(المسيحي المشرقي)
قبل ان اتحدث عن هذه العبارة والنقطة ساقوم لاخر مرة ان اشرح لك اسئلتي في موضوعك الرئيسي, فاذا كنت انا لا افهم منك شيئا فانني ساستطيع ان اجعلك تفهم اسئلتي وايضا ان اجعل القراء الذين توهمهم بان هناك تهجم عليك بان يفهموا نقاطي ايضا.
في البداية اقدم هذا الشرح المبدئي: انا كنت قد شرحت سابقا بان استاذ فيلسوف في النظرية العلمية كان قد قال لطلابه "اذهبوا وابحثوا في الطبيعة". فكان جوابهم "عن ماذا نبحث". وثم قال لهم "هل رايتم , انتم اذا خرجتم الى الطبيعة فانتم لن تروا اي شئ, فانتم بحاجة اولا الى افكار قبل ان تبحثوا ولكي تتمكنوا من الرؤية". وهذا معناه بان الافكار هي التي تمكن البشر بان يروا, الافكار هي التي تحدد ماذا يرون وعلى ماذا يركزون. وهذه النقطة ليست محصورة فقط في الابحاث العلمية وانما تنطبق على الحياة بمجملها بما فيها المقالات في هذا المنبر.
ولاعطي مثال الان حول كيف تقوم الافكار بتحديد ماذا نرى وماذا لا نرى وكيف تجعلنا عميان وكيف تقوم بتحديد التركيز: في فيزياء الكون وعندما ينظر العلماء الى المجرات والفضاء فماذا سيرون كمثال؟ سيرون مكان لونه احمر ومكان لونه ازرق واخر قهوائي الخ. احد العلماء سيرى اللون الاحمر بانه ما يستحق الاهتمام والتركيز, وهذا لانه يمتلك مسبقا افكار في راسه التي تحدد له عن ماذا يجب ان يركز ويهتم, فيرى بان اللون الاحمر مثلا دليل على حدوث الانفجار العظيم, وبهذا فهو لن يعطي قيمة للالوان الاخرى ولا للفراغات بينها. عالم اخر سيعطي الاهمية للون الازرق وهذا لانه يمتلك مسبقا افكار اخرى في راسه التي تحدد له على ماذا يركز, فيرى من خلالها بان اللون الازرق هو دليل مثلا على وجود تمدد...الخ.. كل هذه الافكار المختلفة عبارة عن
نظارات مختلفة, عندما يضع شخص نظارة معينة فانه سيرى بان اهمية اللون الاحمر واضحة جدا ومفهومة. بينما لن يفهم اهمية اللون الازرق وسيكون مثل شخص اعمى الا بعد ان يضع النظارة الثانية, اي بعد ان ينظر من خلال الافكار للعالم الاخر.... ولهذا فاذا كان هناك شخص يقول بان مقالاتك واضحة له فهذا لانه يمتلك نظارة مختلفة عن النظارة التي انا استعملها. ولو انني اعطيته نظارتي فانه سيفهم عندها نقاطي.
والان بعد ان قدمت هذا الشرح, ساضع نظارتي على عيونك حتى اجعلك ترى نقاطي:
تصور ولو للحظة بان البطريركية قالت بانها مع حذف طقوس واجزاء من التراث او تغييره, وتقدم حول ذلك المبرر التالي: هذه الاجزاء التي تم حذفها او تم تغييرها هي تتعلق باساطير التي يعتقد المدافعين عنها بانها مقدسة...
الان كيف سيكون موقفك انت؟ انا متاكد بانك ستقول بان هذا ازدراء بالطقوس والتراث. ولكن من قام بهكذا ازدراء هو انت.
والان تصور باننا طرحنا اسئلة على البطريركية وهي بدلا من ان تركز على اسئلتنا التي نقوم باعادتها لخمسين مرة تقوم باعطاء اجوبة لا علاقة لها بالاسئلة ,لتقول مثلا "كل شخص هو حر بما يؤمن به....او لماذا تعتبرون انفسكم افضل من الاخرين" الخ..
كيف سيكون موقفك انت؟ انا متاكد بانك ستقول بان البطريركية تقوم باللف والدوران والمرواغة. ولكن من قام باللف والدوران هو انت.
هل الان جعلتك بان تتمكن بان ترى بعد رفع نظارتك التي لم تجعلك ترى الا بعد ان وضعت نظارتي على عيونك؟
شخص عالم في الفيزياء لو انه مهتم باهمية اللون الاحمر في الفضاء لكونه يمتلك مسبقا افكار حولها سيتمكن على الفور بان يرى اية سطور او جمل او حجج لا تناسب افكاره ليتجنبها او يقوم بتصحيحها او ايجاد حلول لها.
