فعلا اهل موصل ليسوا جميعهم (داعش)
ولكن لا يمكن التغاضى عن المجرمين وفق (عفا الله عما سلف )
بطرس نباتي مهما يتم تبرير سلوكية اهل الموصل وأطرافها من قبل البعض ، في دعمهم ومؤازرتهم لما تسمى دولة الخلافة الاسلامية ،تبقى مبررات تافهة إن لم يبرهن اهل موصل في تعاملهم اليومي وفي سلوكياتهم عكس ما حدث وما حل بهذه المحافظة وغيرها من نكبة لا يتحملها العقل والمنطق .
وقوف اهل موصل وأطرافها او المناطق الغربية من العراق مع فكر وممارسات الاسلام والعروبي المتشدد ليس وليد اليوم وإنما له تاريخ طويل وما حدث ابان حزيران 2014 وقبل ذلك والمتمثل بإدخال مقاتلين عرب واجانب الى عقر دورهم ليقترفوا جرائم يندى لها الجبين ، بحق الازيديين والمسيحيين والشيعة والشبك وحتى ابناء السنة من أفراد الشرطة والجيش العراقي لهو اكبر خسة ودنائة اقترفت في تاريخ البشرية البعض من اهل موصل وخاصة شيوخ القتل والموت من التكفيرين والمتشددين في الفكر الاجرامي يتحملون الجزء الأكبر من هذه الجريمة النكراء ،والجزء الاخر يتحمله القادة العسكريين والشرطة والمحافظ الذين فضلوا الهروب وترك المحافظة تستبيحها عصابات مجرمة ،
فهل يعقل ان تقوم شلة من المجرمين بكل هذه الجرائم البشعة ؟ المتمثّلة في اغتصاب وسبي وقتل وتهجير الازيديين والمسيحيين وإفراغ مئات الدور وإحراقها ان لم يكن تعداد المشتركين في هذه الجرائم بالمئات
ولا بد ان سجلات ويوميات الداعشيون في الموصل وأطرافها تحمل اسماء وعناوين الذين تعاونوا او اقترفوا الجرائم بأياديهموالتي وقعت بأيادي الجيش العراقي ، فلا بد من فضحهم وتعريتهم وتقديمهم الى المحاكم المختصة لينالوا جزائهم ، لان ما حدث يعتبر جرائم ضد الانسانية، اما ما نشاهده عبر التلفاز من مظاهر الاحتفاء الوجل بعناصر الجيش العراقي والشرطة الاتحادية فهي اعتراف بما لاقوه اَهلها من عذابات على يد هولاء الإرهابيين والقسم الاخر يعتبر ضمن باب اخفاء من تعاون وعاضد داعش ومن ارتكب ابشع الجرائم ضد المكونات التي ذكرتها سابقا ، نعم اني اتفق بما ذهب اليه الاخ طارق عيسى في مقاله الذي كان بعنوان (حاشا ان يكون اهل الموصل الحدباء من الدواعش ) وبالأخص في قوله (لا يعني بتاتا ان اهل الموصل جميعا يشكلون حواضن داعشية ) نعم من التجني عليهم وصفهم بهذا التعميم المطلق ولكني اتعارض معه في ان فضح من تعاون واقترف الجرائم التي ذكرها في مقاله يقع في خانة ما يدعيه بان (الغرض من اتهام اهل الموصل ظلما وبهتانا بالدواعش هو التفرقة الطائفية والمناطقية وألأثنية لتشتيت قوى الشعب وهي ضربة موجهة الى قوات الجيش والشرطة وقوات محاربة الارهاب والبيش مركة والحشد الشعبي وقوى العشائر وهي وسيلة دعاية داعشية ألأصل منبعها الموساد وحلفائهم )
بل ارى العكس من ذلك تماماً فان تم السكوت عن الناس الذين تعاونوا مع داعش او كانوا سندا لهم او ساعدوهم في جرائمهم هذا اعتبره جريمة لا تقل خطورة عن جريمة الذي جاء من وراء الحدود وارتكب الجرائم بحق اهل موصل من مكوناتها الأصيلة ، وأي أغفال لهذا الامر يعتبر تجاوزا على دماء الشهداء الذين ذهبوا ضحية لنزوات المتشددة لهذا البعض اذ تعتبر جريمة هولاء الشركاء اكثر خطورة من المجرمين الغير العراقيين ..
برأي قبل ان نقول حاشا لأهل موصل ، يجب الاعتراف اولا بان هناك نزعات سلبية عديدة في الشخصية الموصلية ترسخت فيها منذ القدم منها التشدد الديني والاستهانة باتباع الديانات الغير الأسلامية السنية ولا يمكن ان ننكر ما تتميز به من ايجابيات ولكن نتيجة التريف التي تعاني منه جميع مدن العراق ومنها الموصل جعل تلك السلبيات التي ذكرناها تغطي معظم جوانبها الإيجابية ..
في هذا الوقت بالذات وإزاء ما حصل لا تنفع مطلقا المقولة الشائعة في الذاكرة العراقية الا وهي (عفا الله عما سلف) والتي ذهب ضحيتها زعيم العراق عبدالكريم قاسم وجائت بحزب البعث المقبور ليحكم العراق بالحديد والنار ..
ما اقترف بحق هذه المكونات من جرائم تدخل في توصيف الجينوسايد ( الإبادة الجماعية ) و يجب ان تأخذ طريقها الى المحاكم العراقية والدولية اولا
ثم العمل الجاد من اجل نشر ثقافة اخرى ثقافة التسامح والمودة في المجتمع الموصلي والتي تستند على تقبل الاخر المختلف دينيا ومذهبيا والتخلي عن الترفع والتشبث بالفكر البعثي المنحل وبالسلوك العسكرتاريا المتعالي والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية ، يجب معالجة هذا التشدد وهذه التي تعتبر أمراضا نفسية واجتماعية داخل المجتمع الموصلي والتحلي بالشجاعة وخاصة مثقفي الموصل واامة المساجد وبرأي بعد سماعنا عبر التلفاز لأولى صلاة الجمعة في الموصل ان أأمة المساجد تحسسوا الم الناس ومعاناتهم على يد تطبيقات الخلافة الاسلامية وهم بهذه الخطبة قد وضعوا اقدامهم على الطريق الصحيح والصائب في توجيه الناس حول مفاهيم اخرى بعيدا عن التشددوالتكفير والقتل والتدمير ، مثقفوا الموصل ورجال الدين اي الشريحة المثقفة عموما تقع على عواتقهم نشر هذه المفاهيم في المجتمع الموصلي على الأقل ان يعترفوا بهذا التشدد والعمل على تغيير المجتمع الموصلي نحو الإصلاح والانفتاح على الاخر وتقبل المختلف عنهم دينا او قومية وإني ارى افضل وضع للموصل هو إيجد السبل الإدارية الجديدة في إدارة نينوى واستحداث محافظة سهل نينوى ومحافظة سنجار اضافة الى محافظة الموصل..