رد على الأستاذ أنطوان الصنا " من الذي اشعل فتيل الانقسام
تحية عطرة وبعد .
المقدمة :
بعد قراءتنا لموضوعكم المهم جداً ووعْدُنا بأن نعطي تعليقنا عليه مساحة واسعة ، وكما تعودنا دائماً المصداقية في طرح مواضيعنا وأدب الخطابة لا نخشى منها لومة لائم . (( أياكم وخمير الفريسيين الذي هو الرياء ، فما من مستور إلاّ سينكشف ، ولا من خفي إلاّ سيظهر . وما تقولونه في الظلام سيسمعه الناس في النور وما تقولونه همساً في داخل الغرف ، سينادون به على السطوح . لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون ان يقتلوا النفس . بل خافوا الذي يقدر ان يهلك الجسد والنفس معاً في جهنم )). سأعلّم على الاقتباس باللون الأحمر لتسهيل فرز الإجابة .
1 ) موقف الكنيسة السريانية بشقيها غير المسؤول والتقسيمي والمتعصب مذهبيا وقوميا اعلاه اسوء بكثير من موقف الكنيسة الكلدانية المتعصب مذهبيا وقوميا هو الاخر لانه عالج الخطأ بالخطأ بطريقة تفتقر للحكمة والمسؤولية الدينية والتاريخية وهذا قد يؤدي الى احتقان ونتائج غير محمودة لمستقبل شعبنا في الوطن لذا كان الاجدر بحكماء كنيسة السريان بشقيها المطالبة وابداء النصيحة للكنيسة الكلدانية للعدول عن موقفها المتعصب مذهبيا وقوميا وتجنب الانجرار وارتكاب اخطاءها بطريقة غير مقبولة ومسؤولة والمطالبة بأنعقاد مؤتمر كلداني سرياني اشوري مشترك وموسع وموحد لكافة كنائسنا واحزابنا ومؤسساتنا في الوطن والمهجر للمساهمة الجدية والمشتركة في اعمار بلداتنا في سهل نينوى من دون تميز او تفرقة اطلاقا وليس رعاية وتنظيم مؤتمر محدود وضيق الافق للكنيسة السريانية فقط وكذلك كان الاجدر بالكنيسة السريانية بشفيها ان تطالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي لتنظيم مؤتمر دولي للدول المانحة لاعادة اعمار بلداتنا لضمان عودة كريمة وامنة لشعبنا لارضه التاريخية .
نفهم من هذا النص انك تستنكر فعل المؤسسة الكنسية السريانية ( بشقيها ) وشقيها هنا تعني المذهبين " الكاثوليكي والأرثودوكسي " اللذان يشكلان القومية السريانية " شعباً ولغة وأرض وتراث حضاري وهي اصلاً من سمات القومية . ( ومن سمات القومية انها تكون أصيلة او مفروزة او وليدة كما هو مفهوم الوطن والمواطنة وهذه التسميات ممكن ان تكون جديدة عليكم ولكن لنا فيها حديث آخر ) . كذلك تقييمكم الأسبق للمؤسسة الكلدانية , ونلاحظ لومك للمؤسسة السريانية في طريقة تعاملها وردود افعالها . وهنا نستطيع ان نقول ولعدم استثنائك لبقية المؤسسات انك وبقولك هذا تنطلق من غيرة وطنية وقومية ولا احد يستطيع ان يلومك على ذلك هذا الحرص على بقاء ( الاتحاد وليس الوحدة ) والألم في فرطه الذي لا يخدم مستقبل هذه الأمة بقومياتها المتعددة ...!! لكن لاحظنا قسوتك الغير مبررة على المؤسسة السريانية على الرغم من ان ردود فعلها كانت منطقية .
