المحرر موضوع: قراءة في كتاب نقد الخطاب الديني ( ابن تيمية نموذجا) الجزء الاول  (زيارة 1924 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
قراءة في كتاب نقد الخطاب الديني ( ابن تيمية نموذجا)
الجزء الاول

المقدمة
تحت يدي منذ أيام كتاب بعنوان نقد الخطاب الديني ابن تيمية نموذجا  لمؤلفه رائد السمهوري خلال مطالعتي له وجدت ان الكتاب يعرض ويحلل ثم ينتقد آراء ابن تيمية الذي عاش بين (661-728) هجرية والكتاب يقع 569 صفحة من الحجم المتوسط مقسم الى خمسة أقسام  وكل فصل يقسمه المؤلف الى عدة  فصول وهو يستعرض آراء ابن تيمية من خلال بعض مؤلفاته وأهمها مجموعة الفتاوى ، وكتاب تعارض العقل والنقل ،   يبحث في توجهات ابن تيمية تجاه الاخر  وهي على التوالي ( الكفار ،وأهل الكتاب ،والمرأة، والعرب ،وعلماء الطبيعة ) والمولف  رائد السمهوري في كتابه هذا  يخوض في جدال عنيف مع فكر اين تيمية   يقول في المقدمة (اني حين أنقد الفكر السلفي فإنما أنقد فكرا عشت به وتربيت عليه حتى تخلل العظم مني واستوطن النخاع أنقده اسلاميا افخر باسلامتي وأتناوله تناول المحب لا تناوب المبغض اخطات في اجتهادي او أصبت )  وسأحاول من خلال متابعتي لقراءة هذا الكتاب التعرض للفكر التشدد السلفي الاسلامي عبر سلسلة من القراءات
ابن تيمية والحركات السلفية
وخلال قرائتي للجزء الاول للكتاب
اكتشفت حقائق عديدة وأهمها ظهور  التشدد في الاسلام  قد جاء كنتيجة  حتمية لتعدد القراءات والاجتهاد في تفسير  الايات القرانية  من قبل هذا الشيخ اي ابن التيمية و اخرون امثال  والذين اقتفوا اثره في الفكر السلفي امثال ابن عثيمين وأين ابراهيم وابن الباز  وصولا الى الحركات الاصولية المعاصرة والتي سآتي على ذكرها في ختام هذا القسم هولاء اقتفوا اثر ابن تيمية ونبشوا في فكره ومعتقده ودرسوا فتاويه وطبقوها على مجتمعاتهم ولا زالت فاعلة الى يومنا هذا ، والتي بنوها من غير الاستناد  على  العقل والمنطق بحيث تقترب هذه الاجتهادات  الى ما يحمله الباحث من شخصنة والذاتية وحتى  ان بعض العوامل النفسية  المؤثرة تدخل  في تحديد نوعية القراءة وبالتالي الافتاء من قبل هؤلاء  المراجع  قد اثر لاحقا في بروز تيارات متشددة في هذا الفكر جردت الاسلام من ماهيته كونه كأي دين اخر يدعوا الى مباديء التعايش السلمي وتقبل الاخر المختلف دينا وعقيدة ، وهنا يذهب المؤلف الى ان ابن تيمية في دعوته للتشدد بانه  ( قد عاش في فترة حرجة من صراع الغزو الصليبي للمنطقة ) ولكن برأي ان هذه الحجة ضعيفة لكونه ان ابن تيمية في تبنيه للتشدد لم  لم يفرق بين الغزاة الصليبين القادمين من أقاصي الارض وبين  المسيحية  المشرقية التي أصلا كان معتنقوها سكان البلاد الأصليين وهو كان يعيش في كنفهم لانه من بلد سوريا  والمسلمين الذين تصدوا للصليبيين الغربين  وقدموا الى سوريا وفلسطين انما هم ايضا كانوا أصلا غزاة لهذه الاصقاع ، الامر الاخر هولاء المتبنين لفكر ابن تيمية قد شوهوا الاسلام الحقيقي الذي يتم عادة تلخيصه بان المسلم من سلم الانسان  من يده ولسانه بحيث حوروا هذا الوصف ليضعوا  وصفا اخر للمسلم الا وهو (ان المسلم من لا يسلم احدا لا من يده ولا من لسانه) وهذا كان تشويها للإسلام الحقيقي  الذي يمكن ان يتم التعامل به في جميع الازمنة وفي مختلف الامكنة .
هم لم يعترفوا (بان الله لو شاء لجعل جميع أمم الارض أمة واحدة )هم لا يعترفون بان (الناس سواسية كاسنان المشط ،) لذلك قاموا بتجريد الاسلام  من قيمه كدين وكمنظومة  اخلاق واوغلوا بتشويهه وإفراغ صورة الاسلام الحقيقي الذي يمكن ان يتعايش وينسجم مع البيئات المختلفة  ، والاتجاه به نحو القساوة والبداوة المطلقة وللاسف قد تسلطوا وسيطروا بفكرهم وفتاويهم على مجاميع عديدة  على ما يسمى اهل السنة والجماعة ولذلك اصبح  التخلف من اهم مظاهر وسمة من سمات  هذه المنطقة .
لنبحث في فكر هذا الشيخ ابن تيمية وفق ما جاء في  مؤلف رائد السمهوري

