المحرر موضوع: السفر السياحي منخفض الكربون  (زيارة 1048 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السفر السياحي منخفض الكربون 
  Low -  Carbon Tourism Travel
     

بنيامين يوخنا دانيال

المعروف عن صناعات النقل ( الجوي و البحري و البري ) بأنها من اكثر الصناعات توليدا لغاز ثاني أوكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري بالدرجة الأساس , و هي صناعات على علاقة جوهرية و وطيدة بصناعة السياحة و السفر المتنامية على مستوى العالم و الأقاليم و الكثير من البلدات بفضل التطور النوعي و الكمي الهائل و السريع في الصناعات الثلاث الآنفة الذكر التي تعتبر من الركائز الأساسية للسياحة و السفر , الى جانب بقية الركائز  التي تقوم عليها هذه الصناعة , و المتعلقة بالايواء و الطعام و الشراب و الترفيه .. الخ  . اما السفر السياحي منخفض الكربون فهو السفر الذي يتم بدافع السياحة بمختلف أنواعها و اشكالها , بترك اخف بصمة كربون ممكنة ( البصمة الكربونية ) , أي التسبب بأقل الانبعاثات الممكنة من  الغازات الدفيئة , و غاز ثاني اوكسيد الكربون على وجه الخصوص , و هو السبب الجوهري وراء ظاهرة التغير المناخي و الاحتباس الحراري على كوكب الأرض التي من نتائجها : التصحر و موجات الجفاف و ذوبان الجليد و الفيضانات و تحمض سطح المحيطات و ارتفاع درجة حرارة المياه و انخفاض المغذيات و تراجع كمية الاوكسجين في مياه المحيطات و انتشار الامراض الاستوائية المعدية و ارتفاع مناسيب مياه البحار .. الخ , و اكثرها تهديدا للنظام المناخي على الأرض , و ذلك وفقا لاختيارات وسلوكيات السياح الاستهلاكية ( المستهلكين ) تجاه السلع و الخدمات السياحية الأساسية و التكميلية أولا , مثل : قضاء عطلة نهاية الأسبوع في الغابات ( مصائد - بالوعات - مستودعات الكربون ) و الجزر و على السواحل القريبة من مناطق سكناهم باستخدام  وسائل النقل الجماعية ( الترامواي و المتروباص و الحافلات  .. ) , او المساهمة في دعم مشاريع الطاقة المتجددة و حماية و تنمية الغابات التي تساهم في ( تحييد الكربون )عن طريق دفع رسوم رمزية معينة مقابل الضرر الذي سيلحقونه بالبيئة الطبيعية  خلال رحلتهم السياحية  , و اختيار الرحلات الجوية القصيرة التي توصلهم لمقاصد سياحية قريبة تنفث خلالها الطائرات التي تقلهم كمية اقل من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالمقارنة تلك التي تقطع مسافات طويلة , و اختيار وسائل نقل بديلة عن الطائرات مثل القطارات الكهربائية ذات السرعة العالية و السيارات الكهربائية الهجينة التي تقل انبعاثاتها عن الأخرى بنحو ( 50 ) في المائة ( ان حرق غالون واحد من البنزين يخلف 20 رطلا من الغازات الدفيئة ) , و استخدام صناديق و أدوات تناول الطعام القابلة للاعادة ( التدوير ) في عطلات نهاية الأسبوع , و اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة الكربون خلال السفر و القائمة على الخضروات و الفواكه الموسمية المحلية المنتجة بالطرق التقليدية ( العضوية ) لان انتاجها و نقلها داخليا اقل انبعاثا للغازات , علما ان استيرادها او استيراد بدائل لها من الأسواق الأجنبية البعيدة سيتسبب بانبعاثات هائلة جدا ( خصوصا لو تم ذلك بواسطة الطائرات ) بالمقارنة مع تلك الموردة من الأسواق الوطنية , مع تجنب الأطعمة و المشروبات المعلبة بقدر الإمكان , او تلك المعدة من محاصيل تزرع في البيوت البلاستيكية و في بيئات اصطناعية تستهلك المزيد من الطاقة التقليدية المسببة للانبعاثات الغازية , مع الاقبال على المأكولات البحرية المستدامة , مثل اسماك الصيد الواسعة الانتشار بدلا من الالبان و لحوم الابقار و الاغنام و الماعز و الطيور البرية المهددة بالانقراض , و عدم تناول بعض الأسماك المهددة المدرجة على قائمة ( المؤسسة الدولية لاستدامة المأكولات البحرية ) , مثل اسماك التونة الأطلسي ذات الزعانف الزرقاء التي تراجعت خلال العقود الأربعة الماضية بنسبة ( 72 و 82 % ) في المحيط الأطلسي الشرقي و غرب المحيط الأطلسي على التوالي . علما ان انتاج رطل واحد من اللحم البقري يولد ( 36 ) رطلا من غاز ثاني أوكسيد الكربون و ان الحيوانات المجترة تنتج كميات كبيرة من غاز الميثان نتيجة لطريقة الهضم , و ان الطبخ على موقد يعمل بغاز البروبان لمدة ( 8,30 ) ساعة سيخلف ( 50 ) رطلا من غاز ثاني أوكسيد الكربون , و هو غاز يستخدم كثيرا في مواقد الغاز المحمولة التي تعمل بعبوات غاز البروبان المدمجة اثناء التخييم و رحلات التنزه و رحلات القوارب. وايضا ترشيد استخدام الأجهزة الالكترونية الشخصية في الرحلات السياحية قدر الإمكان , مثل الهاتف النقال و الكومبيوتر المحمول , و بحسب تقرير اعد لمصلحة المفوضية الأوروبية 2011 فان ( 2 ) في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة في أوروبا متأتية من التكنولوجيا الجديدة للمعلومات , عليه توصي ( وكالة البيئة و إدارة الطاقة ) بتقليص وقت استخدام الكمبيوتر اقتصادا في الطاقة , و تقليل رسائل البريد الالكتروني المخزونة , و عدم توجيه رسالة الكترونية لمستلم إضافي لان ذلك يعني بالنتيجة صرف طاقة إضافية و التسبب بانبعاث قرابة ( 6 جي ) من غاز ثاني أوكسيد الكربون .. علما بلغ حجم انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن نشاطات السفر و السياحة بنحو ( 1242 ) مليون طن , و منها ( 660 ) مليون طن من قطاع النقل الجوي بحسب ما جاء بالتقرير الثاني لتنافسية السفر و السياحة لعام 2008 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي ( دافوس ) . و من الاختيارات و السلوكيات الاستهلاكية الأخرى للسياح  المبيت في الفنادق الخضراء ( البيئية ) التي تمثل احد الاتجاهات الحديثة في السياحة الايكولوجية , و تلقى اقبالا متزايدا عند فئة واسعة من السياح في الوقت الراهن , و هم على استعداد لدفع مبالغ إضافية في حجوزاتهم الفندقية هذه , دعما للبيئة الطبيعية , و للفوز بظروف مبيت صحية اثناء السفر .. و أيضا تبعا للسياسات المتبناة من قبل الشركات السياحية و وكلاء السفرو أصحاب المشاريع السياحية من فنادق و مطاعم و مدن ملاهي .. الخ ( المنتجين ) ثانيا , كما تفعل بعض وكالات السفر السويسرية التي بادرت منذ عام 2010 الى تنظيم رحلات و برامج سياحية صديقة للبيئة الطبيعية بالكامل و موجهة الى دولة جنوب افريقيا , و قيام شركة ( توي ) الألمانية للرحلات البحرية السياحية باستخدام سفن حديثة موفرة للطاقة و متمتعة بنظام عالي المستوى لتخفيف العوادم , و قيام مجموعة فنادق انتركونتننتال في عام 2008  باطلاق اول فندق منخفض الكربون بالكامل في العالم من خلال استخدام الطاقة الشمسية و الطاقة المتأتية من الوقود الاحيائي الناجم عن تدوير و معالجة النفايات و غيرها , و قيام شركة هيونداي للهندسة و البناء بتهيئة و تحوير فندق تقليدي ليتحول الى فندق منخفض الكربون في ( جانجينونج  - الصين ) مستخدما الطاقة الشمسية و الحرارة الجوفية , سيطلق بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية 2018 .. و ايضا على ضوء الخطط و الاستراتيجيات المتبعة في الدول المستقبلة ( المضيفة – المستوردة للسياح ) في مجال الاستدامة البيئية و الاقتصادية ثالثا , و مدى جديتها في معالجة هذه الظاهرة التي تسببت بخسائر بيئية جمة , و باتت تهدد اقتصادات الكثير من البلدان و ان بدرجات مختلفة , كما هو الامر في التجربة الفيتنامية في مدينة ( دانانغ ) التي أدرجت مجلة ( فوربس الامريكية للنشر و وسائل الاعلام ) سواحلها النظيفة المستوفية لشروط الخدمة و الجودة البيئية من ضمن افخر السواحل في العالم , و تم اختيارها من قبل منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا و المحيط الهادي ( ابيك ) كواحدة من افضل ( 20 ) مدينة خضراء منخفضة الكربون على مستوى العالم , و هي في طريقها لتصبح نموذجا للمدينة منخفضة الكربون بالكامل , لما تقدمه للزوار و السياح من ( منتجات سياحية منخفضة الكربون  ) قد تم ابتكارها لخدمة هذا الاتجاه , وعلى ضوء خطة تنمية بيئية و اقتصادية مستدامة شاملة تمتد حتى 2020 . 
bindanyal@hotmail.com