المحرر موضوع: المرياع والقرقاع وشعب غارق في الضياع  (زيارة 1822 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المرياع هو كبش من الغنم يعزل عن امه يوم ولادته ويسقى حليبها دون ان يكتحل برؤيتها، ويوضع مع الاتان ( انثى الحمار ) ليرضع منها حتى يعتقد بانها امه ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة امه وابيه يتبعه اينما ذهب، وبعد ان يكبر يخصى ويعتنى به فيسمن ولا يجز صوفه وتنمو قرونه فيبدو ضخما ذا هيبة ويوضع في رقبته القرقاع ( وهو جرس خاص طنان ورنان )، لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى او اي اتجاه اخر يختاره الراعي الممتطي للحمار، حيث كلما سار المرياع يدندن الجرس وهي اشارة للقطيع للسير وراءه واللحاق به معتقدا ( القطيع ) انه يسير خلف زعيمه البطل، لكن المرياع ذو الهيبة المغشوشة والمزيفة لا يسير الا اذا سار الحمار ولا يتجاوزه ابدا، وبهذا يكون الحمار هو القائد لان القطيع يسير خلف المرياع والمرياع خلف الحمار.
حال شعبنا المسيحي ( الكلداني السرياني الاشوري ) لا يختلف كثيرا عن حال القطيع السائر خلف المرياع، فقادة اليوم لم يبذلوا جهدا للوصول الى القمة، فليسوا اذكى من الجميع ولا اكثرهم اخلاصا للقضية ولا اشجعهم ...، بل بالعكس من ذلك تماما وصلوا الى ما هم عليه عن طريق الغش والخداع حيث عرفوا على اي وتر يعزفوا ليستغلوا عواطف ومشاعر القطيع ليبقوا هم في مركز القيادة متمتعين بالسحت الحرام على حساب معاناة وعذابات الشعب ودمائه، ومن خلفهم يسير قطيع من الاغبياء والسذج الذين يرون في قائدهم الاوحد البطل المهيب والمخلص الوحيد الراعي لمصالح الامة والصائن لدماء الشعب والضامن لمستقبل الابناء. فالانتماء والولاء الاعمى والمطلق ( سواء كان حزبيا او قوميا ) جعل من المادحين والمصفقين لا يرون الهيبة والضخامة والاخلاص المغشوشين والمزيفين في قائدهم ( مرياعهم ) المبجل فساروا كالعميان وراءه منصتين الى شعاراته ( قرقاعه ) الرنانة والطنانة التي تشبع الاذن وتجوع البطن وتشرد الجسد وتقود الشعب باكمله نحو المسلخة.
لقد مر شعبنا بالكثير من المحن وتعرض الى الكثير من المآسي والمذابح على يد الغريب لكن لحد اليوم لم يتعلم الدرس وظل جاهلا لعلوم السياسة، والسبب في ذلك ليس لاننا شعب جاهل ولا نواكب العصر من حيث العلم والادب والثقافة، بل لان القائد ( المرياع ) العظيم الغريب عن الشعب، الذي لم يذق حليب امه!!! وهيبته المزيفة التي اتخذها من بدلته الانيقة ورباطه المزخرف وجعجعته الفارغة، يأبى ويرفض التنازل عن القيادة والاعتراف بالاخطاء المميتة التي اقترفها بحق الشعب لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، فهذا القائد ( المرياع الذي لا زلتم تمتحدون فحولته وتتفتخورن بها وهو المخصي المسكين ) لم يكن يوما ولن يكون الاعظم والمضحي في سبيل الامة بل كان الاوحد الذي دمر الامة ( لا زال المسلطين على رقابنا يتناحرون فيما بينهم على فتات يلقيها لهم اسيادهم بين حين واخر ).

ما تعرض ويتعرض له شعبنا من ويلات ومصائب ليس بالقليل، لذلك وكنتيجة حتمية كان فرضا على زعمائنا الدينيين والسياسيين وكل المتاجرين بقوتنا ودمنا ان يحاسبوا ضميرهم قليلا ويتركوا الانتهازية التي يتعاملون بها مع قضايا شعبنا منذ ميلاد الامة لحين زوالها الوشيك!،والمصيبة الاعظم التي ابتلى بها شعبنا كانت تعظيم وتأليه بضعة اشخاص ( تجار دم ) كرد الجميل لما قدموه للشعب من تضحيات!!!، وبهذا اختزلوا شعبنا وتاريخنا وكل تضحياتنا بشخصيات انانية لم تكن يوما اكثر من عبئا ثقيلا يحني ظهورنا وقرادا يعتاش على دماء اطفالنا ومأجورين يغتالون بكل برودة دم كل امالنا وطموحنا ومستقبلنا.

