المحرر موضوع: مقالاتٌ أكاديميه أمْ سفسطةٌ كلاميه  (زيارة 8983 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالاتٌ أكاديميه أمْ سفسطةٌ كلاميه
د. صباح قيَا
شاع تعبير " عبادة الشخصية " في فترة معينة ’ وربما أطلقها الزعماء السوفيت على فترة حكم  زعيمهم السابق  " ستالين " إسقاطاً وإنتقاماً منه  بعد رحيله بسنوات عديدة ... ولكن من خلال النظرة الموضوعية إلى الوقائع التاريخية ماضياً وحاضراً ’ يتجلى يوضوح بأن عبادة الشخصية لازمت معظم الإمبراطوريات والحكومات الملكية في أرجاء المعمورة  ’ وحتى الأنظمة  الجمهورية لم تسلم من هذه النزعة  وخاصة  في دول ومشايخ الوطن العربي والتي تحول الحكم فيها إلى ما يسمى بالجمهوريات الملكية , والأمثلة على ذلك متعددة سواء ما حصل  بالأمس القريب وما يحصل الآن . ولا يمكن إنكار دور  القبلية العربية السائدة آنذاك ونقل تلك الغريزة إلى الحكم الإسلامي بعد إنتهاء دور الخلفاء الراشدين وبروز الولاء لحكم العشيرة الواحدة وتقديم فروض الطاعة من قبل شيوخ ورؤساء  العشائر والقبائل الأخرى إلى رئيس القبيلة الحاكمة الذي بايعوه طوعاً أو غصباً كخليفة على المسلمين وغير المسلمين القاطنين في أرض الخلافة .... ولم تقتصر الزعامات العائلية الفردية على أمة الإسلام وإنما سبقتها أو أعقبتها كنيسة المشرق في اتباع نفس النهج وذلك بتنصيب البطريريك وراثياً من نفس العائلة كما هو معروف للجميع لحين حصول الذي حصل , ولا يمكن التكهن عموماً  ماذا سيؤول الأمر لو قدّر للشعب المسيحي أن تكون له دويلته المستقلة .
أكرر ما ذكرته في مقالات سابقة بأني أقف على مسافة واحدة من كافة رموزنا الكنسية وأكن الإحترام والتقدير للجميع بغض النظر عن المنصب الوظيفي و الدرجة الكهنوتية , كما أن الإشارة للسلبيات من وجهة نظري الشخصية لا تعني إطلاقاً الإنتقاص من أية جهة فردية أو جماعية , بل لغرض تجاوزها وتلافيها مستقبلاً . وهذا أيضاً ينطبق على الكتاب الأعزاء سواء اتفقنا أو تقاطعنا في الرأي .... الرأي والرأي المقابل سمة حياتية وظاهرة صحية  رافقت الإنسان منذ بدء الخليقة , ومن حسن الحظ أن واقع العيش في المهجر يكفل الحرية لكل فرد , والأمل أن لا تساء ممارسة هذه النعمة وتخرج عن حدودها المقبولة عقلاُ وروحاً , وأيضاً أن يتقبل النقد من يسمح لنفسه به , فلا يجوز أن يحلل له ما يحرمه للآخرين  , فهل هنالك أعظم من القول " أحب لغيرك ما تحب لنفسك " و " بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزيد " .
لا يمكن إغفال أن النفس تطرب للمديح , ولا غرابة  أن يتلهف الكتاب والشعراء  في كيل المديح لأصحاب القرار لكسب رضاهم من جهة ولتحقيق المنافع الذاتية من جهة أخرى , وفي أحيان كثيرة يكون الدافع رياءً وتملقاً ليس إلا ....   ولكن العجيب الغريب أن ينبري البعض من رواد الموقع  في تغليف مداخلته على عدد  من المقالات بهذا الأسلوب خصوصاً عندما يذيّل الكاتب إسمه بكنية الباحث أو الأكاديمي أو الإثنين معاً عدا اللفب التقليدي إن وجد . وقد تتباين العوامل التي تدفع بهذا الإتجاه بدءأً من النزعة القروية أو العشائرية إنتهاءً بالمشاعر الودية لطرف ضد الطرف الآخر ولأسباب شتى تصب جميعاً في الإنحياز العاطفي سلباً أو إيجاباً بعيداً عن المنطق  والثوابت القياسية  الخاصة بالموضوع .... من السذاجة الإعتقاد بأكاديمية وعلمية ما يكتبه الأكاديمي على الموقع بمجرد  درج لقب الأكاديمي جوار إسمه , ومن البلاهة أن يصدق الكاتب الأكاديمي ويقبل مثل هذا الإطراء غير العادل  وهو يعلم يقيناً أن مقاله يفتقد العديد من الشروط الواجب توفرها في المقال كي يرتقى إلى  السمة الأكاديمية  , كما أنه يعرف جيداً أن ما ينشره هو أوغبره ,  وأنا ضمنهم , على الموقع  يفتقر  إلى حد ما  إلى معظم الضوابط الأكاديمية التي يجب أن تراعى كي يكتسب المقال صفة الأكاديمي , ولكن كما أدرجت أعلاه " أن النفس تطرب للمديح " , ومسكين ذلك الأكاديمي الذي يطرب لمديح رغم قناعته بعدم استحقاقه له ... وللأسف الشديد هنالك من الأكاديميين على الموقع من يحسب جميع القراء من أشباه الأميين فيضفي على مقاله  مسحة جمالية من خلال تبويبه لمتن المقال كي يفلح في إسقاط القارئ  البسيط في فخ الأكاديمية والعلمية  فيغدق على كاتبه بأنواع التبجيل والتعظيم من الكلام ... حقاً أنه الضحك على الذقون , ولكن الويل كل الويل عندما يصطدم  الكاتب بذقنٍ ضاحك .
ألمقال الأكاديمي هو الذي يكتب من قبل  إختصاصي في ذلك الحقل . يراجع ويعد صالحاً للنشر من قبل ندّ مماثل , ينتظر فترة طويلة للنشر قد تصل أحياناً بضع سنوات . لغته رسمية أكاديمية تحوي مصطلحات وتعابير متداولة في الحقل المعني . يدرج  إسم الكاتب وشهاداته في ذيل المقال . تثبت كافة المصادر المعتمدة في كتابة المقال للإستدلال على المعلومات الواردة فيه .  يتوفر  في الدوريات  مثل مجلة علم النفس , تعليم الطفل , مجلة الصحة العامة وغير ذلك من المجلات التخصصية  .
ألمقال غير الأكاديمي يكتب للعموم . ينشر بسرعة ويكتب من قبل أي كان . أللغة اختيارية غير أكاديمية وقد تحوي مصطلحات وتعابير دارجة ( عامية ) . ليس بالضرورة درج إسم الكاتب أو تحصيله الدراسي ولا توجد قائمة بالمصادر .  يتوفر في الدوريات مثل مجلة التايم     والنشرات الإسبوعية وما شاكل . بصورة عامة , لا تعتبر النصوص الدينية والصحف مصادراً أكاديمية . ولا يحبذ الإعتماد على الويكيبيديا كمصدر أكاديمي أيضاً .
وليس بالضرورة أن يتمتع المقال حتى ولو كان أكاديمياً من كافة الوجوه بالحصانة أو الأمانة العلمية التي تعزز رصانته ويغدو معتمداً في الدراسات المستقبلية . فبين فترة وأخرى يكتشف العجيب الغريب من التلاعب بالنتائج والتحوير والتزوير وتوجيه البحث أو الدراسة لتحقيق مآرب تخدم الباحث أو الجهة الممولة للبحث دون الإكتراث بما سيؤول اليه الفرد خصوصاً والمجتمع عموماً , وعند العم " كوكل " البرهان .
من خلال هذا الإستعرض البسيط عن المفال الأكاديمي أستطيع القول بكل ثقة بأن ما نشر سابقاُ وما ينشر لاحقاً على الموقع لا يتأطر بالشرعية الأكاديمية إطلاقاً , والأمل أن يقرّ من سبق وان توهم وأوهم القارئ الكريم بأكاديمية ما يكتب مستنداً على كونه من العائلة الأكاديمية  , فقد تحجب الغشاوة الحقيقة عن البعض ولكن من المستحيل أن تحجبها عن  الكل . وعسى أن يعترف بحقيقة الأمر كما اعترف الأعرابي لمعن في المحاورة أدناه .

معن بن زائدة والاعرابي
تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة
وماهو عليه من وفرة الحلم ، ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي ، وآل على نفسه أن يغضب معن ابن زائده ، فقالوا: إن قدرت على اغضابه فلك مائة بعير . فانطلق الاعرابي الى بيته ، وذبح شاة وسلخها ، ثم أرتدى جلدها جاعلا أعلى الجلد الى الداخل وداخله الى الخارج ، ثم دخل على معن ، ووقف أمامه طافح العينين كالخليع
كأنه خائف من شيء تارة ينظر الى الارض ، وتارة ينظر الى السما ، ثم قال
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ***** وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن : أذكر ذلك ولا أنساه يا أخ العرب . فقال الاعرابي :
فسبحان الذي أعطاك ملكا ***** وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن : سبحانه وتعالي. فقال الاعرابي :
فلست مسلما ما دمت حيا ***** على معن بتسليم الامير
قال معن: إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك
فقال الاعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ***** ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن : إن اقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وان رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة ، فقال الاعرابي وقد اعياه حلم معن :
فجد لي يابن ناقصة بمال ***** فإني قد عزمت على المسير
فقال معن : اعطوه الف دينار ، فأخذها وقال:
قليل ما أتيت به وإني ***** لأطمع منك بالمال الكثير
فثن فقد أتاك الملك عفوا***** بلا عقل ولا رايي منير
فقال معن: اعطوه الفا ثانيا ، فتقدم الاعرابي اليه ، وقبل يديه ورجليه وقال:
سألت الجود أن يبقيك ذخرا ***** فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود والافضال حقا***** وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن : اعطيناه على هجوه الفين ، فأعطوه على مدحنا أربعة الاف.
فقال الاعرابي : جعلت فداك ، ما فعلت ذلك الا لمئة بعير جعلت على إغضابك . فقال معن: لاخوف عليك ، ثم أمر له بمئتي بعير ، نصفها للرهان ، والنصف الاخر له ، فانصرف الاعرابي داعيا شاكرا.
هذا الموقف من معن بن زائدة
الا نحتاج لمثله في عالمنا اليوم ، الذي كثرت فيه الاحداث والهرج والمرج

ويظل المبدأ كما في الرباعية التالية :

أنا سالكٌ كلّ دربٍ للحقيقةِ يفْضي
 لا أبالي طولَ المسارِ وكمْ به سأقضي
 مقولةُ الحقِّ همّي مهما جابهتُ من بُغْضِ
فمنْ مدرسةِ الحياةِ علمتُ أين أمضي ......... أين أمضي



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي صباح قيا
شلاما
تقول
 الإستعرض البسيط عن المفال الأكاديمي أستطيع القول بكل ثقة بأن ما نشر سابقاُ وما ينشر لاحقاً على الموقع لا يتأطر بالشرعية الأكاديمية إطلاقاً( انتهى الاقتباس )
حقا ان الذين يشاركوننا في الكتابة على هذا الموقع ممن يحملون شهادات أكاديمية نعتز بها فانهم يكتبون عن آراءهم الشخصية  الخاصة والتي لا تستوجب ختمها بالمهر الأكاديمي  كختم  المختار ايّام زمان

وهكذا نجد ان خير الكلام ما قل ودل
أحسنتم في طرح الموضوع وحسم مسالة الأكاديمية في حوار أقلامنا
تقبل تحياتي
خير الكلام ما قل ودل

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم،

سلام ومحبة،

مقال مميز اتفق مع ما جاء فيه.

نعم كل ما يكتب في هذا المنتدى ومن أي كان لا علاقة له بالأبحاث العلمية والأكاديمية ومن ضمنها كتاباتي وهذا ما أكدته لزميل اخر في تعليق على مقال له.

العلمية والأكاديمية، كما توضح بجلاء في مقالك المهم هذا، لها ساحتها وفضاؤها الخاص بها. الذي يقول إن مقالاته في هذا المنتدى علمية وأكاديمة يضحك اولا وأخيرا على نفسه.

والذي يمتدح مقال في هذا المنتدى لأي كان انه مقال علمي وأكاديمي يضحك على ذقن صاحب المقال.

هناك المجلاات العلمية المحكمة peer reviewed ولها عامل تأثير impact factor وجرى فهرستها في Thomson Reuters or Web of Science or Scopus وهذه يؤشر عليها غوغل للمعرفة Google Scholar إضافة الى دور نشر أكاديمية عالمية رصينة مثل Oxford, Cambridge, Harvard and University of Chicago Press وغيرها هذه وأمثالها هي المكان الصحيح للعلمية والأكاديمية وليس أي مكان أخر.

ومع الأسف تقريبا كل الكتب والمقالات التي تم نشرها من قبلنا وعن شعبنا وتاريخه وكنيسته في العصر الحديث لا تقع ضمن فضاء الأكاديمية والعلمية لأنها غير محكمة ومنها ما كتبه رجال ديننا.

ولأنها غير محكمة كانت سببا ولا زال في الفوضى التي نعيشها لأن حال ان يرى شعبنا ان الكتاب او المقال هو بقلم الأب او المطران او الدكتور فلان الفلاني يتصور ان ما أتى به هو علمي وأكاديمي وهذا ليس صحيح.

نحن ضحية هكذا خطاب وتأليف.

الذي يدعي هنا الأكاديمية والعلمية لينشر مقالاته في الأمكان المخصصة للعلمية والأكاديمية وكفى ضحكا على شعبنا المسكين الغلبان والمغلوب على أمره.

وشكرا ايضا لإلقاء الضوء على مفهوم عبادة الشخصية cult personality وهذه آفة شعبنا حيث يخصص البعض منا نفسه ويسخر قلمه للدفاع عن شخصية كهذه ولا يرى فيها اي مثلبة رغم كل سلبياتها البينة.

شكرا مرة أخرى

تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي أخيقر يوخنا
بشينا
شكراً على مداخلتك وأتفق معك بأن " خير الكلام ما قلَ ودل " , لكن لا بد وأن يتوفر عنصر الأمانة حتى في حالة الإطناب في الكلام . وبسبب الضبابية التي غطت  بعض المناقشات  حول مفهوم الأكاديمية ظهر المقال لوضع الأمور في نصابها الصحيح إنطلاقاً من كون الحياة مدرسة يتعلم الكل فيها من البعض , وكما نتعلم نعلم أيضاً .
تحياتي



غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيدي الكريم صباح : اهم شيء هو ان لا تقتربوا مني ولا تقربوا هذه الصفة عني ! بصراحة راسي ينفجر عندما اسمعها ( الكاع عوجة ) بس لي سوْال بسيط لك سيدي الكريم : هل يمكن ان يرتقي اي كاتب الى الصفة الأكاديمية  دون ان يكون ذو ضمير نقي ويحمل في طياته كل معاني الانسانية ام لاعلاقة هذا بذاك ؟ تحية طيبة

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
الناهـض لا ينـتـكـس ، ولكـن إذا إنـتـكـس .................... !!!! أترك الإجابة للقارىء
*************
يمكـن قـراءة المقال :

https://mangish.net/forum.php?action=view&id=7328

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
اني اتفق معك فيما ذهبت اليه ، ولكن وصف السفسطة لا ينطبق على  تلك التي يسطرها بعض كتبة الموقع ويذيلونها (بالباحث والأكاديمي)  فالأكاديمي درجة علمية  ، فلا احد منا حتى الجاهل لاقل أصول الكتابة يعلم انها درجة علمية ولكن هل كتابات ذلك الكاتب او الباحث الأكاديمي   تتسم  بأية صفة بحث أكاديمي, او تمتاز بأية درجة علمية  او حتى تدخل ضمن توصيف البحث العادي في احد جوانب المعرفة   ، انك سيدي الفاضل ( صباح قيا )  قد أجبت بما فيه الكفاية ولن أزيد على ما كتبته سطرا واحدا  سوى .. من التجني وصف كتابات  تتسم بكتابات صحفية ومقالات لا تتناول  سوى  الجانب الكنسي او بعض المهاترات والردود تلك التي شخصتها  بالسفسطة  ولكنها ليست سفسطة سوى لو انها عنت كثرة الكلام الغير المجدي ، لان السفسطة مذهب خاص في الفلسفة  نشا في اليونان من اهم رواده  جورجياس  وبروديكوس  وهيباس وغيرهم ، انا اتحدى هولاء الذين يكتبون في الموقع تحت اسم باحث او باحث أكاديمي ، ليرسلوا ما يكتبوه الى مجلة علمية أكاديمية  تهتم بالبحث ورصينة ولينتظروا اذا كانت تنشره وعند نشره لينشروه في الموقع ، فلا أتصور ستقبل بنشر مثل هذه الكتابات حتى وان كانت المجلة نصف علمية ، استثني من هذه الفرضية اسماء منها (نينوس اسعد صومو ، ضياء نافع ، بعض كتابات ابريم شبيرا ، بعض كتابات ليون برخو وخاصة تلك التي لا يكرر بها ما كتبه سابقا )
بطرس  نباتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ بطرس نباتي المحترم

