المحرر موضوع: أهمية الغابات للسياحة  (زيارة 1236 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أهمية الغابات للسياحة
« في: 19:59 17/03/2017 »
بمناسبة اليوم العالمي للغابات في 21 آذار 2017
The International Day of Forests :  March 21 , 2017   

أهمية الغابات للسياحة
The importance of Forests for Tourism   


بنيامين يوخنا دانيال

سيحتفل المجتمع الدولي في 21 آذار الحالي 2017 باليوم العالمي للغابات تحت شعار ( الغابات و الطاقة )  بناء على قرار صدر في 28 تشرين الثاني 2012 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة , و تمخض عنه منتدى الأمانة العامة للأمم المتحدة المعني بالغابات , اما شعار الاحتفال لعام 2016 فكان ( الغابات و المياه ) , و ( الغابات و تغير المناخ )  لعام 2015 . و للغابات اهميات اقتصادية و بيئية و سياحية و صحية و اجتماعية و ثقافية جمة , اما السياحية منها فتكمن في كون الغابات من اهم المغريات ( المجذبات ) السياحية التي تستأثر باهتمام الزوار و السياح لغناها بالاحياء الحيوانية و النباتية و مختلف الانظمة الايكولوجية واوجه التنوع الايكولوجي ( مغريات طبيعية ) , و لشتى الأغراض , مثل : التريض , التخييم , الاستجمام , التصوير , الترفيه , الاستظلال , و ممارسة بعض الهوايات مثل الجري و المشي و تسلق الأشجار و صيد السمك و التمرجح و هواية جمع النباتات و الحشرات و غيرها , و هي مرتبطة بانواع و اشكال شتى من السياحة , مثل : ( سياحة الغابات ) و ( السياحة الايكولوجية ) و ( السياحة الريفية ) و ( السياحة الرياضية ) و ( السياحة الصحية ) و(  سياحة مراقبة الطيور و الفراشات ) و ( سياحة الاحياء البرية ) و ( السياحة الايكوثقافية ) , و ( السياحة منخفضة الكربون ) التي تساهم باقل قدر ممكن في انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري التي سجلت ارتفاعا على مستوى العالم بنسبة ( 45 ) في المائة منذ عام 1999 بحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة في عام 2014 . و تعتبر الغابات من اهم السبل و الوسائل في تحييد غاز ثاني أوكسيد الكربون و موازنته ( مصائد الكربون ) ( مستودعات الكربون ) , لما لها من دور فعال في امتصاص هذا الغاز الناجم عن حرق الوقود الاحفوري ( الفحم الحجري , النفط الخام , الغاز الطبيعي ) واطلاق غاز الاوكسجين , اذ تشير احدى الدراسات الامريكية الحديثة الى ان الغابات في الولايات المتحدة الامريكية تمتص و تخزن سنويا نحو ( 750 ) مليون طن متري من غاز ثاني أوكسيد الكربون في البلاد , أي ما يعادل ( 10 ) في المائة من انبعاثات  غاز ثاني أوكسيد الكربون . علما ان ( 12 – 20 % ) من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي على مستوى العالم مرتبط بالازالة العشوائية و المنظمة للغابات الطبيعية وفقا لمنظمة الاغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ( فاو ) , و يختلف الرقم على المستوى الوطني بحسب البلدان ففي البرازيل مثلا ربط المعهد الاجتماعي البيئي غير الحكومي ( 75 ) في المائة من تلك الانبعاثات  بإزالة ما مساحته ( 550000 ) كلم 2 من الغابات في البلاد . كما ان الفدان الواحد من الاشجار ينتج  يوميا ما يحتاجه ( 18 ) فردا من غاز الاوكسجين 0 في اليوم الواحد , و بما يعادل ( 120 ) كغم من غاز الاوكسجين الضروري للحياة على أساس سنوي . اما في نيوزيلندا فان الغابات التي تغطي ( 37 % ) من اجمالي مساحة أراضيها كفيلة بامتصاص و خزن ما يعادل ( 60 % ) من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري و تغير المناخ  التي سجلت زيادة بنسبة ( 23 % ) خلال الفترة من 1990 الى 2014 وفقا ل ( المعهد الوطني للمياه و بحوث الغلاف الجوي ) , الامر الذي سيسهل تنفيذ التزاماتها الدولية بهذا الاتجاه و الرامية الى تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة ( 30 % ) بالمقارنة مع عام 2005 , و بنسبة ( 11 % ) بالمقارنة مع عام 1990 بحلول عام 2030 .  و من الأمثلة على تحييد و موازنة الكربون عن طريق الغابات ( مصائد – مستودعات الكربون )  مشروع غابة ( خندق الرهبان ) في ( بعبدا ) الزاخرة باشجار البلوط و السنديان و الصنوبر و غيرها , و الذي اطلق في عام 2013 من قبل شركة ( تاتش ) و ( جمعية الأرض لبنان ) . و مشاريع تجديد و ترميم الغابات في النيجر و بوركينا فاسو على نطاق واسع , و بالاعتماد على الإمكانيات و الموارد المحلية وفقا للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية 2009 . و هناك تقرير علمي 2015 يوصي بتوسيع الغابات على نطاق العالم ( توسيع بالوعات الكربون ) ب ( 5 – 15 ) في المائة بحلول عام 2050 من اجل تحقيق الاستراتيجيات الدولية المرتبطة بتحييد الكربون ... و لبيان الأهمية السياحية للغابات سوف نختار الغابات الوطنية لولاية اوريغون الامريكية على سبيل المثال , فهي تستقطب بحدود ( 11 ) مليون زائر و سائح سنويا و تولد ( 15 ) الف فرصة عمل مرتبطة بالسياحة على نحو مباشر و غير مباشر و تدر على الاقتصاد المحلي بحدود ( 440000 ) دولار وفقا لدراسة مسحية اجرتها دائرة الغابات في الولايات المتحدة الامريكية .  كذلك الامر بالنسبة لمنتزه نيوفورست الوطني في جنوب شرق المملكة المتحدة الذي يستقبل سنويا اكثر من ( 13 ) مليون زائر و سائح محلي و اجنبي و يخلق بحدود ( 8000 ) فرصة عمل دائمية و مؤقتة مرتبطة بالسياحة , و تدر قرابة ( 400000 ) جنيه استرليني على الاقتصاد المحلي . علما ان ( 8,3 ) في المائة من مساحة الغابات في أوروبا ( بدون الجزء الأوروبي من روسيا ) و أمريكا الجنوبية قد تم توظيفها لأغراض الخدمات الاجتماعية المعروفة المرتبطة بالترفيه و الاستجمام و أوجه السياحة الأخرى , و ( 3,7 ) في المائة من مجموع مساحة الغابات على مستوى العالم ( بدون البرازيل ) . و قد تشكل كثرة المشاريع و المرافق السياحية و كثافة انشطتها ضغطا كبيرا على المساحات الغابية من حيث استهلاك الموارد البيئية و المساس بالمناظر الطبيعية و الاضرار بالتنوع الحيوي و الاخلال بالأنظمة الايكولوجية , كما حدث لمدينة ( بيليك ) في ولاية ( انطاليا ) التركية من جراء النمو السريع للسياحة الجماعية على حساب النسيج الغابي الذي يتضرر يوما بعد يوم بغياب خطة تنمية سياحية مستدامة في المنطقة . و أيضا حالة غابات الامازون في البرازيل التي شهدت الكثير من عمليات الازالة ( 40 % ) لمختلف الأغراض و منها السياحة ,  و العديد من أوجه التلوث البيئي و التدمير البين للحياة البرية و التآكل الثقافي بين السكان الأصليين نتيجة زيادة التدفقات السياحية اليها من أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية و اليابان و من داخل البلاد , و زيادة الحجوزات السياحية بنسبة ( 300 % ) في عام 1989 بالمقارنة مع عام 1988 وفقا لتقرير نشر في ال ( كريستيان ساينس مونيتور ) 1989 . و حالة غابات المنغروف ( الايكة الساحلية ) في ( سوندربانس ) في جنوب بنغلادش و اقصى الجزء الجنوبي من ولاية البنغال الغربية من الهند التي صنفت ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 1989 , و قد سجلت فيها معدلات نمو ملحوظة في حجم السياحة الوافدة الذي قفز من ( 50000 ) سائح في عام 2002 الى ( 117000 ) سائح في عام 2010 , و لكن على حساب الثروة الغابية التي تراجعت نتيجة النمو العشوائي للسياحة التي خلفت قمامة كبيرة مع الضغط على مصادر الطاقة و الموارد المحلية . و أيضا بالنسبة لغابة ( دينتري ) المطيرة على الساحل الشمالي الشرقي ل ( كوينزلاند ) في استراليا المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو أيضا , و التي يعتقد بانها اقدم غابة استوائية مطيرة على كوكب الأرض , و تستأثر باهتمام ( 400 ) الف سائح دولي و داخلي سنويا , الامر الذي اخل بالانظمة البيئية فيها , و هدد اكثر من ( 120 ) نوعا من الأنواع الحيوانية و النباتية الموجودة فيها .. اما اهمية السياحة ( المستدامة ) للغابات فهي كبيرة لامكانية الاولى بأن تدفع باتجاه العناية بالاخيرة و تنميتها و استثمار الموارد الهائلة الموجودة فيها , وعلى نحو غير استهلاكي ( مثل مراقبة الحيوانات البرية بدلا من صيدها ) , و ان تساهم في تطوير المجتمعات التي تستوطنها اقتصاديا و اجتماعيا , كما حدث للمنطقة الغابية الحدودية بين المجر و سلوفاكيا , اذ تم تحديث ( 6,25 ) كلم من سكك الحديد في المنطقة  للضرورات الملحة , و بهدف تسهيل حركة السياح منها و اليها , و من اجل تنشيط السياحة المحلية و تسويق منتجات سياحية مرتبطة بالبيئة الطبيعية , الغنية و الزاخرة بانواع الاحياء النباتية و الحيوانية . و أيضا حالة محمية ( كانها ) للنمور في ولاية ( ماديا براديش ) الهندية التي تستوطنها قبيلة ( بايغا ) الموزعة على ( 28 ) قرية , و قد شملتها خطة تنمية مستدامة بهدف المحافظة على الغابات و الموارد الحيوانية و النباتية الموجودة فيها , و بخاصة النمور التي تعرضت في السابق الى عمليات صيد جائر ( استخدام استهلاكي للموارد ) , مع محاولة اشراك افراد هذه القبيلة في الأنشطة السياحية , و تحسين وضعهم المعيشي . و أيضا حالة ( غاندروك ) النيبالية التي شهدت ظهور و تنامي انشطة سياحية عديدة بفضل ثروتها الغابية ,  و غناها بالكثير من الموارد الثقافية المتميزة التي أسست لسياحة ايكوثقافية ناجحة  ... وعلى ان يتم الاخذ بهذه الاتجاهات وفق اسس و قواعد الاستدامة المعروفة , فتصبح السياحة المستدامة احد اوجه الادارة المستدامة للغابات و في خدمة الحراج المستدام , اي المحافظة على النظم البيئية الموجودة فيها و تعزيز اهميتها في دورات الكربون و خزنه , و ضمان استمرار وظائفها الانتاجية ( الخشبية و غير الخشبية ) , و بما يخدم التنوع الحيوي في نظمها البيئية , و تجاوبا مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها ال ( 17 ) و غاياتها ال ( 169 ) , و قد جاءت تحت عنوان ( تحويل عالمنا : خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ) , و هي خطة واسعة تشمل عموم كوكبنا , و قد اعتمدت في القمة ال ( 70 ) للأمم المتحدة المنعقدة في نهاية شهر أيلول 2015 في نيويورك / الولايات المتحدة  الامريكية , و بدأ تنفيذها على نحو رسمي اعتبارا من 1 كانون الثاني 2016 , و ذلك استكمالا للأهداف الإنمائية للألفية الثامنة التي دخلت طور التفيذ في مطلع عام 2000 , و تمثل ( استراتيجية عالمية شاملة للتنمية للسنوات ال 15 القادمة ) بحسب المنظمة المذكورة . 
bindanyal@hotmail.com