إليكم يا رجال اشور اهدي هذه الأسطر :
وتقول الأسطورة القديمة ايضا ... بان الارض هناك في وادي الرافدين طاهرة ومقدسة ولا تحب الغرباء .... فان دنستها ضباع البرية الضالة ...
انتفض التراب وعصف سعف النخيل و استحال الطين هناك الى مخلوقات عملاقة مخيفة في ليلة اكتمال القمر من كل شهر ..... يخرجون من شقوق الارض ومن بين صخور الجبال العالية .... لهم قامات مهيبة كطول أشجار النخيل المقدسة وعيون مخيفة كعيون الأسود الجاءعة .... ينتقلون بسرعة تفوق سرعة البرق .... شعرهم من عشب الارض وسعف النخيل والزيتون ... وصوتهم من هدير الأنهر الثلاث الخالدة دجلة والفرات والخابور .... ياكلون من اعتدى على ارضهم ... ويعفرون الارض بدمه حتى ترتوي ... تقدح عيونهم غضبا معلنة ثورة ابناء الارض الاصلاء .. وتهتز الارض تحت اقدام مسيرتهم العظيمة ... يرتعد الجو من صرخات غضبهم المدوية في وديان وجبال وسهول نينوى يرهبهم العدو منذ الاف السنين ... يختفون عند حلول السلام ويتحولون الى حمامات او الى أشجار تضلل من تحتها من مخلوقات ... يستشيرون اجدادهم الاشوريين الأوائل قبل معاركهم فهم على اتصال تاريخي بهم وباستمرار... ساهرين طوال الليل على حراسة أراضيهم فعيونهم لا تعرف معنى النوم وحدقاتها متوهجة يحتفلون بانتصارهم للهجوم على الأعداء مرةً تلو اخرى ... لاراحة لهم فلذة القتال تشبع جوعهم للدفاع والذود عن شعبهم وارضهم ... سلاحهم مصنوع خصيصا لهم وهو مبارك من قبل الآلهة السبعه .... تساعدهم العناصر الأربعة ( الهواء والماء والتراب والنار ) ... يتوسل الأعداء لتركهم غير مدركين انهم لايتحثون مع بشر عادي ... فالهزيمة تلاحق اعداءهم حتى في المنام .... ما اكتبه ليست بخيال او بقصة تقص على الصغار قبل النوم انها حقيقة وأسطورة مستمرة .... يطلق عليهم ( الانوناكي ) ويترجمه الباحثون في اللغة المسمارية القديمة آلى ... ( وحدات حماية سهل نينوى او NPU ) .
فرات يوسپ
