المرياع هو كبش من الغنم يعزل عن امه يوم ولادته ويسقى حليبها دون ان يكتحل برؤيتها، ويوضع مع الاتان ( انثى الحمار ) ليرضع منها حتى يعتقد بانها امه ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة امه وابيه يتبعه اينما ذهب، وبعد ان يكبر يخصى ويعتنى به فيسمن ولا يجز صوفه وتنمو قرونه فيبدو ضخما ذا هيبة ويوضع في رقبته القرقاع ( وهو جرس خاص طنان ورنان )، لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى او اي اتجاه اخر يختاره الراعي الممتطي للحمار، حيث كلما سار المرياع يدندن الجرس وهي اشارة للقطيع للسير وراءه واللحاق به معتقدا ( القطيع ) انه يسير خلف زعيمه البطل، لكن المرياع ذو الهيبة المغشوشة والمزيفة لا يسير الا اذا سار الحمار ولا يتجاوزه ابدا، وبهذا يكون الحمار هو القائد لان القطيع يسير خلف المرياع والمرياع خلف الحمار.
حال شعبنا المسيحي ( الكلداني السرياني الاشوري ) لا يختلف كثيرا عن حال القطيع السائر خلف المرياع، فقادة اليوم لم يبذلوا جهدا للوصول الى القمة، فليسوا اذكى من الجميع ولا اكثرهم اخلاصا للقضية ولا اشجعهم ...، بل بالعكس من ذلك تماما وصلوا الى ما هم عليه عن طريق الغش والخداع حيث عرفوا على اي وتر يعزفوا ليستغلوا عواطف ومشاعر القطيع ليبقوا هم في مركز القيادة متمتعين بالسحت الحرام على حساب معاناة وعذابات الشعب ودمائه، ومن خلفهم يسير قطيع من الاغبياء والسذج الذين يرون في قائدهم الاوحد البطل المهيب والمخلص الوحيد الراعي لمصالح الامة والصائن لدماء الشعب والضامن لمستقبل الابناء. فالانتماء والولاء الاعمى والمطلق ( سواء كان حزبيا او قوميا ) جعل من المادحين والمصفقين لا يرون الهيبة والضخامة والاخلاص المغشوشين والمزيفين في قائدهم ( مرياعهم ) المبجل فساروا كالعميان وراءه منصتين الى شعاراته ( قرقاعه ) الرنانة والطنانة التي تشبع الاذن وتجوع البطن وتشرد الجسد وتقود الشعب باكمله نحو المسلخة.
لقد مر شعبنا بالكثير من المحن وتعرض الى الكثير من المآسي والمذابح على يد الغريب لكن لحد اليوم لم يتعلم الدرس وظل جاهلا لعلوم السياسة، والسبب في ذلك ليس لاننا شعب جاهل ولا نواكب العصر من حيث العلم والادب والثقافة، بل لان القائد ( المرياع ) العظيم الغريب عن الشعب، الذي لم يذق حليب امه!!! وهيبته المزيفة التي اتخذها من بدلته الانيقة ورباطه المزخرف وجعجعته الفارغة، يأبى ويرفض التنازل عن القيادة والاعتراف بالاخطاء المميتة التي اقترفها بحق الشعب لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، فهذا القائد ( المرياع الذي لا زلتم تمتحدون فحولته وتتفتخورن بها وهو المخصي المسكين ) لم يكن يوما ولن يكون الاعظم والمضحي في سبيل الامة بل كان الاوحد الذي دمر الامة ( لا زال المسلطين على رقابنا يتناحرون فيما بينهم على فتات يلقيها لهم اسيادهم بين حين واخر ).
ما تعرض ويتعرض له شعبنا من ويلات ومصائب ليس بالقليل، لذلك وكنتيجة حتمية كان فرضا على زعمائنا الدينيين والسياسيين وكل المتاجرين بقوتنا ودمنا ان يحاسبوا ضميرهم قليلا ويتركوا الانتهازية التي يتعاملون بها مع قضايا شعبنا منذ ميلاد الامة لحين زوالها الوشيك!،والمصيبة الاعظم التي ابتلى بها شعبنا كانت تعظيم وتأليه بضعة اشخاص ( تجار دم ) كرد الجميل لما قدموه للشعب من تضحيات!!!، وبهذا اختزلوا شعبنا وتاريخنا وكل تضحياتنا بشخصيات انانية لم تكن يوما اكثر من عبئا ثقيلا يحني ظهورنا وقرادا يعتاش على دماء اطفالنا ومأجورين يغتالون بكل برودة دم كل امالنا وطموحنا ومستقبلنا.
نصيحة:- لا تغركم المظاهر فما المرياع بافضل قائد.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com