المحرر موضوع: الأنثروبولوجيا الخليجية الناشط السعودي د. سعد الصويان  (زيارة 873 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيد آدم الهواكس

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأنثروبولوجيا الخليجية
الناشط السعودي د. سعد الصويان
بقلم الكاتب:
سيد آدم الهواكس

في المناقشة التي جرت في برنامج المقابلة مع حضرة الدكتور. سعد الصويان على الجزيرة تبيّن بأنه توجد نظرة دونية في دول الخليج الى استخدام اللهجة في الابحاث الاكاديمية، وانّ هذه النظرة حتماً تعرقل تقدمه في دراسة الثقافة البدوية الشفوية العريقة المنتشرة في مضارب البادية الخليجية الأمر الذي يبرز الى العيان الاختلاف بين اللهجات العامة واللغة العربية الفصحى.
 فلقد استخدمت قبائل العربان اللهجات المخلوطة من لغات عديدة لقرون طويلة وعليه فانّ الأساطير والحكايات والقصائد النبطية التي نزلت إلى الاجيال الحالية من أسلافهم بطريقة التكلم بدلا من الكتابة قد ينّمُ عن تقاليد وقوانين معرفية ومؤسسات اجتماعية واضحة المعالم مملوءة بالقيم الاجتماعية السائدة آنذاك وايضاً الأحداث التاريخية الهامة إلا أن رجال الدين أو السياسيون السعوديون لا يحتفون بهذه الحكايات والأساطير لأنها مجرّد كُتبت في اللهجات.
 ويعتقد د. سعد الصويان أن هذه النظرة الدونية بمثابة تخلف فكري في المملكة السعودية لأنها لا تهتم بتاريخ المملكة وما يجاورها، بينما معظم دول أوروبا الغربية والشرقية تعير اهتماماً كبيراً بأساطيرها وحكاياتها العتيقة فهذه النظرة السائدة التي تنتشر في الخليج لا توفر له الفرصة حتى تتراكم فيها طريقة الحياة القديمة وتعلم العبر الحيوية الأساسية من تجارب أسلافهم.
وقد تراخت قبضة الدين في غياب السلطة المركزية في الخليج عندما أراد الفرد ان يعرف مكانته وسمعته في المجتمع من خلال روابط قوية وعميقة مع قبيلته وأفرادها أيديولوجيةً وفكرية وأخلاقية وفي انتساب فكري وعرقي من الأساس علماً بانّ أفراد القبيلة الواحدة ليسوا في واقع الحال من أب واحد،  فتفككت هذه القبائل عدد من المرات واعادت تكوينها  فقامت بالتمحور والتعنقد حول أفكار أخرى جديدة  أو أبطال اخرين وقاموا بإعادة تشكيل  قبائل حديثة بعد مرور الأزمان.
  في رأي لدى هذه الحكايات والأساطير العتيقة أهمية لا يمكننا أن نغض النظر عنها لأنها تتناول الأفكار والأخلاق والقوانين المعرفية والأيديولوجية الاجتماعية القديمة،  فلو لم نتعلم من اخطاء وسلبيات هذه الأفكار القديمة والتفكير ، لما نستطع أن نستفيد من سياق تطور المجتمع القديم إلى الحديث وأعتقد أن التطور الإنساني  في الخليج ألآن على المحك من أمره لأن قادته عنيدين وملصقين بأفكارهم الرجعية ويجب عليهم أن يأخذوا الحكمة من أفواه القدماء "المجانين" من خلال الاشعار والحكايات والأساطير وغيرها في الابداع الفكري الذي انتجته تلك العقول في تلك الحقبة من الزمن وان العودة الى دراستها سيغني ويثري  تراث وموروث البلاد ليس على نطاق الخليج فحسب  بل على نطاق اللغة العربية التي امتدت افاقها واتسعت فوجدت طريقها الى حضارات متعددة .