المحرر موضوع: 'ناتو إسلامي' لمكافحة الإرهاب يقلق إيران  (زيارة 921 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
'ناتو إسلامي' لمكافحة الإرهاب يقلق إيران
تعيين الجنرال راحيل شريف رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق قائدا للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/04/03،]

رسم دقيق لخرائط التحالفات
لندن – يرصد المراقبون الدوليون بعناية خرائط التحالفات التي تشتغل السعودية على رسمها للتصدي للتمدد الإيراني داخل العالم العربي.
وترى هذه الأوساط أن الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقاءه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب أتاحا للرياض توسيع آفاق الاستراتيجية التي تخطط لانتهاجها على الصعيدين العسكري والسياسي في المنطقة والعالم.

وكشف تقرير لصحيفة صنداي تايمز البريطانية ملامح الورشة السعودية لإنشاء “ناتو إسلامي” ونقله من طور النوايا إلى طور التنفيذ وإرسائه كقاعدة للعمل العسكري المشترك للدول الإسلامية الأعضاء ضد الإرهاب في المنطقة، فيما ينقل عن مراقبين لشؤون إيران رصدهم لقلق طهران من هذا التحالف الذي تعتبره جسما واسعا مناهضا لخططها داخل المنطقة والعالم الإسلامي برمته.

وكانت السعودية قد أعلنت عن تشكيل تحالف إسلامي يضم 41 دولة لمحاربة الإرهاب في ديسمبر 2015، وتأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية.

ويجمع خبراء عسكريون دوليون على أن هذا الحلف سيعمل على أن يشكل سدا منيعا أمام طموحات إيران في المنطقة ورسالة جماعية من الدول المنضوية داخل الحلف إلى طهران بأنه لن يكون مقبولا المضي في سياسات كان هدفها محاصرة السعودية من اليمن والعراق مباشرة وسوريا ولبنان بشكل غير مباشر.

ويرى هؤلاء أن تفعيل هذا الحلف يتسق مع الاستراتيجيات الأميركية الجديدة لتقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وأن التباطؤ في تطوير هذا التحالف وجعله فاعلا قبل ذلك، يعود إلى عناد من قبل الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما، والتي كانت تتحفّظ على كل ما كان من شأنه أن يقف بوجه مخططات إيران في المنطقة تجنبا لتقويض الجهود التي كانت واشنطن تعوّل عليها للتوصل إلى الاتفاق النووي الشهير. وتلاحظ بعض التحليلات أن قيام الأمير محمد بن سلمان الذي يشغل حقيبة وزارة الدفاع، بتعيين الجنرال الباكستاني راحيل شريف لقيادة هذا التحالف ووضع القوى العسكرية التي ستساهم بها 41 بلدا حتى الآن تحت إمرته يرمي إلى تحقيق أهداف متعددة الأغراض تتجاوز الجانب التكنوقراطي الحرفي والمؤسساتي وأصول إقامة الأحلاف.

مارتن إنديك: يجب تفعيل استراتيجية شاملة ومستدامة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة
ويهدف تعيين الجنرال شريف، رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق، على رأس إدارة التحالف الإسلامي إلى تأكيد دور باكستان والدول الإسلامية الآسيوية داخل هذا الحلف، ويرسل تحذيرا واضحا إلى إيران من تشكّل تحالف متماسك يحاصرها من الشرق، فيما تعمل الآليتان العسكرية والدبلوماسية على ممارسة الضغوط الكفيلة بشل الأيادي الإيرانية من اليمن إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا.

وتؤكد أوساط مراقبة لسياق تشكّل التحالف العسكري الإسلامي أن تعيين الجنرال راحيل يضفي على الحلف جدية مؤسساتية تشجع المترددين على الالتحاق به، خصوصا وأن للرجل شعبية في بلده ويحظى باحترام كبير جراء حسن قيادته للجيش الباكستاني الذي يعد من أكبر الجيوش القريبة من الفضاء الغربي خارج حلف الناتو.

وسيتولى شريف مهام منصبه هذا الشهر، وكانت المحادثات بشأن تعيينه بدأت بعد تنحيه من منصبه في الجيش الباكستاني في نوفمبر الماضي.

ويجري بناء مقرات لقيادة التحالف الإسلامي ضد الإرهاب قرب الرياض، ستكون مجهزة بأحدث المعدات وبساحات واسعة للاستعراضات العسكرية وثكنات عسكرية فخمة.

وقال الباحث كامل عالم، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة المتخصص في بحوث الأمن والدفاع الدولي، إن “السعوديين قد جهزوا الأموال اللازمة للتحالف، ويحتاجون الآن إلى خبراء لتفعيله”.

ويرى عالم أن شريف جنرال يحظى بشعبية كبيرة واحترام لقيادته الجيش الباكستاني.

وكشفت مصادر أميركية أن أمر تفعيل التحالف الإسلامي قد تمت مناقشته في الاجتماع الذي جمع الأمير محمد بن سلمان بترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي. وسيكون تركيز الحلف على مكافحة الإرهاب، خصوصا أن السعودية كانت هدفا مباشرا للعمليات الإرهابية خلال الأعوام الأخيرة.

ويرى باحثون في العلاقات الاستراتيجية الدولية أن الرياض ذاهبة إلى تحقيق تحوّل نوعي في تكتيكاتها المعتمدة لمجابهة إيران، وأن تجارب الحرب المباشرة في الحالة اليمنية والحرب بالوكالة في سوريا فرضت تبني استراتيجية شاملة من خلال إقامة تحالف واسع تتقاطع داخله أجندات إقليمية ودولية، وأن التوافق الحالي بين واشنطن والرياض يمثل لحظة مؤاتية لتشديد الضغوط متعددة الجنسيات ضد إيران.

وتدعو هذه الأوساط إلى متابعة التحوّل الجذري الذي طرأ على موقف بعض الدول المترددة حيال الموقف من إيران، كما متابعة الإجماع العربي الذي ظهر في قمة البحر الميت الأخيرة في هذا الصدد.

وطالب مارتن إنديك نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكينز، بتفعيل استراتيجية أميركية شاملة ومتكاملة ومستدامة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، لافتا إلى أن هذه الدولة تمثل تحديا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.