تكفير الاخر وتكفير اهل الكتاب 

في جميع الأديان سواء تلك التي تدعى   
الإبراهيمية او غيرها من العقائد والأديان تتخذ من قوى غيبية تعتقد بانها هي التي أوجدت الكون والإنسان والأرض وغيرها من الكائنات وهذه العقائد تتخذ مسميات عدة لهذه القوة المسيرة والمكونة فمنها الديانات الثلاث تسمي هذه القوة الله واتخذت له صفات وتعبر عنه بانه القوة اللامتناهية وجميعها تشترك بوحدانيته اي بعدم وجود شريك او شريكة له ولكن رغم هذا الاعتراف بوحدانيته الا ان ان بعض اتباعها وخاصة من مفسري كتبها يقومون بتكفير الاخر  فحسب ابن تيمية الذي يدعو تشددا في وصم اتباع الديانات الغير الاسلامية بأنهم كفار وحتى انه يوصم بعض المسلمين من المذاهب الجعفرية والمعتزلة واخرون بأنهم كفار حسب تقسيمه للكفر الى ثلاثة إنواع
1- اما هو يتصور الرسالة وهو من بلغته الرسالة ولم يقبلها اي رفضها رفضا قاطعا
2- اما ان يكون غير متصور للرسالة فهو غافل عنها
3- المكذب بالرسالة
اي يبني توصيفه للكافر على حد قبول الاسلام او رفضه بينما جميع مفسري الكتب للديانات الثلاثة الاسلام واليهودية والمسيحية باعتقادهم ان تكفير الانسان يوصف به من ينكر وجود الله ولا يمكن ان تطلق لفظة الكافر على موقف الانسان من العقيدة الدينية لان الانسان الذي يتخذ من عقيدة ما ايمانا له انما يتخذه بالفطرة ولا يمكن محاسبة الناس على الفطرة او ما يتم تنشأته عليه من قبل والديه وما جاء في وصف الانسان بالكافر حسب التيمية انما هو غلو وتشدد بعينه ، وقد استقى العديد من الحركات الاسلامية مسالة تكفير المسيحيين وغيرهم من فتاوى ابن التيمية والمجتهدين المتأخرين في الفكر الاسلامي
اين تيمية ومن يسير بموجب تعاليمه في التكفير يقول في احدى فتاويه ( وليعلم ان المؤمن تجب موالاته وان ظلمك ، واعتدى عليك ، والكافر تجب معاداته وان اعطاك وأحسن إليك ) ومادام الكافر في نظر هولاء هو من لم يتخذ من الاسلام دينا لذلك مهما فعل الانسان مع المؤمن من احسان تجب على المؤمن معاداته وحتى وان تعاضمت حسناته ومهما غلت ، ولذلك يوصي اين التيمية بوجوب اهانة غير المسلم وإهانة مقدساته، اليهود والنصارى ملعونون هم ودينهم ، ويتم إذلالهم وَمِمَّا يجب اتباعه معهم اخفاءشعائرهم الدينية ترك إكرامهم عدم مكاتبتهم ، تؤمر نسائهم ان يعقدان زناراتهم ويرخين نواصيهم ويرفعن عن سوقهن حتى يعرفن زيهن عن المسلمات فان رغبن فليدخلن الاسلام طوعا او كرها ويقول ابن تيمية بان من أحدث من النصارى كنيسة فانه يخالف الشروط بينه وبين المسلمين اي ينقض عهده وهذا يصبح ماله ودمه حلالاويباح منه ما يباح لأهل الحرب .
وابن تيمية يخالف ابسط قواعد التعامل مع الغير المسلم فهو يعتقد بان الآية لا اكراه في الدين باطلة ويؤمن بالاكراه في الدين فهو يقول بان يكون الاكراه بالحق مثل اكراه الكافر على الاسلام والذمي على ايداء الجزية وهو صاغر ..
ابن تيمية والحركات الاصولية المعاصرة

