المحرر موضوع: البصمة الكربونية للمطاعم  (زيارة 1008 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البصمة الكربونية للمطاعم
 The Carbon Footprints of Restaurants
                                   
بنيامين يوخنا دانيال

 للمطاعم أيضا بصماتها الكربونية , شأنها شأن جميع المنشآت و المرافق السياحية , كذلك عمليات تحضير و طهي و تقديم الاطعمة و المشروبات للزبائن , و وجبات الطعام و المشروبات التي يتناولونها ( البصمة الكربونية لوجبة الطعام , البصمة الكربونية للوجبة السريعة ) , و الزبائن انفسهم . فاستخدام المطعم للطاقة المولدة من مصادر تقليدية ( الفحم الحجري , الغاز الطبيعي , النفط ) سيخلف بصمة كربون معينة , و الافران الكهربائية و الغازية ومواقد  الغاز و الفحم و الحطب و الشوايات و القلايات و الخلاطات و خفاقة البيض و غسالة الاطباق التي يرتبط  استخدامها بترك بصمة كربونية وفقا لكفاءتها و ساعات الاستخدام , كما يرتبط شراء و دخول  الأدوات و التجهيزات الى المطاعم و استخدامها بترك بصمة كربونية , و تشمل الدواليب و الكراسي و الطاولات و الصحون و الملاعق و الاشواك و الاكواب و السكاكين و فوط المائدة و ملابس الطاقم وغيرها كثيرة . و أيضا للمواد الغذائية التي تستخدمها المطاعم بصمة كربونية , طازجة كانت ( الخضروات , الفواكه , اللحوم الحمراء و البيضاء , منتجات الالبان , الخبز , ثمار البحر من سمك و روبيان و كركند و حبار و قريدس و كالاماري و اخطبوط و سرطانات) او مجمدة ( لحوم , اسماك ) او مجففة ( البقوليات , الطحين , السكر , الشاي , المعكرونة , مكسرات , فواكه , حليب , قهوة ) او سائلة ( الزيوت , المياه المعدنية , العصائر و المشروبات الغازية , الحليب ) , و غيرها من المواد المستخدمة في التنظيف و الاعمال المكتبية . و لقطاع المطاعم في البلد بصمته الكربونية , و تدل على مجمل ما يصدر عنه من غاز ثاني أكسيد الكربون و غيره من الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري - تغير المناخ . و هناك اتجاهات لتخفيف و معادلة و تحييد الكربون في المطاعم في اطار ( سياحة منخفضة الكربون ) , و من خلال الاخذ بأساليب تحسين كفاءة الطاقة المستخدمة في الطهي و اعداد الطعام و التدفئة و التهوية و التبريد و التجميد و ترشيد استخدامها و الحد من هدرها و توظيف الممارسات الموفرة لها مثل : ضبط توقيتات الطهي و اعداد الأطعمة , و استخدام المعدات و اللوازم و التقنيات الموفرة للطاقة , و اللجوء الى أساليب الطهي البديلة , أولا . علما ان استهلاك الطاقة في المساحات التي تشغلها المطابخ التجارية  يزيد على غيره في المساحات التجارية في الغالب , كما هو الحال في الولايات المتحدة الامريكية حيث يزيد عنه ب ( 2,5 ) مرة وفقا لوكالة حماية البيئة الامريكية ( اوسيبا ) . و أيضا باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية , و تقنيات الكتلة الحيوية , و الطاقة الحرارية الأرضية التي مصدرها الصخور و المياه الجوفية الحارة في توليد الكهرباء و تسخين المياه المستخدمة في أنظمة التدفئة كما فعلت مطاعم الماكدونالدز في مدينة ( بينساكولا ) بولاية فلوريدا الامريكية , ثانيا . و تحضير و تقديم وجبات الطعام و المشروبات بمكونات مستدامة كالخضروات و الفاكهة الموسمية المنتجة محليا و بطرق عضوية لم يستخدم فيها البذور المعدلة وراثيا و الأسمدة و المبيدات الكيمياوية و غيرها من المدخلات التخليقية التي يرتبط انتاجها و استخدامها بانبعاثات الغازات الدفيئة مع ضرورة الاعتدال في استخدام اللحوم بقدر الإمكان , و بخاصة اللحم البقري , ثالثا , لان انتاجها يخلف الكثير من الغازات الدفيئة , علما بلغ الإنتاج العالمي من اللحم البقري المعد للطهي في عام 2015 نحو ( 58,4 ) مليون طن ( اكثر من 10,8 ملين طن في الولايات المتحدة الامريكية و 9,4 مليون طن في البرازيل و 7,6 مليون طن في الاتحاد الاوروبي ) , فكان ظهور ( المطاعم المستدامة ) و ( الوجبات المستدامة ) و ( المشروبات المستدامة ) و ( المشروبات الخضراء ) و ( الأطعمة المستدامة ) . و تشير نتائج بحث اجري على مجموعة من المطاعم في لندن عام 2008 حول الانبعاثات الصادرة عن النقل الغذائي الى بريطانيا ان اعداد  و تقديم طبق طعام متوسط من مكونات مستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي في هذه المطاعم سيخلف اكثر من ( 5 ) كيلوغرامات من غاز ثاني أوكسيد الكربون ( مكافىء ثاني أكسيد الكربون ) مقابل ( 51 ) غم فقط لو استخدمت في اعداده  مكونات محلية . كما تشير تقديرات منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو ) الى ان ( 18 % ) من انبعاثات الغازات الدفيئة ناتجة عن الثروة الحيوانية و الإنتاج الحيواني على مستوى العالم . و تشير نتائج دراسة حديثة نشرت في صحيفة ( الغارديان ) البريطانية 2014 الى ان الوجبة الغذائية التي قوامها اللحوم تسبب بضعف الانبعاثات التي تسببها وجبة غذائية نباتية . كما وجد ان ( 30 – 70 ) في المائة من البصمة الكربونية لمشروب الكوكاكولا الغازي الواسع الانتشار مرتبط بنوع و وزن العلب المستخدمة في تعليبه , معدنية كانت او بلاستيكية او زجاجية , عليه توجب تخفيف وزنها  و تحسين نوعيتها او إعادة تدويرها , بغية التخفيف من البصمة الكربونية للعلبة الواحدة و الحد من اثرها البيئي . و اتضح أيضا ان البصمة الكربونية لوجبة الطعام المحضرة و المطهوة داخل المنزل اخف في الغالب من بصمة مثيلتها المحضرة و المطهوة في المطاعم او المحضرة اثناء رحلات نهاية الأسبوع .... عن كتاب ( السياحة منخفضة الكربون : مقالات و بيبليوغرافيا ) تحت الطبع , مطبعة بيشوا , أربيل – العراق , 2017 .
bindanyal@hotmail.com