السؤال الان: لماذا انت لم ترى ما شرحته لك اعلاه الا بعد ان وضعت نظارتي على عيونك؟
الجواب هو , لانك لا تقوم بالتركيز على الطقوس والتراث وانما تقوم بالتركيز على البطريريكة. انت ترى شئ ما بانه ازدراء عندما تقوم به البطريركية ولا تراه عندما تقوم به انت. لو انك كنت فعلا تقوم بالتركيز على الطقوس والتراث لكنت انت قد رايت ذلك في مداخلاتك بنفسك. انت ببساطة تمتلك مشكلة اخرى تعمل من اجلها.
انا بنفسي امتلك عدة مداخلات ومواضيع ادافع فيها عن الخصوصية واللغة والتراث, اي انني ساكون شخص مجنون اذا كنت ساقوم بالتهجم على شخص يقول بانه يدافع عن نفس الاشياء. وانا عندما كتبت في موضوعك الرئيسي وطرحت اسئلتي فكان غرضي ان انبهك على ذلك لتقوم بتصحيح مداخلتك وهذه كمساعدة مني لك. ولكنك بالرغم من اعادتي للاسئلة وبالرغم من طرحها من قبل اخرين فانت لم تقدم اي جواب عنها. عندها عرفت بانك شخص لا تراها مطلقا ولهذا لا تفهمها ولهذا لا تقدم جواب ولهذا انا قدمت لك هذه المداخلة لاقول لك بانك لست ذلك الشخص الذي يركز على الطقوس والتراث. ولاعيد لك بانك حولت هذه المواضيع حول الطقوس والتراث الى مواضيع تافهة.
وفي ما يخص الشمامسة والكهنة والمطارنة فانني اعترف في ايامنا هذه باشخاص مثل سيادة المطران مار ميلس زيا الذي اعتبره شخص مقدس وشخص يجب ان يقوم كل شخص من ابناء شعبنا بتعليق صورته في بيته. انا لا اعترف باي جهود لك ولا باية جهود للمطران سرهد جمو ولا باية جهود للبطريركية التي شعارها حول ترتيب البيت مبهم مثل شعارها السابق حول الوحدة. وشعار الوحدة هذا كنت انا قد عارضته وشرحت الاسباب في شريط لي بانها عندما تقول البطريركية باننا بحاجة الى الوحدة فهذا يعني بانها ترسل رسالة الى ابناء شعبنا باننا لا نملك الوحدة وباننا شعب مقسم, ولان ذلك سيجعلنا عند اخذ القرارات بان ننطلق من فرضيات باننا شعب مقسم بفعل هذا الشعار الذي لا معنى له. والدليل على انطلاق البطريركية من هذه الفرضيات باننا شعب مقسم نراها في الانسحاب من مجلس الكنائس والدعوة الى تعمير فقط القرى التي تسميها بالكلدانية .. وهذه هي نتائج شعار الوحدة ..نتائج الشعار الذي يقول باننا شعب مقسم. بمعنى البطريركية كانت بالاصل تحمل شعار باننا شعب مقسم. وشعار" ترتيب البيت" المبهم الخالي من اية ملامح سينتهي بنفس الطريقة ,والدليل وجود سخرية من قبل اعضاء من الرابطة الكلدانية من اللغة الام كما جاء في ردي هنا على السيد سامي ديشو.
وانا كنت سابقا قد شرحت بان منتسبي الكنيسة الكلدانية والسريانية واولهم انت لا تملكون خبرة في العمل القومي ولا باي عمل يخص اي نوع من انواع الخصوصية. وانا لو كنت مكان البطريريكة لعرضت لك فورا بان تقوم باستلام قضية المحافظة على اللغة والطقوس والتراث, لكنا قد راينا كيف انت كنت ستتهرب منها. وبالفعل عدة اشخاص وضعوا ذلك لك كمقترح بان تقوم انت بهكذا مبادرة في ان تستلم هكذا مسؤولية وكنت تتهرب دائما. التضحية بالوقت وبعدة اشياء اخرى ولفترة طويلة هو ليس امرا سهلا اطلاقا, فهو يحتاج الى محفز للقيام بهكذا مبادرة تطوعية تشترط هكذا تضحيات كبيرة. وهكذا محفز يحتاج الى ايمان قوي جدا. وهكذا ايمان يحتاج الى مصدر للطاقة. والطاقة عند الاشوريين هي مخزونة في تاريخ متوارث يمتد الى اكثر من 150 سنة. اشخاص مثلك طاقتهم هي فقط في الانترنت لا غير. نضال ديجتالي..يبداء من تشغيل مفتاح الكومبيوتر وينتهي باقفاله.
انت كنت تقول بان القائمين على الابرشية في سانديكو سابقا كانوا يملكون اموال ضخمة وهم انفسهم كانوا يقولون بانهم الاكثر عددا, وانت تصفهم بانهم مصرين على المحافظة على الطقوس والتراث واللغة... اي انتم كنتم تملكون امكانية تفوق اضعاف ما يملكه سيادة المطران ميلس زيا, وربما امكانية تفوق حتى البطريركية... فلماذا لم تستطيعوا ان تقوموا باي مشروع ولتقوموا بتنفيذه فورا؟؟؟
ان الذين يصدقون اشخاص مثلك هم عادة اشخاص عاشوا في بيئة مثل العراق حيث كانوا يعملون في اعمال حكومية يقضون بضعة ساعات في دائرة بدون ان يمتلكوا اي منتوج وكانوا سعيدين بذلك. اما انا فانني انتهج افكار راسمالية, بمعنى ما لا يمتلك في النهاية اي منتوج عبارة عن زبالة لا تستحق اضاعة وقت بها.
والان اتي الى قضية المسيحي المشرقي:يعني انا في كل مداخلاتي احاول ان انطلق بها من المشرق, كمسيحي مشرقي, اما انت فتاتي بكل شئ من الغرب, وهي طاغية في كل مواضيعك. وحتى موضوعك الاخير الذي كان من المفترض ان يكون حول الطقوس والتراث الديني حولته انت الى مئة موضوع بنفسك , وبدلا من ان تجعل القراء يركزون على الموضوع قمت انت بنفسك بتشتييته الى مئة موضوع. وانت اتيت بهوكينغ وهو شخص غربي واتيت بهابرماس وهو شخص غربي وانت تذكره بالرغم من انك لم تقراء له حتى كتاب واحد , فهو بالرغم من انه ملحد فله مناظرات مع رجال الدين المسيحين في الغرب والكنائس هناك تحترمه جدا, وموقفه من المسيحية في الغرب يقول فيها
"المساواة العالمية ,قيم الحرية, التعايش الاجتماعي , التحرر, ضمير الانساني, حقوق الانسان والديمقراطية هي عبارة عن ميراث مباشر للعدالة اليهودية واخلاق الحب عند المسيحية. ونحن اليوم لا نمتلك اي بديل اخر لهذا المصدر. ونحن لحد الان نعتمد ونتغذى من هذا المصدر. وكل شئ اخر عبارة عن ثرثرة ما بعد الحداثة."
كل شئ عندك غربي ولا تملك مقالة مشرقية واحدة. بينما انا موقفي مختلف, فالبارحة فاز الحزب المسيحي في هولندا والحزب الحاكم في المانيا هو ايضا الحزب المسيحي وايضا الاحزاب المسيحية تحكم في اجزاء اخرى من اوربا وانا كنت اتمنى فشلهم لتصل احزاب ذو قيادة ملحدة لتحكم لان هؤلاء سيعرفون التصرف مع الاسلام بشكل افضل من المسيحين. كما انني لا اشتري المسيحين في الغرب بفلس, فهؤلاء مستعدين بان يدافعوا بقوة عن الحجاب وبناء الجوامع ولكنهم لم يقفوا ولا مرة واحدة موقف داعم للمسيحين في الشرق. كما قلت فانا في كتاباتي انطلق دائما من المشرق وانت تاتي دائما من الغرب وتاتي حتى باقتباسات من البابا حيث يتحولون الى اشخاص عظماء فقط عندما تاتي بصور وهم يقبلون القران والا فانهم استعماريين مجرمين...وهذا بالاضافة الى غيرهم من الغربين لتدعم مواقفك الغارقة في التناقض...
وانا كنت قد فتحت موضوع عن الفرق بين المسيحية في الشرق والغرب, وقلت بان في الغرب كانوا يستعملون مصطلح الحقوق عند التحدث عن احترام الانسانية واحترام اعتقاد الاخر وهي مسالة اخذت وقت لتتطور, اما في الشرق فانهم كانوا يستعملون مصطلح الواجبات في احترام الاخر. وانا هنا عندما وقفت ضد هؤلاء الذين قاموا بتكفير الكنيسة النسطورية فهذا اعتبرته انا ايضا واجب. بينما انت تذهب لتكتب وتقبل رؤوس التكفيرين المسلمين. وفي كل مقارناتك تتجه الى الغرب ولا تبقى في المشرق, الا ان المقارنات التي انت قمت بها بشكل عفوي واعجتبتني كانت مقارنتك الايدولوجية الاسلامية بالنازية والفاشية.
والان ما رايك ان تبقى فقط في المشرق يا مشرقي؟ في المشرق قامت المسيحية بالانتشار بشكل سلمي ووصلت الهند والصين وامتصتها الشعوب بدون اراقة دماء. وكانت كنائسنا منابع للفسلفة والعلم وكانت تعتبر من اولى الجامعات في العالم...هذا الى ان جاء الاسلام بالسيف ويقوم باضطهاد المسيحين وليغزو ويحتل ارضهم. وحتى في الفترات الاولى كان ما يسمى بدار الحكمة الذي لم يحتاجه احد كلهم مسيحين ويهود وصابئة. وحتى اطباء ما يسمون بالخلفاء كانوا مسيحين لعدم وجود طبيب مسلم واحد ولان لم يكن مسلم واحد يثق بالمسلمين, وكانوا المسلمين في خطاباتهم يصفون بعضهم البعض باهل النفاق. وبالرغم من مساعدة المسيحين لهم قاموا بفرض الجزية على المسيحين وقطع رؤوسسهم وقتلهم واضطهادهم لانهم لم يقولوا "انا مسلم" وهذا مستمر منذ قرون ومستمر لحد الان وسيستمر لقرون اخرى. هذا بالاضافة الى عملية التعريب الاجبارية للقضاء على كل ما يملكه المسيحين من تراث قومي وديني ولغوي...
انت بدلا من ان تكتب مقالات يكون لها علاقة بالدفاع عن قضايا ابناء شعبنا المسيحي تذهب لتدافع عن العروبة والاسلام. لو ان شخص قال لي بانه يكتب في مواقع سويدية مداخلات تدافع عن العرب والمسلمين لوجود سويدين يكتبون ضد المهاجرين المسلمين فانني ساصدق هكذا شخص بانه ربما يمتلك افكار انسانية. و لكن بان يكتب دفاع عن العروبة والاسلام في مواقع هي اصلا عربية واسلامية فهي لا تشبهها.
بعد هذا الشرح الذي قدمته عن المقارنة داخل المشرق نفسه بين المسيحية وبين الاسلام, فان الدكتور ليون برخو يصفننا باننا مسيحين متطرفين وبان علينا ان نتعلم الانسانية الخ. وهنا اقول باننا بالرغم من تفجير الكنائس التي حدثت والتهجير وارغام المسيحين بين القتل او الاسلام او الجزية الخ لم يقم احد من المسيحين في هذا المنتدى بالقيام بالسب وشتم للمسلمين ...بينما مواقع المسلمين كلها عبارة عن سب وشتم وتحقير...كل الذي نكتبه نحن هنا عبارة عن انتقادات منطقية ...
ولو اعطينا ما يكتبه الدكتور ليون برخو لاشخاص ونقول لهم اكتبوا لنا ملخص عن ما يقصده, فاننا سنصل الى هذا الملخص:
الدكتور ليون يقوم بعكس مسار النقاش , وهذا وكاننا كاقلية مسيحية عبارة عن مسيحين متطرفين نقوم يوميا باظطهاد المسلمين. وهنا يريد الدكتور ليون ان نتوقف عن هذا التطرف وبان نكون اشخاص مسالمين .
هل وجد قارئ واحد بؤس يصل الى هذا التفكير البائس؟
واخيرا اقول للقراء: في ان يقوم شخص بفتح عدة مواضيع مختلفة مهما كانت فكلها ليست مشكلة و اقول مهما كانت. ولكن ان ياتي اشخاص بمنطق العرب باللف والدوران والمرواغة وطرح اسئلة معاكسة قبل الاجابة عن الاسئلة المطروحة له والتقصد بعدم التركيز الخ فهذه ستتحول الى طريقة متبعة في المنتدى والتي ستنتشر ولتدمر المنتدى كله. انا شخصيا افكر الان جديا بترك هذا المنتدى. كنت قد اردت المحاولة بان اوجه المنبر باتباع طرق منطقية, ولكن هذا يبدو تحقيقه صعبا وسيتطلب وقت كبير.