لربما يرد البعض ويقول كما اعتقد مؤلف الكتاب  الذي نحن بصدده بان ابن تيمية قد عاش في زمن صعب مما دفع به الى هذا الغلو في تكفير الاخر ولكن اذا كانت آراء ومعتقدات ابن تيمية او ابن عثيمين او غيرهم من شيوخ التكفير نتيجة ما مروا به من ظروف قاسية فرضت عليهم التشدد ، الا ان هذا التبرير الغير المنطقي او الغير العقلاني لا يمكن قبوله وسط  وجود عدد كبير  من الحركات والتجمعات التكفيرية التي راجت في هذا العصر ايضا  وهي جميعها تحمل نفس معتقد ابن تيمية وغيره من شيوخ التكفيرين وهم يؤسسون لحركات عنيفة  دمروا مجتمعات بكاملها وجميع هذه الحركات هم من  تنظيمات العائدة الى شيوخ وملالي من السنة فمن المغفلين من يقول ان الارهاب لا دين لة. انها نكتة سخيفة. ان الارهاب لة دين ومذهب وعلماء وشيوخ ومساجد ومدارس ومنظرين وكتاب وصحف وفضائيات ودول وحكومات وهولاء جميعهم  قد رسموا اسوء صورة عن الاسلام .

تنظيم ( القاعدة ) أيمن الظواهري" أسلامي سني
تنظيم ( داعش ) أبو بكر البغدادي" أسلامي سني
تنظيم ( جبهة النصرة ) أبو محمد الجولاني" أسلامي سني
تنظيم ( الهجرة و التكفير ) أسلامي سني
تنظيم ( بوكو حرام ) أبو بكر الشكوي" أسلامي سني
تنظيم ( انصار الشريعة ) أسلامي سني
تنظيم ( الأخوان المسلمين ) أسلامي سني
تنظيم ( طالبان ) الملا محمد عمر" أسلامي سني
تنظيم ( بيت المقدس ) أسلامي سني
تنظيم ( أنصار السنة ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة الشباب الصومالية ) أسلامي سني
تنظيم ( الجبهة السلفية الجزائرية ) أسلامي سني
تنظيم ( التوحيد والجهاد ) أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أبو سياف ) أسلامي سنيتنظيم ( الحركة النقشبندية ) أسلامي سني
تنظيم ( جبهة بلوشستان ) أسلامي سني
تنظيم ( فتح الإسلام ) أسلامي سني
تنظيم ( قاعدة اليمن والجزيرة ) أسلامي سني
تنظيم ( جيش عدن أبين ) أسلامي سني
تنظيم ( جماعة المقاتلين المغاربة ) أسلامي سني
تنظيم ( الجيش الحر ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة الغرباء ) أسلامي سني
تنظيم ( الجهاد المصري ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة شرق تركستان) لمؤسسها حسن محسن (متوفي) أسلامي سني
تنظيم ( حركة التوحيد والجهاد في شرق الصومال ) تابع لتنظيم القاعدة" أسلامي سني
تنظيم ( حركة الشباب المجاهدين ) مختار علي الزبير" أسلامي سني
تنظيم ( جماعة الإخوان المسلمين الإماراتية دعوة الإصلاح (جمعية الإصلاح) أسلامي سني
تنظيم ( خلايا الجهاد الإماراتي " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة المرابطون في مالي " أسلامي سني
تنظيم ( حركة انصار الدين في مالي " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أبو ذر الغفاري في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( شبكة حقاني الباكستانية " أسلامي سني
تنظيم ( لواء التوحيد في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة لشكر طيبة الباكستانية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة التوحيد والإيمان في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أجناد مصر " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة الخضراء في سرويا " أسلامي سني
تنظيم ( مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس " أسلامي سني
تنظيم ( جيش محمد في باكستان " أسلامي سني
تنظيم ( سرية أبوبكر الصديق في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( سرية طلحة بن عبيدالله في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( المجاهدين الهنود في الهند/كشمير " أسلامي سني
تنظيم ( سرية الصارم البتار في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( إمارة القوقاز الإسلامية (الجهاديين الشيشانيين) أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عبدالله بن مبارك في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( الحركة الإسلامية الأوزبكية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أبو عمر في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أحرار شمر في سوريا " أسلامي سني
تنظيم أو ( اتحاد علماء المسلمين " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة القعقاع في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة سفيان الثوري في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أنصار الإسلام العراقية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عباد الرحمن في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عمر بن الخطاب في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( حركة أحرار الشام في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة الحق في سوريا " أسلامي سني
تنظيم(حماس اسلامي سنيتنظيم  الجهاد  الاسلامي  فلسطين اسلامي  سني 




غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاستاذ بطرس نباتي
تحية
نشكرك على هذه المقالة والتي قراءتها واطلعت على اسماء ما كنت أعرفها ولم اسمع عنها. .
نحن سأنتظر الجزء الثاني وعندها سيكون لنا حديث ورد ثاني. .
تقبل تحياتي دوماً ايها الصديق العزيز البعيد

جان يلدا

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والقريب جدا جان يلدا تحية لك انتظر لي هدية لك شخصيا ستفرح بها  قريبا ستصلك عبر موقع عنكاوا وإني حضرتها لك قبل شهر تقريبا سأرسلها قريبا
بطرس نباتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2242
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ والصديق العزيز بطرس نباتي المحترم
تحيه طيبه
 يطيب لي مرة ثانيه أن اعرب عن شكري لكم وسعادتي بلقياكم والاستاذ لطيف في عينكاوه.
أما بخصوص مقالكم هذا وما تنقله لنا من صفحات الكتاب الذي بين ايديكم , بالنسبة لي ارى في ذلك رقي الاهتمام وتوسّعه المعلوماتي الذي نحتاج اليه دائما للتعرف على الاخر وفلسفة نظرته الينا ....
وما دمتم  بصدد ما تقرأونه  في الكتاب ,لا أدري إن كان كاتبه يتطرق الى واحده  من ردات فعل المسلمين  على فلسفة ابن تيميه التي تجسدت بعد فترة ابن تيميه بقرون ,  على سبيل المثال حركة المعتزله والقدريه والاسباب التي ادت الى فشلها.
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتي

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
صديقي العزيز  بخصوص الكتاب فهو كما ذكرت في الجزء الاول  يتطرق الى تكفير الاخر كأي نهج اسلامي متشدد وانا اكتشفت من خلال قراءتي  ان  المؤلف يحاول جاهدا في ناحيتين الاولى ينتقد آراء هولاء المتشددين ومن جهة اخرى يبرر بعض طروحاتهم ويعزوها لكونهم قد عاشوا ضروفا غير ضروفنا وزمنا غير زماننا ولكن المصيبة كما ارى هي اقتفاء بعض المحدثين من فقهاء هذا العصر نهجهم في التعصب والتكفير وغيرها ساستعرض ما يهمنا من هذه الطروحات وخاصة من يتخذ من ابن تيمية منهجا وقد تطرق المؤلف لهذه الحركات سآتي الى ذكرها تباعا تقبل شكري  لمرورك الكريم
آخوكم بطرس نباتي

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز والأستاذ الفاضل بطرس نباتي المحترم
تحية أخوية وأنسانية وطنية .. وبعد
موضوع قيم جداً مشكور عليه .. حيث يدل على وجود صراع فكري بين ما هو سني من جهة وشيعي من جهة ثانية ، كما والأخير أيضاً مختلف فيما بينه من حيث الأعتدال والتطرف وهما نوعان شيعي فقهي متزمت وشيعي معتدل محاور ، وهناك نقد واضح بين تلك المفاهيم الفكرية بين العبثية والمنطقية ، ووفق المصادر الدينية في الفكر الأسلامي الدائر بين التيارات المتعددة التي نشأت بعد الخلافة الأسلامية ، ظهرت تيارات متعددة مختلفة ومتنوعة ، تعتمد على الفقه الموجهة من قبل رجال الدين سنة وشيعة على حد سواء ، فالفقه بنوعيه بالرغم من الأختلاف  القائم بين المدرستين السنية والشيعية ، لكنهما من حيث المبدأ هما يسيران على نهج واحد محصلته محاربة وقتل وأنهاء وجود كل من لا يتدين وفق الفقه الأسلامي أيأ كان موقعه ومنشأه ونشأته بالنسبة لبقية الأديان الأخرى ، كما ومن هم خارجها من حيث التدين والأتزام الديني (غير دينيين .. مستقلين أو ملحدين).
فلا الفقه الديني السني مسالم ولا رديفه الفقه الشيعي مسالم ، كلاهما من حيث المبدأ يسيران بخط واحد هو محاربة الأنسان الغير المسلم أياً كان ، ولا يقبلان بالتعائش السلمي مع عموم البشر ، لا بل يعملان لأنهاء كل من هم خارج التدين الأسلامي المتعصب سلفي أو شيعي فقهي معاً ، وهما سائران في الغاء الآخر وعدم القبول به أياً كان موقعه ومصدره ، لذلك هم لا يملكان ذرة من الفكر الأنساني ، فالفقهين بموجب الحقيقة والواقع ناتجين من طينة واحدة هي محاربة الأنسانية ولا يمتون بصلة لها أطلاقاً..
ووفق هذا الفعل المضاد للأنسان وللأنسانية جمعاء ، من قبل المدارس الدينية كاملة من خلال الفعل القائم لرجال الدين وأي دين .. الفيلسوف كارل ماركس كان على حق عندما قال (الدين أفيون الشعب ، أذا أسيئة أستعماله وممارسته) ، ومثما قال العلامة المعمم الأسلامي أياد جمال الدين ، (الدين سيف بتار على أرقاب الشعوب).. وهنا أصبح الممارس الفعلي المستند على الدين نفسه في قتل الأنسان المخلوق من الله بموجب الشرع الديني ، وعندما يقتل الأنسان وفق الشرع الديني معناه وبموجب الشرائع السماوية كون الأسان مولون بفعل الله ، فهنا الفاعل يمارس قتل الله نفسه من حيث يعلم أو لا يعلم ، وهذه باتت حقيقة واضحة للجميع ، لأن الأنسان مخلوق من الله وعلى شاكلته في خلق الأنسان ، وعندما يتم الفتك به بطرق متنوعة وأشكال مختلفة ، معنى هذا هو الفتك بالله الخالق وقتله ، وهنا نعتقد ونستنتج وفق هذه المعادلة بواقعية وفق شرع الدين نفسه..
تقبل والقاريء الكريم أجمل التحيات.
اخوكم
30\1\2017

غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز والصديق الصدوق الاستاذ بطرس نباتي الجزيل الاحترام ..
أن ما جاء في مقالك لا يختلف عليه أثنان ممن لهم خلفية عن موضوع الفتاوى التي راح ضحيتها آلاف من البشر الأبرياء ولا زالت الأفكار العفنة يعملون بها ..
أستاذي الفاضل أن الجهود المبذولة منك تجاة هذا الموضوع جهود تشكر عليها لتنير القارئ مدى هذا الفكر العفن يطبقونه من يأمنون به وأن التنظيمات التي وردت في مقالك هي خير شاهد على ذالك ..
صديقي وأستاذي ... القظاء على هذه الافكار وقلعها ونحن في قرن الواحد والعشرين يقع على عاتق مرجعيات رجال الدين السنة والشيعة ليفندو ويكذبو ما قاله أبن التيمية وابن عثيمين وأبن ابراهيم وابن الباز عن طريق خطب الجمعة وأصدار مجلة خاصه أسبوعية وتوزع مجانا في الدول العربية وتكون منهاج تدرس في المدارس مع درس الدين ..
أخي المبكي المضحك زيادة هذا الفكر العفن مع الأسف لفقدان دور المرجعيات الاسلامية والمثقفين من رجال الدين المسلمين شيعة وسنة ..
أستاذي أتمنى لك التوفيق وتسلم أناملك وقلمك الحر لكتابة المزيد  .. تحياتي مع الود
أخوكم خالد جرجيس توما

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي ناصر عجمايا
 اي دين او مذهب ديني حاله حال أية أيدولوجية ( كنظام  من الأفكار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفلسفية والفنية والدينية) فهو يسعى سواء عن طريق الاقناع بالنهج الذي يغلف مبادئه بهالة من القداسة والورع بحيث يبقى وكانه الطريق الوحيد للبشر نحو الخلاص سواء من الخطيئة او من العبودية والتمتع بالحرية في نطاق تلك المباديء التي يؤمن بها ويحاول نشرها
او يجنح الى العنف والاكراه الاخر في تبني تلك المنظومة من الأفكار ، لا تتصور في مسالة الاكراه يفرق دين عن دين او مذهب عن مذهب او فكر سياسي عن فكر او نهج سياسي الكل يشترك في التشدد ، كيف تحولت الشيوعية من فكر وفلسفة الى نهج سياسي قادت الشعوب ونشرت مبادئها سواء بالإقناع او بسفك المزيد من الدماء
حتى المسيحية التي تعتبر من الأيدولوجيات المتسامحة جدا كيف انتشرت هل انتشرت في جميع أدوارها بالإقناع والتضحية ام بادر معتنقوها الى العنف في نشرها وانتشارها
في عصرنا الراهن انتشرت قيم اخرى غير تلك المتعارف عليها عبر القرون قيم ومنظومات اخلاقية مبنية على العلوم والقوانين  الوضعية وتطبيقاتها اساسها التمتع بالحريات منها الفردية ومنها الجماعية
من حسن الحظ بعض المجتمعات تأثرت بالاراء الفلاسفة المجتمع من المتنورين وخطت لنفسها طريقا يختلف عن مجتمعات اخرى لا زالت تتخذ من نهج ابن تيمية والعثميين وتستمد مباديء تعايشها مع الاخر استنادا الى فتاوى وليس حسب دساتير عصرية علمانية ، وإني ارى ان ثورة خميني  والتدخل والصراع  الروسي الامريكي في المنطقة غذت وأججت
هذه الأفكار والمعتقدات التي كانت نائمة او في سبات خلال السبعينيات من القرن المنصرم
لذلك كل محاولة في نقد هذا النهج أراها مهمة ويجب ان تكون مركزا لدراسات عديدة من اجل ان تعيد مجتمعاتنا حساباتها من جديد فان لم يحصل هذا تبقى هذه المجتمعات متخلفة عن ركب الحضارة والتقدم
شكرًا لمروركم تقبل سلامي
بطرس نباتي

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
 عزيزي وصديقي خالد
تراجع الفكر التقدمي والوطني في العراق او في بلدان المشرق مع تبني ايران للثورة الاسلامية وولاية الفقيه التي تعادل الخلافة الاسلامية لدى السنة
ونتيجة الضغط الاسلاموي على نظام العراق في زمن صدام دفع هذا الضغط الى تبني نظامه لما كان يدعى الحملة الإيمانية تم تغذية هذا النهج عندما بدات معادات العديد من دول الغرب لنظام صدام نتيجة غزوه للكويت مما دفع به لطلب العون من قوى سلفية متشددة تكفيرية ففتح أبواب العراق على مصراعيها امام ما كان يدعى المقاتلين العرب فبحجة هذه المجابهة تجمع في العراق عناصر من القاعدة والاخوان وكافة القوى الاسلامية المعادية لامريكا وللغرب ولإيران وإيران ايضا قامت بتغذية احزاب شيعية مما تحرل العراق وسوريا الى ساحات مكشوفة لصراع مرير بين القوى المحلية وأمريكا
لازلنا نعاني من هذا الصراع ، عندما نعمد في مثل هذه الدراسات بالكشف عن مظاهر دينية وافكار متشددة ، ان كانت تلك الأفكار والفتاوى نتاجات عصورها الظلامية الا انها نتيجة عدم التصدي لها بالتحليل والنقد الهادف اصبحت تنتعش اليوم نتيجة تغذيتها من قبل بعض مريديها من شيوخ الظلام
تحية لك وسلامي الى العائلة الكريمة
بطرس نباتي