المحرر موضوع: لحظة حب بغدادي  (زيارة 1535 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وميض بطرس

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • ياهو مسنجر - wameed74@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لحظة حب بغدادي
« في: 18:19 11/04/2017 »


لحظة حب بغدادي

وميض بطرس

بين النوم واليقظة ثمة مساحة وسطى تبتعد إحدى الأطراف عني كلما حاولت عبثا أن أصل إلى أحداها.
ليلة أخرى هجرها القمر تؤرقني بهدوئها ... لم اعد احلم منذ أن رحلت عنك وتناسيت وجودك البار في حياتي ... لم اعد أتنفس بحرية كما كنت واستبدلت هواءك العذب برياح الغرب المشاكسة وأصبحت هكذا عار بلا حكاية ... أتعذب بعد أن سقطت كل الأقنعة فوق درجات محرابك.
وحيدا امشي ونفسي كل يوم ... مدينة جديدة تتخللني بضجيجها وغربة رمادية اللون تحتلني بأرصفتها , لقد حرمتني من كل أغنياتي وضاعت هكذا موهبتي وطارت بين معاني الأفق حروفي عندما غادرني غبارك .
فكل مكان هنا أصبح يذكرني بك ولا اعرف أين اختبئ ... هاهي ذي مسامي أراها تنز من دمك أنظر! ... حتى شبح اسمك أضحى يلاحقني كلعنة ألقتها علي حيزبون شرير واختفت مع أنين السفن .
إلى أين الهرب اليك ؟ مرهق وغريب أنا من دونك ... كأن أمي تبرعت بي لدار الأيتام ذات ليلة , تركتني , وابتلعتها دهاليز الظلام غير مبالية بصرخاتي البريئة عندما أحسست بالبرد .
من بعدك روح تائهة أنا راحت تبحث عن جسد يحتويها ... فأنا في رحلة نسيان جديدة ... قررت أن ارحل وأنسى وعندما قررت أن أنسى كان أول ما نسيته هو قراري بالنسيان !
لن استطيع أبدا ان أتناسى ...
فنجان القهوة الجديد يغريني و سيكارة شهيدة تنتظر إعدامها حرقا على عتبة الذكرى , أحس بطعم رمادها المر يلسعني !
بفضول رحت ابحث عن أخبارك في مخابئ الشبكات الأخطبوطية  وأبواب الجيران الموصدة لا أخبار مفرحة بعد اليوم انتظرها عنك ... كتاب حضارة قديم نضجت صفحاته وأصبحت مستعدة للحرق .   
وجع من نوع آخر يدق كالطبل في أفكاري... وجع مخلص لي ... لا يفارقني ولا يؤلم غيري فقد مللت من تصنع السعادة أمام الناس والقول بإني بخير عندما يقذفني احدهم بسؤال ... ولكني لست بخير! ... تحاصرني ابتساماتهم الصفراء فأهرب منها إليك والى أحضانك أود الارتماء والانتماء  فلا أجدك ...أين أنا ؟ وأين أنت ألان ؟
ابحث عن ظلك وسط زحام الكلمات وساعات الانتظار المملة ... أبحث عن بقايا عطرك المتسلل إلى سهول سترتي ... علني أجدك !   
نيسان يطرق الباب ... ها هو ذا عاد من جديد ... لن يجدني افتح له لأني بكل بساطة نسيت روحي في جسدك وصرت مثل عصفور ربيعي ميت لن ينشد في احتفال ولادة الطبيعة ولن يفتقد ألحانه احد !
فوق الشرفة حيثما أقف ... سرير النوم أصبح كعابر سبيل لا تربطني به أية علاقة !
كيف السبيل لي لأصل إليك ؟ شوقي لك يقتلني وان استمر هذا سأصرخ  لوحدي من الألم
فلتسقط كل فلسفات العالم ونظرياته أمامك ... فأنت من صنعها أساسا   
كلا ... لن اسمع !
كفى ... أنا مرهق بك حقا , كفى أرجوك ... لم اعد احتمل , ها أنا أعود وأهذي من جديد
إليك أيها النوم اهدي أحلامي , إليك أيتها الحمى اهدي رعشاتي
ياترى ...
الم تفهمي بعد يا بغداد ؟ 

ليلة 1 من نيسان 2017