المحرر موضوع: المطران حنا: على أمريكا رفع يدها عن الشرق الأوسط  (زيارة 528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المطران حنا: على أمريكا رفع يدها عن الشرق الأوسط


المطران عطا الله حنا


عنكاوا دوت كوم - رام الله - دنيا الوطن
فتتح في العاصمة الامريكية واشنطن اليوم مؤتمر بعنوان " المسيحية في المشرق العربي واقع وتحديات " وذلك بحضور ممثلين عن عدد من الكنائس الامريكية الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية وبحضور شخصيات حقوقية واعلامية .ضيف الشرف كان سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي خاطب المشاركين من القدس عبر وسيلة الفيديو كونفرنس وذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حيث شكر سيادته القائمين على هذا اللقاء وكافة المشاركين والمتحدثين والمهتمين بمسألة الحضور المسيحي في المنطقة العربية.

قال سيادته في كلمته بأن المسيحية انطلقت من ارضنا المقدسة ففي بلادنا ولد الفادي ومنها انطلق الرسل القديسين مبشرين بقيم الانجيل المقدس في عالمنا .

عندما نتحدث عن فلسطين نحن نتحدث عن ام الكنائس وعن ارض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والنور وعندما نتحدث عن انطاكية والاسكندرية نحن نتحدث عن كنائس رسولية تاريخها لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام .

لا يمكننا ان نتصور مشرقنا العربي بدون المسيحيين الذين هم امتداد للجماعة المسيحية الاولى التي عاشت في هذه المنطقة ، لا يمكننا ان نتصور فلسطين بدون المسيحيين ولا يمكننا ان نتحدث عن سوريا ولبنان والاردن والعراق ومصر وغيرها من الاقطار العربية بدون ابراز الحضور المسيحي الذي كان دوما حضورا فاعلا في الحياة الثقافية والفكرية والانسانية والوطنية .

القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا وبدون حل هذه القضية حلا عادلا لن يكون هنالك سلام واستقرار وطمأنينة في هذه المنطقة .

ان نكبة المسيحيين في فلسطين هي ذاتها نكبة الشعب الفلسطيني وعندما استهدف شعبنا عام 48 واقتلع من ارضه ومن دياره لم تميز العصابات الصهيونية بين مسلم ومسيحي او بين قرية مسيحية او قرية مسلمة فكل ما هو فلسطيني استهدف سواء كان مسلما او مسيحيا .

لقد تعرض الحضور المسيحي في فلسطين وفي المنطقة العربية لانتكاسة كبيرة اثناء الاستعمار العثماني لفلسطين ومنطقتنا ، فقد ترك الكثيرون من المسيحيين اوطانهم في ظل الاضطهاد العثماني ومن منطقة محافظة بيت لحم لوحدها هنالك اكثر من نصف مليون مسيحي فلسطيني يعيشون حاليا في تشيلي وفي امريكا الجنوبية وهؤلاء تركوا فلسطين ابان الحكم العثماني الظلامي لبلادنا ومنطقتنا ، هذا الحكم الظلامي الذي استهدف المسيحيين والمسلمين على السواء واعادنا مئات السنين الى الوراء .

ان اوضاع المسيحيين في المنطقة العربية هي مرتبطة بأحوال بلداننا فلا يمكننا ان نتحدث عن احوال المسيحيين بمعزل عن احوال الامة العربية ، لا يمكننا ان نتحدث عن احوال المسيحيين بمعزل عن سياسات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وما يحدث في مشرقنا العربي من استهداف يطال شعوبنا ويستهدف ثقافتنا ووحدتنا ، ان ما تشهده المنطقة العربية اليوم من ارهاب وعنف وحروب انما هو مخطط استعماري قديم حديث يهدف الى تفكيك المفكك وتجزئة المجزء .

من هو المستفيد من افراغ المنطقة العربية من المسيحيين ؟ من هو المستفيد من الارهاب الذي يعصف بسوريا والعراق وغيرها من الاقطار العربية ؟ من هو المستفيد من الحروب التي تعصف باليمن وليبيا ؟ ، من هو المستفيد من نشر ثقافة التكفير والتطرف والعنف والكراهية والارهاب ؟ ، من هو المستفيد من اثارة النعرات الطائفية وتحويل الامة العربية الواحدة الى طوائف ومذاهب متناحرة فيما بينها .

ان الحكومات الامريكية المتعاقبة التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا لها تتحمل المسؤولية المباشرة لما حل من دمار وخراب واشاعة لثقافة الموت والتطرف والعنصرية في منطقتنا .

ان الانحياز الامريكي الكلي لاسرائيل والدور الامريكي المشبوه الذي تقوم به في منطقتنا يجعلني اقول لكم بصريح العبارة بأن من يتحمل مسؤولية النكبات والنكسات التي حلت بنا في هذه المنطقة العربية انما هي امريكا ومن يقف معها من الدول الغربية .

من الذي صنع لنا داعش ؟ من الذي صنع لنا القاعدة ؟ من الذي اوجد لنا هذه المنظمات الارهابية بمسمياتها والقابها واوصافها المتعددة ؟ من الذي يغذي هذه المنظمات الارهابية بالمال والسلاح ، من الذي يقدم غطاء سياسيا وامنيا وماليا وعسكريا لهذه المنظمات الارهابية التي لم يُؤتى بها الى منطقتنا من اجل نشر الديمقراطية والحرية وانما من اجل افراغ منطقتنا من المسيحيين وغيرهم من المواطنين ومن اجل اشاعة الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها الادارة الامريكية في وقت من الاوقات .

 

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية