ملاحظة : ما كتبته في هذا المقال ليس دينونة لشخص القس زيد حبابة وانما وفقط ممارسة لحقي في الرد دفاعا عن نفسي وبقية اخواني المسيحيين الخارجين من العراق الباحثين عن ملجأ لهم من الاضطهاد والتهميش والاهانة التي تعرضوا لها في بلدهم الام وهو نقد لظاهرة او ظواهر عشناها في السنوات الاخيرة في ظل ادارة الكنيسة الكلدانية منذ سنوات قليلة وإذا كان من اتهام لابد ان يوجه فهو للرأس الأعلى للكنيسة الكلدانية وليس للقس زيد حبابة الذي يبذل مجهودا استثنائيا بل مستحيلا لخدمة مؤمنين ليس لهم بناية لإقامة القداس ! ان القس زيد حبابة هو محل تقدير واحترام واذكر هنا انه القس الوحيد الذي زارني منذ عام ٢٠٠٠ بصفته كاهن الرعية حتى انني طيلة وجودي انا وعائلتي في شمال العراق لثمان سنوات لم يزرني اي كاهن رعية ! اتذكر ان القس فيليب هيلايي كان يقول لمن يخدم في الكنيسة ثم فجأة يتصرف تصرفا غير مناسب
( انت مثل البقرة الحلوب بعد ماتنحلب تتفس (تضرب) السطل وتكب الحليب )) ! هذا ماحصل فعلا يوم امس في كنيسة الفرير بعمان واليكم القصة :
قبل ايام وصلتني رسالة قصيرة من بيت الرعية الكلدانية هذا نصها : ((تفضل استلم كوبون الاثنين 3 نيسان ساعة 4:30 في كنيسة الفرير- جبل الحسين)) . بالحقيقة كان عندي موعد مهم في مكان قريب بالساعة ٥:٣٠ اي بعد ساعة فذهبت الى كنيسة الفرير مع تخمين ان توزيع الكوبونات لن يتاخر اكثر من نصف ساعة وهذا ماحصل فعلا لكن المفاجأة كانت ان توزيع الكوبونات لم يتم في الساعة ٤:٣٠ ولم يكن السبب في ذلك امر خارجي بل مخطط له ! لقد قام النائب البطريركي الكلداني القس زيد حبابة بجمع القادمين لاستلام الكوبونات في داخل الكنيسة والقى عليهم كلمة اقل مايمكن ان يقال عنها انها ((غير لائقة)) !
في الحقيقة انا وصلت الساعة الرابعة والنصف ولا اعرف متى كان قد بدأ بكلمته ولا اعرف مافاتني منها ، سأسرد هنا جملة من النقاط التي طرحها والتي سمعتها بنفسي :
١. الكنيسة ليست مسؤولة عنكم وعن لجوئكم : لم تقل لكم الكنيسة ان اخرجوا من العراق وهاجروا فأنتم من اخترتم قراركم بحرية لذا أنتم مسؤولون عن قراركم وليس لكم على الكنيسة اي حق في انتقادها اذا لم تساعدكم فهي ليست مؤسسة مساعدات وبإمكانكم ان تنتقدوا الامم المتحدة والكاريتاس لكن الكنيسة ليس من حقكم .
٢. بذلنا جهود لتوفير المواد : انا منذ ثلاثة أشهر اعمل في كل الاتجاهات لتوفير هذه المواد الغذائية فقد جمعت أموال من كلدان مقيمين ومن اخرين وكذلك الفرنسيين بل وبعض منكم لاجئين لكن تبرعوا يقولون نحن لسنا محتاجين فأرجو اللي مامحتاج لا يأخذ او هو بنفسه يعطيها للي محتاج . كثيرون منكم يروحون الى الكنائس الانجيلية وتأخذون منها مساعدات وانا اعرفهم وعندي قوائم بهم لكن لن اعلن من هم فانا سأترك ذلك لضميرهم !
