الآلهة .. عندما تحرس نهلا
بطرس نباتي
مهداة الى الاخ جان يلدا ومن خلاله الى اهلنا في قرى نهلا
منذ زمن بعيد
جاء في الكتب
كانت الارض خربة خاوية *
إلاه جميل .. يطير بجناحيه
يرفرف فوق مياه نهلا
يحرس مروجها الخضراء
يحرس مواشيها واحراشها
يحمي انهمار الفواكه
عند بوابة المساء
فما دام ظل الآلهة يحرس نهلا
فمن يخاف عواء ذئب ؟
منفلت من حضائر الخواء
الفلاح في حقول نهلا
عندما ينام
يظل ساهرا
عيناه مفتوحتان
لا يغمض له جفن
يفترش الارض
يلتحف بنجوم السماء
وسادته شاجور رصاص وبندقية
وفي حضنه زوجة حسناء
يحرسها كما يحرس حدقات عينيه
لا يغفوا بل يضل ساهرا
يحكي عن حوتة تبتلع
نصف القمر من السماء
بالقرب من حافات نهلا
او امام المواقد الشتاء
يقص في ضوء الشمس
قصصا عن اشباح الماضي
ويتنبأ بالقادم من الأيام
الآلهة ترقص على أنغام الناي
عندما يعزف عليه الرعاة
الآلهة بأجنحتها تحتضن نهلا
ترف على الارض ومياه نهلا
ترسل في عتمة الليل الداكن
انوناكي *ذلك الحارس الامين
يمرق كالبرق كالضياء
يحيط الارض البكر بجناحيه
يحرس وادي نهلا
في الليل
لتمرح ارضها في النهار
في دفء الشمس
لتزداد المروج الخضراء
خضرة ونماء
تلك الارض البكر
التي غادرتها البسمة
منذ ان فقدت اخر شجرة
غصنها مهاجرا في المتاهات
*هذه العبارة وردت في سفر التكوين
* انوناكي آلهة حارسة في الفكر النهريني