المحرر موضوع: ○ مجلة " ذي أتلانتك " الأمريكية : لماذا أعلن داعش الحرب على المسيحيين . !!! ○  (زيارة 1079 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مجلة « ذي أتلانتك » الأمريكية : لماذا أعلن
« داعش » الحرب على المسيحيين في مصر؟ !
الثلاثاء 11 ـ 04 ـ 2017
في أعقاب الهجوم الانتحاري على كنيستين مصريتين [ طنطا والأسكندرية ] ،
في يوم الأحد 9 أبريل / نيسان 2017 ، والذي يوافق أحد الشعانين ، نشر موقع مجلة
« ذي أتلانتك » الأمريكية مقالًا تناول فيه الهجوم ، الذي أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 44 وجرح 150 شخصًا ، كما تناول استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) في مصر، وما قد يعنيه ذلك للمنطقة في السياق الأوسع .
بدأ مختار عوض ، كاتب المقال ، وهو باحث زميل بجامعة جورج واشنطن الأمريكية ،
بالتذكير بالهجوم الذي نُفِّذ منذ أربعة أشهر وأدَّى إلى مقتل 28 من المصلين المسيحيين
في القاهرة ، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) مسؤوليته عنه ، وأشار عوض ، الذي يركز عمله على الجماعات الإسلاموية والسلفية في الشرق الأوسط ، إلى أنَّ هجومي أحد الشعانين ، اللذين لم يفصلهما سوى ساعات ، استهدفا كنيسة في طنطا بدلتا النيل والكنيسة المرقسية في الإسكندرية حيث كان الپاپا تواضروس يرعى القدَّاس ، في ما يُعَد « أعنف هجومٍ موجَّه ضد الطائفة المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط منذ عقود » ؛ ولم يكُن من قبيل المفاجأة أن يعلن « داعش » مسؤوليته عن الهجومين بعد ساعاتٍ من تنفيذهما .
محللًا أسباب « داعش » في الاتجاه إلى هجمات كتلك على المسيحيين المصريين ، قال عوض :
إنَّ « داعش » قد دأب ، على مدى أشهر، على تسريع استقدام التكتيكات الطائفية العراقية
إلى مصر، وفي هذا الصدد ، يواصل المقال ، يأمل التنظيم في زعزعة استقرار البلد الأكثر
سكانًا في الشرق الأوسط ، وتوسيع نطاق مشروعه الذي بات هدفه واضحًا الآن بإبادة الأقليات
في المنطقة ، ولم تتمكَّن السلطات المصرية
حتى الآن من التعامل مع هذا التهديد
المتصاعد ، وقد يرجع ذلك ، إلى حد كبير،
إلى عدم كفاءتها ، ولكنَّه يعكس أيضًا التطوُّر المتزايد لقدرات « داعش » الموجَّهة إلى مصر؛ ومع تقهقهر التنظيم إلى وضعٍ دفاعي في دولٍ أخرى ، فإنَّ الأراضي المصرية تُعَد منطقة جذَّابة جدًا لتكون جبهة محتملة في حملاتها الجهادية .
ويبدو أنَّ داعش يخصص لمصر الآن المزيد من اهتمامه وموارده ، والأهم من ذلك عناصره المميزة ؛ مما يجعل الوضع مرشحًا لأن يزداد سوءًا في المستقبل ، وتهدف خطة « داعش » ،
في رأي عوض ، إلى « إشعال الفتنة الطائفية
في مصر كخطوة أولى في تفكيك البلاد » ،
صحيحٌ أنَّ « داعش » ( أنصار بيت المقدس سابقًا قبل أن يُعلِن مبايعته « داعش » في 2014 ) قد نفَّذ العديد من التفجيرات في القاهرة والدلتا في الأعوام الأربعة الماضية ، لكنَّه يُرجِع ذلك جزئيًا إلى قوَّة الحكومة المركزية ، وسِمات الهواة التي تُميز « داعش » ، وربَّما الأهم
من ذلك هو التماسك النسبي للمجتمع المصري .
وعلى العكس ، حقَّق « داعش » نتائج أفضل بكثيرٍ في شمال سيناء ، حيث قتل أكثر من ألف جندي حكومي في السنوات الأخيرة ، ولكن سيناء منطقة بعيدة للغاية عن القاهرة ، الأمر الذي يجعل من الصعب أن تُشكِّل تهديدًا وجوديًا للحكومة المصرية ، ولهذا السبب ، يرى عوض أنَّ هذا الهجوم على كنيستي طنطا والإسكندرية يُمثِّل
« تغييرًا محوريًا في طبيعة التهديد الذي يواجهه المسيحيون المصريون الآن ، حتَّى
وإن لم يكُن أوَّل هجوم يضرب الأقباط سواء كان مصدره الجهاديين ، أو الإسلاميين ، أو حتى جماهير المسلمين العاديين » ، ويقول عوض : لقد آتّخذ « داعش » خطوةً متطرفةً تتمثَّل في إفتراض
أن المسيحيين هم ، بالنسبة إلى مصر، كالشيعة بالنسبة إلى العراق ، معتنقًا موقفًا يقضي بأنَّ الأقباط يُمكن قتلهم دون تمييز ودون سبب غير عقديتهم ، ومنذ تفجير كنيسة القاهرة في ديسمبر / كانون الأول 2016 ، دفع مؤيدوا التنظيم على الإنترنت هذا المفهوم بقوَّة ،
مُدَّعين أنَّ « المسيحيين المصريين هم مشركون أولًا ، وقد أظهروا الغدر عبر التحالف مع الغرب والحكومة المصرية ؛ ولذا يجب أن يُقتلوا » ، ويشير الكاتب في هذا السياق
إلى حملة للإخبار عن المرتدين أطلقها مؤيدوا « داعش » المصريون عبر الإنترنت من أجل جمع معلوماتٍ عن كل « عسكري ، ومخبر، وفرد أمن ،
 وأمين شرطة ، وضابط ، وعقيد ، ومدير بنك ، ورأس نصرانية كافرة ، وصليبي أو صهيوني مقيم بين ظهرانيكم » ، وظهرت الآثار المحتملة لهذه الدعوة في فبراير / شباط الماضي 2017 ، عندما فرَّ مئات المسيحيين في شمال سيناء
من منازلهم مذعورين بعد مقتل سبعة مسيحيين بوحشية على يد مقاتلي « داعش » ، لكن عوض يؤكدُّ أنَّ هذه الاستراتيجية ليست في واقع الأمر نتيجةً لمراجعات أيديولوجية داخل « داعش » ،
وأنَّ تنفيذها له تداعيات خطيرة على أمن مصر، وعلى الاستقرار الإقليمي إن نجحت ؛ فلسنواتٍ طوالٍ كان ثمَّة سؤال يؤرق أعضاء التنظيم ، والجهاديين بشكل عام ، ألا وهو:
« لماذا فشل الجهاد في داخل الأراضي المصرية ؟ » ، وهذا السؤال محوريٌ للتنظيم ، ليس فقط بسبب مساحة مصر الشاسعة ، بل أيضًا لأنَّه يختبر ما إذا كان المشروع الجهادي يمكن أن ينجح في بلدان لم تدمرها الحرب الأهلية
أو تزعزع استقرارها دون أملٍ في العودة إلى ما كانت عليه في السابق ، ويعرض الكاتب دراسةً كتبها أحد منظري « داعش » ، أبو مودود الهرماسي ، بعنوان سر اللغز المصري ؛ يصف فيها المسلمين المصريين بأنَّهم « كالماشية لعدم فهمهم واقع النضال ، قبل أن يُقدِّم « مفاتيح النجاح الجهادي » ،  ومن بينها
« القتل الطائفي للمسيحيين من أجل إشعال المناطق الريفية ، والأهم من ذلك استهداف
كل مسيحي دون استثناء » ، مضيفًا أنَّ إثارة الفتنة الطائفية ستكون « مفتاح الكشف عن واقع الصراع و( التحريض على ) المشاعر الكامنة في المسلمين تجاه عقيدتهم ( المسيحية ) » ، ويتابع أبو مودود الهرماسي ما يعتقده بأنَّ الجهاد لم يسيطر على العراق ، وسوريا ، واليمن إلَّا بعد أن جرى استهداف الأقليات هناك ؛ ويختم رسالته قائلًا :
« لا تذروا [ ترحموا ] أيّ مسيحي كافر في مصر حتى تُهددوا حياته » ، ويُعلِّق عوض :
« في الأشهر الأخيرة في مصر بدأت « داعش » أيضًا في تبني نغمة مماثلة تجاه الصوفية ، الذين يُشكِّلون نسبة كبيرة من المسلمين في مصر، وشمال إفريقيا، وأماكن أخرى ؛ فقطعوا رأس اثنين من رجال الدين الصوفية في سيناء وحاولوا إجبار الآخرين على التوبة » ، ويختم عوض مقاله بالقول إنَّه من المستبعد نجاح هذه الاستراتيجية في مصر بالطريقة التي يتصوَّرها
« داعش » ، لكنَّ محاولة تنفيذها ستترك ضربًا من الدمار الذي سيُحطِّم الأقلية المسيحية
في مصر ، ويضيف : قد يؤتي برنامج الإبادة الجماعية الذي يتبنَّاه « داعش » نتائج عكسية كما كان الحال بالنسبة إلى أسلافهم الجهاديين في الثمانينيات والتسعينيات ، الذين جرَّف قتلهم الوحشي للمدنيين أي قاعدة من الدعم الشعبي ، ولكن ، كما يشير الهرماسي ،
فإنَّ للطائفية جذورًا عميقة في المجتمع
المصري ، كان الإسلامويون ينشرونها منذ عقود .
وساهمت فيها السياسات الحكومية أيضًا ، وما زالت مصر ، شأنها في ذلك شأن العديد من الدول الأخرى في المنطقة ، تفرض قوانين التجديف ، وتضع قيودًا تمييزية على بناء الكنائس ، وتُخفِق في محاكمة الجناة الطائفيين ، بينما يواصل الإسلاميون إثارة الكراهية
ضد الأقليات  دون رقابة ، لم تُكن الطائفية لتنجح مع « داعش » في مصر ، أو في أي
مكان آخر قبلها ، لو لم يجد التنظيم
سياقًا أيديولوجيًا يمكن أن تزدهر فيه
أفكاره المتطرفة .