المحرر موضوع: مسيحيو الموصل يمدون جسور التواصل مع موروثاتهم برغم تهجيرهم  (زيارة 1044 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو الموصل يمدون جسور التواصل مع موروثاتهم برغم تهجيرهم
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
للتقاليد الموروثة مكانة  مهمة في حياة المسيحي الموصلي  لاتسقطها بتاتا ظروف نزوحه وابتعاده عن مدينته فتجد حرصه على استلهام تلك الموروثات واحيائها مع كل عام خصوصا حينما تحل مناسبتها فتجده حريصا على اعداد كل ما يتزامن مع المناسبات تماما مثلما كان يهيئها وهو يعيش الاستقرار بمناطقه في مدينته الحبيبة (الموصل ) ومن هذه الموروثات ما يتزامن مع انتهاء صوم نينوى  الذي يبلغ عدد ايامه ثلاثة ايام تبدا من يوم الاثنين لتنتهي في يوم الاربعاء لكن ما ان بيحل يوم الخميس التالي  حتى تجد مائدة عامرة في البيوتات الموصلية  تجود بالحلويات لاسيما الموصلية منها وعلى راس قائمتها حلاوة خضر الياس ..يقول المؤرخ الموصلي عامر فندقلي المهتم بالموروث الموصلي في حديث لـ(عنكاوا كوم) ان الموصليون من مسيحيي المدينة  يقومون خلال فترة الصوم انفة الذكر بتهيئة  صواني البقلاوة او اللوزينة  او حلاوة السمسم المعروفة محليا بحلاوة خضر الياس او حلاوة الباعوثي وحتى  المسلمين يطلقون عليها هذه التسمية النابعة من اللغة السريانية كونها تعني الابتهال والتضرع وتعيد للاذهان ما واجهه  اهل مدينة نينوى حينما تابوا وانصاعوا لامر الله الذي سلمه لهم النبي يونان  ويضيف فندقلي ان العوائل المسيحية بعد انتهاء الصوم تقوم بتوزيع ما جاء منها  من كرم وتدفع اولادها لتوزيعها  على الاقارب والجيران ومن بيت لاخر وهكذا بالاعتقاد بان خضر الياس حضر في الليلة الثالثة  من الصوم وبارك بعكازه وكرز على  ما تمكنت  عليه العائلة  من تقديم هدية  الحلويات وهي عادة اجتماعية  تعمل على تقوية  روابط المحبة  بين الاقارب والجيران وتجدد  روح الايمان وهي ثمرة الصوم ..وقد استحضر مؤرخو الموصل وكتابها  هذه الحلوى  في كتبهم لتوثيقها فكتب عنها المؤرخ الراحل عبد الوهاب النعيمي  وخصصت معامل  متخصصة في مدينة الموصل لاعدادها  ومنها معمل حلويات الزهراء الكائن بمنطقة  المحطة اذ اجتمعت العوائل المسيحية عنده لاخر مرة في شباط من العام 2014 فضلا عن تخصص عوائل مسيحية باعداد حلوى اخرى تدعى من السما ومن تلك العوائل عائلة رحيمو التي كان معملها قرب كنيسة الطهرة بقرب محلة الشفاء  اما فيما يخص ايامنا فقد تعذر على الكثير من العوائل اعداد الحلوى المتوارثة واكتفائهم بحلوى جاهزة من معامل  ومتاجر الحلويات بعد تعذر  العثور على المادة الرئيسية لاعداد حلوى خضر الياس ..
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية