المحرر موضوع: الابواق حين تُزمرّ بحقد ( الازدواجية)  (زيارة 652 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوتيار تمر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 186
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الابواق حين تُزمرّ بحقد ( الازدواجية)
جوتيار تمر/ كوردستان
7/3/2017
لايعتقد شخص واعي ويفكر بعقلانية ان كوردستان بكل احزابها السياسية ليست خارجة عن نطاق التحالفات الخارجية، تلك التحالفات التي هي غالباً ما تصب في مصلحة تلك الدول اكثر في مصلحة الشعب الكوردي، وهذا ما برهنه التاريخ من جهة، وبرهنه الكورد انفسهم من خلال سعيهم السياسي للحصول على مكانة ابرز وسيادة ونفوذ اكثر من جهة اخرى، و لااعتقد بأن انسان واعي يمكن ان يأتي ليقوم بتجزأة الخيارات التي يمتلكها الاحزاب الكوردية فيفضل خيار خارجي على اخر، لأن المعطيات واحدة، والاهداف واضحة، والمشاريع مفهومة، وادوات التنفيذ هي بيد الكورد انفسهم.
ومن خلال هذا المنطق البدء بالتزمير  وفق  منطق الحقد والكره لطرف يكون بلاشك خارج نطاق المقبول، ويعد ازدواجية في الشخصية  والمعايير وحتى في فكر الاحزاب والتيارات باختلاف تصنيفاتها، وهذا المصطلح في صيغته الحديثة وحسب ما تذهب اليه الأيكيبيديا هو التعامل مع المعايير بمكيالين باعتبار " ان الازدواجية أو الكيل بمكيالين هو مفهوم سياسي يشير إلى أي مجموعة من المبادئ التي تتضمن أحكاما مختلفة لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى، حيث ينظر إليها على أنها مقبولة لاستخدامها من قبل مجموعة من الناس، ولكنها تعتبر غير مقبولة ومن المحرمات عندما تستخدم من قبل مجموعة أخرى. وهذا ما يصبح حسب المفهوم والمنطق السياسي الكيل بمكيالين أيضا.."، واصحاب هذه المعايير يتعبرون بالفعل آفة معدية في المجتمعات عموما وفي المجتمع الكوردي خصوصاً، لذا يجب بتر تلك الافة من الاساس كي لاتفسد ما يمكن اصلاحه في البنية الاساسية للمجتمع الكوردي، فالصراع موجود، وادوات الصراع تختلف من وقت الى اخر، ومصالح المتصارعين تتحول وتتغير من وقت الى اخر وتحالفاتهم ايضا لاتثبت على اساس واحد، انما هي تأتي حسب المحصلة الاقليمية والدولية التي تفرض وفق منظومتها تلك الاليات على الاخرين وسواء تقبلوا ذلك ام لا، فانهم مرغمون على التنفيذ والانصياع الكلي، مع حالات استثنائية يكسب من خلالها بعض الاطراف انتشاراً اوسع، وحضوراً اكثر، وتحقيق مصالح بشكل اكثر تأثير، وهذا بالضبط المعضلة التي يعيشها الكورد قبل الان، والان، واذا لم يتم تداركها في المستقبل ايضاً.
لعبة المصالح لاتتوقف عند جهة واحدة دون اخرى، فالكل مشارك في المشروع المصلحوي الذاتي الحزبي على حساب القضية الاساس والشعب، وحين نجد اقلاماً تزمر فقط لجهة، وتعادي جهة اخرى، فانها بلاشك اقلام باعت نفسها للحقد والكره الحزبي والشخصي، دون ان يكون لما تقول اية اسس عقلانية نابعة من المصلحة الكوردية العامة، بل هي مزامير في الجسد الكوردي تُفَرق اكثر ما تعالج، وهذه هي الافة التي تعيشها هذه الاقلام الان، لاسيما بعد الاحداث الاخيرة التي عصفت ببعض مناطق شنكال " سنجار " حيث لامسنا الابواق المليئة بالحقد على جهة معينة تُزمر بشكل غير عقلاني ولا واعي لتقوم بالتشهير بجهة دون ان تذكر ولو بمرور الكرام ما يحصل في الجهة المقابلة، فتقوم بفرض ايديولوجيتها المعفنة في نبعها الآسن غير المنطقي وغير المهتم الا بالمصلحة الحزبية الساعية في الاصل الى اقصاء الاخر وتبني مشروع واجندة وفق مصلحتها الشخصية داخليا وحسب المصلحة الخارجية التي فرضت عليها ان تتبنى هذا المشروع.
ان الانخراط في لعبة المصالح الحزبية اودت بالقضية الكوردية وارجعتها الى الحضيض حيث لايمكن الان الاستفادة من اية فرضة قد تأتي الا بلم الشمل، والشمل لايمكن لمه من خلال هذه الاقلام الحاقدة الساعية للتفرقة وافراغ غيظها الشخصي، بدل القيام بالعمل على سد الثغرات وانهاء النعرات التي تبدأ اولاً بالنعرات والصراعات الثقافية ومن ثم تتحول الى اجندات يمكن ان تستغلها الاطراف الخارجية ومن خلالها تلج الى عمق الاجتماع الكوردي فتفرض عليه انقسامات اخرى وهو في الاصل ليس بحاجة اليها لكونه في الاصل مقسم مجزأ سياسيا واجتماعيا واقتصادياً.
من يتابع الاقلام المصلحوية سيجدها الان تفرغ بكامل غلها على احدى الاطراف المشاركة في الفوضى الشنكالية " السنجارية" الحالية، فتطلق عليها دواعش تركيا ودواعش الحزب الفلاني وتقوم بالتشهير باحدى الشخصيات الكوردية مع اختلاف وجهات النظر حول الجهة المتحالفة معها، وتدعي الحيادية في طرحها للموضوعات السياسية المتعلقة بالقضية الكوردية، في حين نجدها في نفس الوقت تتجاهل عمداً "دواعش الطرف الاخر " الذين لايمكن لواعي ولا لعاقل ان يغفل عنها بانهم "دواعش" حلفاء ايران ودواعش " حلفاء" سوريا ودواعش " حلفاء" بغداد، فكهلم من خلال المنطق الداعشي الذي يفرضه اصحاب هذه الاقلام والافكار يقتاتون من نبع ومعين لايحب الكورد ولايمكن ان يساهم اي طرف منهم في انشاء مشروع كوردي استقلالي، فتاريخيا كل الثورات في تركيا العثمانية والاتاتوركية وأدت في عقر دارها مثل ثورة النهري وبيران وئارارات، وفي الوقت ذاته فعلت ايران الامر ذاته مع سمكو ئاغا شكاك وقاسملو وجمهورية كوردستان، وفي سوريا قانون التجنيس للكورد لم يضمي عليه سوى خمس او ست سنوات اي ان الكورد حتى ما قبل 7 نيسان 2011 كانوا في سوريا يعدون من الاجانب وقد تم اعطاء البعض منهم الجنسية حسب مرسوم رئاسي رقم 49 لعام 2011 وهذا المرسوم يقضي بمنح الجنسية السورية للمسجلين كأجانب في سجلات الحسكة، وفي العراق  وأدت ثورة الشيخ محمود الحفيد ومن ثم انفتاضات بارزان.. ولا اعلم متى تعامل احدى هذه الدول بلطف مع اية حركة قومية كوردية ساعية لتحقيق اهداف تتعلق بالمطلب الكوردي الاساسي وهو انشاء كيان كوردي مستقل، فلماذا يتم التشهير بطرف او حزب او شخص ولاينظر الى الاطراف والاحزاب والشخصيات الاخرى بنفس المعايير،ولكنها  بحق فقط الازدواجية في المعايير التي يتبناها اصحاب هذا الفكر الحاقد على الاخر، الازدواجية هذه متمكنة في عقولهم وفي ذواتهم ومنغرسة في نخاعهم الشوكي، بحيث لايمكنهم الحديث الا حقداً وكرهاً تجاه الاخر، ويرون اعمال الاخر كلها منصبة تحت سياسية الخضوع للخارج التركي مثلاً، ويتناسون جملة الافعال والاعمال الاخرى التي تنصب في المصلحة الايرانية السورية العراقية معاً وهي جملةً مصالحها ودائرة تأثيرها اشمل واكبر واوسع من الدائرة التركية التي يكرهونها، فدواعش تركيا التي يرونها لا ديمقراطية لهم، يقابلهم الدواعش الذين تسببوا بافعالهم واعمالهم باجهاض المشروع السلمي السياسي الكوردي داخل تركيا نفسها والزج باغلب قيادتهم في السجون جراء الحرب بين الاحياء والحرب بين المدنيين داخل المدن التركية، وفي الوقت نفسه يوجد دواعش كورد استمالتهم دمشق بحيث سلموا المدن التي حرروها من دواعش البغدادي النكاحي الى داعش اخر دموي قاتل مبيد لشعبه وجزار لقومه وللكورد في الوقت نفسه، وهناك في اماكن اخرى داخل كوردستان دواعش تعمل مع بغداد الايرانية لكي تقوم باجهاض اية حركة من التيار السياسي المقابل.
دواعش الكورد هي التي تقوم باجهاض المشروع الكوردي داخل كوردستان وبافكار خارجية لذا لاتقوموا بتفضيل داعشي كوردي على داعشي اخر، ولا داعشي خارجي يعمل على قتل الكورد بايدي الكورد، لان المعايير هنا تكون مجحفة غير صادقة بل بعبارة اوضح كاذبة وغير منطقية ابداً في تحليل الوضع الكوردي، فالانفعالات التي يبرزها هولاء اصحاب الاقلام التي لاتعي الا مصلحتها وكرهها للاخر لاتسبب الا ردود افعال جانبية تضر بالكورد انفسهم وتخدم الاطراف الخارجية التي تسمونها دواعش.. لهذا فقط ياكوردي حاول ان تنظر الى الامور بمنظور كوردي لاحقد فيه ولاكره فيه، ولامصلحة لجهة على حساب جهة اخرى، انظر الى الامور من خلال الابواب المتاحة التي يمكن من خلالها النفوذ الى عمل كوردي يصب في مصلحة الكورد بالدرجة الاساس.. فلا فرق بين تركي او ايراني او عربي قومي وعربي ملتحف برداء ايراني، لان الكل في الميزان العدائي واحد، ومصلحتهم واحدة.. وبلاشك تلك المصلحة لاتصب ضمن نطاق مصلحتك ككوردي.
لاتكون ايها الكوردي سلاحاً فتاكاً ضد الكوردي، لأنك باختصار تكره الحزب الفلاني، وتنتمي الى الحزب الفلاني، او لانك ترى بان مشروع الحزب الفلاني لايخدم بمنظورك الكورد، وتجد بان المشروع الذي يقدمه حزب اخر كوردي يخدم القضية اكثر، لان الامر نسبي، فهناك في المقابل كوردي مثلك يرى بان مشروعك لايخدم الا فيئة معينة، وهذا الاختلاف ليس في اصله الا مرحلة تاريخية لابد ان نمر بها حتى نصل الى النقاط الاساسية التي تخدمنا ككورد وليس كادوات لفرض الاجندات الخارجية، لذا ايها الكوردي فقط كن كوردياً وليس مساهما في اقحام الكورد ضمن دائرة الدواعش التي تحاول هدم جدران الداخل الكوردي.