المحرر موضوع: الاكراد ... وحق تقرير المصير  (زيارة 1283 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كان العراق عبر العصور القديمة والمعروف ببلاد بين النهرين، موطناً لأقدم الحضارات ويمتد لأكثر من 10 ألاف سنة. وكانت بلاد بين النهرين تمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب. وكانت مملكة آشور الأكادية فيما هو الآن (شمال العراق) موجودة كدولة أُمة من أواخر القرن 25 وأوائل 24 ق.م. ومن ثم عاشت في منطقة الشمال فسيفساء من الاقوام. من هم الكُرد؛ هم شعوب عاشت في غرب آسيا بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس، وهم عرق آري من العرقيات الإيرانية. فهم اخوة الفرس والطاجيك والافغان وذكرهم عدد كبير من المؤرخين ووصفهم بالقوة والبأس الشديد. الآريين هم أحد أهم جذور الشعب الكردي، فالنشيد الوطني الكردي يشير بوضوح الى انهم من أبناء المديين، والمؤرخ الكُردي محمد امين زكي يقول في كتابه (خلاصة تاريخ الكُرد) بأن المديين وان لم يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فانهم انضموا الى الاكراد وشكلوا الامة الكردية. والسؤال هل حقاً الشعب الكردي عاش وتواجد منذ ألاف السنين على وجه (المعمورة)؟ وهل لهم معالم حضارية في تاريخ المنطقة؟ الحقيقة ليس للأكراد أي جذور تاريخية او حضارية في شمال العراق وسوريا، فمجيئهم إذ نزحوا في منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاكروس الإيرانية ومن الشريط الحدودي ما بين تركيا وإيران الى مدن وقرى المنطقة والاغلب في شمال العراق. واستوطنوا جنباً الى جنب مع العرب المسيحيين والآشوريين والتركمان وعاشوا معهم بسلام وبدون تميز عرقي وطائفي او عدواني. إلا ان بعض قادة الكُرد كانت تحاول في الاستيلاء على أراضي بالقوة والترهيب أو بتكريد الطوائف الأيزيدية والآشورية في دهوك، والتركمان في أربيل والشبك والارمن. وبمرور الزمن تم إضفاء الطابع الكردي على هذه المدن والقرى والسيطرة عليها باسم الحقوق القومية والأكثرية الكردية. البروفسور الكردي أد عمر ميران المتخصص في تاريخ الشعوب يقول: (الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي بكل ما في الكلمة من معنى حقيقي وهذا ينطبق بتراثه وثقافته، وأننا لم نسمع او نجد أي أثر لنا ككرد ان نقول انه تراث خالص حضاري). ويقول ياقوت الحموي: (ان إقليم الجزيرة كان يضم 3 مناطق سميت بالقبائل العربية قبل الإسلام وهؤلاء اعتنقوا المسيحية والمناطق التي سكنوها هي ديار ربيعة شمال تكريت وسامراء والموصل وسنجار، وديار مضر وتشمل الرها والرقة ورأس العين ومركزها حران، وديار بكر في تركيا حالياً)، يقول المؤرخ الكردي فيدو الكوراني في كتابه (الاكراد) ان كردستان لم تعرف إلا في القرن التاسع عشر الميلادي. والتاريخ يؤكد بأن التركمان حكموا العراق قبل الاحتلال العثماني بأكثر من قرنين. فقد تكونت إمارة الاتباكية في الموصل وإمارة ميلادية وإمارة الإيواقية الإيوانية في كركوك وضمت سليمانية، وهذا ما يؤكد على عدم إشارة الى كيان كردي في شمال العراق). وذكرت الرحالة الإنكليزية المس بِشوب في كتابها (الرحلات) عام 1895: (ان حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة). وذكر د. جورج بأسجر عندما قام برحلته الى شمال العراق عام 1828 (ان قبائل كردية قامت بهجمات دموية مروعة على المسيحيين السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم واديرتهم). لنأخذ نبذة مختصرة عن مدن الشمال؛ مدينة السليمانية؛ أنشأها العثمانيون عاد 1503 وسميت بمخيم السليمانية، وعند هروب الاكراد من جبال زاكروس (معركة جالد يران)، (ذكر د. حسن كريم الجاف -كردي- بان المقاتلين الاكراد كان لهم دوراً مهماً في المعركة، وذلك لأنهم تركوا صفوف الجيش الصفوي وانحازوا الى العثمانيين كونهم من المذهب السني. وقد كافئ السلطان سليم الاكراد وتم اسكانهم في مخيم السليمانية واعطاهم الحكم الذاتي، وعندما انسحب العثمانيون من السليمانية إثر الاحتلال البريطاني للعراق (ح.ع.1) سلموها للشيخ محمود. مدينة أربيل؛ فهي مدينة اشورية الأصل واسمها اريخا أي مدينة الآلهة الاربعة وتشهد قلعتها التاريخية على اشوريتها واكديتها. الاكراد في السنوات الأخيرة استبدلوا اسم المدينة التاريخية الى كلمة كردية (هولير) ضاربين التاريخ والجغرافية عرض الحائط. مدينة كركوك؛ مدينة قديمة قِدم التاريخ الاشوري والكلداني وكانت مركزاً مهماً للكنيسة النسطورية. مدينة دهوك؛ فهي آشورية الأصل ومن سكانها القدماء، فقد نزح اليها البادينانيون الاكراد من جبال جنوب الاناضول. من خلال دراسة مخططات قادة الاكراد السرية والتي هي شبيهه بمخططات حكماء بني إسرائيل، في السيطرة على الأراضي التي لا تعود لهم من اجل خلق دولة كردستان الذي لا يمكن ان تتحقق إلا بالتعاون المثمر مع الفكر الصهيوني. عندما تأسست جمهورية مهاباد في إيران ولم تدم أكثر من 11 شهراً. أعلنت إيران الحياد في الحرب العالمية الثانية، وكان مبرر ستالين التوغل والسيطرة على إيران، استغل قادة الاكراد هذه الفرصة وقام قاضي محمد مع مصطفى البرزاني (والد مسعود) بإعلان الجمهورية. شاه إيران مارس الضغط على أمريكا كان كفيلا بانسحاب الاتحاد السوفيتي وقام الشاه بإسقاط الجمهورية الكردية وتم اعدام قاضي محمد وهروب مصطفى الى الاتحاد السوفيتي. التاريخ يعيد نفسه وإذا بمسعود مصطفى البرزاني وبدعم دولي يدعو على تثبيت الدولة الكردية واستقلالها، (عدم رضى والأتراك وإيران). وكشف مصدر كردي ان فرقا متخصصة تعمل بإشراف مهندسين امريكان وبريطانيين وفرنسيين، تعمل على حفر خندق لترسيم حدود كردستان من حدود خانقين وتنتهي عند منطقة ربيعة في نينوى، بطول 400 كم وعمق 3م. يجد القادة الاكراد انهم امام فرصة تاريخية قد لا تتكرر لتحقيق حلمهم التاريخي، خاصة لم تعد للعراق وسوريا القدرة على المجابهة أمام المشروع الدولي (السني). وان ثمة انفتاح كبير من دول الخليج والأردن، وإسرائيل باتت من اشد الداعمين لا علان الدولة الكردية لحسابات خاصة بها. الكُرد يطالبون بالدولة وهو حق من تقرير مصيرهم. حق تقرير المصير؛ هو حق معروف في العلوم السياسية حيث يشير هذا المصطلح لان لكل شعب أو أمة ان يكون له الحق في اتخاذ قراره السياسي. وحتى تمتلك الدول والأمم هذا الحق يجب عليها ان تتخلص اولاً من سلبها إياه، فالدول التي يجثم صدرها دولة محتلة تستنزف خيراتها ومقدراتها وتعمل على ان تقمع شعبها وتتحكم في مصيرها ومقدراتها ومواردها، قطعاً لن تستطيع ان تجتاز حق تقرير مصيرها، لذا يجب اولاً على الدول ان تتخلص ممن ينغص عليها معيشتها ويفسد مقدرتها ويستنزفها حتى تستطيع ان تقرر كل شيء يخصها من المصير. حين كانت الشعوب تناضل في سبيل انعتاقها من السيطرة الاستعمارية القديمة برز حق تقرير المصير لأول مرة في بيان الاستقلال الأمريكي عام 1776م ومن ثم برز بشكل متقدم في وثيقة حقوق الانسان الفرنسية عام 1789م والتي انتزعت في اعقابها دول أمريكا الجنوبية والتي كانت خاضعة للاستعمار الاسباني والبرتغالي استقلالها الوطني بين 1819- 1825. حكومة إقليم كردستان اتبعت ومثلت انتهازية ونفعية صرفه مستغلة وضع العراق الداخلي في الفساد والخلافات بين كيانات السلطة الفاسدة، والقوات المسلحة منشغلة بالحرب مع دولة الخلافة الإسلامية. اخواني الاكراد، غرور القادة سيلعبون بالنار وسيكون مصيرهم كمصير قادة دولة مهاباد، قادة مهاباد هل كانت لهم حصة من النفط الإيراني مثل قادتكم والبالغة 17% من عائدات نفط العراق والتي تقدر مليار$ شهرياً عدا النفط المهرب. الى جانب ان حكومة بغداد (المركز) تتحمل رواتب 180 ألف من افراد جيش البيشمركة والاسايش والشرطة الكردية استناداً بما نص عليه الدستور العراقي. هل هذا هو حق تقرير المصير؟ ثم اين هو حق تقرير مصير الاكراد الموزعين 35% في تركيا، 20% في إيران، 25% في العراق (النازحين)، 10% في سوريا، ونسبة قليلة في أرمينيا. ففي هذا السياق، لا ترى النخب السياسية في المحافظات الجنوبية الثمانية وخاصة محافظة البصرة سببا في منح أرباح عوائد نفطهم البالغة 80% من عوائد نفط البلاد. اخواني الاكراد؛ شعب العراق (العربي والكردي) عاش لقرون وتقاسم التاريخ والجغرافية والثقافة واتحد أمام العدو المشترك في النضال بوجه النكسات في مراحل عديد من التاريخ جراء شوفي نية وعنصرية الأنظمة والحكومات البائدة والحالية التي مارست التفرقة والاضطهاد. في هذه المرحلة الراهنة وأمام هذه المخاطر ليس أمام النخب الثقافية للشعبين إلا بالوحدة والتواصل والتباحث من أجل افشال مخطط الفتنة والتوصل الى أفضل السبل للعيش المشترك بسلام ومحبة. ولا تدعو قضيتكم بين الاحضان المثقوب والقضية المقدسة. اخواني الاكراد؛ أُذكركم ببوابة براندنبورغ الشهيرة التي أصبحت رمزاً للشعوب، بنى سور برلين عام 1961 لتقسيم المانيا الى شطرين (شرقية غربية). وفي 1989 بعد توحيد الدولتين سقط الجدار بين الالمانيتين فباشر جميع الالمان بهدم الجدار منتقمين من الحاجز الذي حبس حريتهم عقوداً وعبروا الالمان بوابة براندنبورغ الشهيرة وهم تحدوا التفرقة والفتنة من أجل العيش المشترك في المحبة الاخوية شعباً ووطناً واحداً.
                                                      الباحث/ ســــمير عســــكر