا نقول لجميعكم ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية وجميع اخواتنا واخوتنا ابناء الكنيسة الكلدانية، والكنيسة السريانية وجميع المسيحيين:

لتكن قيامة ربنا يسوع المسيح مباركة عليكم
.[/b]

لقد قام ربنا يسوع المسيح من بين الاموات بجسد تغير من جسد لحمي الى جسد روحاني غيرتالف وغير مائت. الرسول يكتب ايضا: "إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ" 1 كورنثوس 50:15
في فجر يوم الاحد قام المسيح من بين الاموات، وفي مساء ذات اليوم حيث كان رسله مجتمعين "وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ:سَلاَمٌ لَكُمْ. وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ." يوخنا 20 : 19-21
نحن ايضا كما الرسل فرحون لان المسيح قام من بين الاموات وهو جالس عن يمين الاب في السماء. يقول المسيح: "لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ. فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا." يوخنا 33:6

لنتبصر بالرب يسوع المسيح الذي هو رأس ايماننا ومكمله، كمسيحيين مؤمنين وصادقين فمن الضرورة ان نضع بنيان ايماننا على الصخرة القوية التي هي يسوع المسيح لكي لا يهتز هذا البنيان ويتاثر بامواج واعاصير ورياح الضلالة التي يستخدمها الشيطان لتهديم بناء ايمان المسيحي المؤمن.
المسيح يوصينا ويقول: "فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ." متي 24:7
لنكن اذا حكماء، لا نبتعد عن كنيستنا، لان من يبتعد عن كنيسة المسيح انما يبتعد عن المسيح.
يتوجب ان نحصن انفسنا بالصوم والصلاة والسلوك الصالح والتقي في وجه قوى الشيطان الذي هو عدو العدل.
يقول الرسول: "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" 1 كورنثوس 16:3
استلوا بايديكم سيف الروح الذي هو كلام الله. "كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ" افسس 14:4
لانماء جسد الكنيسة فان الايمان مع المحبة والاحترام والاستماع الى بعض هي امور لازمة. وكلما كنا مرتبطين بالمسيح فاننا سنعطي ثمارا صالحة وهنيئة وسنعيش مسرورين في هذا العالم.

يقول المسيح: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا." يوخنا 5:15
ويقول ايضا: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." يوخنا 6:14
لذا، كاخوة في المسيح كونوا صادقين مع بعض، ولا تكون محبتكم خادعة، بل كونوا كارهين للشرور وتابعين للصالحات. ما تعتقدونه جيدا لكم اطلبوه ايضا لاخوتكم في المسيح. كونوا متواضعين ورحومين، ولا تعتقدون في افنسكم انكم اكثر حكمة من الاخرين، "لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." رومية 16:12-21
هذه الوصايا من الكتاب المقدس هي فضائل علينا بسماعها وتطبيقها، كنسيا واجتماعيا وقوميا.
اذا اراد احد ان يكون موقرا في المجتمع الكنسي والقومي، فان عليه ان يدرك ان عليه ايضا توقير صاحبه. لا احد يعتقدن ذاته انه اعلى من زملاءه ويتفاخر ويكون انانيا، ولا يعتقدن احدا ان كل ما يقوله من راي او اقتراح هو صائب. بل عليه ان يتشاور مع من يعمل معهم، ولا يرتكب اخطاء ويلحق الاذى والخسارة بالمجتمع الكنسي والقومي. لان اراء وقرارات شخص لمفرده تكون اكثر عرضة للاخطاء، في حين ان اعضاء مجمع معين يرتكبون اخطاء اقل.
الكنيسة والامة ليستا ملك اي شخص، لذا لا يحق لشخص لمفرده ان يكون متسلطا برايه. لنتعلم من ربنا يسوع المسيح من بعد عماذه حين خرج للكرازة اختار لنفسه اثني عشر رسولا ليكونوا دوما معه، وهذا مثال صالح اثبت فيه المسيح ان الانسان هو محتاج للعون.
ان ابن الكنيسة الذي له رتبة ومسؤولية في مجال ودرب الكنيسة يجب ان يكون مؤمنا وصادقا ومطيعا، قال المسيح لتلاميذه: " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي." متي 24:16
انكار النفس تعني التحمل، التضحية، التواضع والتسامح، لذا علينا ان نكون محبين وموقرين ومطيعين بعضنا لبعض.
كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة لها قوانين سنهاديقية التي حددت واجبات كل عضو في الكنيسة. من المهم ان يكون ابناء كنيستنا مطيعين، وحريصين على الالتزام بقوانين ومقررات المجمع السنهاديقي من اجل نهوض وتقدم الكنيسة.
على كاهن كل رعية مسؤولية هذه الانشطة:
1- صفوف التعليم المسيحي للاطفال، وعلى الكاهن ان يقوم بتعليم المعلمات والمعلمين الذين يقومون بالتعليم.
2- فرقة الانشاد الكنسية.
3- لجنة الشبيبة الكنسية.
4- يتم تحديد يوم واحد في الاسبوع من اجل التعليم المسيحي لجميع ابناء الرعية، فمن الضروري ان يشارك ابناء الرعية في دورات التعليم المسيحي ليعززوا بنيان ايمانهم المسيحي. يقول الرسول: " إِذًا الإِيمَانُ هو من السماع، والسماع هو من كلمة الله" رو 17:10
لذا عليكم الاستماع الى كلمة الله وتعلمها كي لا ينهار بنيان ايمانكم بالرياح والاعاصير وكلمات غير المؤمنين.

