المحرر موضوع: خماسية الحب والوطـــن  (زيارة 2397 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
خماسية الحب والوطـــن
« في: 16:38 23/01/2017 »
 

خماسية الحب والوطن



ايشو شليمون

شاءَتِ   ألأقدار   نحيا    زَمَنـاً    فيـهِ   المُثل
صرفها   في   معصمينا  مِثلَ   قيـدٍ  لا  يَفُل
نادراً   ما   إحتوانـا    صُدفَةً    ذاتَ   المَحَل
واختلسنا   في    وِئامٍ   نظـرَّةً    فيها   خَجَل

كان  قلبي  في   هَواها   سارحاً   مثل  الثمل
 مســحَةٌ  في   وجنتيها   زبـدَةٌ    فيها   عسـل
لا    أغالي    شَــــفَتيها    سـلسـبيلاً    للقبل
نظرَةٌ   من    مقلتيها    جُرحُهُم   لا   يندمل

كُنتُ  انوي   فيها   قولاً  او  كَلاماً   لَمْ   يَقًل
كَم  بَحثْتُ  في   رِحابِ    الشُعَراءِ    والجُمَل   
كُلُ ما يمليـهِ   شِـعراً  محتـوى   بحـر  الغزل
في فوادي  لا يُضاهي   ثَغرها   فيـهِ   الوَجل
 
ليس    أمراً   بالتمني   نيل  ما    كان  وَظل
مِن   كِلينا  الدهرُ  اقوى   فأفترقنا   في عَجل
يشــتكي  كُلٌّ   رُحى    أقدارِه  حيثُ   إرتحَل
كيفَ   للمرءُ   ثبوتـاً   بعـدَ   أن  حان  الأجل

فأنثنى  كُلٌّ  الى  وُجَهَتِــهِ  طارقاً   كُلَّ  السُبُل
نادباً    أمـراً    مَضى،   نَجـمٍ     أجـدادٍ    أفَل
في   رُبى    أوطاننا     فرحَتــةٌ    لَم    تكتمل
عَلَّنا    يومــاً    نرى    وَطَناً      فيـهِ    الأمل

يا  عَزيزاً،  يا  ثَرى النهرين ما اقسى  العذاب
نَيـرُ  جَهلٍ   بعد  عقـدِ   من ( ربيـع ) مستتاب
ولهيب   النارِ   يعلو   والسـلامُ     في   غياب
فَنمت  فيك   الرزايا   دون   حَدٍ   او   حِسـاب

زينًـةُ   الآنسـان   عَقلاً    يهتديه    للصواب
وضميراً   فيهِ    يحيا    يتقيــهِ   من   عذاب
ويقيم   العدل   بالقسطاس،   للغوث    يُجاب
وبلادي  فيها   نهباً   فيها   قتلاً   واغتصاب

مُذ بَدى الترنيم  يشدوا من على صرح القباب
لإْلاه     يَرفُضُ   الحَـقَ    وارباب   الكتاب
عاضـداً  يعطي حقيراً  مجرماً  حق  الصواب
ونحيـبُ   الطفل   يُبديـهِ  لَهُ  صوت   الرباب

بعد ما الأيامُ دارت  وطغى الأرض الضباب
وتمادى  العبـد   فيها   والدِما   تعلو  الركاب
أُطِرت  فيها   الرذائل  تحت  عنوان  الحجاب
وبدى   القتلُ   شــعاراً   فيه   انواع   الثواب

كيف  للحملان   تنجـو  في  مغارات  الذئاب
كيف  للعطشان  يروي من   ينابيـع  السراب
كيف  للبنيان   يعلو عندَ  من  يهوى  الخراب
وَطَنٌ   ينعَـقُ    فيه   شَـتى   انواع   الغُراب



غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: خماسية الحب والوطـــن
« رد #1 في: 00:48 27/01/2017 »
الأخ الشاعر الفذ ايشو شليمون الموقر
بين فترة وأخرى تطل علينا بما يختمر في ثنايا وعيك الشعري بإحساس فيه لذة جديدة. وهذه المرة أعدت بنا لأيام الشباب والماضي البعيد حين تأثرنا وصغنا بواكير كتاباتنا الشعرية على نهج ومنوال ما صاغه الخيام في رباعياته ، وما نحى منحاه أدباء المهجر وعلى وجه التحديد إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وجبران وغيرهم من المحدثين.
ملاحظتي هنا عن عنوان القصيدة.. بالرغم من صياغة قطعها الشعرية على شكل رباعية الأبيات، فإنك تتوجها بعنوان " الخماسية "، لذلك أود القول وفق منظوري الخاص بأن القصيدة مقسمة إلى جزئين خماسيين بخمسة مقاطع لكل جزء. ألا تظن ذلك؟! وبتناظر مفهوم الجزئين. أليس كذلك؟ هذه الملاحظة لإسعافك من الذين لا يدركون معنى النتفة الشعرية من القطعة وبالتالي القصيدة في مجملها المتكامل والمترابط. ليتك وسعت رأيك ليدرك القارئ مما تعنيه ويعتبرها سهواً غير متعمد. مع بالغ شكري لإبداعك.
ميخائيل ممو


غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: خماسية الحب والوطـــن
« رد #2 في: 15:52 27/01/2017 »
 
الأخ اللغوي القديــر الأسـتاذ ميخائيل ممـو المحتـــرم

تحياتي لشخصكم الكريم مع خالص تمنياتي لكم والعائلة الكريمـة بموفور الصحــة، وبعـد .
إن مرورك وملاحظاتك القيمة غالباً ما تؤطر كتاباتي وتنيرها وتجعل المتلقي على بينة من بعض ما لا اوضحه لقناعتي بنباهة مترددي الركن الثقافي ومتذوقي الأدب، نعم انها  مقطوعات رباعية في تشكيلاتها الشعريه لكل منها خصوصيتها لتتناغم مع مثيلاتها مكونة قصيدة شعرية متكاملة خماسية المقاطع في الحب وعلى شاكلتها في الوطن مع اختلاف القافيـه للتمييز بينهما . وعليه كان في ودي أن اعنونها ب ( خماسيّتا الحب والوطـن) ليكون المعنى أوضح ولكنني أرجحت التسمية الحالية باعتبار انها قصيدة واحدة متكاملة لمشاعر من فقد الحب والوطن وعانى الأمرين وما اكثرهم  خاصة ما بعد غزوة داعش، .يتحسسها المرء  متخيلاً في ما جرى لجيل الشباب من ابناء امتنا  الذين غادروا دورهم من غير هدى مبتعدين عن الأحبة تاركين ارض الذكريات. حيث يبقى الحب محركاً لأحاسيس الأنسان يطلق العنان لمشاعره لتعبر عن ما يدور في خلده ومن ثم عن مؤثرات محيطه وعن الصبا واحاسيسه ومكنونات الذات وخزين الذكريات بآلامه وآماله وخيباته من جراء الواقع المؤلم والمحيط المهبط المؤثر على الأنطلاقة السليمة لبنيان الفرد النفسي والمعنوي والأجتماعي السليم، وفي ذات السياق يبقى الوطن الذي ذاق مرارة الزمن ولا زال يئن رازحاً تحت نير وويلات من لا يشعر بما آلت اليه اوضاعه، إنه الوطن الجريح وطن الحضارة العريقة والأمة العظيمة ، وطن بلاد الرافديـــن .
شكراً لمرورك وتقبل فائق احترامي
اخوكم / ايشو شليمون     

غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: خماسية الحب والوطـــن
« رد #3 في: 14:28 30/01/2017 »
رائعة .!
كأنك عصفور خطف حباتها من حقل قلبي .
لك ألف تحية ومليون إعجاب .
أدامكم الله إبداعاً .!
       فهد إسحق

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: خماسية الحب والوطـــن
« رد #4 في: 07:29 31/01/2017 »
ألأخ فهـــد اســحق

أدام الرب قلباً نلتقط منـه حباة محبــة الأمـة والوطــن
ينبض بالأصالة، ينعشنا بنسيم خابــور .
تحياتي مع فائق احترامي لمرورك
أخوكم ايشو