الآن لنتكلم بصراحة وبدون رياء او مجاملة لأي كان ومهما علا كرسيه فهو لن يعلو على مبادئ السماء ولا الكلمة الحرة الصادقة وسيكون ردي ليس من باب الدفاع عن المؤسسة السريانية بقدر ما هو قول الحق ... ( فالحق يحرركم ) . بداية لنبحث أصل المشكلة لنصل إلى ما بين أيدينا اليوم ... ابتدأت اول بوادر الانقسام من القرار الذي اتخذه غبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام بانسحابه من مجلس الكنائس الذي كان يمثل اتحاداً ( ولو كان ما يصفه البعض صورياً ) انما كان مناسبة للتحاور وتبادل الآراء والخبرات والاتفاقات ويبحث في الاختلافات وكان احد مشاهد ( الاتحاد على الأقل امام العالم " في الداخل والخارج " ) ... من هنا نقول ان وجوده كان افضل من عدمه ... وكانت مبررات الانسحاب غير منطقية ( التسيّد على المجلس بحجة الكثرة ) لمادا نقول غير منطقية لأنها لا تمت بصلة للمفهوم الإيديولوجي لفكر الكتاب المقدس ( اعظمكم اصغر خادم لكم ) من هنا واخريات تبيّن ان فكر السيادة على الآخرين من خلال مفهوم الأكثرية ليست واردة في فكر الرب يسوع المسيح وانما تقترب من النظرة السياسية وايديولوجية التحزب والكراسي البرلمانية . نقول هذا لكوننا نتكلم عن مؤسسات يفترض ان تحكمها عقيدة الكتاب المقدس وليس السياسة لكون ولائها له وليس للكرسي الحكومي ( النظام البرلماني ) .. وكانت الغاية أما قبول التسيّد او احداث الانقسامات الداخلية بكسب الولاءات التي تؤدي إلى تشظي المجلس وانهائه وتكوين مجلس جديد بولاء واحد للمؤسسة الكلدانية " وهذه نفس الأولى " وكما يقول المثل الشعبي ( تريد ارنب خذ ارنب تريد غزال خذ ارنب ....!! ) البادرة الثانية هو التصريح بأعمار مناطق تواجد ( المكوّن ...!! ) الكلداني ( البلدات الكلدانية ) وتم استثناء بقية البلدات المسيحية والتي فيها اغلبية مسيحية ( البلدات السريانية ) والذي زاد الطين بلّة اعلان غبطته عن حملة لجمع التبرعات ويخص هنا ( جالية المهجر ) لحملة الاعمار وكأنه يضع نفسه بالمنافسة مع المؤسسات الكنسية الأخرى التي فضلت ان تنتظر إلى اكتمال عملية تحرير مناطقها " بضمنها الموصل " وتنظيفها من تركات الاحتلال ( الألغام والخراب في البنى التحتية دينية وحكومية ) ولا تريد ان تكلّف جاليتها في الخارج أعباء الأعمار دون معرفة ما ستقدمه الدولة العراقية والمنظمات الدولية المانحة بعد صدور قرار ( اعتبار سهل نينوى منطقة منكوبة ) مما يحتم عملية اعمارها من خارج مؤسساتها الكنسية وهذا ما يوفر جهد ومبالغ طائلة من الأموال ممكن ان تستخدم لاحقاً لتطوير المنطقة ، عملية الاستباق هذه تعطي مدلولين ( الأول ) رسالة ( والثاني ) نسميها الغاية تبرر الوسيلة . سنتكلم عن الأول .
الرسالة : الرسالة لها شقين الأول لمجلس الكنائس مفادها : انني الوحيد الذي اعمل وبدوني فأنتم لن تحققوا أي شيء لذلك فإعادة النظر بقرار قبولكم انسحابي بدون ردة فعل متوقعة غير واردة في قاموسي لذلك من اليوم سأكون انا مقابل انتم ولندخل السباق ...!! . الشق الثاني للعالم " الداخل والخارج : انتبهوا ( انا هو المحور أقول لهذا كن فيكون ولذاك ارحل فيرحل لا تجمّع سياسي ولا تنظيم عسكري !! يمر إلاّ من خلالي !! . البقية فيما بعد )
الثاني : سأنوّه عنه فقط فأقول ( التبرعات وعلاقتها بالنفقات ... والتسيّد وعلاقته بالسلطات ) يجب ان يكون هناك مصدر للتموين بعد كم المصاريف ( السفريات والمقابلات والدعوات والزيارات واستقبال المسؤولين وإقامة الاحتفالات وتوزيع الهدايا وانواط الشجاعة والمكافآت وأخيراً الرابطة العالمية والتي لا زالت تنخر من الجسد المالي بحيث وصلت إلى التململ منها ودعوات اعتمادها على ذاتها ... الخ ) .
بعد كل هذا يا سيدي هل تعتقد بأن هناك أمل على الموافقة لعقد مؤتمر مشترك ومشاركة الجميع فيه بدون ( شروط مسبّقة ) اعتقد بأننا قد تجاوزنا تلك المرحلة ولا سبيل إلاّ لقبول المرحلة الثانية من العلاقة ( مذكورة سابقاً ) .
