غبطة البطرك حر بشكل كامل في اطلاق اية تصريحات ... وهو مسؤول بنفسه ولوحده بشكل كامل عن تصريحاتهاكتب هذا الموضوع لكونه يتعلق بقضية الحماية الدولية والتي تفرعت لتتحدث عن الاستقواء بالاجنبي وهي نقاط انا ساشرحها بدقة وايضا ساشرح لماذا ما كتبه المؤيدين والمنتقدين في المنبر الحر من مداخلات بانها عبارة عن هراء فيما يخص تصريحات البطرك وساشرح لماذا المواضيع التي تعلقت بشان الحماية والاستقواء بالاجنبي في المنبر الحر عبارة عن زبالة.
السؤال الاول: هل يحق للبطرك التدخل في السياسة واطلاق تصريحات سياسية؟هذا السؤال تم طرحه في هذا المنبر وهناك حوله فريقان , فريق يقول بانه ليس من حقه التدخل وبان هذا من حق التنظيمات الحزبية...وفريق اخر مؤيد يقول بان هذا من حقه تماما بدون ان يعرف هذا الفريق اي شئ عن مصطلح اسمه المسؤولية.
والان ما هو جوابي الشخصي على هذا السؤال؟
جوابي: طبعا وبكل تاكيد من حق البطرك التدخل في السياسة واختيار التصريحات بنفسه حول المواقف السياسية, وليس من حق احد ان يطالبه باية حجة بان لا يتدخل في السياسة.
ولكن هناك ايضا نقطة مهمة للغاية. غبطة البطرك يتحمل مسؤولية تصريحاته
بنفسه ولوحده.
ماذا تعني المسؤولية؟المسؤولية تعني عندما يرفض البطرك الحماية ويسميها بالاستقواء بالاجنبي وعندما يتم اخذ رايه من قبل المجتمع الدولي وبالتالي لا يتشجع المجتمع الدولي بارسال حماية لكون هناك شخصية بحجم البطرك ترفض ذلك ولان كل المسيحين الاخرين قبلوا بتصريحه لكون لا احد عارضه فان ذلك سيكون عليها بكل تاكيد نتائج. النتائج ستكون مثلا الحاق ضعف اكبر بالمسيحين وبالتالي يرى المسيحين العراقين بانهم متروكين لوحدهم وبان لا احد يريد مساعدتهم من المجتمع الدولي وهذا قد يشجعهم اكثر على ترك العراق... بالاضافة الى ان القوى المسلمة ستجد بان الحاق اذى اكثر بالمسيحين هو شئ مقبول دوليا وعالميا.
هكذا نتائج كلها سيتحمل مسؤوليتها غبطة البطرك بنفسه ولوحده..ماذا يعني ذلك مرة اخرى؟هذا يعني بانه لو تازمت الاوضاع اكثر وتم الحاق اضرار اكبر بالمسيحين فانه لن يكون من حق البطرك اطلاقا بان يجد حجج مثل "اليد الواحدة لا تصفق" او "انا بمفردي لا استطيع ان اغير اي شئ" عندما يتم توجيه سؤال له حول عدم امكانيته بتغيير الاوضاع.
حجج مثل "اليد الواحدة لا تصفق" او "انا بمفردي لا استطيع ان اغير اي شئ" اصبحت مرفوضة وغير مقبولة. وهذه ستبقى مسؤولية سيتذكرها الجميع وستبقى مسجلة في التاريخ.
بالطبع القراء سيقولون : متى لا يتحمل الشخص المسؤولية بمفرده؟
جوابي: عندما يقر هكذا شخص بانه لا يستطيع تحقيق انجازات بمفرده وبانه لا يستطيع ان يتخذ القرار لوحده بدلا من الجميع ...اي ان يقوم باشراك الجميع او اكبر عدد ممكن في اخذ القرار.