بعد الاستئذان من زميلنا الأكاديمي الدكتور صباح

لدي نقطتان مهمتان حول تعليقك هنا ولكن قبل هذا وذاك بودي أن أعلم إن كنت قد استلمت رسالتي أهنئك فيها على تعقيبك الرائع ضمن مقال تدور رحاه حول البطريرك ساكو والبطريرك يوسف اودو. الشك وإثارة الأسئلة أساس المعرفة البشرية. استمتعت بالتعليق حقا وهو بحد ذاته مقال مهم وأمل ان تنشره بشكل منفصل.

أعود الى تعقيبك هنا.

أولا، ومع الاعتذار فإن كلمة "السفسطة" كما اتى بها الدكتور صباح والمعنى الذي أراده لها صحيح وسليم. "سفسط" في اللغة العربية تشير الى المغالطة في النقاش وتشير ايضا الى الذي يضلل الناس مدعيا العلم والمعرفة.  والمعنى الذي اتيت به صحيح أيضا وهو واحد من معانيها الرئيسية.

ثانيا، كنت أتمنى ان لا يرد اسمي في تعقيبك لأن الأكاديمية والعلمية فضاؤها ليس المنتديات وأرفض رفضا قاطعا وضع علامة "د." قبل اسمي او أي ذكر لكوني "دكتور" ولا أظن أنني استخدمت هذا للقب ابدا.

تبقى مسألة التكرار. التكرار واجب في حال استمرار الخطأ المميت. وأنا أكرر لأن الخطأ المميت قائم رغم تكرار إشارتنا إليه.

التكرار إذا له فائدتان مهمتان. من ناحية، يستخدمه أصحاب السلطة ويكررونه مرارا وتكرارا حتى يصدقهم الناس ويؤمنوا ان ما تأتي به السلطة من أقوال وأعمال هو جزء من الحس الإنساني السليم وهو ليس كذلك.

من ناحية أخرى، على الشخص المتنور ان يذكّر الناس ان ما تكرره السلطة من عمل وخطاب هو ظلم وغير مقبول وأن السلطة تخدعهم وتضللهم.

هل تريد ان أذكر لك عمليات التضليل والخداع لإخفاء الظلم الواقع على شعبنا وهي التي أكررها وأذكّر شعبنا وكنائسنا بها عسى ولعل نستفيق من الظلم الذي نحن فيه؟ إذا علينا تذكير الناس انهم تحت ظلم مبين عسى ولعل الذكرى تنفع.

تحياتي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقالاتٌ أكاديميه أمْ سفسطةٌ كلاميه
د. صباح قيَا
  ولكن العجيب الغريب أن ينبري البعض من رواد الموقع  في تغليف مداخلته على عدد  من المقالات بهذا الأسلوب خصوصاً عندما يذيّل الكاتب إسمه بكنية الباحث أو الأكاديمي أو الإثنين معاً عدا اللفب التقليدي إن وجد . وقد تتباين العوامل التي تدفع بهذا الإتجاه بدءأً من النزعة القروية أو العشائرية إنتهاءً بالمشاعر الودية لطرف ضد الطرف الآخر ولأسباب شتى تصب جميعاً في الإنحياز العاطفي سلباً أو إيجاباً بعيداً عن المنطق  والثوابت القياسية  الخاصة بالموضوع .... من السذاجة الإعتقاد بأكاديمية وعلمية ما يكتبه الأكاديمي على الموقع بمجرد  درج لقب الأكاديمي جوار إسمه , ومن البلاهة أن يصدق الكاتب الأكاديمي ويقبل مثل هذا الإطراء غير العادل  وهو يعلم يقيناً أن مقاله يفتقد العديد من الشروط الواجب توفرها في المقال كي يرتقى إلى  السمة الأكاديمية  , كما أنه يعرف جيداً أن ما ينشره هو أوغبره ,  وأنا ضمنهم , على الموقع  يفتقر  إلى حد ما  إلى معظم الضوابط الأكاديمية التي يجب أن تراعى كي يكتسب المقال صفة الأكاديمي , ولكن كما أدرجت أعلاه " أن النفس تطرب للمديح " , ومسكين ذلك الأكاديمي الذي يطرب لمديح رغم قناعته بعدم استحقاقه له ... وللأسف الشديد هنالك من الأكاديميين على الموقع من يحسب جميع القراء من أشباه الأميين فيضفي على مقاله  مسحة جمالية من خلال تبويبه لمتن المقال كي يفلح في إسقاط القارئ  البسيط في فخ الأكاديمية والعلمية  فيغدق على كاتبه بأنواع التبجيل والتعظيم من الكلام ... حقاً أنه الضحك على الذقون , ولكن الويل كل الويل عندما


هؤلاء الذين يفعلون ذلك لديهم هدف واضح جدا ولكنه هدف حتى لو توصلوا اليه فهو سيبقى مغالطة في المنطق. بمعنى سيبقى هدفهم عديم المعنى ومثير للضحك.

هناك مغالطة في المنطق تسمى بمغالطة الاحتكام إلى سلطة وبالانكليزية تسمى ب  fallacy appeal to authority  وهي بطريقة لا تختلف اطلاقا عن الاحتكام الى رجل العشيرة الاقطاعي او رجل الدين. وهذه المغاطلة هي كما يلي:
الشخص الفلاني مختص في مادة معينة
هذا الشخص كتب مقالة x عن موضوع معين
اذن المقالة x هي صحيحة

وهذا بالضبط ما يفعله الاغبياء في هذا المنتدى عندما يستخلصون هكذا نتائج.
المزيد حول المغالطة يمكن قراته في الرابط التالي واضعه لمن لا يستطيع ان يبحث بنفسه لكونه لا يعرف عن ماذا يبحث:

https://en.wikipedia.org/wiki/Argument_from_authority

ومن هنا انا ساترك كل هؤلاء ليتسلوا بهكذا مغالطات بانفسهم ولوحدهم

غير متصل غالب صادق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد صباح قيا المحترم
مقالة رائعة جذبتني لاكتب هذا الرد المتواضع .
المهم في كل ما يكتب مدى اثر المكتوب في النفوس
وفي معالجة امور كثيرة بحاجة الى حلول من اوضاع
شعبنا و كنائسنا واحزابنا وهلم جرااا
اليوم البطريرك اصبح مادة دسمة لكثيرين وانا اريد
ان اقول على كل واحد منا ان يظهر موقفه بصراحة تامة
كما فعلت اليوم احييك بغض النظر اذا كنت معك في كل ما
كتبته . انا معجب جدا بمار لويس بطركنا ولكن ذلك لا يعني
انه لا يخطأ واجلس ابرر اخطاءه ولكن ما يفعله بهذه الضروف
من اجل الكلدان والمسيحيين في الوطن وخارجه لا يقارن بأخطاءه.
على كل حال هناك اقلام اصبحت معروفة منها من يبحث المديح دائما
ومنها مأجورة واخرى سياسية و قومية بطريقة متعصبة جدا .
اين التنوع فيما نكتب انحسرت كتاباتنا بالكنيسة ورجالاتها
وبالقضية القومية ان كنا نحن الكلدان او الاثوريين وحتى مؤخرا السريان
تحياتي لشخصك

غير متصل فريد وردة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 515
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
د. صباح قيا المحترم
الأخوة المتحاورون المحترمون
تحية للجميع
حقيقة موضوع شيق ومهم الذي تفضل به  الدكتور صباح والمفروض أن يأخذ نصيبه وحقه من المناقشات وألاضافات وخصوصا في الحوارات الدائرة في هذا المنبر وبقية مواقع التواصل الاجتماعي .

موضوع عبادة الشخصية  وبأختصار هو يقوم به أنواع  من البشر

ألاول - هنالك من يعبد شخص ويجعله قدوته في الحياة ومستعد أن يضحي بحياته من أجل أفكاره ومبادئه دون مقابل , وألامثلة كثيرة

الثاني - هنالك عابد الشخصية من أجل منفعة وطموح   للوصول الى غاية  أي متملق  متلون.

الثالث - هنالك عابد المال [ الدولار ] أي يكتب من أجل المال وهذا النوع لا يشعر أنه يكرر كتاباته الى درجة  القرف  ,  لآن هنالك من يدفع له نظير كل كلمة وسطر , لذلك فهو يحاول أن يشرح لبعض القراء المساكين بحجج واهية هو نفسه غير مقتنع بها , لكن ما العمل لعابه يسيل عندما يشتم رائحة الاخضر .

تحية

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ الزميل الأكاديمي ليون برخو
سلام المحبة
سررت بمداخلتك وإضافتك القيمة حيث أن ماذكرته يكتسب أهمية خاصة ويدعم الأمانة والحقيقة كونك من العائلة الأكاديمية , وأملي أن يساهم بقية الأكاديميين من رواد الموقع بآرائهم حول الموضوع كي تتوضح للجميع صفة المقالات التي تنشر . كما أشكرك على توضيح ما قصدته بالسفسطة وحتماً سأستجيب لمداخلة الأخ الأستاذ بطرس نباتي لاحقاً .
بطبيعة الحال أنا أقدر ما يكتبه الزملاء كافة وأثمن إمكانياتهم وتمرسهم بحقل الإختصاص ولكن , حسب اجتهادي , أن ذلك لا يمنع من إيصال المعلومات المناسبة عند الضرورة . ولا شئ يعلو على الحقيقة .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الناقد الساخر نيسان سمو
سلام المحبة
دعائي أن لا ينفجر رأسك لأنه من الصعب التكهن ماذا سيحل في المكان وإلى أين ستمضي سخرياتك ومن سيورث الخزين الهادف .

إخترت لك بعض من صفات الأكاديمي فإن لم تفي بالغرض إتصل بالعم كوكل
ألأكاديمي الباحث هو من:
يؤمن بأن العلم لا جنسية له ولا عنصرية فهو منفتح على الجميع يسأل ويناقش ويحاور وله مرجعيته التي يعتمدها.
يعزز موقعه في جامعته، ويخدمها حتى إذا لم يتلقى تكريم منها ، فهو خدوم لإيمانه بأن أحب الناس لله أنفعهم لهم
عنده رؤية علمية لنفسه لا يتوقف عند الأستاذية كترقية أكاديمية يتجاوزها للعالمية في الريادة في البحث .
مطلع وخبير باللوائح والأنظمة الخاصة بأعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي وعمادات البحث والتميز العلمي.
حرف الدال لايصنع قيمته وتقديره بل يتشرف حرف الدال بأن يُضاف إلى اسم الباحث الأكاديمي
له وجود في الوسط العلمي يؤثر ويتأثر، متابع متميز للمؤتمرات والملتقيات والندوات عالمي البحث والرؤية.
لا يشعر طلابه وجلساءه بالوقت إذا كانوا معه من غزارة علمه وبديع أسلوبه وقوة تأثيره وصدق إيمانه بما يقول.
لايتشدق بالعلم ولا يتفلسف في أمر لا يعلم به، ولا يستحقر الجهلاء ولا يستصغر الناس.

تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي مايكل
مقالك عن الألقاب جميل ولكني مستغرب كون الرابط ليس موقع عنكاوه . وأتفق مع ما ذكرت بأن الغربي يقدم نفسه بإسمه فقط وقد لاحظت ذلك بالفعل حينما كنت في المملكة المتحدة حيث مهما كانت الدرجة العلمية أو التحصيل الدراسي فالتقديم فقط بالإسم الأول .
أذكر في زيارتي إلى ألقوش في المرحلة الثانوية مناداة أبناء عمي لأمهم وأبيهم بإسميهما فقط وكان ذلك يزعجني ويزعج إخواني أيضاً
على كل حال ما كتبته أنا يخص المقالات التي توصف وهماُ بالأكاديمية كون الكاتب يذيل إسمه بالأكاديمي .
تحياتي

غير متصل فاروق يوسف

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 387
  • الكلدان أصل العراق
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
+

الاخ الدكتور صباح قيا .....  تحياتــي لــك وللشـاعـر أحمــد النعيمي


فاروق يوسف
لا تنازل عن حرف الواو بين الكلدان والأشوريين

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ بطرس نباتي
سلام المحبة
شكراً على مطالعتك للمقال وإضافتك القيمة له . أسعدني تطرقك لمفهوم ' السفسطة ' وكما أنت ذكرت فأصل الكلمة يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد لسد الفراغ الفلسفي الذي طغى في اليونان ذلك الحين وقد تغير معناها بمرور الوقت ليصبح كما أوردته مداخلتك جزئياً وأكمله الأخ الأكاديمي ليون برخو وهو ما قصدته أنا في مقالي .
في عصر المعلوماتية الواسع الانتشار بالإمكان تعليم حتى القردة , ولكن للأسف تستشهد الحقيقة بفعل المجاملات والعواطف المنحازة فتصبح مقالات الموقع  بحوثاً أكاديمية , والمفروض من لا يعلم ما هي الأكاديمية عليه البحث ومن لا يرغب بالبحث فالأفضل أن يسكت لأن الذي يؤيد الكفر أشد كفراً من الكافر . صحيح أن بعض الكتابات تتميز بطريقة منهجية نوعاَ ما أقرب إلى العلمية أو البحثية وقد تتوفر فيها بعض القواعد الأكاديمية ولكنها جميعاً تصنف كمقالات عمومية كونها منشورة على موقع عام وتفتقر إلى أساسيات شروط النص الأكاديمي أهمها التحكيم المماثل  . كما أن تلك المقالات حتى لو نشرت في مجلة ما فرصانتها تنبع من مستوى المجلة على الصعيد العالمي فالفرق شاسع بين النشر في مجلة طب البحرين مثلاً والمجلة الطبية البريطانية .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكراً أخي لوسيان على المعلومة القيمة حول ' المغالطة في المنطق ' ويظهر أنها تمارس في مفاصل حياتية متنوعة وليس فقط من قبل بعض المداخلات على الموقع وتدل حسب رأيي المتواضع إما عن قصر نظر حياتي أو مجاملة سقيمة , وأرفق الرابط بصددها لزيادة الفائدة 
http://www.nizkor.org/features/fallacies/appeal-to-authority.html
تحياتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الفاضل صباح قيا المحترم
تحيه طيبه
 شخصيا, اشعر باني اتعلم واستفاد من  طرح هذاالصنف  من المقالات ,وفي نفس الوقت انا سعيد جدا مع مسعى مشاركتكم  في رفع  مستوى الماده المتداوله في هذا المنبر الى المستوى الذي يضظرني التساؤل مع نفسي , وهو سؤال موجه لجنابكم ولا بأس ان نتعرف ايضا على راي الاخوه المشاركين,,,,
سؤالي هو لو سمحتم : هل يمكن لرجل الدين  مهما بلغت درجته الكهنوتيه ان يكون باحثا أكاديميا مثلا  في أختصاصه اللاهوتي اولا , ثم في بقية مجالات الحياة ؟ أم ان الأكاديميه  هي سمه لا يتمتع بها الا صاحب الذهنيه المادية للاشياء؟ 
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتي

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي

سؤالي هو لو سمحتم : هل يمكن لرجل الدين  مهما بلغت درجته الكهنوتيه ان يكون باحثا أكاديميا مثلا  في أختصاصه اللاهوتي اولا , ثم في بقية مجالات الحياة ؟ أم ان الأكاديميه  هي سمه لا يتمتع بها الا صاحب الذهنيه المادية للاشياء؟ 



انا اعرف جيدا بان هذا السؤال ليس موجه لي, ولكن مع هذا لكونه منتدى عام فانني ارغب بهذه المشاركة.

الدرجة الاكاديمية يتمتع بها كل الاشخاص من المتخرجين من الكليات والجامعات. وهي درجة محمية قانونيا, بمعنى لا يستطيع كل شخص ان يدعي بانه اكاديمي.

اما الالقاب الاخرى مثل الباحث والمختص والخبير الخ فانني ساشرحها كما يلي:

الباحث يعتمد تعريفه حسب موقع عمله. وهي صفة يكتسبها الشخص بالدرجة الاولى عندما يضيف شئ جديد لم يكن معروف سابقا. اي يقوم بالاضافة الى المعرفة او ان يقوم بمهمات تطويرية في العلوم التطبيقية. في البحوث الاساسية لا يقوم الباحث بمراجعة المعرفة التي نملكها وانما يبحث عن معرفة جديدة , معلومات جديدة كاكتشافات وهذه مثلا تجدها في محطة سيرن. في العلوم التطبيقة تكون مهمة الباحث القيام باعمال تطويرية, مثلا اختراع السيارة الكهربائية, ايجاد تطبيقات جديدة الخ. وهذه حولها اما مراكز ابحاث معروفة بالاسم او انها تجري داخل شركات.
 بالاضافة الى ذلك يستطيع شخص ان يقوم بمهمة البحث العلمي الذي شرحته اعلاه بمفرده. ولكن في كل الحالات ولكي تصبح هذه البحوث معترف بها فلا بد من ايجاد طريقة لنشرها في مجلات علمية التي يديرها علماء يقومون بمهمة التحقيق من هذه البحوث والغرض لا يكون دائما فقط الاعتراف بها وانما ايضا نشرها في المجلات العلمية سيفتح الباب ليحصل الباحث على تمويل مالي للاستمرار بابحاثه.

صفة الباحث هي نعم تشمل كل المجالات.

وهنا ملاحظة: هناك من يسمي هكذا مجلات علمية بانها نزيهة لكونه يسمي الباحثين بالنزيهين الشرفاء الذين يهتمون فقط بشئ واحد وهو تطوير العلم خدمة للانسانية. ولكن كل هكذا تصور هو خاطئ. ومن هو مهتم بهذه الامور سيجد المئات من الشكاوى التي يتم تقديمها بشكل مستمر ضد هكذا مجلات. والباحثين بانفسهم يبحثون عن رشاوي وواسطات وتكوين علاقات شخصية مع هكذا مجلات لغرض القبول بابحاثهم. لماذا يحدث ذلك؟ لان ببساطة هكذا مجلات علمية كموؤسسات تحوي لوبي حالها حال اية مؤوسسات اخرى. وهنا انا ساعطي رابط واحد كمثال واي شخص يبحث سيجد المئات من الامثلة:

http://news.bbc.co.uk/2/hi/8490291.stm

وهذا الرابط وجدته لحسن الحظ بالعربية ايضا حتى يفهمه كل قارئ:

http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2010/02/100202_mkr_stem_cells_tc2.shtml

وهنا بعض الاقتباسات:

قال خبراء متخصصون في الخلايا الجذعية إنهم يعتقدون أن مجموعة صغيرة من العلماء تمنع بشكل فعال نشر أبحاث علمية ذات قيمة عالية في المجلات الطبية.وأضاف الخبراء أن هولاء الأشخاص قد يلجأون لإعاقة نشر أبحاث الغير عن عمد حتى لا تنافس أبحاثهم الخاصة. وأرسل 14 شخصا من رواد أبحاث الخلايا الجذعية رسائل إلى محرري المجلات العلمية للإعراب عن استيائهم الشديد مما يحدث....ويقوم الباحث بإرسال موضوعه إلى رئيس تحرير المجلة الذي إذا أعجب بالبحث يرسله بدوره إلى مجموعة من الخبراء و المراجعين لإبداء ملاحظاتهم على البحث وهنا تكمن المشكلة حيث من الممكن أن يكون أحد الخبراء الذين يقررون ما إذا كان البحث جيدا أو سيئا هو غريم شخصي لصاحب البحث و منافس له ومن الممكن يخطر رئيس تحرير المجلة بأن البحث يحتاج إلى مزيد من التجارب .


طبعا هذا مجرد مثال بسيط وهناك ما هو اسواء منها وهي كلها اسواء من فترة غاليليو غاليلي.

اما لقب المختص والخبير فهي القاب غير محمية قانونيا وبينها ايضا القاب اخرى مثل المؤرخ وغيرها. بمعنى يستطيع ان يطلقها اي شخص على نفسه بدون اية مشكلة. الا ان هناك جهات تحاول ان تحمي هذه الالقاب بعيدا عن القانون الحكومي. فتجد مثلا نقابة المؤرخين.. وتجد ان هناك جهات لا تعترف بلقب المختص والخبير الا اذا كان هناك اجماع عليها من قبل مؤوسسة معينة. ولكن في النهاية تبقى غير محمية قانونيا. غير محمية قانونيا تعني: لو اطلق شخص على نفسه صفة طبيب وهو لا يملك شهادة جامعية فهذه ستعاقبه عليه المحكام قانونيا. ام الالقاب مثل مختص وخبير فهي غير محمية قانونيا. ولهذا ترى بان حتى فتاة خريجة الروضة اطلقت على احد القوميين الجدد في قناة تلفزيونية عربجية لقب المختص والخبير وهذا الشخص منذ ذلك اليوم يعتقد بان على الجميع والكل ان يقبلوا بكل حرف يكتبه بالرغم من انه لا يملك اي دراسة في اختصاص التاريخ  وبالرغم من انه ليس هناك مقالة واحدة كتبها خالية من اخطاء منطقية شنيعة, واذا نبهه احد عليها فهو يصبح عصبي, لماذا ؟ لان هناك فتاة سمته بالمختص. ولكن كما قلت يستطيع اي شخص ان يطلق هكذا القاب على نفسه.

في داخل الشركات يتم استعمال ايضا هكذا القاب مثل المختص والخبير وهذا ليس شرط ان يكون اكاديمي. فعامل بناء خريج معهد يمتلك خبرة ثلاثين سنة تستطيع ان تعتبره الشركة خبير اذا كان قد طور نفسه ايضا بشكل ملحوظ خلال هذه السنوات ذات الخبرة الطويلة.

ولكني دخلت ايضا لاقول بانني اتفق مع موضوع الدكتور صباح قيا. وانا دخلت لاقول بان موضوعه هذا لن يفهمه الجميع ولهذا لن يتقبله الجميع. لماذا؟ هذا الجواب انا دخلت من اجله:

تصور بان الدكتور صباح كان قد كتب موضوع عن الدين وقال التالي: يا اخوان عليكم ان تفكروا بانفسكم وليس  بشكل تلقيني وبان تفكروا بانفسكم بمعنى ان تقرؤا بشكل نقدي وليس بان تنفذوا كل ما يقوله لكم اسقف يعتبر نفسه مرجعية في كل شئ...ألخ...

ما الذي كان سيحدث؟ الاغلبية كانت ستفهم موضوعه وسيقولون له نعم نحن سنتعامل بشك تجاه ما ياتينا من الدين وسنقراء بشكل نقدي وبان كلام الدكتور صباح صحيح, علينا ان نفكر بانفسنا....الخ...

لماذا ذلك؟ هذا لانهم يجدون الدين شئ سهل (هذا بالرغم من اذا دخلوا في قواعد الدين وفلسفة الدين التي عمرها 2000 سنة فانهم سيتلعثمون)...ولكني اقصد بانهم سيفهمون موضوع الدكتور صباح وسيتقبلونه وسيؤيدونه لانهم سيجدون مع هذا مادة الدين سهلة... والادلة عن ما اقوله هي كثرة المواضيع والمداخلات التي تنتقد الدين وسلطة الدين ورجال الدين الخ..

طيب لماذا لا يفعلون نفس الشئ مع العلم؟ لماذا لا يبحثون بانفسهم بان يمارسوا الشك في كل شئ يقرؤونه وبان يتاكدوا بانفسهم بان يقرؤا من عدة جوانب وبان يقرؤا كل شئ بشكل نقدي مهما كان لقب كاتب الموضوع؟

الجواب هو: الاغلبية الساحقة من خريجي الجامعات هم منذ دخولهم المدراس الى فترة تخرجهم تعودوا على نمط واحد فقط, وهو ان المؤوسسة العلمية تقول احفظوا ما نكتبه لكم بدون توجيه اسئلة, واعتبروا كل شئ حقائق لا نقاش فيها, حقائق موضوعية, وقوموا دائما بالاقتباس, لا تكتبوا مطلقا بدون اقتباسات ووضع المصدر. وهذه تقوم بها المؤوسسة العلمية بطريقة تشبه طرق تعليم القران للاطفال في الجوامع. وفي ان على الكل دائما فقط ان يقتبس بدون اي دراسة نقدية تجاه ما يقرائه تفعله المؤوسسة العلمية حتى تخلق مرجعية مركزية يكون فيها قلة من يحق لهم ان يوجهوا الملايين من البشر. وفي انها تشبه طرق تلقين القران للاطفال في الجوامع تجدها عند العديد من الاكاديمين هنا عندما تجدهم بانهم لا يستطيعون ان يكتبوا حرف واحد بدون اقتباس, ستجد يقولون لك لا تفكر بنفسك, لا تقم باي اجتهاد شخصي, هذا ممنوع....هذه عبارة عن عملية تعود على التلقين الذي تعرضوا له خلال حياتهم.

الشخص الذي لا يستطيع ان يقراء بشكل نقدي سيكون مثل شخص متدين لا يستطيع ان يكتب حرف واحد ويعتمد كليا عن ما يقولوه له رجال الدين؟ اذ ما هو الفرق.

ولكن من يخرج عن الحدود التي ترسمها هذه المؤوسسة العلمية ليذهب وليقراء الجدل بين العلماء انفسهم سيجد ان الامور مختلفة تماما, اذ هناك شك في كل شئ, وكل شئ يخضع للنقد , وانا شخصيا منذ فترة طويلة لست اعترف بالمؤوسسة العلمية عندما تقبل نظريات معينة وعندما ترفض نظريات اخرى. انا اقراء حتى النظريات التي ترفضها , لانني لا اثق بقرارات المؤوسسة العلمية....

واخيرا اقول اذا كان هناك شخص يريد ان يكون مفيد في هكذا مواقع ذات المواضيع العامة فعليه ان يقول للقراء بان يمتلكوا ثقة بانفسهم, بان يبحثوا بانفسهم وليقرؤا بانفسهم وبان يقرروا بانفسهم وليس بان يجعلهم كلهم يعتمدون على بضعة اشخاص.
 
اذا كان هناك شخص يريد ان يكون مفيد فسيكون عليه ان يقول بان حتى لو وجدت الاغلبية هنا مواضيعي مهمة ومفيدة فانها تبقى راي الخاص وبان على كل الاخرين ان يقروا ويبحثوا بانفسهم ليقوموا بتكوين ارائهم بانفسهم.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ د.صباح قيا المحترم

مقال رائع و في نفس الوقت توعوي لبعض القراء البسطاء المنخدعين ببعض الكتاب.
 فالذي يضع عناوين و عبارات (هالة) أمام اسمه عند كتابة مقال حول حدث ما، أو مداخلة رأي في موقع عام و متنوع لا علاقة له بإختصاص الكاتب، كباحث أكاديمي، خبير استراتتيجي،عالم جيولوجي، خبير نووي، إنما يهدف الى جذب انتباه القراءالبسطاء لإعطاءأهمية أكثر لمقاله و من ثم الترويج لرأيه مهما كان، و بذلك يسمح لنفسه بأن يضعها في مرتبة أعلى من هؤلاء القراء.
فعلى سبيل المثال، لو كنّا نناقش موضوعاً حول علاقة المؤمن بكنيسته، أو الصراع الشخصي الدائر بين القس الفلاني و المطران الفلاني، أو عن الفرق بين الشراب الأحمر و الأبيض، فكل يعطي وجهة نظره و رأيه في الموضوع مهما كانت ثقافته و درجته و اختصااته العلمية و الأكاديمية. أما ذوي الإختصاصات العلمية و الأكاديمية المتقدمة فنقاشات اختصاصاتهم تتم فيما بينهم، كمؤتمرات، مجلات خاصة، مواقع الكترونية مخصصة لأعضاء الإختصاص و هكذا، عندها قد يكون الأمر مفيداً لو وضع درجته العلمية و اختصاصه امام اسمه عند الكتابة ليتابعها أقرانه من نفس الاختصاص..
دمت بخير

سعد عليبك


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ غالب صادق
سلام المحية
شكراً لمرورك وقد سررت بإعجابك بالمقال وأتفق معك بأن التنوع ضروري , ولكن لكل مقام مقال وللضرورة أحكام كما يقال .
 كما تعلم أخي غالب بأن كل واحد منا في هذا الزمان تحت المجهر , ويتناسب طول التدقيق والتمحيص طردياً مع موقع الشخص الوظيفي أو السياسي أو الإجتماعي أو الروحي وغير ذلك من مفاصل الحياة الأخرى . وما يراه تحت المجهر سين من الناس قد يختلف عمّا يراه صاد من الناس رغم كون المادة نفسها . مشاعرك تجاه غبطة البطريريك طبيعية لا شائبة عليها. ورغم كون المقال يعالج موضوعاً آخراً فذلك لا يمنع توضيح رأيي بما ذكرت . أنا شخصياً أؤمن بأن أركان المسيحية هي المحبة والعطاء والغفران , وكل ركن ينبغي ممارسته عملاً لا قولاً سواء  من قبل العلماني أو رجل الدين . وحسب الإيمان المسيحي  أن الروح القدس يحل على الرعاة جميعا عند رسامتهم أو ترقيتهم كهنوتياً لذلك لا يمكن أن أبجل أحداً وأقلل من شأن الآخر أو أقف بجانب هذا ضد ذاك ما دام الروح القدس معهما, فلا أستطيع هضم انتقائية الروح القدس التفضيلية , لذلك لن أقبل على نفسي تأجيج الخلافات أو الإشكالات أو تباين وجهات النظر بين رعاة الكنيسة أو أن أساند جهة ضد الأخرى . بالطبع ألأعمال تتكلم, والأقوال تتابع ,  وكما قلت في مقالي أن الإشارة للسلبيات من وجهة النظر الشخصية ليس انتقاداً أو انتقاصاً وإنما لمصلحة الجميع كنيسة ورعية .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ فريد وردة
سلام المحبة
أسعدني مرورك وسررت بإضافتك القيمة حول عبادة الشخصية . للأسف الشديد أن عبادة الدولار تتفوق على عبادة الخالق في هذا الزمان العصيب  . مصيبة المصائب عندما يعبد الدولار من يعظ لعبادة الرب , وما أكثرهم اليوم والحجج والتبريرات متشعبة . مكتوب على الدولار " بالرب نثق " In God We Trust ولم يكتب أنا الرب إعبدوني .
أنا مرتاح كون المقال شغل ولا يزال حيزاً لا بأس فيه من المناقشات الجادة والإضافات المفيدة , وشكراً على مقترحك بهذا الصدد .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكراً أخي فاروق يوسف على تحيتك ولك مني التحية أيضاً . سؤالي هل تحية الشاعر أحمد النعيمي بسبب قصيدته " نحن شعب لا ... أم له منازلة شعرية أخرى ؟

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الأستاذ شوكت توسا
سلام المحبة
شكراً على مرورك واهتمامك بالمقال مع اعتزازي الكبير بكلماتك التثمينية عسى أني أستحقها .
سؤالك , بصراحة , يحتاج إلى وقفة تأمل عميقة , وكان بودي أن يساهم في الإجابة عليه المختصون باللاهوت أو على الأقل من له إلمام عميق  ودراية واسعة  به . وشكري للأخ لوسيان الذي تطرق ألى  جوانب مهمة  للإجابة عليه وأورد أكثر من مثال لدعم وجهة نظره .
كما تعلم أن " أللاهوت "  يعني كلام الله , والهدف من الدراسات الأكاديمية إما إسناد أو دحض نتائج الآخرين ’ أو إظهار ما لم يكن معروفاً سابقاً ( إكتشافات أو اختراعات جديدة ) . معظم اللاهوتيين في هذا العصر تدربوا كي يكونوا أكاديميين , وبالفعل هنالك أعداد كبيرة منهم في السلك الجامعي . وما قيل عن الدراسات الأكاديمية ينعكس على بحوثهم , وعليه  ما سيقوم به اللاهوت الأكاديمي هو دراسة ومناقشة  ما قاله الآخرون عن الله , وليس من باب الفضول أو كون ما قيل يكتنفه الغموض , وإنما لبيان ما هو المهم في أقوالهم وما يجعل الحياة ذات معنى .... وقد تبرز أزمة عند التطبيق حيث على اللاهوتي اتباع  السياقات الأكاديمية للمؤسسة التي يعمل فيها والتي من أهم أولوياتها التجدد , هذا من جهة , ومن جهة أخرى الألتزام باللاهوت الذي يدعوه للمحافظة على الإيمان وتجنب التجدد على حسابه . ومن هنا تبرز الأزمة بسبب أن  البحث الأكاديمي  قد يرفض ما وجد من النتائج  سابقاً إما بإثبات خطأها أو كونها ناقصة ... فكيف يمكن إبقاء الإيمان في خضم هذا التناقض ؟ . وهنالك مسألة أخرىمهمة جداً وهي عندما يتأثر اللاهوتي بمشروع بحثي  يتجه به بعيداً عن الإيمان والذي قد يضعف أو يفقده إيمانه نتيجة هضمه لمعلومات جديدة  من شجرة ثمارها مرّة , وذلك ما قد حصل بالفعل بدون ذكر الأسماء .
إذن من الممكن لرجل الدين أن يكون باحثاً أكاديمياً في اختصاصه اللاهوتي رغم كون ذلك سيف بحدين , وليس من المستغرب أن يعبر إلى الضفة الأخرى كما عبرها الكثيرون في هذا الزمان المؤلم بعد أن جعل البعض منهم  من الإيمان مهنة تضمن له العيش الرغيد , والبعض الآخر نجماً لامعاً تحيطه الأضواء أينما سار .
تحياتي


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ صباح قيا المحترم
تحيه طيبه
شكري الجزيل على ردكم والشكر موصول ايضا للاستاذ لوسيان على مشاركته .  طبعا ًقبل تفضلكم علينا بالرد, قرأت ُشرح الاخ لوسيان التفصيلي وهكذا الرابطين اللذين ألحقهما كتعزيز او كمصدر استعان به او اقتبس من مضمونه بعض ما قاله , ثم قرأت ردكم  الذي جاء مختصرا لكنه من وجهة نظري كان اقرب بكثير الى تساؤلي مما تفضل به لوسيان و اسهابه وحومه حول تساؤلي , مهما يكن فجهده مشكور.
في الحقيقه استاذ صباح, كان تساؤلي بدافع الإعتماد على إشكالية وجود نص واحد  يعتبر مقدس لدى الاختصاصيين اللاهوتيين , ولا ادري ما نوع مكان القدسيه في اي جهد اكاديمي ,  خاصة  حين يلاقي التشكيك به من قبل الكثيرين حتى من الاختصاصين كما اشرتم في ردكم, اي ان هناك تباين  ملحوظ  في طريقة تفسيره لاهوتيا , والتي على اساسها الروحي  إجتهد ثم إختلف اللاهوتيون في تثبيت قاعده او نظريه مشتركه نسبيا بين  اللاهوتيين المختلفين والمقلدين لهم. تلك وكما يعلم جنابكم كانت سببا في شرذمة الشعوب بسبب ايمانها الديني وتعدد تفسيرات نصوصه. انا هنا اتساءل, الى اي حد كان للأكاديميه او للجهد الاكاديمي  ( في اللاهوت تحديدا) دوره الايجابي في فرض  صحة وجه من الاوجه الاجتهاديه التي تستطيع تحقيق  كسب ميول الغالبية المؤمنه وتحافظ على بقاء المؤمنين في احضان ايقوناتها ومعابدها ...
لا بد من فرق  معرفي موجود يميز بين ((الاكاديمي الطبيب الباحث مختبريا او الاكاديمي  في علم الاجتماع الذي يجري التجارب والإحصاءات الاستفتائيه كي يخرج بنظريه  مبنيه على اسس ملموسه  وليس مجرده , أوالمهندس المعماري الذي يصمم البناء ويرسم ابعاده بحسب قياسات رياضيه علميه  ليست اجتهاديه بقدر ما هي  مجربّه فيزياويا بحيث تراعي مسألة الثقل والجاذبيه وقوة الرياح وتقلبات الاجواء)) ,وبين اختلاف شخصين لاهوتيين حول امومة العذراء, سواء هي ام الله بحسب قوة خارقه توصف بالقوه الالهيه ام كونها ام انسان  ولد مثلنا إسمه يسوع؟
بودي ان اختم استجابتي لو سمحت بسؤال بعد المعذره عن الاطاله:
هل  لنا أن نعتبر عبور اللاهوتي الى الضفه الاخرى التي تفضلتم واشرتم  اليها, هو بمثابة اقتراب اكثر الى الأكاديميه  ولا اقول  الألحاد؟
شكرا جزيلا
وتقبلوا خالص تحياتي

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ القدير صباح قيا المحترم
تحية طيبة اتمنى با ن تكون والعائلة الكريمة بخير
طرح لمثل هكذا موضوع يعتبر غاية من الاهمية في زمن انقلبت الكثير من المفاهيم وتبعثرت مضامينها. مغامرات الكتابة ان كانت عادية او اكاديمية ليست لها نهاية، وايضا لا تنتهي ابدا. ومن هذا النطلق، يعتبر البعض هذه الكتابات والمقالات ذوبان او انصهار فكري بين المهتم وغير المهتم ينتج عنه مزاجيات تمثل في مضمونها حالات نادرة وفريدة في ما يقال او يكتب هنا وهناك في مجالات متنوعة على مستوى الافكار والاراء والرؤى، لذلك نقول ان لمثل هذه الحالات اثمرت نتاجات مشوهة وغير متجانسة، نظرا لكونها تكتب باتجاهين مختلفين.  لذلك ومن وجهة نظري الشخصية اقول لان هناك من يعتقد ان كل من يحمل شهادة جامعية هو اكاديمي، هذا الشيء  ليس صحيحا،وبالتالي استاذ العزيز من يطلق هذه الصفة على نفسه لا يمتلك من العلمية والكفاءة في موضوعه وتخصصه شيئا، لذا تراه يتكا عليها ليوهم نفسه قبل غيره بانه ليس نكرة في مجاله، وهذا نابع من شعوره بالنقص بدليل ان احدا من عباقرة وفلاسفة القرون القديمة لم يطلق على نفسه مثل هذه الالقاب.لذلك حينما نعود الى معنى الاكاديمية، والتي تعتبر مدرسة فلسفية اسسها افلاطون في بساتين اكاذميس في اثينا، وفي عصرنا اليوم يطلق هذا الاسم على المجاميع العلمية بكافة تفرعاتها واختصاصاتها. فان لفظة اكاديمي اريد بها ان الشخص قد انهى دراسته في احد هذه المجاميع، لكنه ليس بالضرورة ان يكون قد حمل من دراسته فيها ما يكفي من العلم وما يرفع من كفاءته، او يزيد من علميته لاسباب كثيرة، منها كانعدام الموهبة او الفكر او الابداع.وختاما استاذ الجليل كلمة اكاديمي ترمز اليوم الى الاستاذ الجامعي، اي الشخص الذي اتخذ من التدريس الجامعي مهنة له، ولا تعني كل من حمل شهادات عليا، وبالتالي كل من يستخدم هذه الكلمة وخارج هذا الاطار، فهو انما يستخدمها خارج اطارها التدريسي الجامعي، وهذا استخدام خاطىء وغير جائز، هذا من وجهة نظري وعلمي بالموضوع، ولكن للاسف الشديد عندنا اليوم من هم مولعون بالالقاب والتسميات لاسباب كثيرة والغاية في نفس يعقوب كما يقال. وتقبل مروري مع جل احترامي للجميع
اخوك
هنري سركيس

