المحرر موضوع: تأملات في رحلة الأسبوع الأخير خميس العهد :أين موضع راحتى  (زيارة 602 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
خميس العهد :أين موضع راحتى
Oliver كتبها
سأل المعلم رب البيت قائلاً أين موضع راحتى الذى آكل فيه الفصح مع تلاميذى؟ لو22.هذه هى المرة الوحيدة التى سأل فيها مخلصنا عن موضع راحته لأنه لم تكن راحة لمخلصنا الصالح طوال حياته على الأرض أما الآن فقد جاء أوان الراحة.كيف ستريح السيد؟ أنت بنفسك موضع راحة المسيح.لأنه إتحد بنا لنتحد به و وجد راحته هكذا.أنت صاحب المسكن المريح.أنت رب البيت فتنازل لرب المجد عن بيتك ليرتاح كما تنازل هو عن بيته و مجده بل و حياته ليجد راحة لنا .
إجعل قلبك عُلًيةً كالتي صنع الرب فيها الفصح الأخير.العلية هى إرتفاع عن شهوات الأرض لتشبع من الذى إشتهى خلاصك. إجعل عليتك كبيرة أى إجعل قلبك متسعاً .فالقلوب الكبيرة تليق بعظمة إلهنا يسوع.إفرش عليتك بالمحبة لأنه لا يأت للعلية غير المفروشة بالمحبة.فهذه وحدها ما يريح المسيح أصل المحبة..أحب الجميع فيرتاح السيد في محبتك و ترتاح أنت في محبته.كانت مفارش الموائد طويلة تصل حتي الأرض.تستر ما تحتها.إجعل قلبك يستر أخوتك فتستحق سكنى الإله و يجد فيك راحته أما الذين يدينون الأخوة فهم موضع غضبه.المسيح يراك مدينة فيتجول في أفكارك و يقدسها كما كان يجول يصنع خيراً.أنت موضع العلية. أنت المدينة الكائنة على جبل.المسيح هو الجبل و أنت مدينته.في تفريعات المدينة فضائل متعددة.حكمة تليق بكل من تعاملهم على مختلف رتبهم.هنا يرتاح القدوس حين تفعل مثله خيراً.لذلك العلية كانت في المدينة.
يأتى المسيح مع تلاميذه و يصنع الفصح.فإن كنت أنت البيت يأتي إليك و ملائكته معه و يعلمك المجد.كما أرسل السيد تلميذين من أجل الأتان و الجحش يرسل أيضاً تلميذين من أجل إعداد العلية.فمن هما تلميذيك سوي كلمة الله بعهديه القديم و الجديد فهما اللذان يعلماننا ماذا يصنع الفادى.يفسران لنا أفعاله السمائية.القديم يعرفنا المن الأرضى  و الجديد يعلمنا السماوي .القديم قدم لنا الخبز الأرضى  و الجديد قدم لنا السمائي .القديم جاء لنا بالماء الأرضي و الجديد بالماء و الروح .هذان هما التلميذان اللذين أرسلهما السيد من أجل كل بيت ليصير عُلية يرتاح فيها ساكن الأعالى.
لكي يرتاح المسيح فينا فإنه يغسلنا أولاً لكي نصير على صورته و مثاله.كم يحبنا هذا الإله الوحيد الجنس.الذى تسبحه الملائكة جالس عند قدمى يغسلهما .هذا ما يعجز الفكر عن إحتماله لكنه من أجل إتضاعه الذى فاق فكر البشر وجد مسرة في غسل أقدامنا لكي يضع بيننا و بين العالم حداً.فننتسب إلى المسيح و لا نعد من العالم.و حين يغسلنا تكسونا النقاوة.نطلب منك يا سيدنا الصالح أن تغسلنا فنبيض أكثر من الثلج.نطلب نقاوتك لكى تجد فينا راحتك.نطلب قوة منك بها نغلب الذات و نقبل أن نغسل أرجل أخوتنا.لا نستنكف من أخطاءهم بل نسامحهم بالتمام و لا نعود نذكر ضعفاتهم في قلوبنا.يا من غسلت الأرجل علمنا أن ننحني  قدام أخوتنا و نفرح مثلك بأن يتقدمنا هؤلاء و أولئك و نكتفي بالمتكأ الأخير طالما صار متكئك.
تعالوا يا أخوتي لنتلاقى  فأنا أحبكم مثل سيدى.أفرح بمسامحتكم إذ صار المعلم في بيتى صرت به قادر على غسل أرجلكم.إن لم تأتوا سآتيكم و أترجى لكم بالحب أن يسكنكم أنتم أيضاً و به نتحد معاً و نصير تلاميذه و أبناءه.لكي يكون الحب سهلاً أقدم لكم إعتذاراً عن كل خطأ و خطية.لكي يكون اليوم يوم نقاوة.و القلب مسكن راحة. لأنه كما أوصانا أن نغفر ليغفر لنا أوصانا أن نغسل أرجل بعضنا البعض كما غسل هو أرجلنا و صرنا قدامه طاهرون.و كما قال لتلميذه بطرس الرسول  أن ما يصنعه غير مدرك الآن نؤمن أن ثمار الغفران هو فوق التصور و أن المغسولين بدم الخروف هم أهل لما لم يخطر على قلب بشر .هذا السر العظيم  الجسد والدم يؤهلنا لأسرار أبدية.
يا سيدي القدوس حين تكسر الخبز أرجوك أن تكسر ذاتى قبلها.و حين تقدمه لى جسداً لك قدمنى إلى مراحمك فأكتسى بالنعمة إذ ليس من هو مستأهل لهذا المجد.حين تضع في الكأس ماء أرونى بنعمة روحك القدوس و حين تكمل الكأس خمراً أسقني منها دمك القانى فتنمحى خطاياى.إعط لكل الكنيسة هذا الطعام السماوى لكى به نعيش إلى الأبد و تعيش فينا و ترتاح.
كل شيء قد دفع إليك من أبيك الصالح حتى نحن.و بهذا نفرح و نفتخر أنك صالحتنا بجسدك و دمك.و أننا بالذى بذلته نتأهل لعشرة أبدية مع الثالوث الأقدس.تعال بعشاءك السرى مع أبيك الصالح و إصنع فينا منزلاً لنتعشى معاً و اسكن فيه مرتاحاً و نرتاح معك
هذا العالم الجائع الظمآن يحتاجك.إفتح بصيرة الإنسان ليقبل جسدك و دمك طريقاً للخلاص.الذين ينكرون جسدك و دمك لا يأخذون منك كثيراً لأنك في هذه القدسات تعط نفسك أبدية لنا و ملكوت في داخلنا.إفتح الأبصار فتكف عن المقاومة و تدعوك لتسكن بيوتها.
يا معطياً ذاته لأجلنا
يتعجب الفكر كيف ببساطة الروح يصير الإتحاد بك ممكناً هكذا.يتحول الإنسان إلى لحم من لحمك و عظم من عظامك إذ يسرى دمك فينا و نأكل جسدك غير متشككين فيصير جسدك جسدنا و دمك دمنا ونتميز حتي عن الملائكة بهذا المجد.
ما هذا العجب إذ تختزن الغفران و الحياة الأبدية في جسد و دم لأنه بالحقيقة جسدك أنت و دمك أنت و بالحقيقة أنت طعام الأبدية.متى إتحدنا بك هكذا تصير فينا شركة الطبيعة الإلهية.يصبح أقنوم الإنسان متحداً بالآب بواسطة الإبن و الروح القدس.في كل مرة نتناول من أقداسك نصبح غرباء عن هذا العالم و ننتسب للسمائيين.نرتقى حيث عرش الله و نجلس مع المسيح لأنه قبِل أن يسكننا بجسده و دمه.الغرباء لا يأكلون خبز البنين.لأنهم لا يؤمنون أنك معط ذاتك للبنين فيأكلونك و يحيون.كيف صارت عندهم كلماتك للذكرى و هى للأبدية بغير شك.قل لهم أنك أنت هو هو. صاحب العهد الجديد و أنك صلبت و مت مرة واحدة و بهذه الذبيحة ذاتها نشبع كل مرة على المذبح .الذبيحة واحدة وحيدة  لا نهائية كالسيل المتدفق يروينا بغير إنقطاع من نفس مصدره.لا تكرار للصليب لكن التكرار هو للمحبة التي تجلت في الصليب و ما القدسات إلا المسيح المبذول عنا.لنأكله و ننال  الغفران فهذا وعده غير المشكوك فيه.و ليكن إتحادنا به ممكناً و الثبات فيه يسيراً لأنه بالجسد و الدم يثبت فينا و يسكن فينا و يجدنا موضع راحته.