كيف يتم اشراك الاخرين في اتخاذ القرار؟اشراك الاخرين في هكذا قرارات مصيرية هو شئ لا يجري باجراء اجتماعات بين الاحزاب وبقية المؤوسسات السياسية والدينية. وهو شئ لا يقرره شخص يقول بانه اكاديمي ومن ثم يغني ويرقص بانه يعرف اكثر وبشكل افضل من البقية ومن ثم يدخل بعض الاغبياء ليقولوا له "يا له من مقال اكاديمي علمي رائع"...هذا لان هكذا شخص ايضا لا يستطيع ان يتحمل اية مسؤولية في حالة تازم النتائج.
اذن اشراك الاخرين واشراك اكبر عدد ممكن في اتخاذ القرار يتم بطريقة واحدة وهي عملية اجراء استفتاء بين ابناء شعبنا وبالاخص في المناطق التي تحتاج الى حماية وهي مناطق سهل نينونى. لماذ ذلك؟1- لان راي اعداد كبيرة من البشر هو دائما اقرب للحقيقة وهذا ما تؤكده مراكز مؤوسسات استطلاع الراي.
2- لان راي اكبر عدد من البشر هو لوحده الذي يقترب من الموضوعية. اذ لا يمكن اعتبار راي شخص واحد سواء كان بطرك او رئيس حزب او شخص اكاديمي بانه موضوعي, ومن يقول العكس هم عادة اشخاص لا يعرفون اصلا ماذا تعني الموضوعية. الموضوعية سنمتلكها فقط في حالة استفتاء, وبدون استفتاء لا توجد موضوعية.
3- ان اشراك اكبر عدد من الافراد في اخذا القرار يشجعهم على تحمل كل فرد منهم للمسؤولية على اخذ ذلك القرار المعين, وبالتالي فان كل هؤلاء الافراد سيتحملون المسؤولية عن النتائج وهذا سيساعدهم على التعامل مع تلك النتائج بشكل افضل لان ذلك كان قرارهم واختيارهم.
بعد ان انتهيت من هذه النقطة ساتي للنقطة الثانية وهي قضية "الحماية الدولية" والتي تم التحدث عنها تحت مواضيع "الاستقواء بالاجنبي".في البداية: موضوع الاستقواء بالاجنبي عبارة عن نكتة وانا لا اعرف كيف يتحدث عنها الاخرين؟ من اي منطلق؟
اذ هل هناك جهة لم تستقوي بالاجنبي؟ حتى النازية كان لها حلفاء ومن حارب النازية كان لهم حلفاء...في العراق اول مجموعة استقوت بالاجنبي كانوا البعثيين الانذال ورئيس العصابة صدام حسين...اذ هؤلاء تم مساعدتهم من قبل عدة جهات اجنبية بعدة معدات عسكرية وصناعة عسكرية وطائرات ليهددو بها الشعب العراقي اذا انتفض ضد ديكتاتورية هذه العصابة البعثجية النذلة.
والم يستقوي الشيوعين العراقيين بالاجانب من الاتحاد السوفيتي الامبريالي...والان السنة يستنجدون بالاجانب وخاصة الخليج وغيره...الشيعة يستنجدون بايران... والكرد من عدة جهات... مسلمي داعش بينهم الالاف من الاجانب...
وليس هذا فقط وانما حتى في هذا المنبر يقوم كتاب يسمون انفسهم بالخبراء والاكاديمين باعتبار العراق ارض عربية او مسلمة...بمعنى ان شخص اجنبي عربي قذر من السعودية سيكون له حق في ارض العراق...او شخص مسلم اجنبي قذر من الاردن سيكون له حق في ارض العراق...
من هنا نستنتج بان قضية الاستقواء بالاجنبي عبارة عن نكتة لا تستحق المناقشة.
اما موضوع الحماية: هذه النقطة تم مناشقتها هنا في هذا المنتدى وهي مناقشات تبقى كما سميتها في بداية موضوعي بانها زبالة.
ما هو موضوع الحماية؟جوابي: موضوع الحماية هو ليس موضوع يسمى بالحماية الاجنبية او الامريكية او الناتو او غيرها. موضوع الحماية عبارة عن مبداء في الامم المتحدة حوله عدة كتب ومراكز ابحاث تدرسه ويخصع لعدة شروط.
هذا المبدء يسمى حرفيا ب "مبداء المسؤولية عن الحماية " وبالانكليزية يسمى Responsibility to protect ويسمى ايضا بشكل مختصر R2P or RtoP .
