المحرر موضوع: قراءة في المشهد السياسي القادم في العراق  (زيارة 816 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادهم ابراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة في المشهد السياسي القادم في العراق
ادهم ابراهيم

يتسائل كثير من الناس وهم على حق ، عن ماذا سيحدث في العراق بعد القضاء على التنظيم الارهابي المسمى بالدولة اللااسلامية _ داعش . . ولكنني اجد ان في هذا السؤال بعض القصور . اذ ان الوضع الحالي وماجريات الاحداث السريعة في المنطقة ، وفي العراق خاصة يدفعنا الى سؤال اكثر عمقا وواقعية . . وهو مالعمل بعد فشل الاحزاب والكتل الطائفية الفاسدة من كلا الوجهين في ادارة الحكم في العراق
ليس هناك من داع لتعداد نقاط الفشل والفساد الاداري والسياسي ، ونهب الدولة ، وتوقف الصناعة والزراعة والخدمات العامة بشكل شبه كامل ، وعل مدى السنوات الاربعة عشر العجاف اللاحقة لاحتلال العراق . . حتى اصبح دولة فاشلة بكل معنى الكلمة ، لان هذا قد اصبح من البديهيات التي يعرفها القاصي والداني ، والفضيحة اصبحت تزكم الانوف . . ورغم ذلك فاننا نرى الاحزاب والكتل السياسية تحاول اعادة انتاج ذاتها عن طريق تغيير جلدها كالحية ، لعلها تستمر بالحكم فترة اطول ، ولذلك نرى التحالف الوطني قد طرح موضوع المصالحة الذي استهلك نفسه من كثرة الحديث عنه . ثم  التسوية التاريخية الفاشلة . . كما اقدم اتحاد القوى ، الطرف الثاني من المعادلة الطائفبة الحاكمة في العراق ، على عقد مؤتمر في تركيا لترقيع ثيابهم الرثة من كثرة الفساد ، والبكاء بدموع التماسيح على مدنهم المهدمة والمهجرة . . كل ذلك من اجل البقاء في السلطة ،.و هم يعلمون جيدا ان ذلك قد اصبح من المستحيلات . وليس هنالك من شك في ازاحتهم نهائيا من على المشهد السياسي العراقي ، لا بل انهم معرضون جميعا للمسائلة القانونية عن فسادهم ، وخيانتهم للوطن
ومع ذلك فان محاولاتهم لازالت مستمرة . واخذت تنحو منحا بالغ الخطورة كلما اشتد الضغط عليهم . وان مايتوجب العلم به في هذا المجال هو ان هذه الاحزاب والكتل الفاسدة قد انقسمت الى قسمين . . الاول يرى عدم وجود موقع له في المستقبل المنظور ، وهو يحاول ترسيخ الدولة العميقة وينتهز الفرصة المواتية للانقضاض على الحكومة ، ليقطع الطريق على المشاريع المطروحة الهادفة الى استبعاده . وهذا الجناح يديره رئيس الوزراء السابق، وبعض قيادات الحشد الشعبي وليس كلها . وهو يعول في هذا المسعى على مساندة ايران له . . والجناح الثاني يحاول نزع عبائته الاسلامية او المذهبية ليلبس اللباس المدني الديموقراطي ، ويطلع علينا بمشاريع اصلاحية تارة . والدعوة لحكومة مدنية تارة اخرى محاولة منه للبقاء في السلطة فترة اطول
ويقف السيد العبادي رئيس الوزراء الحالي موقف المتفرج . الا ان زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة اعطته دفعة الى الامام . . ولا نعلم هل هو قادر على تنفيذ كل الاملاءات الاميريكية عليه . وخصوصا فيما يتعلق بفك الاشتباك مع الجارة ايران ، والتخلص من الميليشيات الحزبية . وربما محاسبة رفاقه الفاسدين ، لكون المبالغ المسروقة من ميزانية الدولة لا يمكن السكوت عليها . وامريكا ترمب ليست على استعداد لصرف سنتا واحدا لاعادة اعمار المناطق المحررة ، ناهيك عن المناطق المتخلفة التي لم تمتد يد الاصلاح اليها رغم الصراخ والتهريج بذلك من قبل اطراف متعددة
ان الجناح المتشدد للدولة العميقة سيحاول القيام بعملية استباقية للوثوب الى السلطة . ولكن هذا المشروع سوف لن ينجح ، حيث انه يعول على مساعدة ايران له ، وايران كما عرفناها سابقا ونعرفها حاليا
بركماتية تحاول الحفاظ على مصالحها ، ولا تغامر من اجل اي كان . . واذا كان الامام الخميني قد تجرع السم واوقف الحرب العراقية  الايرانية في زمن صدام . فان السيد خامنئي سوف لن يصطدم مع الولايات المتحدة ،. وهو يعرف الثمن الباهض لهذا الموقف .  ولذلك فان ايران ستتجرع السم مرة ثانية وتنسحب الى حدودها المرسومة في زمن الشاه  .  عسى ان تنصرف هذه المرة لتحقيق الرفاه الاقتصادي للشعب الايراني
        وازاء كل هذه المشاهد والمؤامرات يثور سؤال في ما هية دور المثقف العراقي .   .   يؤسفني ان اقول ان بعض المثقفين قد ركبوا الموجة واخذوا يتحدثون باليسارية وهم مشبعون بالمفاهيم الطائفية التي انهالت عليهم فجأة .  والبعض الاخر  يتحدث عن العلمانية وهو طائفي حتى النخاع  .  ومع ذلك فاننا نشهد ان كثير من الناس اخذوا يحسنون من خطابهم ويبتعدون عن التنظيرات الوهمية .  ان هذه الشريحة يمكن اصلاحها اذا ما وجدت تنظيما علمانيا ليبراليا واضح المعالم محدد المناهج والاهداف
         اننا بقولنا هذا لا نتوقع حصول انقلاب فجائي لتصحيح الاوضاع ،  بل ان هناك متسع من الوقت لان الطبخ على نار هادئة يحقق النتائج المرجوة على الامد المتوسط و الطويل .  وان حرق المراحل لن يحقق لنا الاهداف المطلوبة ،  خصوصا وان هناك كثيرا من الناس يقفون موقفا محايدا اما لعجزهم عن اي فعل ايجابي او لانهم لا يدركون الاهداف المطلوب تحقيقها لانتشالهم من واقعهم المتخلف المؤلم والدموي ايضا
        ان على النخب المتعلمة والمثقفة والواعية من جميع الاديان والمذاهب والاثنيات العمل ومنذ الان على توفير الاجواء اللازمة للتخلص من الاحزاب الفاسدة والتحالفات المشبوهة التي سادت العملية السياسية . وفضحها جهارا نهارا  لانتشال هذا الوطن الذي سقط صريعا بانياب التخلف وعباءات  الدين وعمائم المذهبية المقيتة التي سالت دماء شعبنا من اجل حماية رموزها التافهة التي لم تحقق لنا سوى الفقر والدمار وتسعى لتبديد ما تبقى من حياتنا وحياة ابنائنا
      ان الواجب يحتم علينا جميعا التوحد وتقديم التنازلات لتحقيق الاهداف السامية التي يستحقها الوطن في العدالة والعيش بامان وسلام
ادهم ابراهيم قراءة في المشهد السياسي القادم في العراق
ادهم ابراهيم