المحرر موضوع: توقعات بإعادة التحقيق مع المتهمين في قضية الهاشمي بعد كشف حالات تعذيب  (زيارة 1685 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
توقعات بإعادة التحقيق مع المتهمين في قضية الهاشمي بعد كشف حالات تعذيب

بغداد ـ «القدس العربي»: توقعت مصادر عراقية، أمس الثلاثاء، إعادة التحقيق مع المتهمين، الذين حكم على غالبيتهم بالإعدام، في قضية نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي وأعضاء مكتبه والمقربين منه، وذلك بعد كشف حالات تعذيب واغتصاب، من أجل الحصول على اعترافاتهم.
وقال المحامي العراقي المعروف بديع عارف لـ«القدس العربي»، الموكل بالدفاع عن بعض المتهمين إن «محكمة الاستئناف، بصدد اعادة التحقيق في قضية الهاشمي التي صدرت فيها أحكام إعدام على 134 متهماً بينهم الهاشمي الموجود خارج العراق، بتهمة التورط في قتل شرطي ودعم إرهابيين».
وسبب إعادة التحقيق، حسب عارف هو أن «العديد من المحكومين بالاعدام أكدوا لمحكمة الاستئناف، أن اعترافاتهم بالتورط في جرائم مختلفة والتي أصدر القضاء حكمه على ضوئها، جاءت تحت التعذيب». وعرض عارف، «تلك الانتهاكات التي قام بها ضباط التحقيق، على الادعاء العام ورئيس المحكمة الجنائية، اللذين اهتما بالموضوع ووعدا بالتحقيق فيه».
وبين أن «ضابط تحقيق تم القاء القبض عليه وجرى التحقيق معه، اعترف بارتكابه العديد من الجرائم ضد المعتقلين».
وذكر أن «موظفة كانت تعمل في مكتب الهاشمي، كشفت لقاضي محكمة التمييز انها تعرضت للتعذيب ثم الاغتصاب على يد المحقق الذي كان يحقق معها بتهمة التورط في جرائم منسوبة إلى نائب رئيس الجمهورية السابق»، مبينة أن «المحقق كان يخرجها من السجن ويأخذها إلى بيته وقام باغتصابها هناك عدة مرات».
كما كشفت أن «محققين آخرين قاموا بالاعتداء واغتصاب شقيقتيها أيضا لإجبارها على الاعتراف»، موضحة ان «أحد المحققين قام لاحقا بتنظيم عقد زواج عرفي باحدى شقيقتيها بعد صدور حكم الاعدام عليها، بعد أن انكشفت فضيحة اغتصابه لها مرارا اثناء التحقيق معها».
وأعتبر عارف أن «هذه القضية هي نموذج لوضع القضاء العراقي الحالي، حيث يوجد الكثير من الابرياء في السجون ممن اعترفوا تحت التعذيب بجرائم لم يرتكبوها»، مقدراً في الوقت نفسه مواقف بعض المحققين والقضاة الذين قاوموا الضغوط السياسية وحافظوا على عدالة القضاء.
وفي السياق، كشف أحد أقرباء معتقلين ضمن قضية الهاشمي لـ»القدس العربي»، عن حالات انتهاكات اخرى في القضية، منها اعتقال أحمد شوقي سعود الموظف في مفوضية الانتخابات، أحد المحكوم عليهم بالإعدام. الأخير، راجع السلطات الأمنية للاستفسار عن مصير اخيه محمد شوقي الذي اعتقل لكونه يعمل في مكتب الهاشمي، ولكن السلطات اعتقلته وتعرض إلى التعذيب حتى اضطر للاعتراف بانه متورط في احدى القضايا المنسوبة لجماعة الهاشمي، رغم عدم وجود اي علاقة له بالقضية، حسب تأكيد عائلته والمحامي المكلف بالدفاع عن الشقيقين.
وكانت السلطات الأمنية قد عرضت عددا من المتهمين في قضية الهاشمي أمام وسائل الإعلام للاعتراف بارتكابهم جرائم «إرهاب»، حيث اعترف بعضهم بذلك، لكن أحدهم صرخ أمام وسائل الإعلام بأنهم اعترفوا تحت التعذيب، ما شكل احراجا للسلطات الأمنية آنذاك.
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا، أصدرت في سبتمبر/أيلول 2012، حكما غيابيا بالاعدام شنقاً بحق الهاشمي وبعض أفراد حمايته ومكتبه، بعد إدانتهم بالتورط في «الإرهاب»، بتهمة قتل المحامية سهاد العبيدي، والضابط في الأمن الوطني طالب بلاسم وزوجته.
وغادر الهاشمي، بغداد في ديسمبر/ كانون الاول 2011 إلى إقليم كردستان قبل صدور الحكم ضده، حيث مكث هناك فترة ثم توجه إلى تركيا التي يقيم فيها الآن بحماية الحكومة التركية، وقد أكد مسؤولون أتراك أنهم لن يستجيبوا لمذكرة الانتربول باعتقاله ولن يلقوا القبض عليه، لكون القضية سياسية وليست جنائية.
ونفى الهاشمي، القيادي في الحزب الإسلامي، اي علاقة له بالتهم الموجهة له، ودعا في أيلول/سبتمبر 2012، عقب صدور الحكم عليه، رئيس الحكومة نوري المالكي إلى التنحي. كما طالب الهاشمي بمحاكمته «محاكمة عادلة» في اقليم كردستان العراقي من قبل قضاة عراقيين عادلين.
وأعتبر في تصريحات صحافية، أنه ومن ورائه «أهل السنة في البلاد» يتعرضون لمؤامرة من قبل المالكي. كما اتهم إيران بلعب دور سلبي في العراق، مؤكداً أن «استهدافه مع سياسيين آخرين، واتهامه بالوقوف خلف عدد من العمليات الإرهابية عام 2012 في العراق، كان بهدف «إبعاده وإضعاف كتلته».
وكشف الهاشمي أن «3 أفراد من فرقة حمايتي الخاصة قُتلوا تحت التعذيب، لأنهم رفضوا الإدلاء باعترافات كاذبة»، حيث إن «120 شخصاً من فرقة حمايتي معتقلون، وبعضهم حُكم عليه بالإعدام».
وبين الهاشمي، أن رئيس الجمهورية جلال طالباني، أخبره أن «لا أمل في معالجة (القضية) بعدما عاد موفده من طهران، كما ذكر أن النائب موفق الربيعي سأل رئيس المالكي، عن سبب استهداف الهاشمي، ليجيبه «اسأل حجي قاسم» حسب قوله، في إشارة إلى قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ويتفق معظم المراقبين للشأن العراقي، ان قضية الهاشمي، جزء من مسلسل طويل من الاستهداف السياسي السائد في العراق منذ 2003 لقيادات من مكون معين، اضافة لكونه رسالة إلى معارضي الحكومة والنفوذ الإيراني في البلد.