المحرر موضوع: حادثة قتل تكشف مذكرات واوراق منسية (مقتل بائع الكتب ) تفصح عن الالم الذي يعيش وطاته المظلومين  (زيارة 1087 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حادثة قتل تكشف مذكرات واوراق منسية
 (مقتل بائع الكتب ) تفصح عن الالم الذي يعيش وطاته المظلومين
سامر الياس سعيد
تستاثر رواية سعد محمد رحيم الجديدة  المعنونة ب(مقتل بائع الكتب ) بالكثير من الاضواء لاسيما بعد ترشيحها للقائمة القصيرة  للجائزة العالمية  للرواية العربية البوكر لهذا العام  خصوصا وانها ليست بالرواية العادية التي تمر مرور الكرام محاولة ارخنة زمن ما  او توثيق حادث معين لكن الروائي العراقي سعد محمد رحيم يكاد في روايته الجديدة ان يحيط بكل الاهوال التي مر بها العراقيون لاسيما النخبة المثقفة منهم وما عانوه من توالي الاحداث التي  همشتهم وجعلتهم يعيشون تحت وطاة الملاحقات والعوز والحرمان بالرغم من ان بطل رواية  رحيم يمتع بفاضل من الرفاهية جعلته يجوب العديد من الدول الاوربية  فضلا عن انه استفاد من بحبوحة مادية ليعيش في سرداب عمارة عمه ويحول ذلك السرداب الى متجر الكتب التي يعتاش عليها ..لقد جير الروائي سعد محمد رحيم الازمة الثقافية التي يعيش وطاتها اقرانها ليوثقها في هذه الرواية  من خلال ما يعيش البطل محمود المرزوق من ازمة جراء كساد مهنته ببيع الكتب فضلا عن تواضع التلقي بالنسبة لريادته في الفن خصوصا وانه  برز في الغربة من خلال تميزه في رسم اللوحات  لذلك ابرز  كاتب الرواية  سرده المكثف ليسعى من خلاله الى الفسحة التي تتيحها الرواية  والاستجابة  المناسبة لتلك  الحاجة  بما تحتويه من التخيل والبطولة والانكسار ومجموع الخيبات التي عاش وطاتها  بطل الرواية  رغم انه كان حالما وتواقا  الى عالم اخر جميل مع الاخذ بنظر الاعتبار الوظيفة الرئيسية للروائي  من خلال تقديمه للتجربة الاجتماعية  والنفسية للانسان وهو يخوض كبطل الرواية المرزوق صراعه الحياتي مع معوقات الحياة  ومنغصاتها  فتراه تارة حالما وتارة اخرى  كادحا متاملا  فينجح جراء تلك الامال  او يخفق ويتعذب  فيقدم  الروائي سعد محمد رحيم  خلاصة تلك التجارب لتعميق فهمنا  لحياتنا وذواتنا  وتعطينا ادوات  جديدة  وامالا  في ان نعيش غدا افضل وهي مهمة الروائي التي تبرز الفارق الجوهري بينه وبين  عمل المؤرخ الذي يهتم بحقيقة  ما حدث وتسجيله بامانة  اعتمادا على شواهد التاريخ ووثائقه دون تدخل من خياله هو ..لذلك ومن وحي ما تقدم تجد ان احداث رواية  مقتل بائع الكتب تكتظ بالكثير رغم انها ترتكز بشكل رئيسي على حقبة تتحدد ما بين نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات وما ابرزته تلك الفترة  المكتسية بالغرابة والملاحقات  والاضطهادات لاسيما في صفوف المثقفين من الفنانين والكتاب في العراق ..وبما ان  ماجد بغدادي وهو الصحفي الذي يكلف بتوثيق ما مر به المرزوق فانه يقوم بدور الراوي الذي ينتهي لحقيقة يبرزها في الصفحات الاخيرة من الرواية حينما يشير  الى ان افضل  ما في هذه الرحلة  رويعني بها الكتابة  عن محمود المرزوق هو اكتسابه  لصداقات  جديدة رائعة  ورؤيته للمرة الاولى  على الرغم من انها  لاتبعد عن بغداد باكثر من خمسين كيلو مترا فانها مدينة لها  جمالها المدهش الخاص قاصدا بعقوبة  الذي مكث فيها لشهرين حافلين بالاثارة ..وقد كشف الروائي فيروايته هذه عموم الحالة التي تبتغيها الرواية بكونها المنفذ الراصد لواقع المجتمع الذي انتجت فيه برغم تعدد تلك البيئات برغم ان القاسم المشترك لتلك البيئات رعايتها للظلم رغم ادانة الانسانية له بما يمثل من قضية  باتت تؤرق الانسان العربي في وقتنا الراهن ففي الثيمة الرئيسية  هنالك شبه صرخة نحو اثار التشدد الديني الذي ابتليت فيه المدن لاسيما حينما اشارت اصابه الاتهام وراء مقتل المرزوق نحو هذا الامر لتبدو رسالة  الروائي جلية نحو  العمل على ادانة كل انواع التشدد الديني بما يلعبه من دور محوري في تذكية الصراعات  حينما عصف هذا الصراع وزعزع اركان العالم العربي مفضيا لماس غائرة وتارة تجد ما يشبه الادانة  نحو الفساد الاجتماعي بما يبرزه من اشكال تظهر جليا في الاستعباد عبر استغلال الاغنياء للفقراء  وسلب  كل القيم الانسانية جراء هذا الاستغلال ولايقتصر هذا الامر على واقعنا العربي عبر محطات يوردها الروائي فحسب لكن هنالك في الغرب نماذج اخرى قد تبرزها فصول عديدة ضمن سياق السرد وبما ان  الروائي يريد تلك الرواية كبوصلة يدو عقربها نحو اتجاهات متعددة  فمن بين تلك الاتجاهات تبرز  الحالة النفسية  التي تعتبر وثيقة يمد جسورها الروائي ما بين مرحلة عيش البطل في اوربا  بالاضافة الى عودته لبعقوبة وما حظي به من راهن في تلك البلدة ويبقى ان نشير لملاحظة عبر اعتماد الروائي للكثير من المضامين الجنسية  التي ابرزها عبر اعتماد البطل لمرحلة من حياته في رسم الموديلات العارية وهذا الامر الذي باتت تعكسه الكثير من الروايات الصادرة في الاونة الاخيرة والتي تجعل علامات الاستفهام تتوارد حول التركيز الروائي حول تصوير الجسد الانساني او الاشارة الى الكثير من الاعضاء الحساسة بتصوير مرهون فيه الكثير من الاباحية اللامبررة  والتي يقحمها الكتاب في رواياتهم مما يبعد الدور المطلوب للرواية عن المعقول وما يسمح به الواقع فبهذا السبب يعجز الروائي سعد محمد رحيم عن احكام  نصه الروائي ليجعل قائه ضائعا  في تشعبات كل علاقة وقع تحت سلطانها بطله المرزوق رغم انه كان منفيا متشردا لايالوا على شي ..وانهي قراءتي باسئلة فلسفية تثيرها نهاية المرزوق بهذه الطريقة الدرامية التي  ايضا وضع كاتب الرواية اسئلته حولها لاسيما تفكيره بالرجل الهرم الغامض الذي نجا من حادثة الاغتيال التي وقع ضحية لها المرزوق ومع مثله ذلك الكتاب  الذي استعان به وهو يدور  حول دور الصدفة  والغباء  في تغيير مجرى التاريخ  لاريك دورتشميد وكان لسانه يقول كم من شخصية  سقطت في عراق ما بعد عام 2003 وهي  لم تكن المقصودة بتاتا من التناحر والاقتتال الطائفي الذي عم البلاد طيلة تلك العقود التي مر بها العراق ..