نصيحة:- لا تغركم المظاهر فما المرياع بافضل قائد.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ كوهر يوحنان المحترم
تحية طيبة
شكرا على ما تطرقت اليه في مقالك وتقييمك للاوضاع التي نمر بها كامة وشعب. وبالرغم من كل هذا، الا ان ما يثير استغرابنا والظروف التي يمر بها شعبنا الجريح في وحدته ووجوده، هو لمواقف السلبية الذي ما زال يقفه بعض ساستنا تجاه الاوضاع السائدة والتي تعصف بنا، وبالتالي ان التاريخ سوف يحكم على اولئك الساسة الذين عملوا وساهموا في ضرب الوحدة والعمل القومي في الصميم، واتخاذهم مواقف اضرت بالغ الضرر بمصالح امتنا وشعبنا، وهو بلا شك سيمجد كل الشرفاء الغير انتهازيين الذين يضعون مصالح ابناء امتهم فوق مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة، وهي بلا ادنى شك سينالون ثقة ومحبة وتاييد الشعب.ولكن لابد ان يعلم الجميع بالرغم من تعدد الشعارات التي ترفعها احزابنا القومية، الا اننا في مركب واحد حتى النهاية، وان غرق هذا المركب يعني غرق الجميع من دون استثناء، وان العمل على صيانة هذا المركب واجب الجميع، من اجل الوصول بالقضية والشعب الى بر الامان والتشبث بالارض والاستقرار والعيش الرغيد في الوطن.وتقبل مروري مع محبتي
هنري سركيس

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد اللاذع الأستاذ كوهر يوحنان عويش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
أحييكم على هذا المقال النقدي الرائع ، لقد أبدعتم خير إبداع في اختيار " المرياع " الذي لم يذق حليب أمه كنموذج لأغلب من يَدّعون أنفسهم حماة الأمة المطالبين بحقوقها القومية ، أي المقصود بهم هنا هم القطعان من أبنائها وليس الجميع من الذين وجدوا في المرياع نموذجاً للقائد المخلص الوفي المنقذ الذي يُقتدى به وهو في الحقيقة يقوده حمار كما تفضلتم !!! .... لقد أبدعتم في التشبيه ، ولكن هذا لا يرضي لا المرياع ولا الأتباع لأن المرياع لا يرى من الأمور غير مصالحه الشخصية والأتباع لا يرون شيئاً بل يكتفون بالأستماع الى قعقعة صوت القرقاع ، وهنا هي المصيبة المرياع لا يسمع والأتباع لا يرون في الظلام غير الأستماع الى صوت القرقاع ، فمن أين سوف يأتي الخلاص لشعب غارق في الضياع في غياب المرشدالوفي المذياع يا أستاذ كوهر ؟؟؟ !!!! ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة التي تكمل ما نسيته انا في مقالي، نعم اخي العزيز مواقف قادتنا السلبية والمخجلة ستبقى هي هي لان من معاناتا ومآسينا يتخذون عظمتهم ومكانتهم وكل مكاسبهم.... ليت النائمين يستيقظوا

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ والصديق العزيز استاذي خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم وتقييمك لما نسطره وكل اضافتك تكون تكملة لما ننساه فشكرا ثانية لمتابعتك اداء تلاميذك، استاذي القدير ما نمر صعب لكن علينا ان نستمر فكما تقول ( ان المصيبة المرياع لا يسمع والأتباع لا يرون في الظلام غير الأستماع الى صوت القرقاع ، فمن أين سوف يأتي الخلاص لشعب غارق في الضياع في غياب المرشدالوفي المذياع.. )لا نملك عصا سحرية ولا قوة الهية لاعادة البصر لفاقديه لكن علينا المحاولة او على الاقل فضح المستور لترتاح انفسنا
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان