المحرر موضوع: 'إستراتيجية جديدة' لتحرير المنطقة الأصعب بالموصل  (زيارة 1178 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
'إستراتيجية جديدة' لتحرير المنطقة الأصعب بالموصل
القوات العراقية تقلص الغارات الجوية وتتقدم ببطء داخل الأحياء السكنية وتستخدم الأسلحة الخفيفة تجنبا لمقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية.
ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم

هل تنجح الاستراتيجية الجديدة
الموصل - تقدمت القوات العراقية، خلال الأيام القليلة الماضية، بشكل طفيف في معارك الجانب الغربي لمدينة الموصل عبر تحرير ثلاثة أحياء هي المغرب واليرموك والمطاحن، فيما لا تزال المنطقة الأصعب، وهي الموصل القديمة، تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية رغم مضي أكثر من أسبوعين على تطويقها.

ما يحدث، وفق نائب برلماني وخبير عسكري، هو تطبيق لـ"إستراتيجية جديدة صعبة ومعقدة" تقوم على تقليص الغارات الجوية والتقدم ببطء داخل الأحياء السكنية واستخدام الأسلحة الخفيفة، تجنبا لمقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية لاسيما في أعقاب مجزرة حي "الموصل الجديدة". لكن التنظيم نجح في الاستفادة من تغيير إستراتيجية القتال عبر استهداف القوات بالقناصة والقصف الصاروخي.

ولا تزال القوات العراقية، بإسناد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تقاتل منذ 19 فبراير/ شباط لاستعادة الجانب الغربي من الموصل بعد أن أكملت في 24 يناير/ كانون ثان استعادة جانبها الشرقي ضمن عملية بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين.

المدنيون والبنى التحتية
وتمثل "الإستراتيجية الجديدة" التي تعتمدها القوات العراقية، خصوصا عناصر مكافحة الإرهاب، التقدم البطيء داخل أحياء وسط الجانب الغربي للمدينة والقتال بالأسلحة الخفيفة تجنبا لسقوط ضحايا بين المدنيين بحسب علي المتيوني عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي.

وأضح المتيوني في أن "القوات العراقية اعتمدت هذه الإستراتيجية الجديدة للتقدم في أحياء الجانب الغربي للمدينة بعد مقتل مدنيين في حي الموصل الجديدة" غربي المدينة، التي يقطنها نحو 1.5 مليون نسمة أغلبهم من السنة من أصل أكثر من 38 مليون نسمة.

ولا يزال الغموض يحيط بمقتل عشرات المدنيين داخل منازلهم في هذا الحي، في 17 مارس/آذار، حيث أعلن التحالف الدولي أنه شن غارة جوية في هذا الحي بطلب من الحكومة العراقية، وهو ما نفته بغداد، متهمة الدولة الإسلامية في الوقت ذاته بتنفيذ تفجير تسبب في هذه "المجزرة".

وأضاف النائب العراقي أن "القوات العراقية تستخدم حاليا الأسلحة الخفيفة خلال التغلغل داخل الأحياء السكنية لحماية المدنيين والبنى التحتية، وقد حققت الإستراتجية الجديدة أهدافها خلال الأيام الماضية".

ورجح المتيوني أن "معارك الجانب الغربي للموصل قد تنتهي خلال أسابيع، التقدم الحاصل وإن كان بطيئا فهو مرضٍ، وستتمكن القوات العراقية من حسم المعارك في الجانب الغربي خلال فترة لا تتجاوز أسابيع".

والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي مساحةً حيث يبلغ 40 بالمئة من إجمالي مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أكبر، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة نزح منهم 285 ألف وفق ما أعلنته المنظمة الدولية، الثلاثاء الماضي.

قناصة "داعش"
و"في محاولة لإبطاء تقدم القوات المهاجمة في أكبر وآخر معقل له في العراق، يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية أساليب عديدة أبرزها القناصين والقصف الصاروخي والانتحاريين بسيارات مفخخة، خصوصا بعد تقليص استخدام القصف الجوي من قبل طيران التحالف الدولي والطيران العراقي"، وفق خليل النعيمي ضابط برتبة عقيد متقاعد من الجيش العراقي.

وقال النعيمي أن "داعش بدأ بالاعتماد كليا في المعارك على القناصين والقصف الصاروخي لمواقع تجمع القوات العراقية، فالتنظيم يمتلك عددا غير قليل من القناصين الأجانب، والقضاء عليهم ضمن الإستراتيجية الجديدة التي قلصت القصف الجوي يأخذ وقتا أطول".

هجوم على تلعفر
وعلى خلاف معارك الجانب الغربي للموصل، يستعد "الحشد الشعبي" لشن هجوم واسع باستخدام مختلف الأسلحة، وبإسناد من الطيران العراقي لاقتحام قضاء تلعفر على بعد 60 كيلومترا غرب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها التنظيم منذ يونيو/ حزيران 2014.

وقال كمال السعدي، وهو قيادي في "الحشد الشعبي"، إن "قضاء تعلفر يختلف تماما عن أحياء الجانب الغربي للموصل، إذ توجد مساحات مفتوحة داخل القضاء وعدد أقل من المدنيين ومواقع تنظيم داعش مُشخصة (تم تحديدها) من قبلنا، لكن مع ذلك نتوقع معارك شرسة".

وأوضح السعدي أن "غالبية الفصائل التابعة للحشد الشعبي ستشارك في معركة تحرير قضاء تلعفر، لدينا معلومات كاملة عن حجم استعدادات داعش في محيط وداخل قضاء تلعفر، عناصر التنظيم لا ينوون الانسحاب من القضاء لذا ستكون المعارك صعبة".

وتفيد تقارير محلية ودولية معنية بحقوق الإنسان بأن المدنيين في الموصل ومحيطها يعيشون أوضاعا إنسانية سيئة للغاية جراء الحصار المفروض منذ أشهر وشح الغذاء والمياه الصالحة للشرب فضلا عن شبه انعدام للخدمات الأساسية الأخرى من قبيل الصحة والكهرباء.