٣. القيل والقال : كلام كثير يقال ((هنيالهم اللجنة مبربعين !!!)) بينما اللجنة فقط لتوزيع الكوبونات صارلهم اسبوع في عمل مضني و((ليش الكنيسة فقيرة ؟!!!)) نعم الكنيسة فقيرة فهي يادوب تكمل واجبها تجاه اللاجئين في سهل نينوى والموصل (في الداخل) وخلف الله على مطارنة إيطاليا يدعمون دراسة اطفالنا في المدارس الأهلية بالأردن ولمعلوماتكم احنا هنا مو كنيسة بل رعية لان ماكو كلدان اردنيين اصليين فليس عندنا اي موارد خاصة بالكنيسة حتى القداديس والتعليم المسيحي وغيرها نقوم بها في كنائس اخرى ! وانا أقدس بالأسبوع بثلاث مكانات (ربما عدد اربع أماكن) وكل شي علي فهذا القال والقيل ماكو داعي اله اصلا زين من الكنيسة خصصت كاهن حتى يخدم هنا !!!
بعد إنهاء كلمته دعا القس خليل للحديث عن موضوع مشروع ال ((١٠٠)) دولار وحسبما فهمت انه يوجد منظمة او شخصيات أمريكية كانت قد تبرعت لعدد معين ((٢٥٠)) عائلة بمبلغ ((١٠٠)) دولار شهريا وقد كلفته بتوزيعها طيلة السنتين الماضيتين !!! وهو يدعي بانه ملزم بتوزيعها على هذه العوائل بالتحديد ولا غيرها . ثم سمح القس خليل بسماع بعض التعليقات ولما اشتد كلام المعلقين والسائلين تدخل القس زيد حبابة لينهي كل شيء متذرعا بضيق الوقت !!! مما قطع إمكانية التعقيب والرد على كلمته !
لهذا انا مضطر الى ان أعقب على كلمته هنا في هذا المنبر وكذلك على الحدث باكمله وكالاتي :
١. قلت ان كلمته كانت ((غير لائقة)) لانها لم تكن في اجتماع مخصص لمناقشتها وإنما هي استغلال لحاجة المستمعين والتفاف على الغاية من الحضور المحددة بالرسالة القصيرة التي كتبت نصها فضلا عن ماتناولته من اتهامات وإهانات (ترجع على صاحبها الأصلي ) وتجاوزات ودينونات و.... الخ .
ان الكنيسة هي كنيستنا وليست كنيسة عصابة الإكليروس لكن كما يبدو ان مايسمى قادتها جعلوا من أنفسهم عبيدا لسيد هذا العالم فلا يعبدون الله بالروح والحق وانما عبادتهم مادية مرتهنة بالأرض والتاريخ فيغالطون الحقيقة والواقع وهو اننا لم نكن نعيش في نعيم الجنة في العراق حتى نتركه بمحض ارادتنا وحريتنا ونتحمل مسؤولية قرارنا بل نحن هجرنا وقتلنا وشردنا من ارضنا وكنائسنا ووطننا ! وإذا كان البعض منا قد ذهب مضطرا في البداية الى مناطق اخرى في العراق فهذا لا يعني اننا في وطننا بل القصص كثيرة عن معاناة شعبنا في تلك المناطق ! ان موضوع انتقاد الكنيسة يقوم على ان قادتها تصرفوا بأنانية لمجدهم الشخصي وليس بمحبة مسيحية ففضلوا الحجر والتراب الذي لا حياة فيه على حياة ومستقبل أفراد وجماعة شعب الكنيسة ! انا ومن وحي السعانين القادم لو كنت مكان قادتها لبعت الكنائس التي لم يعد لها مؤمنين ولتصير مساجد او اي شيء اخر وبمالها اساعد أبناء الكنيسة أينما كانوا ! نعم السلطة الكنسية تستحق الانتقاد (وهو قليل بحقها) لان اموال الكنيسة ليس أموال اي واحد من الإكليروس بل هي اموال الشعب التي يجب ان تصرف عليه بالحق والعدل والرحمة .
نأتي الى موضوع جمع المساعدات فانه عمل وجهد يشكر عليه وانا عندي احساس بانه صادق في النوايا والنتائج وليس عندي شك في ذلك لكن ليس ضروريا اعلان ذلك وخاصة بهذا الأسلوب كأنه ((متفضل)) لانه هذا اقل مايمكن ان يفعله من يتصدر المسؤولية فها الله الاب من فرط محبته لأبناءه البشر بذل ابنه ليصلب ويموت من اجلهم ومن اجل خلاصهم ولست في مجال استعراض نصوص الكتاب المقدس التي تتحدث عن الخدمة المجانية والتضحية والعمل الذي يسند الايمان لكني ساقارن كلامه هذا بكلام قادة الكنائس الانجيلية الذين يساعدون المحتاجين بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وطائفتهم ومنهم نحن الكلدان فانا سمعت منهم هذا الكلام : (( أنتم هجرتم وسلبتم كل شيء الا المسيح العامل فيكم فان كانت محنتكم نقمة عليكم فهي علينا نعمة من الله لانها أعطتنا فرصة لا تتاح دائما حتى نطبق وصايا الانجيل المقدس فعندما نقف الى جانبكم ونساعدكم فإننا نثبت اننا نعمل ذلك للرب يسوع المسيح )) (( نعتذر لأننا مقصرون معكم فأنتم تحملون صليب المسيح بصبر ونحن نهنئكم إنكم ستنالون مجدا باسم يسوع المسيح )) . وهكذا الكنائس الانجيلية تقدم مساعداتها للمحتاجين عموما وكأنها هي محتاجة لتقديمها وهي ليس لها غير هذا الغرض فلا تطلب منك ان تصير إنجيليا ولا غير ذلك وبسبب هذا الأسلوب اللائق ((الفائق اللياقة)) يقبل الكثيرون من غير المسيحيين الايمان بالمسيح بينما يعمل قادة كنائسنا الى نفور وابتعاد أبناء الكنيسة الكلدانية وهذه الحالة ليست جديدة بل قديمة وهي مرتبطة بالسلطة المستلبة من قبل الإكليروس للكنيسة فهذه السلطة جعلت من الكاهن دكتاتورا ليس فقط لانه يعتقد ان هذا هو دوره وانما لان أسقفه هو دكتاتور ويمارس دكتاتوريته عليه وبطريركه دكتاتور ويمارس دكتاتوريته عليه .
نأتي الى موضوع فقر الكنيسة بالحقيقة الكنيسة الكلدانية ليست فقيرة بدليل ان البطريرك يتبرع بمبالغ كبيرة لجهات وامور لا يمكن ادراجها في باب : (( مساعدة المحتاج )) بل في باب : (( تجميل الصورة )) فمثلا تبرع بمبلغ ٥٠٠ مليون دينار لإعادة إعمار البلدات الكلدانية في سهل نينوى رغم ان ذلك ليس من مسؤولية الكنيسة الكلدانية بل مسؤولية الدولة وجهات اخرى علما ان هذه البلدات لازالت محتلة لانها انتقلت من احتلال الى احتلال ولازال المحتلون الجدد يتصارعون بينهم عليها بينما هذا المال يكفي لدعم العوائل المهجرة سواء في الداخل او الخارج لسنتين قادمتين حتى تقوم كل جهة بواجبها (اذا كانت ستقوم بواجبها وانا أشك في ذلك ) فمن هذه ال ٥٠٠ مليون ؟!!! هل هي من كنيسة فقيرة ؟!!!
انا أقول للقس زيد حبابة مثلما انك امتنعت عن تبني مشروع ((ال ١٠٠ دولار )) لانه يسبب مشاكل كذلك عليك ان تطلب من البطريرك ان يعفيك من الكنيسة في الاردن الا اذا يعطيك الدعم المناسب لتكمل واجبك فلا تضطر لهذا الأسلوب الغير اللائق . أضف الى ذلك العدد الكبير من الكهنة الموجود في بغداد لوحدها بينما انت مريض ومتعب تتحمل حملا ثقيلا لوحدك (( الله يقويك ويباركك )) .
لن اعلق على موضوع مشروع (( ال ١٠٠ دولار )) فالكتاب بائن من عنوانه .
انتهى المقال