المحرر موضوع: ملوك و سلاطين الدواعش الخوارج لا يغيثون المستجير بهم  (زيارة 692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الكاتب احمد الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 97
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملوك و سلاطين الدواعش الخوارج لا يغيثون المستجير بهم
الاجارة من الخصال الحميدة التي دعت السماء إلى التحلي و التخلق بها لما تحمل من معاني انسانية سامية لذلك فقد أوجبت على نبيها صاحب الخلق العظيم و بصريح لسانها في كتابها المجيد ما يكشف لنا كيفية التعامل مع المستجير فقالت : ( و إن أحد من المشركين استجارك فأجره ) فتلك اسمى معاني الانسانية النبيلة في إغاثة الملهوف و إعانة المكروب و مد يد العون لكل مَنْ ضاقت به السبل و تقطعت به الاسباب وسط آلام الغربة و الناي عن موطن رحله و مسقط رأسه و ديار احبته و حتى لا يشعر الغريب باليأس و الحرمان فالسماء طرحت السبل الكفيلة التي تخفف ألم المعاناة القاسية فكانت الإجارة الحل الامثل في تحقيق العيش الكريم لكل غريب و مهجر و نازح فقدَ الغالي و النفيس فأمرت رسولها ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و تكون البلسم لجراحاته التي تنزف ألماً و حسرة على ما فقده في ديار الغربة و الهجرة فاصبح لقمة سائغة لكل مصاعب الحياة وفي طليعتها الفقر المدقع و صعوبة العيش فتعاليم و قيم و مبادئ ديننا الحنيف تحتم ضرورة التعامل بالخلق الكريم مع المستجير فنطرح بضاعتنا أمامه و على مسمعه ونترك له حرية الاختيار ولا جبر في ذلك لكن أئمة الدواعش الخوارج غير وارد هذا في قاموسهم المضلل للحقائق و ابن الاثير خير شاهد على قبح تعامل أئمة و قادة هذا التنظيم الضال فكراً و منهجاً مع المستجير بهم فقال في الكامل ( ج10ص268 ) : ( ووضع إنساناً كان يخدمه فخرج الخادم من الجزيرة و قصد الموصل و أظهر أنه غازي بن سنجر فلما سمع نور الدين –صاحب الموصل – بقربه منها قال نور الدين : إن اباك يتجنى لنا الذنوب التي لم نعملها و يقبح ذكرنا فاذا صرت عندنا جعل ذلك ذريعة للشناعات و البشاعات و نقع معه في صراع لا ينادى و ليده فسار الخادم إلى الشام ) فالمعروف ان إمام المسلمين هو القدوة الحسنة و الانموذج الاعلى و المرآة الناصعة التي تعكس الاخلاق الفاضلة و الخصال الحميدة لكن عجباً مما فعله حاكم المسلمين في الموصل نور الدين و تعامله بسيء الاخلاق مع قومه و عبيده و جنده بل و حتى مع أهل بيته وكما ينقل ابن الاثير في نفس الصفحة و الجزء أعلاه مما اضطر الخادم أن ينائ عن موطن رزقه و كسب عيشه فيتركها و يهاجر إلى الموصل ظناً منه أن حاكمها و خليفة المسلمين سيجد عنده الامن و الامان و العيش الكريم لكن الخادم كان كمَنْ يركض خلف سراب يحسبه الظمآن ماءاً فلم يكن حاكم الموصل بالقائد و الخليفة الذي يهتم بأمور الرعية بغض النظر عن انتمائها المذهبي و الطائفي و العرقي مما اضطر الخادم إلى تغير وجهة سفره إلى الشام بسبب الموقف السيء الذي جوبه به من قبل نور الدين فأي خلق يحمله نور الدين حاكم الموصل ؟ هل تعامل مع المستجير به بما فرضته سنن و كتب السماء ؟ هل مدَّ يد العون و المساعدة لذاك الخادم  المستجير ؟ فأين الدواعش و ملوكهم من الاسلام و قيمه النبيلة و تعاليمه القيمة ؟ انظروا يا مسلمين أي خلق دميم ينتهجه أئمة داعش و قادة دولتهم المشؤومة و خلافتهم الجاهلية المذمومة وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (31) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 4/4/2017 و الاطلاع عن كثب على مجمل تلك الاحداث يرجى النقر على الرابط ادناه .
المحاضرة (31) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري
https://www.youtube.com/watch?v=Opj6qlREQWg

بقلم // احمد الخالدي