أما بصدد مطالبة المجتمع الدولي تنظيم مؤتمر للدول المانحة لأعادة الإعمار فهذا خاضع لبروتوكولات عالمية وكما اعرف انه يجب ( 1 ) الانتهاء من عملية التحرير ( 2 ) تنظيف المنطقة من آثار الاحتلال " الألغام " ( 3 ) تقدير حجم الخراب في البنى التحتية ( 4 ) تقدير الخراب في ممتلكات المواطنين للأعمار والتعويض . ثم بعد ذلك تقام دراسة لحجم التعويضات فأن كانت تفوق تبرعات الدول المانحة فيتحوّل الجزء الآخر إلى الصندوق الدولي ومن ثم على قياسات مقدرة دولة العراق واعتقد بأنهم سيحملون ميزانية الدولة جزءً من التعويض بسبب ان العراق دولة غنية لكن الفساد المالي والإداري نخر جسده واعتقد بأنهم سيخضعونه لمراقبة دولية بشأن معرفة الوارد والصادر من أمواله لتقييم حالة التعويضات . وهنا نود ان نعرف رأي المختصين بهذا الشأن للاستزادة المعرفية
2 ) أما عن موضوع النقاط 2 ، 3 ، 4 : سوف لن اعلق اليوم على أيديولوجية احزابنا قومية كانت ام قطرية لكن أؤكد لمرة أخرى بأنه ليس هناك ما يسمى ( الوحدة القومية ) وهذا مصطلح تستخدمه الأحزاب القومية لزيادة القاعدة الجماهيرية لها وتحقيق إيمانها الحزبي الباطني في الغاء القوميات والانتماء إلى قومية مستحدثة وهذا امر نظري لا ينطبق على واقع الأرض بل غريب على تاريخ وجغرافية ..!! الأمة .. فالأمة تتكوّن من مجموعة قوميات واديان وحتى شعوب لذلك تكون التسمية الصحيحة والمقبولة هو ( الاتحاد ) في الأمة الواحدة ( الاتحاد القومي او اتحاد الولايات ) في الأديان اتحاد المذاهب ) (. احيلك إلى موضوعي السابق ( مفهوم الوحدة في النظريات السياسية )
3 ) ان تدخل الكنيسة السريانية بشقيها في الشأن القومي والسياسي لشعبنا ومهما تكن المبررات والذرائع غير مقبول ..... الخ
وهنا نقول وهل مقبول تدخل بقية المؤسسات الكنسية وقياداتها بالشأن القومي والسياسي ان كان المؤسسة المشرقية بشقيها والكلدانية وأخواتها الأخريات ..؟ نحن قلنا رأينا بهذا الموضوع . على الرغم من هذا فلا يعتبر ما تسميه تدخل من قبل المؤسسة السريانية بالشأن القومي والسياسي ذا شأن امام تسيّد الموقف السياسي للمؤسسة الكلدانية بل والغلو فيه واعتباره منهجاً تسير عليه المؤسسة اليوم ونخشى ان يتحوّل ذلك إلى طقس وبهذا سيصعب التخلّص منه بعد انتهاء أسبابه ومبرراته وكما حاصل اليوم في المؤسسة الكنسية المشرقية بشقيها عندما كان الظرف الموضوعي في الماضي مهيأ لها لهذا التدخل بسبب قلة الوعي السياسي فأصبحت البديل الروحي والسياسي بشقيه ( التنظيمي الفكري الأيديولوجي والعسكري ) ولكن عندما تطوّر ذاك الوعي اصبح لزاماً على المؤسسة المشرقية تسليم زمام الأمور لقادة التنظيمات الجماهيرية لكون ظرفها الذاتي اصبح لا يستوعب قيامها بمهامها الروحية والسياسية ، لكن وبما ان ذلك اصبح طقساً من طقوسها لذلك فمن الصعوبة التخلّص منه اليوم لكنه ليس مستحيلاً فالوعي السياسي القومي للجماهير المنضوية تحت لواء المؤسسة المشرقية هو الأكبر اليوم بسبب الخبرة السابقة المكتسبة في ممارسة السياسة بجناحيها الفكري والعسكري . من هنا نقول آن الأوان للفصل بين القيادة السياسية والقيادة الروحية كل يأخذ طريقه ويلتقيان باتحاد يضمن احترام احدهما للآخر تحت شعار الوحدة في المسيح ... وهذا ينطبق على بقية المؤسسات القائدة لمكوّنات شعبنا .
من خلال هذا الاستعراض نلاحظ ان رد الفعل من جانب المؤسسة السريانية كان لابد منه للاستمرار في منهج قيادة الشعب كونه مطالب من قبل تلك الجماهير بموقف يعادل موقف المؤسسة الكلدانية الغير مبرر ليثبت انه لايزال يعمل فعدم وجود رد الفعل يعني الاستسلام والخضوع وهذا الأمر مرفوض من الكل ونستطيع ان نطلق على رد الفعل بـ (( مجبر أخاك لا راغب " مخيّر " ) .
شكراً على اناتكم وصبركم ... الرب يبارك حياتكم جميعاً
حسام سامي 11 – 3 – 2017