المحرر موضوع: "هيومن رايتس ووتش": رصدنا أدلة على أعمال نهب وحرق واسعة لحقت بالبيوت في بغديدا بعد تحريرها  (زيارة 3186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا كوم / الموقع الرسمي لـ "هيومن رايتس ووتش"

(أربيل) – قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير قدمته يوم امس  الخميس 16/2/2017 إن قوات تقاتل ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من أجل استرجاع بلدة و4 قرى قرب الموصل نهبت منازل وألحقت أضرارا بها أو دمرتها. وقعت أعمال الهدم بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وفبراير/شباط 2017، دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة، وهو ما يرقى لمصاف جرائم الحرب.

وثقت هيومن رايتس ووتش أعمال نهب وحرق لمنازل في قريتين جنوب شرقي الموصل: بلدة بخديدا المسيحية، المعروفة أيضا بالحمدانية أو قراقوش، وقرية الخضر مختلطة السكان من سنة ومسيحيين. وقعت أعمال النهب والتدمير بعد استرداد القريتين من داعش، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ويناير/كانون الثاني 2017. تتواجد هناك قوات عدّة منها "وحدات حماية سهل نينوى" و"الفرقة التاسعة" بالجيش العراقي، وعناصر شرطية محلية والشرطة الاتحادية في بخديدا، طبقا لعسكريين بالمنطقة وسكان قابلتهم هيومن رايتس ووتش.

بخديدا

في مطلع يناير/كانون الثاني زار باحثو هيومن رايتس ووتش بلدة بخديدا المسيحية، 20 كم جنوب شرق الموصل، ورصدوا أدلة على أعمال نهب وحرق واسعة لحقت بالبيوت. تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 6 سكان نزحوا من البلدة في 2014 عند سيطرة داعش عليها ويعيشون حاليا في أربيل. قال 3 منهم إن بيوتهم في بخديدا نُهبت وقال الثلاثة الآخرون إن بيوتهم دُمرت بالنار إثر استعادة القوات المقاتلة لداعش السيطرة على البلدة في أكتوبر/تشرين الأول.

اطلعت هيومن رايتس ووتش على صور القمر الصناعي الخاصة بالبلدة، بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول، وتظهر فيها حرائق بعدة بنايات في شتى أنحاء البلدة، قبل سيطرة القوات المقاتلة لداعش عليها، لكن قال النازحون الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش إنهم زاروا بيوتهم بعد استرداد القوات للبلدة، ورأوها لم تتضرر من القتال والتدمير المتعمد أثناء سيطرة داعش.

في الشهور التالية لانسحاب داعش، كانت البلدة خالية من السكان وليس فيها إلا قوات الأمن المقاتلة لداعش، بحسب سكان قابلتهم هيومن رايتس ووتش.

بحسب عسكريين محليين، فإن وحدات حماية سهل نينوى، وهي كتيبة أشورية مسيحية تابعة للحشد الشعبي، والفرقة التاسعة بالجيش العراقي، والشرطة المحلية والاتحادية، سيطروا على البلدة بعد إخراج داعش. عبرت هيومن رايتس ووتش حواجز أمنية لوحدات حماية سهل نينوى في البلدة أثناء زيارتها، ورأت كتابات على الجدران في أنحاء البلدة لهذه الوحدات.

قال 3 سكان نازحين للباحثين إن في الأيام التالية لاسترداد البلدة على يد عدد من القوات المقاتلة لداعش، في 22 أكتوبر/تشرين الأول، عادوا إلى بلدتهم من أربيل لفحص بيوتهم، ورأوا البيوت لم تتضرر وأن أغلب أمتعتهم الشخصية ما زالت فيها. قالوا إن بعد فحصهم لممتلكاتهم، أوصدوا الأبواب وعادوا إلى أربيل.

دأبوا على العودة بانتظام إلى البلدة بعدئذ، وقالوا إن أثناء تلك الزيارات، من أواسط نوفمبر/تشرين الثاني حتى بداية يناير/كانون الثاني، تبينوا أن منازلهم تعرضت للاقتحام وأغراضهم للنهب.

قال ساكن نازح آخر لـ هيومن رايتس ووتش إنه زار بيته في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، ووجد الشرطة الاتحادية نصبت قاعدة في البناية المجاورة لبيته، ووحدات حماية سهل نينوى نصبت قاعدة أخرى خلف البيت. حينها – على حد قوله – كان بعض أثاث البيت وأغراضه الشخصية قد أُخرجت أمام باب البيت، لكن كانت أغلب الأغراض على حالها. قال إن البيت لم يكن قد تضرر.

عاد للبلدة مجددا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن هذه المرة – على حد قوله – وجد بعض الأثاث وإحدى غرف المنزل محترقة. مضى إلى الشرطة الاتحادية ليسأل عما حدث، فقال له أحد العناصر إن النيران كان سببها – بطريقة ما – هجوم من داعش وقع مؤخرا، دون إمداده بتفاصيل إضافية. لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش تأكيد وقوع هذا الهجوم.

هناك ساكن خامس نزح بدوره إلى أربيل منذ 2014، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه زار بيته في بخديدا يوم 2 ديسمبر/كانون الأول ولم ير آثار ضرر لحقت بممتلكاته. قال إن البلدة آنذاك كانت تحت سيطرة القوات المقاتلة لداعش فحسب، ومنها عناصر شرطة محلية ووحدات حماية سهل نينوى، وإن الوضع كان هادئا. قال إنه غادر في 3 عصرا في اليوم نفسه، وبعد يومين اتصل به ابن عم له يقول إنه رأى بيته يحترق من الداخل. عاد إلى البلدة في 5 ديسمبر/كانون الأول وتأكد أن بيته قد أُحرق. قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع شائعة في أواسط يناير/كانون الثاني بأن الشرطة المحلية – بالتعاون مع وحدات حماية سهل نينوى – اعتقلت رجلين من الشبك (أقلية في العراق) متهمين بإحراق بيت آخر، وأرسلتهما إلى بغداد. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد واقعة هذين الرجلين أو ربطها بأية وقائع إحراق منازل وثقتها.

هناك ساكن آخر، نزح إلى أربيل بدوره، زار بيته في بخديدا في 26 ديسمبر/كانون الأول وتأكد أن ممتلكاته لم تُدمر، ثم تلقى مكالمة في 10 يناير/كانون الثاني من صديق قال إنه سمع باحتراق بيته. عاد إلى البلدة في الصباح التالي وأكد أن بيته دُمّر. قال إنه أثناء تواجده هناك رأى الشرطة المحلية ومقاتلي وحدات حماية سهل نينوى ما زالوا في البلدة، وأنه ربما تواجدت مجموعات أخرى من المقاتلين ضد داعش.

الخضر

رأت هيومن رايتس ووتش أيضا في قرية الخضر – 30 كم جنوب شرقيّ الموصل – أدلة على تدمير بيوت قليلة في مطلع يناير/كانون الثاني. قال 3 سكان إنهم فروا من القرية قبل أسبوع من استردادها من قبل القوات المقاتلة لداعش، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وإنهم عندما عادوا بعد 20 يوما كانت بيوتهم قد نُهبت. أثناء تلك الفترة – بحسب عسكريين بالمنطقة – تواجدت عدة وحدات من الحشد الشعبي، ومنها كتائب بابل.

قال قائد محلي تواجد بالمنطقة طيلة العملية لـ هيومن رايتس ووتش إنه رصد أعمال نهب واسعة، وإنه يعرف القوات التي نفذتها لكن لا يمكنه كشف هويتها. قالت هيومن رايتس ووتش إن قوله هذا يعكس أن أعمال النهب لم ينفذها مقاتلو داعش قبل انسحابهم من القرية.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات العراقية التحقيق في مزاعم جرائم الحرب ومحاسبة المسؤولين عنها. على الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تقدم مساعدات عسكرية لقوات الأمن العراقية أن تضغط على الحكومة لإجراء هذه التحقيقات. على "مجلس حقوق الإنسان" توسيع نطاق آلية التحقيق التي أنشئت في 2014 لتشمل أيضا الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الأطراف كافة، ومنها "قوات الحشد الشعبي"، التي أنشئت أساسا لمحاربة داعش، وتخضع لقيادة رئيس الوزراء العبادي بشكل مباشر.

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية