المحرر موضوع: الدكتورعوديشو ملكو في شيكاغو، يحاضرعن التاريخ الآشوري المعاصر ومذبحة سميل  (زيارة 3929 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتورعوديشو ملكو في شيكاغو، يحاضرعن التاريخ الآشوري المعاصر ومذبحة سميل

الأحد المصادف 6/3/ 2017 كان موعد لقاء آشوريو شيكاغو مع الدكتور عوديشو ملكو وعلى قاعة المجلس القومي الآشوري وذلك بدعوة من جمعية آشيثا ليلقي محاضرة في التاريخ الآشوري المعاصر ومذبحة سميل.
أعطي الخباز العجينة ليأتيك بالخبز الشهي وأعطي الأزميل للفنان كي ينحت لك تمثالاً ليس فقط جميلاً لكن يكاد ينطق. اما عوديشو ملكو فأعطه الوقت اللازم ليسرح مع ذهنه وينطلق في حديث شيق ومسهب عن احداث التاريخ كما يراه وكما اِطلع عليه عن كثب.
بلهجته " الأشيثية " التي تركخ التاء الى الثاء وبعد ان قدمه للحضور السيد روميل شمشون انطلق يسرد علينا التاريخ الآشوري المعاصر احداثه ومآسيه وأسراره بلغة الحائز على شهادة الدكتوراه بدرجة الأمتياز. سهل هذه الأيام الحصول على شهادة الدكتوراه في التاريخ ، لكن ان تحصلها من الذين عواطفهم ضد عواطفك فهذا امر ليس بالأمر الهين ؛ المشرف تركماني - كردي وحديث الأطروحة بالضد من الترك والكرد والأستاذ المناقش شيعي لم يستسيغ لغة "الشهيد مار شمعون" و " غبطة البطريرك" ، لكن تأثير الشخصية وسعة المعلومات ودقتها شفعت له وأغدقته الفوز بشهادة الدكتوراه بدرجة لامتياز.
الآثوريين في بعقوبة عاشوا مأساة ثانية بعد رحلة العذاب من مناطقهم في هكاري تركيا والتي أشرف عليها الأنكليزوكانوا الرهط الرابع في الأنظمام الى جيش الليفي بعد العرب والكرد والتركمان، فكيف يكون وصفهم بعملاء الأنكليز من قبل بعض المؤرخين ؟ هذه  المعلومات وكل ما سأكتبه هنا هو كسبته من هذه المحاضرة الثمينة.

يقول الدكتور ملكو ان سميل كان لا بد ان تحدث ولم يكن الأمر عصيان او جرائم اقترفها الآثورييون بحق الحكومة  ويضيف "ولنقل على سبيل المثال مقتل اربعة من الشرطة في مجلمخت" ( مرجومختي هي قرية تابعة الى منكَيشي)، لكن مثل هذه الأمور لم تحصل اطلاقاً. الضباط العراقيين في الجيش التركي والذين كان لهم مناصب هامة في حكومة فيصل الأول مثل حكمت سليمان رئيس الوزراء آنذاك ورستم حيدر البعلبكي الضابط في الديوان الملكي والذي جلبه الملك فيصل معه حين طرده الفرنسيون من بلاد الشام. هذا اضافة الى شهادات المؤرخين من ان الأنكليز الذين صنعوا الحكومة الملكية العراقية ارادو اختبار مدى اهلية  هذه الحكومة لحكم العراق والحكومة الملكية ارادت اثبات قدرتها وهيبتها في الحكم، ولذا فاِن الشعب الآثوري المسكين اصبح كبش فداء لخدمة اهداف كل من الأنكليز والحكومة الملكية. قبل جنح سميل كان مالك ياقو قد كتب رسالة الى قائم مقام دهوك يطلب من عدم سماع الأصوات النشاز بخصوص الآثوريين وعصيانهم لأنه شخصيأ اثوري ومخلص لوطنه العراق، لكن الطبخة كانت محضرة ولا بد للآثوريين ان يقدموا القربان لعصيانهم على الأتراك وبحجة كونهم عملاء للأنكَليز انجزت المذبحة في 7-8 من آب 1933 . وفي سؤال طرحته على المحاضر الكريم ، كم كان عدد الضحايا من الآثوريين في مذبحة سميل وكان جوابه حسب المنصفين من المؤرخين العدد يترواح بين الخمسة والستة الآف شهيد.

الوفد الآشوري المشارك في مؤتمر السلام في باريس عام 1919 كان ممثلاً من الكلدان الآثوريين ومهاجري بعقوبة-- ممثلين بسورما من البيت البطريركي --  وآثوريو القوقاز/روسيا وآغا بطرس ومعه مالك قمبر. أما آثورييو أمريكا فكان تمثيلهم من قبل القس يوئيل وردة والمطران السرياني الأرثذوكسي إغناطيوس افرام ( بطريرك فيما بعد) الذي كان أشد المتحمسين للقضية الآشورية. في الأجتماع كان إغناطيوس افرام الذي قدم لائحة بمن هم الآشوريين مسمياً اياهم: ١- تابعي الكنيسة الشرقية ٢- تابعي الكنيسة الكلدانية ٣- تابعي الكنيسة الأرثوذكسية ٤-آثوريي اورمي ٥- آثوريي روسيا/ القوقاز ٦- اليزيديين ٧- بعض المارونيين وبعض الأكراد الشكاكين الذين منهم قاتل مار شمعون. بهذه الروحية تكلم المطران السرياني والأمر مُوَثَق.
السؤال يبقى كيف تغير موقف هذا البطريرك ( فيما بعد) وخلفه مار زكا عيواص الذي كان يحمل اسم سنحاريب قبل سيامته والذي يذكر لاحقاً في مقدمة الطبعة العربية لكتاب سلفه أغناطيوس أفرام "اللؤلؤ المنثور" ان الوفد السرياني كان يطالب بحقوق العرب في هذاالمؤتمر، والجواب يكشف عنه محاضرنا عوديشو ملكو. بعد مؤتمر السلم المشار اليه اجتمع عصمت أينونو الذراع الأيمن  لأتاتورك محذراً المطران مار اغناطيوس ان لم يتخلى من الدفاع عن الآشورية فإن دير الزعفران في تركيا  سوف لن يراه، ومن المعروف ان هذا الديرالكبيروالتاريخي كان مقر البطريركية الأرثذوكسية لأكثر من مائة وخمسين سنة. بأسلوبه الفكاهي وفي حضور ثلاثة من قساوسة كنيسة المشرق الآشورية يعزي عوديشو ملكو هذا التغيير الى الخوف وهو نفس الخوف الذي لازم بطرس هامة الرسل بطرس ، فنكر يسوع في حين كان عليه أن يكون آخر من يجب ان ينكر يسوع وذلك من موقع مسؤوليته وتقدمه في العمر نسبة الى بقية التلاميذ الخائفين عَلى شبابهم وتخلوا عن يسوع المسيح...

هكذا ظل الدكتور عوديشو يسترسل في حديثه لحين قوطع كلامه بمداخلة من احد الحاضرين وحينذاك تذكر الدكتور الآشيثي ان ثمة فصل آخر لمحاضرته للإجابة على أسئلة الحاضرين وهكذا انتهى الشق الأول من هذا اللقاء الشيق بين القادم من العراق وجمهوره الأمين من شيكاغو الذي زاد عن المائة متلهف للإستماع الى شهادات الدكتور الأديب عوديشو الذي تزيد شهادته العلمية والأدبية عن العشر أولها بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة بغداد ثم شهادة بكالوريس في علم الأثريات وشهادات اخرى وتاجها كانت الدكتوراه في التاريخ. ام المؤلفات فحدث ولا حرج ، اكثر من خمسة وعشرين مؤلفاً في شتى مناحي الأدب واللغة وباللغتين العربية والسريانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر قاموس برعم اللغة بين السريانية والعربية ومنها أيضاً تاريخ آشيثا ومنها صوم باعوثا وهلم جراً. هذا اضافة الى عضويته في في الكثير من الأتحادات الأدبية ومنها اتحاد الأدباء العراقي وأتحاد الأدباء العرب والمجمع العلمي العراقي والآثاريين العراقيين وهو حالياً رئيس رابطة الكتاب والأدباء الآشوريين.
الشطر الثاني من المحاضرة والذي كان الأجوبة على استفسارات الحاضرين استغرق أكثر من ساعة وانتهى برضا الحاضرين انهم حصلوا الذي ابتغوه من حضور هذه اللقاء الهام.

جمعية أشيثا في الختام قدمت هدية تذكارية لضيفها مفتخرة به كونه ابن أشيثا البار، وهذه الجمعية أيضاً قدمت بسخاء المعجنات والمشروبات الساخنة.
أكثر من معجب وعليم بالتاريخ الآشوري وقومي آشوري استوقف الدكتورعوديشو ملكو اثناء فترة الأستراحة وبعد انتهاء المحاضرة ليسمعوه إعجابهم به ويستفسروا عن أسئلة تراودهم عن التاريخ اوعن اهلهم في العراق، وهذه كانت فرصة لي لألتقاط هذه الصور المرفقة.
أدناه هو الرابط الصوتي للشطر الأول من المحاضرة:
http://www.ankawa.org/vshare/view/10338/dr-malko/

                                                            حنا شمعون / شيكاغو



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي حنا شمعون
شلاما
نقتبس ما يلي
( الوفد الآشوري المشارك في مؤتمر السلام في باريس عام 1919 كان ممثلاً من الكلدان الآثوريين ومهاجري بعقوبة-- ممثلين بسورما من البيت البطريرك --  وآثوريو القوقاز/روسيا وآغا بطرس ومعه مالك قمبر. أما آثورييو أمريكا فكان تمثيلهم من قبل القس يوئيل وردة والمطران السرياني الأرثذوكسي إغناطيوس افرام ( بطريرك فيما بعد) الذي كان أشد المتحمسين للقضية الآشورية. في الأجتماع كان إغناطيوس افرام الذي قدم لائحة بمن هم الآشوريين مسمياً اياهم: ١- تابعي الكنيسة الشرقية ٢- تابعي الكنيسة الكلدانية ٣- تابعي الكنيسة الأرثوذكسية ٤-آثوريي اورمي ٥- آثوريي روسيا/ القوقاز ٦- اليزيديين ٧- بعض المارونيين وبعض الأكراد الشكاكين الذين منهم قاتل مار شمعون. بهذه الروحية تكلم المطران السرياني والأمر مُوَثَق.
السؤال يبقى كيف تغير موقف هذا البطريرك ( فيما بعد) وخلفه مار زكا عيواص الذي كان يحمل اسم سنحاريب قبل سيامته والذي يذكر لاحقاً في مقدمة الطبعة العربية لكتاب سلفه أغناطيوس أفرام "اللؤلؤ المنثور" ان الوفد السرياني كان يطالب بحقوق العرب في هذاالمؤتمر، والجواب يكشف عنه محاضرنا عوديشو ملكو. بعد مؤتمر السلم المشار اليه اجتمع عصمت أينونو الذراع الأيمن  لأتاتورك محذراً المطران مار اغناطيوس ان لم يتخلى من الدفاع عن الآشورية فإن دير الزعفران في تركيا  سوف لن يراه، ومن المعروف ان هذا الديرالكبيروالتاريخي كان مقر البطريركية الأرثذوكسية لأكثر من مائة وخمسين سنة. بأسلوبه الفكاهي وفي حضور ثلاثة من قساوسة كنيسة المشرق الآشورية يعزي عوديشو ملكو هذا التغيير الى الخوف وهو نفس الخوف الذي لازم بطرس هامة الرسل بطرس ، فنكر يسوع في حين كان عليه أن يكون آخر من يجب ان ينكر يسوع وذلك من موقع مسؤوليته وتقدمه في العمر نسبة الى بقية التلاميذ الخائفين عَلى شبابهم وتخلوا عن يسوع المسيح...) انتهى الاقتباس

ويعتبر هذا المقطع وثيقة تاريخية بما حدث
تشكر على هذة  نقلكم لهذة المحاضرة التاريخية القيمة
ونشكر رابي عوديشو ملكو على الخدمة العظيمة الآي قدمها للأمة الآشورية

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي أخيقر يوخنا المحترم،
أحسنت في اختيار الأقتباس الموثق من التاريخ لحدث مهم في قضيتنا الآشورية ، والتي نمت وترعرت في اورمي وهكاري عند الآثوريين ثم رفع رايتها سريان طور عبدين ممثلين بالمثقفين أمثال الشهيد آشور يوسف خربوط  ونعوم فائق وفريد نزها وفي نهاية الخمسينات عزز وجودها تنظيم " مطكستا" الذي غالبيته من أبناء الطائفة السريانية.
كذلك يا اخي إخيقر، الكلدان كطائفة كان لأبنائها دور كبير في دفع زخم القضية الآشورية في الفترة الأخيرة فكان منهم الشهداء أمثال فرنسيس شابو وكان منهم القياديون في الأحزاب الآشورية وهم بلا شك ونظراً لنسبتهم العددية اذ يشكلون الدعامة القوية للوجود الآشوري وذلك يتمثل في الدعم الكبير الذي يناله المرشحون الآشوريون من قبل أبناء الطائفة الكلدانية في الأنتخابات البرلمانية في كل من الحكومة المركزية وحكومة الآقليم.
اخي أخيقر، لا خوف على قضيتنا الآشورية ما زالت تلقى المساندة على حد سواء من كل طوائف الكنيسة الشرقية وهم الآثوريين والكلدان والسريان .
شكراً لمداخلتكم ولكم مني التحية التقديرية لنشاطكم القومي الأعلامي.
                                                            حنا شمعون / شيكاغو