بناتنا وابناءنا بالروح،
نطلب اليكم كمسيحيين مؤمنين في كل بلد تعيشون فيه ان تكونوا مواطنين مخلصين لسلطاتكم وملتزمين بحفظ قوانين البلد الذي تعيشون فيه لتكونوا بذلك اكثر محبة وتوقيرا لدى مسولي البلد.
كونوا مع جيرانكم بمحبة وسلام، احترموهم لتكونوا محترمين، لان الرب يسوع المسيح يوصينا: "احب جارك مثل نفسك" لوقا 28:10
حيثما عشتم لا تنسوا انكم بنات وابناء كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة، كونوا بقرب كنيستكم وناشطين فيها وملتزمين بالطقوس والاسرار والتقليد الرسولي والقوانين السنهاديقية للكنيسة  التي يعتمدها ويقرها المجمع السنهاديقي الحالي، لان كنيستنا هي والدتنا الروحية التي علينا بمحبتها وتوقيرها.
كأمة، لا تكونوا متشككين بمن تكونون، لان اباءنا ومنذ الفي عام حفظوا الاسم واللغة الادبية لامتنا الاشورية مع ايمانهم المسيحي، لذا يتوجب ان يكون لكم غيرة واعتزاز بتاريخكم كأمة اشورية، ان الابنية القديمة والاثار المتبقية والالواح المنقورة في بين النهرين تشهد على تاريخ اباءنا.
ان لنا هبتان ممنوحتان لنا من الله: ايماننا المسيحي لكنيسة المشرق الاشورية، وانتماءنا القومي الاشوري.

في الختام،
نقول ثانية لجميعكم: ليكن عيدكم مباركا، واننا نصلي الى الله الآب ليحفظكم في امن وسلام، واننا نأمل ان تحتفوا بعيد قيامة سيدنا يسوع المسيح بفرح وسلام اينما تعيشون يا ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية، ومع جميع اخوتنا مسيحيي العالم، ونصلي بخاصة من اجل الامن والسلام في الوطن العراق وكل المعمورة عامة.
لتكن نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم الى الابد الأبدين
.


خننيا دنخا الرابع
بالنعمة جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية
[/font][/size]

حرر في قلايتنا البطريركية
مورتن غروف، الينويس
في الثامن من نيسان 2007 ميلادية