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي

لا بد من فرق  معرفي موجود يميز بين ((الاكاديمي الطبيب الباحث مختبريا او الاكاديمي  في علم الاجتماع الذي يجري التجارب والإحصاءات الاستفتائيه كي يخرج بنظريه  مبنيه على اسس ملموسه  وليس مجرده , أوالمهندس المعماري الذي يصمم البناء ويرسم ابعاده بحسب قياسات رياضيه علميه  ليست اجتهاديه بقدر ما هي  مجربّه فيزياويا بحيث تراعي مسألة الثقل والجاذبيه وقوة الرياح وتقلبات الاجواء)) ,وبين اختلاف شخصين لاهوتيين حول امومة العذراء, سواء هي ام الله بحسب قوة خارقه توصف بالقوه الالهيه ام كونها ام انسان  ولد مثلنا إسمه يسوع؟
بودي ان اختم استجابتي لو سمحت بسؤال بعد المعذره عن الاطاله:
هل  لنا أن نعتبر عبور اللاهوتي الى الضفه الاخرى التي تفضلتم واشرتم  اليها, هو بمثابة اقتراب اكثر الى الأكاديميه  ولا اقول  الألحاد؟

الفيزيائي الذي يعمل في المختبر والذي يجري فحوصات معينة ليقارن النتائج مع جداول معدة مسبقا ومعروفة في قسم المعرفة هو عبارة عن شخص ليس بباحث.
والشخص الذي يقوم بجمع بيانات ويعمل استفتاء بدون ان ينتج معرفة جديدة او بدون ان يضيف الى المعرفة التي ينبغي ان تكون غير معروفة للبشر سابقا هو عبارة عن شخص ليس بباحث.

باختصار الشخص الذي لا ينتج معرفة جديدة ولا يضيف معرفة جديدة غير معروفة للبشر لحد الان ولا يقوم بعملية تطويرية ضمن العلوم التطبيقية هو شخص ليس باحث.

اذ هكذا اشخاص يقومون فقط بعملية تطبيق للمعرفة التي هي معروفة للبشر وهم لا ينتجون ولا يضيفون اية معرفة جديدة.

وهذه المشكلة ناتجة بسبب كثرة استعمال جملة "البحث العلمي" باللغة العربية سواء بمنلسبة او بدونها.
اذ  ضمن الجامعات باللغات الاوربية فهناك دقة في استعمال المصطلحات, فما يقومون به مثلا طلبة الجامعات يسمونه بالكتابة الاكاديمية او العمل الاكاديمي scientific work scientific writing ......

الشخص اللاهوتي يمكن ان يسمى بالباحث في حالة انتج معرفة جديدة. اخر معرفة جديدة شارك فيها اللاهوتين كانت ضمن دراسة في جامعة اكسفورد للاجابة على السؤال هل الايمان بوجود خالق عبارة عن عملية طبيعية؟ بمعنى هل الانسان سيؤمن من تلقاء نفسه بدون تاثيرات العائلة والمجتمع الخ.

وهذا هو رابط الدراسة التي شارك بها العديد من الباحثين 57 باحث من مختلف الاختصاصات ودامت اكثر من سنة وشملت اكثر من عشرين دولة من مختلف القارات...وهذا الرابط اضعه لاعطاء فكرة عن متى طبيعة عمل اللاهوتي كباحث:

http://www.telegraph.co.uk/news/politics/8510711/Belief-in-God-is-part-of-human-nature-Oxford-study.html

تعليقي كان يخص فقط توضيح مصطلح الباحث وقبلها شمل القاب اخرى.

اما السؤال المطروح حول اللاهوتين فانا لا تعليق لدي عليه وساتركه لصاحب الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ سعد عليبك
سلام المحبة
شكراً لتقييمك الإيجابي للمقال وأتفق مع ما تفضلت به من إضافات .
 نعم نحن جميعاً رواد  موقع عام وكلٌ له مطلق الحرية بإبداء رأيه ومناقشة ما يرتأيه . للأسف هنالك بعض المجاملات  ينجذب أصحابها بممارستها والتي تمنح المقالات ما لا تستحقها وما لا ينطبق عليها  بمجرد تذييل الكاتب لمقاله بدرجته العلمية أو الأكاديمية , وربما تناسوا المثل الشعبي ' مو كل مدعبل جوز .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ الأستاذ شوكت توسا
أهلاً وسهلاً بمرورك الثاني وبتساؤلاتك المشروعة .
سأبدأ الإجابة على السؤال الأخير أولاَ الذي يخص العبور إلى الضفة الأخرى . نعم العبور إلى الضفة الأخرى يعني التشكيك وضعف الإيمان الذي كان يتبعه الشخص وقد يقترب إلى الإبتعاد عنه كلياً . ولا يقتصر ذلك على اللاهوتي بل على كافة رجال الدين وباختلاف عقائدهم  . ألتعمق في الدين والتبحر في دراسته قد يرسخ الإيمان أو ربما يقضي عليه . لا بد وأن سمعت بالعلامة الإسلامي ' خالد محمد خالد ' والذي كان يطلق عليه في حقبة معينة بالكاتب التقدمي . أنا لم أقرأ كتبه ولكن معلوماتي عنه أنه من عائلة إسلامية متدينة وملتزمة جداً وهو خريج كلية الشريعة وبنظر الأزهر أنه عبر الضفة الأخرى رغم الإدعاء عن عودته إلى ضفته الأولى قبل مماته . وحتماَ تسمع اليوم على مواقع التواصل الإجتماعي خطب بعض الأئمة التي تتقاطع مع ما معروف عن الدين الإسلامي وتدل على العبور إلى الضفة الأخرى .
بدون شك أنا لا أحمل من المؤهلات الدينية كي أستطيع أن أجيب على  الأسئلة الأخرى بدقة , سأحاول إيصال ذلك إلى سيادة المطران سعد سيروب ليشرح لنا في مقال على الموقع او على الفيسبوك الشخصي عن اللاهوت الأكاديمي ويتطرق إلى أسئلتك , وأكون ممتناً لمن له المعلوماتية  الكافية والرغبة بالمساهمة على الموقع .
كل ما أستطيع قوله  أن ما مذكور في الكتب المقدسة تتعزز صحته بنتائج التنقيبات السابقة واللاحقة , أما التفسيرات والإجتهادات فيها فقبولها أم لا يعتمد على مدى الإيمان بها . فمن لا يؤمن بوجود الخالق هل يتمكن إثبات نفيه ؟ أشك في ذلك . وتعزيزاَ لما أشار له الأخ لوسيان مشكوراً في تعقيبه الأخير, فإن هنالك دراسات تؤكد حدوث الطوفان الشامل ودراسات ترفضه , ولكن هل هنالك بحث أكاديمي يثبت أو ينفي ذلك ؟  ,
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ هنري سركيس
سلام المحبة مع تمنياتي لك وللعائلة الكريمة موفور الصحة
أسعدني دخولك وإضافتك القيمة . أتفق معك بأن كلمة الأكاديمي تطلق هذا اليوم على كل من اتخذ من التدريس في الجامعات مهنة له  و تشمل المؤسسات والمعاهد التعليمية ما بعد المرحلة الثانوية والتي اقترنت بموافقة المراجع الأكاديمية . والأكاديمي هو الذي على الملاك , أي أن المحاضر في الجامعات أو تلك المؤسسات لا يعتبر من العائلة الأكاديمية حيث يخضع المنتسب اليها أصلاً إلى ضوابط وشروط كي يتسلسل في الترقية الاكاديمية لحين حصوله على درجة الأستاذية , ومن ثم أستاذ متمرس عند إحالته على التقاعد واختياره من قبل مجلس الكلية أو الجامعة لمنحه اللقب ... أي ليس كل من هب ودب يطلق على نفسه أكاديمي . أما المقالات الأكاديمية فلها كالبحوث منهجيتها التقليدية إضافة إلى الضوابط التي تقرها المؤسسة الأكاديمية المعنية . وعليه كل ما ينشر على الموقع حتى ولو كتب  بمنهجية البحث أو المقال الأكاديمي فلا يمكن تصنيفه كمقال أو بحث معتمد بدون تحكيم من جهة مماثلة ودرج المراجع حسب سياقات المقال أو البحث الأكاديمي . ألمصيبة البعض يصدق رجل الدين حتى لو نطق كفراً والحليم من الإشارة يفهم .
تحياتي