من اين جاء هذا المبداء؟هذا المبداء لم يضعه المحتلون ولا الاستعمار ولا الامبريالية ولا جهات تامر ... هذا المبداء طالب به لاول مرة مندوب رواندا في الامم المتحدة بسبب سكوت دول العالم عن المذابح التي حصلت حيث تم مناقشة مسؤولية المجتمع الدولي حول الحماية ايضا وليس حصرها فقط بمسؤولية الدولة. ولهذا هو مبداء لم يعد يعترف بالسيادة المطلقة, بل ربط ميثاق احترام شرعية السيادة لاي دولة بمدى تحمل تلك الدول لحماية كل مواطنيها.
صيغة تقرير الأمين العام لعام 2009 عن تنفيذ المسؤولية عن الحماية هو كما يلي:
1- تقع على عاتق الدولة المسؤولية الرئيسية عن حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتطهير العرقي، ومن التحريض على ارتكاب تلك الجرائم
2- تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تشجيع الدول على الوفاء بهذه المسؤولية ومساعدتها في ذلك
3- تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام الوسائل المناسبة الدبلوماسية منها والإنسانية وغيرها لحماية السكان من هذه الجرائم. وإذا ظهر عجز الدولة البين عن حماية سكانها، يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعدا لاتخاذ إجراء جماعي لحماية السكان، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.ومن هنا سنحقق بقضية ابناء شعبنا وفق هذا المبدا:
هل اخفقت الدولة العراقية في منع الإبادة الجماعية ضد المسيحين وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ضدهم والتطهير العرقي، ومن التحريض على ارتكاب تلك الجرائم؟
الجواب هو نعم اخفقت, وهل بامكان اي شخص انكار ذلك. الم تخفق في منع مسلمي داعش من عملية تهجير واسعة قاموا بها ضد ابناء شعبنا... الدولة العراقية نفسها ساهمت هي الاخرى بزرع ثقافة القبول بالاجرام ضد ابناء شعبنا المسيحي منها مثلا قضية اسلمة القاصرين وقتل بائعي الخمور والتجاوز على الاراضي الخ...
ولان كل المطالبات الدولية في اجراء تغيير ثقافي وتغيير المناهج وتوفير اجواء افضل للعيش المشترك قد فشلت فشلا ذريعا
فلم يعد الان سوى النقطة الثالثة من مبداء المسؤولية عن الحماية وهي تدخل المجتمع الدولي بنفسه لتقديم الحماية.
الان كما لاحظت عزيزي القارئ فانا قدمت شرح وشرحت فيه على اية اسس اقوم بشرح مصطلحات معينة ولماذا اعتبر بقية الاشرطة والمداخلات بانها هراء لكونها لم تعتمد على اية اسس.
والمشكلة الان ان كل هذا المبدء في الامم المتحدة وهو مبداء مسؤولية الحماية وقوانينه وتاريخه هناك من يعتبره الاستقواء بالاجنبي.
يعني كان من المفترض ان تقوم مؤوسسات شعبنا سواء الدينية او الحزبية بالقول للمجتمع العراقي بان الدولة العراقية فشلت في توفير الحماية للمسيحين وهي تفشل بشكل متقصد ايضا, وبانه لم يعد هناك الان اية فرصة للمسيحين سوى بالمطالبة بالحماية الدولية.
هكذا مطلب ربما كان سيسميه البعض بانه الاستقواء بالاجنبي وادخال الاجنبي في العراق.. هكذا شخص سيكون شخص ضعيف الحجة لان كما قلت الجميع منهم السنة والشيعة والكرد يعتمدون على الاجنبي.
ولكن بدلا من ان ندافع عن مطلب المسؤولية عن الحماية ونرفض اعتباره استقواء بالاجنبي فان مؤوسسات لنا ذهبت بشكل تطوعي لتسمي هذا المبداء في الامم المتحدة بانه استقواء بالاجنبي...ولكن هكذا تصاريح سيبقى من اطلقوها مسؤولين عليها امام التاريخ.
http://www.un.org/ar/preventgenocide/adviser/responsibility.shtml